أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - قيادات حماس وخيارات الحوار















المزيد.....

قيادات حماس وخيارات الحوار


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 11:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))
حديث واضح وصريح, لايحتاج إلى تنقيب وتقليب, لقد بلغت عملية الانقلاب على الشرعية, وما واكبها من عنف وقمع ودموية ذروتها, وتبين في نهاية المطاف,أن نتيجة ذلك الانقلاب بالإجماع كارثة وطنية, وانه لاينتظر جراء ذلك الانقلاب أي نظام أو مؤسسة من شانها ريادة أي مشروع وطني, بل أصبحت حالة الانفصال والفصام,مصلحة صهيونية صرفة, وبات عقيما أن نفكر في هزلية الجدلية القائمة على نظرية الغالب والمغلوب, المنتصر والمهزوم, لقد ساهمت جهات خارجية مشبوهة الانتماء, مشوهة المعالم الوطنية,بتضليل حركة حماس بالدرجة الأولى, لتوقعها في شرك يصعب الخروج منه بنفس المعالم التي شكلت تاريخ انطلاقة الحركة في العام 1987 وتحديدا الانتفاضة الأولى المباركة, تلك الجهات من جماعات وأنظمة خارجية, سيتبين بل ربما اتضح لمن لا ينتهج المكابرة, أنها تدور في السر والعلن في الفلك الأمريكي بالكامل, وما شعاراتها التي كانت عبارة عن خيوط الشرك, إلا توزيع ادوار ومهام هم مكلفين فيها, وذلك للوصول بحركة حماس بالضبط إلى ما وصلت إليه حاليا من انكشاف وتهور ساهم في تدمير رصيد وطني عمده الشهداء والقادة الأولين بالدم وشعار وحدة النسيج في زمن كانت تحية الزعيم الفنحاوي تقبيل جبين زعيم حركة حماس, حتى أصبحت تحية القائد الحمساوي قطع عنق وأوصال الكادر بل والعنصر الفتخاوي, بفعل سموم التضليل الخارجي, تلك الجهات المشبوهة المشوهة, والتي تراوحت أدوارها بين الدعم المادي والدعم السياسي, وآخرين يعطون صكوك وضمانات سياسية بعدم التدخل الصهيوني, حتى يوصلوا حركة حماس من جاني إلى مجني عليه في نهاية المطاف الذي يلوح في الأفق وقد انتهت لعبة الانقلاب, أو ربما يوشك الزمن المخصص لذلك المنعطف على النهاية.

