أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - نقلة الحصان .....سبيل العراقي لبلوغ مبتغاه !














المزيد.....

نقلة الحصان .....سبيل العراقي لبلوغ مبتغاه !


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


محكومون بالبحث عن القوت يعبر العراقيون دروب الموت اليومي ...
هنالك اعتياد ولامبالاة كبيرة تجاه مفاجآت الموت التي تظهر في المنعطفات وعلى الأرصفة بأقنعتها المتعددة (اغتيال ,انفجار عبوة ناسفة وسيارة مفخخة ,إطلاق نار عشوائي من مسلحين ,مجهولين, ومعلومين ,ومن قوات الاحتلال بسبب وبلا سبب....)
هنالك الطرقات المشهورة بوفرة أسباب الموت ,وهي عادة الطرقات التي لابد منها للعبور إلى مصادر الأرزاق ...طرق الأسواق العامة,طرق الدوائر الرسمية , طرق محطات النقل ,وحيث يتسع ظل الموت تزدحم خطوات العباد ...أو العكس ,ثمة انجذاب وجداني أو مجهول الغاية مثل دوران الذرة حول النواة ...
ماذا تفعل إن كان لابد من المرور في طريق حدثت فيه ,وعلى طواله مئات المكائد والفخاخ التي ينصبها الموت لأي عابر دونما تحديد للهوية ؟
الجواب المنطقي هو أن تغير المسار
فان لم يكن ثمة مسار آخر ,أو إن كانت كل المسارات بمستوى واحد متماثل من الخطورة فلاباس أن تعبر وتترك للصدفة مقاديرها ...الست عراقي ؟ فإذن أنت ابن الصدفة لاغير !
الموت (لغير الذين ماتوا )يحدث قبل وبعد ...
فعشرات الميتات حدثت بعد عبورك لحظة الموت المفاجئة بعشرات الأمتار لا أكثر !
وعشرات مثلها حدثت قبل ووصولك إليها
وحين تعود في اليوم التالي إلى النقطة صفر وقد نظفوها من ركام الأشلاء أو نثار الدم ...تتأمل الوقت وتطابقه مع لحظة الموت الماضية ...فتجد ولمرات عدة إن الوقت متطابق تماما ولكن في يوم أو أيام ماضية ..
ترى كم سيتطابق هذا الوقت مع وقت الموت في أيام قادمة أخرى ؟
تبدأ غالبا بالتفكير بالدقائق التي تأخرت أو تقدمت فيها عن تلك اللحظة المشئومة ...فتفاجأ بان بعضا من الخرافة يستحوذ على نمط تفكيرك فتفكر في كل الدقائق الصغيرة التي آخرتك عن لحظة اللقاء المباشر مع الموت :
الانتباه للحذاء وحاجته للتلميع وإمضاء الدقائق معه لأجل ذلك ....شكرا حذائي القديم !
الثرثرة مع الزوجة حول مصروفات اليوم ....شكرا لثرثرتك الزائدة يا زوجتي العزيزة !
الكلام مع بائع السكائر عن الغش ألدخاني والسكائر المضروبة وتكراره أغلظ الإيمان بجودة سكائره ....شكرا للسكائر المغشوشة !
ومئات الأشياء التافهة التي لا تقدر بثمن عند حساب أهمية توقيتها في الإخلاف عن موعد الموت ...
موت مضى بالنسبة للعراقيين الخارجين سعيا إلى لقمة العيش يعني هبة للحياة ....ولكن ماذا عن الميتات التي لم تأت بعد ؟!
ما من عراقي عاد مشغولا بهذه الفلسفة !
نعم هي فلسفة ..لأنك لن تستطيع ان تتحدث عن موتك الشخصي مطلقا ...يقول ذلك الإغريقي القديم :
مامن احد منا سيلتقي يوما مع الموت ...فان حضر سنكون غير موجودين ..وان وجدنا .سيكون غير حاضر !
هل كان ذلك الإغريقي يعرف أن حكمته المهونة للمصاب ستدخل في ضمير العراقيين العابرين على طرقات الموت يوميا ؟
وإلا كيف سنفسر ذهابهم وإيابهم يوميا في طرقات الرزق المفخخة بالموت دون أية مبالاة ؟
هل التعايش مع الموت يبخس قيمته ؟
أم شظف العيش يبخس قيمة الحياة ؟
الذي اعرفه إن كل إنسان لابد يدرك أن القيمتين الحقيقيين في الوجود هما الموت والحياة ...لذا فهما الأعظم في التجربة الإنسانية والوجودية ...
غير إن المسافة مابينهما ضئيلة حد التفاهة !
هكذا يتعلم العابرون في دروب حياة مفخخة بالموت ..
الطريقة الوحيدة لقطع طريق الرزق المفخخ بالموت هو استعارة نقلة الحصان في لعبة الشطرنج ..
فانك حينئذ لن تذهب للاتجاه المقصود ولا تخطو على المسار ...حينئذ ربما قد تنجو من فخاخ الموت اليومية ...من الفخاخ فحسب وليس من الموت !
هل يعير حصان الشطرنج موهبته هذه للعراقيين وهم يبحرون في سبل الارزاق الملغومة ؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هديل مسائي على ضريح
- كم دكتورا في اكاديمية اللصوص ؟
- حكومة لا تتشاطر الا على حصة الفقراء التموينية ..
- الاتجار بالمهجرات ...التنكيل بالمراة العراقية زمن الاحتلال
- باتجاه عام سابع مسربل بالامال ايها الرفقة الطيبة
- رائحة غاز !...نغروبونتي في المطبخ العراقي ..
- اول زخات المطر على عراق العطاش.....صلاة اغتسال القلوب
- مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي
- ثقافة الاسترقاق في بلدان الخليج النفطي ..وصمة عار في وجه الح ...
- السبع البواكي -7
- لاجل وثبة جديدة ...ضد بورتسموث جديدة
- الكحل والعمى في رد وزارة العدل السعودية حول جريمة اغتصاب فتا ...
- وينتقمون من الطير ايضا
- الحوار المتمدن : دارة الفلول النبيلة
- السبع البواكي - 6
- ساعدونا لنفهم ...الزوج (الزوجة ) والحبيب (الحبيبة ) بين سؤال ...
- (روبي )والتعويضات العراقية للكويت
- ان المشاعية فطرة ..
- اريد ان ابكي يا وطن
- السبع البواكي-5


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - نقلة الحصان .....سبيل العراقي لبلوغ مبتغاه !