أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مهند صلاحات - الشباب والمشاريع الثقافية العربية














المزيد.....

الشباب والمشاريع الثقافية العربية


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 11:25
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


عبر سنوات مضت، والمشهد الثقافي العربي يسير نحو انحدار خلف انحدار، بشكل غير متوقف، ويجر معه في انحدار المشاريع الثقافية الخاصة بالقوميات الأخرى في المنطقة من كرد وتركمان وأمازيغ وغيرهم، دون أن نجد من يضع حداً لحالة الاندحار هذه، والتي تأخذ معها الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مما يجعلنا نطرح تساؤلات كبيرة حول هذه الحالة الغير معقولة، وغير مقبولة نحو مشهدنا الثقافي.
أول هذه التساؤلات حول ذاتية المثقف العربي وطبيعة تعاطيه مع السلطة ضمن المحيط العربي، وتساؤلات كثيرة أخرى يجب علينا اليوم طرحها، وخاصة بين فئات الشباب العربي الذي يمكن أن نسميه الواعي، على العديد من المثقفين والنقاد حول:
ما سبب هذا الإخفاق الثقافي الكبير الذي نعانيه اليوم ولدينا هذا الكم الهائل من أعداد المثقفين، والمبدعين، والشعراء، والروائيين، من كلا الجنسين، والذين ثبت فيما بعد أن جزءاً كبيراً منهم مجرد أسماء وتجارب شملها تعداد المثقفين، أو أبرز جزء كبير منهم الصراع بين السلطة والمثقف الحقيقي، مما استدعى بالسلطة أن تستغل الإعلام في إبراز بعض شخوصها على أنهم مثقفين لتتصدى بهم للمشاريع الثقافية الحقيقية من ناحية، أو لتمرر ما لديها من مشاريع تخدم أهدافها وأفكارها وسياساتها عبر هؤلاء بزعم أنهم مثقفي المجتمع ونخبه.
وما هي طبيعة أو ظواهر المشهد الثقافي العربي. ولماذا هذا التركيز على ما يسمى المشروع العربي مع إغفال كامل لأن هنالك ثقافات أخرى لدى أقليات عرقية وإثنيات في داخل المجتمع العربي يتم تجاهل ثقافتها، أو تهمشها بشكل ظاهر، أو غير معلن، أو محاربتها ضمن مشاريع سياسية كبرى.
ومن ناحية أخرى؛ ما يحيرنا هو جهل ذلك المثقف بقضاياه المصيرية، ومسالة الهوية، والعديد من القضايا، فتصيبنا الحيرة كيف اعتُبِرَ هذا الشخص مثقفاً فقط لأنه طبع ديوانا شعرياً قد يكون باللغة العامية، أو طبع بحثاً أكاديمياً مطولاً في كتاب ليضيف أسمه لقائمة المثقفين الطويلة جداً، أو أكتسب عضوية إحدى اتحادات الكتاب بناء على علاقته مع فلان من الاتحاد، أو علاقته مع تلك السلطة التنفيذية بداخل تلك الرابطة أو الاتحاد، أو طبلت وزمرت له تلك الفضائية، ومنحته مليون رسالة قصيرة ليصبح شاعر أو روائي المليون مشاهد.
والأدهى والأمرّ أنه يوضع فيما بعد في مقارنة مع مثقفين حقيقيين أو عضويين –بحسب جرامشي- الذين يحملون المشاريع النهضوية التي تُطرح لإخراجنا من مأزق كثيرة أبرزها حالة الاغتراب الحقيقية التي تعاني منها مجتمعاتنا وخاصة بين فئة الشباب، وهروب الشباب من حالة البطالة والحالة الاقتصادية المتردية، والهروب من إرث الهزيمة العربية، ومشوار الهزائم الطويل والتخلف العلمي والفكري عن العالم باللجوء إلى التطرف، وتفشي ظواهر دخيلة على مجتمعاتنا مثل ثقافة الانتحاري، والمتطرف، وتفشي الجريمة والمجرمين بشكل كبير، وانعدام القيم الأخلاقية والإنسانية بين الناس، وغياب الذاكرة الجمعية، وغيرها الكثير التي استدعت بحثاً حقيقياً في طرح هذا السؤال الكبير:
أين يقف المثقف اليوم من كل ما يجري على مرأى ومسمع رجال السياسة والفكر والثقافة، وما هي حلولهم الجدية والواقعية إزاء ما يجري، وأين هي مشاريعهم الجدية التي من الممكن أن تنهض بالمجتمعات في الدول النامية لتوصلها لركب الحضارة، وتخرجها من تصنيف العالم الثالث إلى الثاني أو الأول –رغم تحفظي على هذا المصطلح الذي أوجده المنتصرون في الحروب العالمية لتقسيم العالم طبقياً- والوقف بشكل جدي على ما يحدث في العالم، ووقف استغلال الشعوب والناس البسطاء وتسخيرهم لخدمة تحالفات سياسية كبرى، وجعلهم يخوضون حروباً بالوكالة عنهم، عبر تخديرهم بشعارات كبيرة، مثل مفاتيح الجنة، والطريق إلى الجنة يبدأ من كابول، وغيرها من شعارات سممت عقول الشباب العربي وقتلت في المجتمعات زهرة نهوضه.
وكيف يمكننا أن نمتلك مشروعاً حضارياً علمياً، ووصولنا فيه إلى صرف المجتمعات عن ثقافات الغيبيات، والاتكالية.
والأهم من ذلك كله، متى ستستطيع هذه المشاريع الثقافية أن تبتعد عن برجوازيتها، وتنزل للشارع وتخاطب فئات من الشباب العربي تعاني هجمة شرسة من العولمة بكل أدواتها الإعلامية، والتقنية ؟
أين شبابنا اليوم في تعداد المثقفين المنجزين الحقيقيين والفعلين في مجتمعاتهم، ولماذا يتم تجاهل إنجازاتهم من قبل المؤسسات الرسمية المعنية، في مقابل تكريس أسماء لم تعد اليوم تحمل كما في السابق ما يمكن أن يكون حقيقياً ؟



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لاجئو الداخل الفلسطيني- الملف المنسي للتهجير القسري
- الشباب العربي والفضائيات
- يومياتُ حمارٍ سياحي
- قليل مما يحدث في الضفة وغزة .... هذه حكايتنا مع الأمن والأما ...
- ما الذي يجب على الفلسطينيين أن يحملوه لمؤتمر دمشق ؟
- حول استبدال الأوطان بعلب السردين
- تعقيباً على ما يحدث دوماً ... حول استبدال الأوطان بعلب السرد ...
- بنات الرياض... وتعرية المسكوت عنه في المجتمعات المخملية الشر ...
- فوضى كتاب الطفل العربي .... ما بين مأزق الكتابة واشكالية الت ...
- تراثنا ... الأمانة التي نفرط بها
- شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...
- القناعة المطلقة بالخيانة ودفاع الضحية عن الجلاد
- يمضي عيد الأم ويأتي يوم الأسير...
- فلسطين ... حرب طبقية بين المنظمات، لا حرب أهلية
- الذين حاصروا أنفسهم في بطن الحوت...
- إيران وسوريا والمشروع الروسي في مقابل الشرق الأوسط الأمريكي ...
- دور النفط بالمعركة الفلسطينية
- نفديك للأبد يا -أبو العبد-*
- أطفال غزة ... كبش فداء المشاريع السياسية


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مهند صلاحات - الشباب والمشاريع الثقافية العربية