وهنا اجزم بان كل تلك المعطيات قد تغيرت, رأسا على عقب, فما عاد ذاك الطرف داعما سياسيا, وقد تراجعت أطراف أخرى عن الدعم الاقتصادي, وبعد الهجوم الأمريكي باسم فرض عملية سلام, تغيرت المعادلة والتحالفات على الأرض, سواء على الساحتين المصرية والسعودية, أو على الساحتين القطرية والسورية, ناهيك عن الدخان المنبعث جراء إطفاء نيران التوتر التي قادتها الولايات المتحدة في مواجهة طهران,حتى وصل الأمر لدرجة الخشية الصهيونية الحقيقية من التقارب والغزل الإيراني الأمريكي, فما عادت الساحات المجاورة خاصة(المصرية الأردنية السورية) أرضية خصبة لتأييد ودعم سلوك حركة حماس, والذي وصل بشكل متهور وغير محسوب إلى قعر مستنقع الأزمة والتأزم, والتي تسعى الحركة إلى لملمة أطرافها وعدم إظهارها على الساحة, ولعل أهم مابرز من معطيات التغير الخارجي , والذي من شانه رسم النهايات ووضع اللمسات الأخيرة على خيار لامفر منه وهو ضرورة الحوار وبأدنى درجات شروط الآخر, من اجل إنقاذ مايمكن إنقاذه, هو النقد الصاخب والذي سربته أو أعلن في وسائل الإعلان, بان حركة الإخوان المسلمين في العالم عامة وفي المحيط العربي خاصة, قد تلقت طعنة قوية جراء تداعيات انقلاب غزة, وفد كتبت قبل عدة أشهر بعد الانقلاب على الشرعية, أن الزمن القادم سيظهر مدى الضرر الذي سيلحق بحركة الإخوان المسلمين تحديدا في الساحتين المصرية والأردنية, على اعتبار أن ماحدث في غزة في الزحف صوب السلطة بنفس النهج الانقلابي,مما قد ينبئ بانقلاب مماثل على الساحتين الأردنية والمصرية, وهذا ماحدث وأصبحت حركة الإخوان المسلمين المستقرة على الساحات العربية نوعا ما, أصبحت هدفا يجب متابعة سلوكها بأربع عيون, ومحاولة توظيف دموية غزة من اجل التأثير عليها جماهيريا وشعبيا في دول الجوار, بل ومنذ دخول القيادة السورية بخطوة حكيمة ومحسوبة إلى مسيرة السلام, أصبح الإخوان كذلك تحت المجهر في سوريا وبشكل غير مسبوق, وأقول حكمة النظام السوري قاصدا, أن المخطط الذي يتم تدبيره وتسويقه في المنطقة العربية, هو إسقاط النظام السوري, وجلب نظام كرزاي خدام من لندن , فأصبحت اللعبة بالحسابات السياسية, لعبة مصالح إستراتيجية, وأولويات وطنية كما صرحت بها القيادة السورية, ومن ثم حدث التقارب السوري الأردني, وتركت الساحة السعودية المصرية هي الملاذ لقيادة حماس الخارجية, من اجل تلمس مخارج الأزمة وإعادة ترميم خطوط العودة المهشمة.
فقد تغيرت كل المعطيات بشكل واضح على المستوى المحلي الداخلي فشل ذريع في خلق نظام ومؤسسة وفك حصار, وعلى مستوى الساحة العربية كلها تدفع بتجريم عملية الانقلاب وتسعى لإعادة ترتيب أوراق اللعبة السياسية, بما يتناسب مع المسيرة السلمية وتحقيق السلم الأهلي في فلسطين بالحوار, وكذلك على الساحة الإقليمية من تركيا حتى إيران فقد تغيرت تلك المعطيات في غير صالح الانقلاب والانقلابيين, أما على الساحة الدولية فهي بالكامل أصبحت تدفع باتجاه الإعلان عن انتهاء زمن الانقلاب , والعمل على عودة السلطة الشرعية إلى سدة الكيان السياسي الفلسطيني ومحاولة لدمج حركة حماس في ذلك الكيان السياسي, بمفهوم الدمج في مسار التسوية, أما على ساحة الفعل السياسي والعسكري الصهيوني, فقد يلمس البعض تغيرا على مستوى التصريحات, وأما السلوك فإنني كما ذكرت في مقالتي السابقة بقراءة مغايرة لأي قراءة تحليلية للمشهد, فان أي اجتياح أو عملية عسكرية موسعة, لن تتم إذا مابقي الحال على ماهو عليه, أما إذا لامست القيادة الصهيونية انطلاقة حقيقيا لإنهاء الانقلاب وهذا ما يحدث حاليا, فإنني أتوقع ضربات قاسمة كلما توفرت الظروف إلى المقاومة دون تسميتها فصائليا فالكل مستهدف ورأس المقاومة في غزة مطلوب, وتفعيل وتعجل حوار سيترافق معه تفعيل أدوات المجزرة, وأنا على يقين بان الكيان الإسرائيلي في نهاية المطاف, لن ينتظر إعلان نهاية المشهد حتى لو تخلله شبهة الاعتراف بكيانهم, إلا أنهم سيعملون جاهدين على توجيه ضربات قوية, من شانها تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس مهما اطهرت من نوايا التزام بالتهدئة, يعني حوار حقيقي بعد العودة عن الانقلاب, سيرافقه عدوان حقيقي قبل إعلان نهاية المشهد الوطني الدامي.

