أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - آل البيوت السياسية














المزيد.....

آل البيوت السياسية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


شكـّلت تروستات الجنرالات والفقهاء، وتحالف المشايخ ووزراء الداخلية والثقافة والإعلام والمالية والاقتصاد، وإفرازاتها الأخطبوطية نمطاً سلوكياً سائداً لعقود طويلة كانت غايته الأولى والأخيرة إحياء الوثنيات السياسية والقبليات البدوية، وعبادة الأصنام الفردية وتخدير الجموع المسبية والمواشي السائبة المنسية لإعادتها إلى بيوت الطاعة الفقهية بعد هبوب "سموم" رياح التغريب والتحديث والعلمنة التي كادت أن تعصف بعروش الدايات والبايات وخلفاء وآيات الله وأولياء الأمر وبيوتاتها السياسية المقدسة. فشنت غارات وحشية مكثفة من القصف التبجيلي التجهيلي الحي والمركز عبر بوابات فضائيات مزركشة وأبواق منمقة بقصص ملفقة من تراث بني داحس وعلقمة. وضرب هذا النمط طوقاً محكماً حول نفسه اقتصر على جوقات الطبالين والزمارين وباعة الفكر الجوالين على أبواب رعاة الهجن المدللة، المرضي عنهم أمنياً وسلفياً من الركـّع السُـّجد التبـّع المسبحين بحمد وعطايا هذا البيت السياسي أو ذاك وعائلاته القدرية الحاكمة بأمر الله المتحكمة بآبار النفط والغاز ومشاريع تنظيف الأموال الوهمية ومؤتمرات الدجل والرياء والارتزاق.

ولا يزال هذا النمط، وأنساقه الألعابنية الأفعوانية، وحتى يومنا هذا في كربنا هذا، محط إعجاب أبطال قفز الحواجز المنطقية، من ممتطي النوق النفاثة، ولاعبي الأكروبات الفكرية في أولمبيادات النخاسة الثقافية والاتجار بعقول البرية. ويعتبر محميات ثقافية تجول وتصول فيه نعامات الفكر المثلية وسحاقييها من الجنس الثالث من سحرة الثقافات السطحية المهترئة الذين يلعبون ببيضتها وحجرها ويقلبون الحق باطلاًَ، والباطل حقاً، ويزينون "سخام" سياسات المشيخات برخام الديمقراطيات الهيراركية في انتخابات الزعامات العشائرية، باعتبارها وحياً منزلاً، وفتحاً ملهماً في ذاك البيت السياسي الطاهر دون غيره، الذي تم اصطفاؤه سماوياً ليكون محجاً للاهثين وراء جعالات مؤتمرات التكفير وصدقات فزعات التنفير بين المذاهب عبر بريق دنانيره الذهبية الرنانة. وليصبح، أيضاً، كعبة القطعان الهائمة المدجنة في الواحات الصحرواية الدالفين إليها من كل فج أمني مريب من اليتامى وأرامل القوميين المساكين وأبناء سبيل مداجن سايكس بيكو وأنابوليس وعبدة أباليس الغرب الأوسخ الجديد، الناعقين في وديانها الصفراء وبيدائها المقفرة بطلاسم يفكك مفرداتها شامبيليونات البلاطات الخاوية ووزراء ثقافاتها الهاوية، ولا يعلم تاريخها المريب هيرودات التاريخ كله. أولئك المتباكون ليل نهار على ضياع فراديسهم وانعتاق أندلسهم من ربقة خلفائهم وتخلفهم، واندحار بدوهم ورعاة شائهم وانفضاح أمرهم بعد ثورات العقل العظيم، وتخلف امبراطورياتهم الكرتونية وخيامهم البرجية وتداعي مضاربهم المزرية أمام قفزات العلم الحديث.

آل البيوت السياسية، يدخلون ويخرجون منها بسلم آمنين سالمين، المشمولون حكماً وشرعاً بفتوى إرضاع الكبير والصغير، وأي شيء آخر مثير، من رواة الأحاديث الصحيحة المسندة في الخلوات الشرعية، والمؤتمرات الصحفية، والجلسات المحظية، ودبـّيكة مراسم الاستقبال والوداع المتمتمين بالأسماء الحسنى والهتـّافين بألفاظ الجلالة الفخامة وأصحاب السمو الميامين، الردادين لآمين يا مولانا آمين ، وممن لا يحرم عليهم دخول الصحن الشريف لذاك البيت السياسي اللعين، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لا يتركون اليوم مناسبة، ولا يغادرون مأدبة من مآدب توزيع الغنائم والإعانات والإعاشات والكوبونات، دون التعبير عن تعداد مناقب سدنتهم والتذكير باستثنائيتهم الجينية، وفرديتهم التاريخية، وضرورتهم الوطنية في هذا العصر البليد، معتبرين أن نذور سفح الكرامات وتمريغها بوحول العتبات السياسية النجسة، والتبرك والتمسح بأحذية الجلادين، ونعال مشايخ البعير، وعقالات بدو الهجير، هي طقوس العبودية والخلاص التي أجمع عليها أئمة التزوير، والتي تدخلهم حرم تلك البيوتات السياسية الغافية على نجيع ودم غلابة الأمصار المكلومة بيتم أبنائها، وبالفرمانات المتوالية بهدر دمائها الدائم تحت مراسيم قراقوشات وهراقلة هذا الزمن الهجين، ولغايات مطلقة أزلية لكي تبقى سلالات الدم الزرقاء المتألهة صافية، ولا تشوبها شائبات الرعاع وحثالات البروليتاريات الرثة ولمامات الكومونات المتمردة التي ألهبت، ذات يوم، خيال وحماس ماركس، وأكلت عمراً، وسفحت حبراً من مداد تشارلز ديكنز.

وإنها البشرى والفتوى الكبرى، إذ لا ضلال بعد اليوم ولا إثماً مخابراتياً، أو عذاباً أرضياً، واعتقالاً أمنياً، وسعيراً سلطوياً يصلى ويصب حممه البركانية واستجواباته الماراثانوية، إلا على خوارج العصور الداجنة المرتدين عن تلك البيوت السياسية القرشية الخالصة، من المولعين بالتغريد خارج رفوف الفكر الجماعة، والرافعين لأصواتهم المخنوقة على أسنة أوجاعهم المتقرحة، التائهين في مرافئ غربة الفكر النظيف، وشطآن العقل السوي.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ساخن عن الأصولية وأم الدنيا
- الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر
- أنابوليس خليجية: زمن التوافقات
- في حوار مع نضال نعيسة IPS:عقوبة الإعدام تعزز مصالح أنظمة الا ...
- الدكتور: دكاترة لا عالبال ولا عالخاطر
- فالج الفواليج: في الرد على النقاش
- نُذر الشؤم
- الكافيار السوري
- لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل
- هل كان السلف صلحاً فعلاً؟
- باب الحارة: جذور الاستبداد
- موائد الرحمن
- نحو مؤسسة أكثر تجدداً للحوار المتمدن
- نور الدين بدران: وداعاً
- زمن الحارات
- إستراتيجية الغزو السلفي
- الأميّة بين الجاهلية والإسلام
- الدعارة الحلال
- الفاشية الإخوانية
- الحرب الشاملة ضد سوريا


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - آل البيوت السياسية