أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناجي النهر - سمو الوعي سمو للعدل والمساوا ة / 2















المزيد.....

سمو الوعي سمو للعدل والمساوا ة / 2


ناجي النهر

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى الى شرف من الأنسان - الرضي -
فى مقدمة الحجج والأسانيد التي يعتمدها المهتدون بالفلسفة المادية فى سجالهم مع أصحاب الفلسفة المثالية ويعتبرونها حجة دامغة هي تلك التي تخص مصدر الوعي حيث يقول الماديون : لو كان مصدر الوعي محددآ بالفكرة المطلقة لنزل على الأنسان منذ ولادته جاهزآ وإستقر فى وعيه بصورته المتطورة التي نراها ونتلمسها كما هي عليه فى التطور المعاصر ,مستندين فى البرهنة على صحة ما يدعون على مسيرة تطورالوعي والحضارة الأنسانية المتدرجة ,حيث بدأ الوعي يتكون فى عقل الأنسان بعد إلوف السنين من وجوده على كوكب الأرض وبتأثير من أنعكاسات الواقع غير الواعي على عقله عبر مراحل تاريخية طويلة ومريرة ماضية ,وتجدر الأشارة أن الفلسفة المثالية ومن يهتدون بها تدرس هذه الحقائق بعمق وإهتمام وتعترف بماهيتها وسيرورتها وتعمل عمليآ ويوميآ بهدي وتطبيق أفكارها وتجني منها كل الفوائد المادية والروحية.
لقد كان الأنسان قبل أن يسمو وعيه الى درجات عالية من التنوع و الأختصاص فى مجالات الهندسة والرياضيات والطب والأجتماع ومختلف العلوم والفنون الأخرى قد إكتشف بوعيه البسيط آنذاك كيف يعش ويديم عيشه وكيف يجد غذاءه و يحمي نفسه وكيف يكتشف حاجاته المختلفة بفضل ما كان يعكسه واقعه البسيط والمحدود على وعيه المحدود آنذاك وإستمرت إكتشافاته متدرجة فى تطورها وفق هذا السياق حتى الساعةا وإستنادآ على أن الوعي ميزة إنسانية خاصة وهذه [حقيقة إخرى متفق عليها تؤكد بأن الأنسان وحده يمثل الوعي ] ومن وعيه تكونت المعرفة ,ولكن هذا الوعي كان متدرجآ عبر زمن طويل ومن خلال هذا الوعي المتدرج فى السمو ولدت الفلسفة المادية معبرة عن وحدة المجتمع الأول وإشتراكيته الساذجة آنذاك ,ثم وبعد قرون تالية ولدت الفلسفة المثالية حينما إنقسم المجتمع الى طبقتن [ أسياد وعبيد ] وكانت معبرة عن حركة وخصائص الملكية الخاصة والصراع الطبقي الذي أفرزته وبفضل حركتها ونموها العشوائي تراكمت مختلف الأفكار والموسوعات العلمية المترامية الأطراف التي شملت مختلف العلوم الأنسانية النظرية والتقنية الباهرة التى قاد طوفانها السريع فيما بعد الى الثورة الصناعية الكبرى نهاية القرن السادس عشر ثم و بعد قرنين من هذا التطور المتسارع الخطى تتوجت الرأسمالية العالمية صاعدة الى مرحلة الأحتكارات الأمبريالية التي إستقطبت العالم فى هيمنتها وإستبدادها والتي من ظلمها وجورها إنجبت الفلسفة المادية الحديثة وبرز من علماءها الأفذاذ [ كانت وفيورباخ وهيغل وماركس وإنجلس ودارون وأنشتاين وغيرهم من الذين إنكبوا فى دراسة ظواهر عصرهم وتفسيرها ,ولا زال أمثال تلك النخب العلمية يتناسلون بمعارف وحقايق جديدة ستجيب على كل الأسئلة المربكة التي تشغل عقل الأنسان أليوم .وتحميه من رجس الأستغلال وجبروته .
ونجد اليوم فى عصرنا المدهش أكثرية المواقع الألكترونية تحتل المساحة الأوسع فى الصراع الفكري والحضاري الدائر بأسفاف مبتذل تارة أوبموضوعية وشفافية تارة إخرى ,والهادف أما الى التدمير أو الى البناء حيث [ ينضح الأناء بما فيه خيرآ أوشرآ ] . وأي كان الواقع فما يهم المناضل التنويري هو التأكيد على العلم وإسناد الحركة الفكرية التقدمية المتصاعدة بين العلمانيين بمختلف تياراتهم ورسالاتهم الأنسانية الهادفة الى تحرير شغيلة اليد والفكر من براثن قوى الظلام وجرائمهم ومساعدة الشعوب على فهم مقومات حركتها عبر التاريخ لكي تنحاز عن وعي الى هذه النخب المناضلة من أجل الحقوق الأنسانية العامة والخاصة فى العدل والمساواة ولكي تعمل بجد على تغيير نسب الأرقام الأنتخابية لصالحهم .
