أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - تشافيز.. وكعكته..!














المزيد.....

تشافيز.. وكعكته..!


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر إلى التطورات الكثيرة الجارية في منطقتنا من آواسط آسيا إلى المحيط الاطلسي، والتي يمكن أن تتحول في أية لحظة إلى تطورات خطيرة. لهذا قد يكون من المفيد أيضاً متابعة بدرجة ما التطورات الجارية في الضفة الأخرى من الأطلسي، فبينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول إعادة روسيا إلى مرحلة ما قبل بروسترويكا، عبر إقصائه لمنافسه من المعارضة عن الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد مؤخراً، بحرمانهم من الإعلام والدعم والحركة.. فقد استعاد ذاكرتنا جراء تلك السياسة عما كان زعماء السوفييت يفعلونه تجاه من لا يساق ورائهم..
وفي موازاة ذلك أطلق الديكتاتور الفنزويلي "هوغو تشافيز" مؤخراً بأن هذا القرن سيكون قرن تطبيق الاشتراكية، التي يعني بها العودة إلى حنين الديكتاتورية بنسقها الشيوعي، بعد أن فطمت معظم المجتمعات بعد أن ذاقت منها ما ذاق، والتي خلفت آثاراً هشة هائلة على مستوى تركيبة المجتمعات وتوازنات النظام الدولي وبين استراتيجياتها، ومازال أغلب المجتمعات الشيوعية لم تتخلص من وطأة كابوسها، والطريف في الأمر هو أن (بوتين) نفسه طلب من الاعلام الروسي أن لا يظهره مع "تشافيز" لدى زيارته الصيف الماضي لموسكو، معتبرا بأنه لا يرغب بأن يظهر شخصية شعبوية كـ"تشافيز" !!.
ففي الثاني من الشهر الجاري أجري في فنزويلا استفتاء شعبي حول تعديل دستوري، بموجبه يتاح للرئيس البلاد إمكانية تعديل (70) مادة تقريباً من دستور الشعب الفنزويلي، وكذلك بمنحه فرصة إمكانية الترشح لأكثر من ولاية رئاسية، ويؤدي في النهاية إلى إقامة نظام اقتصادي اشتراكي الذي يتغنى -تشافيز- به ليلاً ونهاراً.
بيد أن نتائج الاستفتاء التي هبت رياحه بما لا تشتهيه سفن شافيز، فقد تركت لدى تشافيز انطباعاً بأنه من الصعب عليه، من الأن فصاعداً، إقناع أي شخص بالسماح له بتمديد وتوسيع سلطاته.
وأراد شافيز من خلال هذه اللعبة إلغاء الحد الأقصى الذي ينص عليه الدستور للمرات التي يمكنه أن يترشح فيها للرئاسة، لأن الاشتراكية الاقتصادية التي عمل في بنائها "شافيز" أفضت منذ مدة إلى تزايد التضخم بنسبة في البلاد بنسبة 25%)، بالإضافة إلى نقص في الايرادات السوقية.. كل ذلك بفضل سياسة حكومته في المراقبة الشديدة للأسعار.. علماً بأنّ صادرات فنزويلا النفطية التي تبلغ (38) مليارا سنوياً وشعبه ما يزال يعيش تحت خط الفقر!
والذي حضّني إلى كتابة هذه السطور في الحقيقة، هو ما نشرته صحيفة "الانديبيندت" البريطانية "كاريكاتورا" ساخراً يصور به دعوة الرئيس الفنزويلي إلى استفاء شعبي تصويراً لا يخلوا حيناً الطرافة، وبعض الآجايين من الظرافة، وفي كثير من الآحايين من السخافة في تلك الدعوة للحصول على صلاحيات وسلطات أوسع مما هي في يديه.
وفي الكاريكاتور بدا فيه "هوغو شافيز" متربعاً على كرسي أمام طاولة عليها كعكة كبيرة للمناسبات (كاتو) على شاكلة خريطة أمريكا اللاتينية، في إشارة إلى شهية "تشافيز" وتطلعه لتقوية نفوذه السياسي في القارة. ويظهر أيضاً في الكاريكاتور وهو يقطع بالسكين الذي بيده اليمنى جزءاً من الكعكة، في الوقت عينه أبقى "تشافيز" على يساره الشوكة مغروسة في الجزء المتبقي منها.. وما أن يتناول قطعة منها سرعانما يبدأ بمراجعة ما حاول التهامها، بعد أن يتراجع قليلاً نحو الوراء.. وقد أخذ يعطس بعدها.. إلى أن تخرج اللقمة الأولى من الكعكة من فمه التي حاول التهامها، وتتطاير في الهواء بعد أن كادت يلتهمه.. وعلى القطعة المتطايرة –كتبت- كلمة "فنزويلا"، كناية عن رفض هذا البلد الخضوع التام لشهيته السياسية الجارفة للسيطرة عليها، لا بل لالتهامها.
كان تشافيز سيتجاوز كل الحدود بسعيه إلى وضع اليد على كامل السلطات التنفيذية، لو جاءت نتائج الاستفاء لصالحه، ولأصبح الباب مفتوحاً على مصراعيه لحكمه الديكتاتوري.. لهذا إن نتيجة الاستفتاء تحسب لصالح تطلعات الشعب الفنزويلي المتقاطعة وما يتطلع إليه رئيسهم. إذ أدرك الناخبون أن عليهم ألا يتركوا الدستور الصحيح في يد الشخص الخاطئ. لهذا فقد دفع تشافيز من جرائها الثمن، وفقد الهالة التي كان يضفيها على صورته بوصفه شخصاً لا يقهر.
وهذه الهزيمة بطبيعة الحال هي عبرة لأمثاله من كاسترو و بوليفار.. وباتت لديهم فسحة كافية من الوقت، ليفكروا ملياً بستقبل شعوبهم وشعوب العالم، لأنّ من بديهيات الاشتراكية أن تبنى بالحوار وليس بالقرارات الفوقية.






#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً
- من التحدث عن ايران وسوريا.. إلى التحدث معهما..
- الساسة الكرد.. وفن دفن الرؤوس..
- القيادة الكردية.. ساهمت في دفن المؤنفلين..
- قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتت ...
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - تشافيز.. وكعكته..!