وفي ظل هذا السياق نقول أن قيادات حماس السياسية في الخارج, باتت أكثر من غيرها على اطلاع بتلك المتغيرات والتي من شانها أن تكون إرهاصات وإيذان عربي إقليمي دولي بإعلان نهاية زمن الانقلاب, وهذا بحد ذاته سيصطدم بالمستوى العسكري للحركة وتحديدا القائمين حاليا على سلطة الانقلاب, وذلك لأنه إذا وجد ثمن يستوجب دفعه ضريبة للانقلاب وما واكبه من أعمال قتل وقمع وإذلال, فان القيادة العسكرية ستعتبر نفسها هي الأكثر تعرضا لدفع ذلك الثمن, وهذا ماسيعيق أي عملية حوار قريبة ولا أقول سيفشلها, وبالتالي فمن المرجح أن يكون الاتصال تجاوزا للمستوى السياسي للحركة, مباشرة بالمستوى العسكري الذي يسيطر على القرار الميداني حاليا, ودون تقديم ضمانات السلامة لذلك المستوى العسكري في حال الموافقة على أي حوار له من الاستحقاقات العملية(الشروط) مقدما, فلا بد من خلق قناعات على مستوى القيادة العسكرية بان الحوار وإنهاء الانقلاب أصبح ضرورة استرايجية, وان التأخير في التعاطي مع تلك المتغيرات سيخلف نتائج أكثر ضررا على مستقبل الحركة على الساحتين العربية والدولية, وان الإصرار على ساسة الحديد والنار للامساك بالوضع الانقلابي على ماهو, فانه ضرب من الجنون ومضاره تصبح كارثية, في زمن الممكن قبل الوصول إلى جراحة المستحيل, لان دوام الحال من المحال, وهنا نلامس الاستجابة لبعض شروط الحوار على المستوى السياسي, وبقي أن تتفق القيادة العسكرية التي لا تلامس المتغيرات الخارجية, والقيادة السياسية للحركة والتي باتت على شبه قناعة بان زمن الانقلاب قد انتهى, وان الحوار هو خير وسيلة للإنقاذ الحركي قبل الإنقاذ الوطني.

فهل ستشهد المرحلة القادمة على ساحة حركة حماس وفق تلك المتغيرات في المعطيات, إلى وفاق وحكمة للخروج من عنق الزجاجة لرسم مخرج للمشهد غير المتوقع مأساويا, أم سيحدث خلاف جوهري وشبه صدام في امتثال القيادة العسكرية لقرارات القيادة السياسية, هذا ماستجيب عنه الأسابيع القليلة القادمة, واعتقد أن الأولوية في تسليط الضوء على المسرة السلمية وضرورة الوصول إلى تسوية ما, ستتم بعد الانتهاء من إعلان نهاية المشهد في غزة كمصلحة لجميع الأطراف, وان كان بها خشية لطرف معين, فهذا يكون مهمة جميع الوسطاء مجتمعين, والذين كانوا بالأمس فرقاء في دعم ورفض مشهد الانقلاب, نجدهم حاليا وبصوت وفعل واحد يتجهون صوب إنقاذ الساحة الفلسطينية من كارثة محدقة, لكني مازلت على قناعة أن الاستثمار الصهيوني لما يدور على الساحة الفلسطينية سيشهد تصعيدا خطيرا وغير مسبوق, ليس بالضرورة من اجل إفشال الحوار , بقدر ماهو لاستحالة القبول كما بالسابق أن يتم الحوار, وتبقى حركات المقاومة وعلى رأسها حركة حماس تحتفظ بإمكانيات عسكرية كبيرة, وهذا يفيد بان الأسابيع القادمة كذلك ستزداد التوغلات والقصف المركز, والاغتيالات الصهيونية, وهذا ما نود الإشارة إليه للخروج من الأزمة والانقلاب المنتهي حتما بأقل الخسائر الممكنة.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!
- اندحار فحوار بديل الانتحار
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية
- في الليلة الظلماء,,,أَقْبِِلْ أبا عمار
- تصور افتراضي لمخطط اجتياح إسرائيلي وخيارات المواجهة؟؟
- الرهان السياسي ومصير المقاومة؟؟
- رسالتنا للقيادة السورية
- ((لماذا الانقلاب في غزة وليس في الضفة))؟؟!!
- وكالة الغوث وخطة التعلم الذاتي تطوير أم تدمير ؟؟!!
- الدراما السورية تجتاح الكيان الفلسطيني
- كلمة في أُذن الدكتور سعدي الكرنز
- فلسطين بيتنا وإسرائيل بيتهم
- أنا بوليس الشرق الأوسط؟!
- ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - قيادات حماس وخيارات الحوار