إن ما أعنيه بالفكر العلمي ,هو الفكر المنتج المتحرك وفق قوانين رياضية دقيقة ومتغيرات موضوعية فيزيوكيماوية زمانكية محددة ,فالماركسية لو لم تؤكد هذا العلم لخرجت من حلبة السباق خاسرة بالضربة القاضية ولخرجت من صفوف رواد الفكر العلماني وإنطمرت فى حضيض المنقرضين وإزيلت من ذاكرة الناس و الزمن الذي هو العنصر الأساسي فى الوجود .
لقد أجمعت مختلف الدراسات العلمية المتخصصة أن تطور حركة المجتمعات جرى وفق قوانين ديالكتيكية دقيقة كدقة علوم الرياضيات وأصبح هذا الأجماع حقيقة موضوعية لا جدال عليها أبصمت على صحته أصابع علماء الأجتماع بلا تردد .
لذا فإن الأفكار الديالكتيكية فى دراستها لكافة الظواهر فإنما تقوم بتفكيك مركباتها وأجزاءها المتناهية الصغر وتحليلها وفق حركتها ومتغيراتها المترافقة مع الحركة العامة لكوننا الواسع ودراسة هذه المتغيرات لا تشمل الجوهر المادي للظاهرة بل والشكل الدال على ماهيتها بمعنى آخر فأن التغيير سيشمل التسميات والممارسات التطبيقية أيضآ ولا يترك شاردة أو واردة إلا أحصاها وستسمى نتائج التحليلات بعد إكتشافها للجديد بمصطلحات وأسماء ذات مضامين جديدة ,فستتغير على سبيل المثال معاني وتطبيقات مصطلحات ومفردات [ الحرية والأخلاق والديمقراطية والبروليتارية والرأسمالية والأشتراكية وغيرها الى مسميات ومضامين وممارسات مناسبة لزمانها ومكانها وليس كما كانت عليه فى زمن مضى وسوف لا تكون كما هي عليه الآن أو فى المستقبل بسبب ,إن التراكمات الكمية فى الأشياء عادة ما تكون غير محسوسة ,إلا بعد تحولها الى نوع جديد وفق قانون تغير الكم الى الكيف المعروف جيدآ من لدن المختصين . [ التحليل العلمي لا يكتفي بدراسة الظواهر وأنما بتغيرها كذلك ]
وعليه أرجو أن لا يفهم البعض من التأكيدات المتتالية على التمسك بالفكر العلمي المادي أن المهتدين بهذا الفكر لم يهتموا بتقويم الأفكار الأخرى وسلوكيات الناس المهتدين بها بل العكس هو الصحيح وزيادة على ذلك فالعلمانيون يعتبرون جميع الناس علمانيون فى حركة واقعهم التطبيقي وإن إختلفت مناهلهم وهم لا يستطيعون تجاوز هذا الواقع فى ممارساتهم اليومية وفى سد متطلباتهم المتنوعة ,فسنة الحياة وقوانين تطورها تفرض عليهم ذلك لان قوانين الحركة تتقاطع مع الأفكار ا لوهمية والشعوذات البائسة والتبريرات الفجة التي تفرزها دمامل الملكية الخاصة وجراثيم تعفنها ,فلا يوجد فى تاريخ الحياة كلها نموذج واحد صالح للأنسانية أنتجه الفكر الطوباوي برغم ملايين المجلدات الصفراء المتناقضة مع ذاتها .
أن سر تلألأ أنوار العلم وجاذبيته تكمن بوصف ماركس للديالكتيك [نحن ندعو ديالكتيكنا مادي طالما أن جذوره ليست فى السماء ولا فى عمق إرادتنا ولكنه فى الواقع الشيئي فى الطبيعة حيث ينشأ الوعي من اللا وعي ] .
من الأحتمالات الواردةوالطبيعية جدآ أن يرفض مجتمع ما لأسباب ذاتية وموضوعية أفكار ونظريات إجتماعية مختلفة وقد يعود على مثلها بفعل الضرورة بزمن مناسب لتطبيقها ولكنالمهم والمطلوب فى كل المتغيرات والصراعات الفكرية أن لا تحدث فى الناس الفرقة والتباعد والكراهية والبغضاء والأقتتال والتعالي الفكري أو المذهبي والشوفيني الذي يسبب خدوشآ أو كسر جماجم يصعب معالجتها وتعويضها .
إن الفكر العلمي التفكيكي فكر متحرر تقدمي وإنساني ,وهوليس دينآ مغلقآ ولا نصآ مقدسآ وهو يتجدد مع تجدد الحياة ,وهو الصديق الحميم والوفي لكل العاملين والمنتجين ولا يعاديه سوى الفكر السلفي الأناني والبرجوازي المحافظ وروتيني الجامعات .
- يتبع -



#ناجي_النهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناجي النهر - سمو الوعي سمو للعدل والمساوا ة / 2