أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - فراشة على الأرض_ثرثرة














المزيد.....

فراشة على الأرض_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 08:31
المحور: الادب والفن
    


لا أؤمن بالتطيّر والإشارات الماورائية,ذلك غير الأسباب المتعدّدة _تدرّج وتفاوت واختلاف_شدة الأثر والتأثير مع عوامل القرب والمنظور وشروط التلّقي.
لكنني أفضّل وأمايز بين أنواع الحشرات والأصوات,تبعا لحالتي النفسية.
الفراشة أكثر من رمز وحيوان جميل,هي بؤرة دلالات عالية التوتّر,تختلف عن الوردة والذبابة....لا أستطيع منع نفسي من التأثّر برؤيتها,واعتبارها إشارة فعلية تدلّ على مناخي الداخلي أيضا.
أفتح باب البلكون في صباح دافئ,شمس وقطع غيوم ومزاج رائق...فراشة على الأرض. مبتلّة وما تزال تصارع,ترفرف أجنحتها الهشّة... يا إلهي كيف أساعدها.
أمسكتها من جناحيها ووضعتها على الطاولة,علّها تجفّ ثم تنجح في الطيران ثانية.
انطبعت أجنحتها على أصابعي...كأنني سمعت خفقان قلبها,هي تخاف مثلي.
زحفت بشكل مضحك,ثم سقطت ثانية فوق بقعة الماء,أعدت رفعها...وعلا صراخنا معا.
هذا يومك الأخير يا حبيتي.
قذفتها في الهواء,وسقطت بشكل حلزوني,مثل طائر اخترقته رصاصة.
سقطت الفراشة على الأرض,لن تنهض ثانية,تعرف وأعرف....ثم ضحكت.
إلى متى يراقبني بوذا ويتجسّس على حركاتي.
*
اليوم 8/12/...الأحد.
يوم مائع بلا ملامح,بعيد ومتعالي....صلب لا يمكن النفاذ إليه.
يوم في الحاضر الأبدي.تراجيديا إغريقية,كوابيس وأحلام....مشتبكة,منصهرة...تقبلها دفعة واحدة وبالجملة أو تعرض عنها....وتمضي في طريقك.

خرجت من النافذة وتعود من الباب.
*
موسم الجرد وتصفية الحسابات.سنة 007 انزلقت وبدأت تبتعد,وتختفي يوما بعد آخر. سنة 008 على الأبواب,محمّلة بالمفاجآت والكوارث وربما الهدايا.
ما هي سنة 2007 !
سنة رمادية بطيئة وطائشة,فيها لاحت فرصة الغرين غارد,وضيّعها عليّ البريد السوري والقائمين عليه,...حزنت وشعرت بالقرف,ثم ضحكت,أيام وتمضي.
سنة عرجاء عوراء,فيها صرت من أهالي وسكان بسنادا...بألف ممطوطة.
سنة مثل باقي السنين,فيها الولادة والموت,فيها العشق والخيانة والهجر,فيها الحروب والانتصارات والهزائم المرّة.
عام لعين مضى أيضا....في طريقه.
*
ماتت الفراشة وانطفأ سحرها.
*

أنا فراشة بسنادا,دودتها الممزوجة بالوحل والدم
يقودني الطريق الأكثر وعورة
أهتدي بالرائحة والغريزة
إلى بؤرة الألم
ضحكاتي تعلو...وتنشر السحب القاتمة
خلف أقدامي ولهاثي
....أيام
تتدافع وتنكسر
وتنحسر على بابي.
*
كلّ يوم يصلني لي.
كلّ يوم أمسك به,اسحبه من أنفه,أجرجره خلفي...أقذفه بعيدا, لأعود وألهو به ومعه.
ألهو وحيدا.
ألهو وسط الضجيج ورائحة الموت.
أضحك على الآلهة والحبّ والنزوات العابرة, أضحك وأبكي.
.
.
هذه الزيتونة صديقتي. نتبادل الكلام والنظرات والتعاطف.
سأسقيها إن عطشت,وسأطرد عنها المتطفّلين.
في آذار أو نيسان على الأبعد,سأجلس تحت جذعك...كأس منك وكأس مني.
سأحدّثك عن سرّي المدفون في أعمق الخبايا.
سأحدثك عن نساء...تبادلنا الحبّ والخيانة وسوء الفهم.
سأحدثك عن أصدقاء,وذكريات...وألم
سنضحك معا. ونغنّي في الربيع إن وصل إلينا.
*
اليوم وحدة الوجود الأساسية,عملته الصعبة...لكثرة شيوعها نغفل عن الفرادة واستحالة التكرار.هذا آخر كلام سمعته من فراشتي,وهي تتلّوى في الهواء...ويدخل بطنها في ظهرها. بسمة بوذا الوادعة في عينينها وعلى محيّاها.
.
.
كأنني سمعت هذا الكلام من قبل! أو قرأته!
أجل,لا شكّ....أنت في اللعبة والشراكة على السواء.
*
كلّ يوم يوصلني إليّ....
متى نتوقف عن اعتبار الألم فضيلة؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلتي في القراءة_ثرثرة
- التبوّل...متعة،ضرورة،مهارة أم فنّ!_ثرثرة
- كيف أضع نفسي مكانك...!_ثرثرة
- أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة
- يوم اعتيادي وماطر_ثرثرة
- فصول في الحكمة_ثرثرة
- سوناتا ضوء القمر_ثرثرة
- الكتابة المقدسة_ثرثرة
- رؤية القمر من داخل البيت_ثرثرة
- كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة
- في التفاصيل يسكن الشيطان والمعرفة والحب..._ثرثرة
- الهمس بصوت مسموع_ثرثرة
- سراب المعنى_ثرثرة
- رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - فراشة على الأرض_ثرثرة