أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: لقاء القمة في وجه الزمان















المزيد.....

شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: لقاء القمة في وجه الزمان


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصطلحنا أن نقول، عندما يجتمع أهل السياسة للتوفيق بين آرائهم على مستوى القادة، عن اللقاء بأنه لقاء قمة.
لكن واقع الحال أن مستوى القيادة يجتمع عند الحد الأدنى للتوافق، فما الذي يقيم الحد على تعريف اللقاء السياسي؟
هل هو شخوص الفعل أم الفعل ذاته...؟
الفعل هو فعل الحد الأدنى... واللقاء هو لقاء الحد الأدنى.
أما عندما يلتقي أهل الإبداع، فهم لا يلتقون إلا في سبيل الإمعان في التحليق في ذرى الإبداع، متسلحين بعصارة قلوبهم ومواهبهم وهواجسهم وجنونهم، للوصول إلى القمة..
فما الذي يقيم الحد على تعريف لقاء المبدعين: هل هو شخوص الفعل أم الفعل نفسه؟
مدى الفعل الإبداعي والثقافي هو فعل الحد الأقصى... ولقاء المبدعين هو لقاء القمة...
أرجو أن لا يفهمنّ أحد أنني أرمي إلى رمي لقاءات السياسيين حول الحد الأدنى- بـأي حجر!!
فلقاءات التوافق السياسي على الحد الأدنى خير ألف مرّة من لقاء عيار البندقية بدرّة نقية على شكل طفل يختبئ خلف كتف أبيه..
أما حالنا.. فلم يغني مثله المغني..
نحن مضطرون للتفاوض بينما كيس الطحين لا يحظى بتصريح الحاكم العسكري في غزة، والفلاح لا يحظى بتصريح للقاء زيتونه، أما الرصاص والجدار والقصف والهدم والقهر والاسر، فكلها تعربد أزيزًا داميا عند آذاننا، ومَقتلاً موجعًا عند قلوبنا.
شعبنا مضطر للتفاوض وبعض أبنائه- ذوي القربى- يسلطون ما تبقى فيهم من قوة اللسان على المفاوض من أبناء شعبهم، حتى لو تمسك بكل الثوابت... بينما يوجهون ما تبقى فيهم من ذخيرة حيّة إلى الصدور الحية لأبناء شعبهم الذين يخرجون في الذكرى الحيّة لقائد لا يريدون له أن يموت... في قلوبهم على الأقل...
ان الثوابت هي ثوابتنا وهي المشروع الوطني الذي يتعرّض الى الإغتيال من الاحتلال ومن الانحلال...
ونحن أولى وأول من يتصدى لمن يهبط عن هذه الثوابت الى رذيلة التفريط... لكننا لا نتطوع ابدا في لعبة التخوين المجاني في صالح احتلال باهظ!!
يقال في الديانة اليهودية، إن وجه الزمن سيكون كوجه الكلب قبل قدوم المسيح الموعود..
وجه الزمن- زمننا- كوجه الكلب... والزمن أمريكي
وجه الزمن كوجه الكلب... والزمن صهيوني
وجه الزمن كوجه الكلب... والزمن نفطي عربي
فهل نسجد لزمننا بكل تفاصيل اللجوء والاحتلال والقهر والخيانة فيه، أم نكلف شاعراّ وطفلا أن يرسما أفقا نسير نحوه رغم شراسة كل الكلاب.
عدت صباح اليوم من الأندلس لمهمة متعلقة بالهم الوطني العام حيث وجدت هناك أناسا يتكئون على أمس مجيد ويبنون مجدا لغدٍ..
وجدتهم مشغولين بأولويات أخرى.
أما نحن هنا والآن فإننا مهمومون بهموم أخرى: أقسى وأمضّ.
هم يحاولون أن يلوّنوا حريتهم.. ويختلفون على اللون وعلى الإيقاع وعلى مساحة الفرد في ساحة الجماعة.. وعلى المساحة المتاحة أو المطلوبة للجماعة عمومًا... بين يسار يريدها أزهى وأرحب للجميع... وللسوقيين أيضا (كما يحلو للمتأنفين المتأففين تسميتهم)، وبين يمين يتاجر في كل شيء في دائرة اقتصاد السوق الذي يطال مزاده البضائع والقيم والذمم...
نحن نحاول اقتناص الحرية بلون ما وإيقاع ما... من مخالب رقدت حتى على إجحاف قرار التقسيم حتى أجهزت عليه... فوجدنا أنفسنا بلا أهلنا... وبلا ملاعب طفولتنا، وبلا عفّة حكايتنا... وجدنا أنفسنا مشغولين باقناع العالم أننا نقطن هواءنا.. وأن جلدنا... هو جلدنا نحن دون سوانا... وأن ثاني أكسيد الكربون المنبعث من أفواهنا نفسًا وزفرة وحسرة... وأنّة ولهفة وفرحة هو هو ما تبقى من أوكسوجيننا نحن.. الذي استنشقناه من هوائنا نحن... من بلادنا نحن...
لم يمنّ أحد علينا بنَفَسِنا... وما مواطنتنا إلا اشتقاقا لانتمائنا لهذا الوطن... الذي لا وطن لنا سواه.
في هذا المساء نحن هنا لنقول على رؤوس كل الأشهاد:
مخاض القصيدة... واكتئاب الكاتب وارتعاشة الريشة واختناق الأغنية، وارتباك الخشبة وتعثر المونتاج وخروج الإزميل عن موضعه واحتدام اللحن... أمورَ تستحق أن تكون... تسحتق أن تبقى هاجسا مردودا على الإبداع وليس استنزاف عبثي مرهونا لجاهلية لا تتجاوز زاوية أفقها صفرا أو دون...
هذه الجاهلية لا تستحق الهتاف العظيم ان: "لا إكراه في الدين" أو كما هتف الإمام حبيب الرسول العظيم والثائر الكبير: "لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم ولدوا لزمان غير زمانكم..."..
فمتى كان النعناع وتيمنا فيه عدوًا لأمسيات رمضاننا نحن دون سوانا... فنحن لا نموت شهرا فضيلا كل سنة إنما نشيّد الأغنية أملا ونسيما عليلاً... ومتى كان "نص نصيص" الشقي المتسلل من افواه جداتنا الفاضلات الماجدات الصابرات الجميلات لونًا وعبقًا... مصدر خدش للحياء...
ومتى كانت عزّتنا القومية من تأميم القناة الى يوم الارض امرا يقزّمه من لا قامة لهم الا بتكفير قامة صناع المجد والبقاء والحياة..
لا يحق لنا نعمّم... ونرفض الافتراء على أحد فأمامنا حقل مشترك نرعى فيه حقوقنا ونقلع منه شوكنا... لكن علينا أن نقوّم.. فمن "رأى منكم اعوجاجًا فليقوّمه".. وعلينا الافتداء كشرف "السواقي التي تفنى فدا النهر العميق...".
عبرة "نحسنا المتشائل" أن ننهل او نعود لننهل من "بير الصفا"... من بير صفانا.
نعم نحن هنا لنقول إننا مشغولون باقتناص الحرية لأهلنا...على أصولها وعلى أصولنا، ومن أضناه هذا القنص وينتظر أبابيلاً نقول له الطريق رحبة، تتسع لنا جميعا، إذا أردتَ... لكن لا تمش فيه عكس اتجاه الحرية...
انتظروا قليلاً على قارعة الطريق... فكما اجترحنا البقاء واقتنصنا أسباب التجذر والتطور والتحدر من جذع الجبل ومن غرائز البحر ومن خاصرة الصحراء... سنأتيكم يا أهلنا بكل ما لم يكتمل من هذه الثمرة غير المحرمة: الحرية والكرامة...
"المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرّة"، هكذا أجزل تعاليمه النبي الفلسطيني العظيم.
السلام على الارض والمسرّة في الناس هي مهمتنا نحن البشر.
سنُهزم حقًا عندما يجف معين تحليقنا- واقعًا أو افتراضًا- في سحاب الإبداع والثورة والحرية والتقدم...
سنحيا حقا عندما يتحول طعم الحياة- وحتى الهزيمة منها- إلى برنامج للتحدي، هكذا كان بعد النكبة.... وهكذا كان حين ارسلنا نسيم الحياة من دفاتر شعراء المقاومة إلى أمة منكوسة بعد النكسة...
فوالله والله... لا يليق بنا نحن الباقين في ارضنا وفي تاريخنا وفي مسميات مكاننا الحقيقية وفي فظاظة لهجتنا وغنجها، على طول مضارب هذه الأمة، سوى هذه الطريق.
نحن لسنا "شرّابين الدم"... نحن شرايين الحياة التي تصر أن تتدفق لتضخ الحياة إلى كل المسامات النائية والضعيفة والمهملة والموجوعة...
نريد أن نكون مشغولين بصناعة أسباب الحياة...
ابابيلنا هي ارادتنا لأكثر من برهة برهتين، وأكبر من أبرهة وأبرهين، هذا هو الدرس وهذه هي العبرة...
نحن لا "نكره الناس ولا نسطو على أحد"... والى "آخر نبض في عروقنا سنقاوم".
لذلك أتينا أيها المبدعون والمبدعات لنقول لكم حلّقوا الى أعلى من الكبت والمقت وأعلى من العنصرية والجاهلية والطائفية وأعلى من العنف وأعلى من ظلم النساء..
لذلك أتينا أيها المبدعون والمبدعات "لنناديكم، نشد على اياديكم، ونبوس الارض تحت نعالكم ونقول نفديكم".
نحن طلاب دوما ولسنا خريجي هذه المدرسة- الطريق أبدًا......
أبداً..."أبداً... على هذا الطريق... شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق"....


