أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محسن الذهبي - ا لضوضاء تتلاعب بالمزاج العاطفي














المزيد.....

ا لضوضاء تتلاعب بالمزاج العاطفي


محسن الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 04:58
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


الضجيج يقف خلف العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية في عالم يعاني 120 مليون شخص فيه من ضعف السمع.

--------------------------------------------------------------------------------
ان الاصوات التي تحاصرنا في بيئتنا الحاضرة كثيرة ومتنوعة بتنوع المصادر التي تولدها فكلما تقدمنا يوما في الحياة زاد من حولنا الضجيج والصخب وبدانا نفتقد الهدوء والسكون لنستمتع بالحياة بشكل مقبول، وخاصة في المدن الحديثة.
ومن طائرات تخترق حاجز الصوت و قطارات مسرعة تزمجر على حديد السكك الى صراخ الباعة وهدير محركات السيارات والشاحنات و ضجيج الالات في المعامل الى موسيقى صاخبة تجبر على سماعها وربما طلقات نارية من تنازع الحروب او فرح بمناسبة خاصة.

والادهى ان الضوضاء دخلت بيوتنا فصوت التلفاز او المذياع يمكن التحكم به نوعا ما ولكن هناك الخلاط وغسالة الملابس وجرس الباب وزعيق الصغار بل حتى الهاتف الجوال، كل هذا ونحن نعي اننا كلما تقدمنا يوما في العمر نفقد من قوة سمعنا شيئا، فاذا تعرض احدنا ولو لوقت قصير لاصوات صاخبة وحادة يمكن ان تتأذى البنى الحساسة في الاذن الداخلية وغالبا ما يكون تردي السمع من التأثير التراكمي للنشاطات التي تولًد ضجيجا شديدا.

ولمعرفة متى يكون الصوت عاليا ومؤذيا للسمع لابد من معرفة ثلاث امور هي: المدة، وهي طول الوقت الذي يسمع فيه الصوت والتردد، ويقاس بعدد الدورات في الثانية الواحدة وهو طبقة الصوت ويسمى الهرتز ويتراوح التردد المسموع في الحالة الطبيعية بين 20 الى 20 الف دورة في الثانية.

اما الامر الثالث فهو سعة الصوت وشدته ويحسب بالديسبل وتبلغ قوة الصوت الاعتيادية في التخاطب بحدود 60 دسيبل تقريبا. ويحدد العلماء ان التعرض لصوت اعلى من 85 دسيبل لفترة اطول تزيد نسبة التعرض الى الضرر وكلما اشتد الصوت كذلك زادت الاضرار بشكل اسرع، وتؤكد التقاريرالاختبارية ان الصوت يصير مؤلما عندما يتخطى 120 دسيبل، فبالإمكان تحمل اذاننا صوت الخلاط المنزلي (90 دسيبل) لساعة من الزمن لكنها لن تتحمل جهاز الاستريو الذي ينتج صوت يزيد على 140 دسيبل لمدة نصف ساعة.وكل زيادة بمقدار10 دسيبل تعني ان الصوت يتضاعف 10 مرات.


ولكي نفهم كيف يمكن للاصوات العالية ان تضر باسماعنا، يوضح ذلك احد تقارير السلامة المهنية اذ يشبه الاغشية الشعرية في الاذن الداخلية بزرع منتصب في حقل والصوت الذي يدخل الاذن بالريح.

وكلما زادت سرعة الصوت زاد الضغط والامر مماثل مع الضجيج فالخلايا الشعرية الدقيقة والحساسة يمكن لاي صوت مفاجئ او عنيف ان يمزق الاغشية ويترك ندوبا تسبب ضعفا في السمع كما ان التعرض لوقت طويل لمستويات خطرة من الضجيج يسبب ضررا يتعذر شفاؤه، وقد ينجم عن ذلك ما يسمى الطنين وهو صوت هدير او صفير او رنين في الاذنين والراس.

ومع ان سمعنا قد يضعف لاسباب وراثية او التعرض لحادث ما، لكننا لا بد لنا من اتخاذ التدابير الواقية لحماية حاسة السمع الغالية وابقائها جيدة طوال الوقت لذلك يحسن بنا ان نعرف مسبقا الاخطار التي تهددنا ونبتعد عنها. فغالبا ما تكون المشكلة في طريقة استماعنا للاصوات لا بما نستمع اليه.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية الحكومات والمنظمات المختصة بالبيئة الى ان البيئة السمعية في العالم اخذه في التدهور مما يتسبب بمشاكل لا حصر لها منها ان اكثر من 120 مليون انسان في العالم يعانون من ضعف خطير في السمع، وان نحو 75 في المئة منهم ليست الشيخوخة السبب لتردي حاسة السمع لديهم بل الاصوات التي يتعرضون لها طوال حياتهم، هذا في الجانب السمعي فقط ناهيك عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الصداع والصداع النصفي المستديم.

ولو نظرنا ابعد قليلا لوجدنا ان الكثير من المشاكل الاجتماعية يقف وراءها الضجيج والصراخ، فلا نفاجأ بان المزاج العام لسكان المدن في تدهور خطير وخير دليل على ذلك ارتفاع نسبة الكابة وما يصاحبها من امراض نفسية واجتماعية بفعل ضمور المشاعر والأحاسيس الودية.

وتؤثر الضوضاء سلبا في عملية التجاذب بين الرجل والمرأة، فقد وجد ان الرجال يقل تجاذبهم مع النساء اذا ارتفعت شدة الصوت اكثر من 84 دسيبل. واكدت احدى الدراسات الى ان التعرض لاصوات عالية يؤدي الى التوتر حتما، والتوتر عامل مهم في الاضطرابات النفسية كالتقزز والقلق والغثيان وحب الجدل حتى لأتفه الاسباب.

وكذلك وجد انه السبب في كثير من حالات الفشل الجنسي وتغيرات المزاج العاطفي مما يؤدي الى فقدان التحكم الحسي واللامبالاة، وتلك الفورانات العنيفة التي تحدثها الموسيقى الصاخبة في مجاميع من الشباب فتحولهم الى قطيع منفلت يحطم كل شيء بلا وعي او في شباب يقودون سياراتهم بطرق جنونية.

وتحت وطاة ضجيج موسيقي يفلت العقل من التحكم بالارادة ويخرجها الى درجة اقرب ما تكون الى الجنون، ولا استغراب من ان التعرض لاصوات مرعبة او قوية قد يؤدي الى الجنون فعلا كل ذلك يرجع لافتقاد الهدوء.

ان بتهوفن لم يفقد سمعه بسبب الموسيقى بل جاءنا بارقى المشاعر الانسانية وهو اصم لكن احفاده الان يوجدون الصمم لنا بالموسيقى الصاخبة .

لذا ينصح باستعمال سدادت الاذن وغيرها من الادوات التي تحمي السمع من الضجيج كلما وجدنا حاجة لذلك، ويحسن بالوالدين ان ينتبهوا من الخطر المحتمل الذي تشكله الالعاب الصاخبة وسماعات الراس الموصولة باجهزة التسجيل الصوتي فالاحدات اكثر عرضة لمشاكل في السمع بسبب الاستماع الى موسيقى صاخبة ولوقت طويل.

فالاذن عضو سمعي صغير وحساس جدا واكثر من رائع فهو هبة الخالق وبه نسمع كل شيء من حولنا، فلا شك ان هذه الهبة تستحق العناية والاهتمام .



#محسن_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامية ... الاستغلال البشع للطفولة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محسن الذهبي - ا لضوضاء تتلاعب بالمزاج العاطفي