* نص الكلمة التي ألقاها النائب محمد بركة في اجتماع المبدعين الذي عُقد بمبادرة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة




#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا
- -استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ...
- حكومة فلسطين تأمر باعدام كتاب التراث -قول يا طير- حياة الفلس ...
- المهجرون: مشروع سياسي ومدني وحضاري من -سلامة الجليل- إلى الت ...
- لا تكلِّفوه فوق طاقتها! لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين ...
- ضرورة نشر قوات دولية بين إسرائيل وفلسطين الفكرة وخلفياتها وم ...
- ردا على إيفيت ليبرمان الفرق الصارخ بين العشبة الرملية وشجرة ...
- تبقى آلام التفاوض أفضل من شهوة انتصار مزعوم مضرج بالدماء
- سنصعد معركة الأرض والمسكن
- جبهتي يا ظافرة.. أنت روحي الثائرة ويا أهلا بالمعارك!
- سنة على رحيل أبي عمارياسر عرفات ما هذا الغياب!؟
- بين الدولة الواحدة وشعار الدولتين الاستقلال ليس وليمة لم يذق ...
- قرار وحدة التحقيق مع افراد الشرطة يصب في محاولات الطعن في شر ...
- لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه
- الميزانية موقف وليست مسرحا للمقايضات والمساومات
- التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي
- في النقاش البرلماني بمناسبة يوم مكافحة العنف ضد المرأة النائ ...
- النائب محمد بركة ينعي الرئيس عرفات


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: لقاء القمة في وجه الزمان