أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء مشذوب عبود - الأزياء في أنابوليس-التأثير في آلية الخطاب















المزيد.....

الأزياء في أنابوليس-التأثير في آلية الخطاب


علاء مشذوب عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 08:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتطلع عيون كلْ محبي السلام إلى مؤتمر أنا بوليس لاسترجاع الحقوق المغتصبة من الأرض والأمن ، وقد تسابقت الفضائيات العربية والعالمية لتغطية ونقل الخطب الافتتاحية لرئيس المؤتمر ( بوش ) والسادة الضيوف ، حيث اعتادت الشاشة التلفزيونية الظهور بأبهى صورها للمتفرج ، مما أضطر أصحاب الفضائيات من المختصين في هكذا مناسبات إلى أتباع طريقة خاصة في تغطيتها ، وقبل الولوج في تلك الصور نافذة الفضائيات ألينا توجب دراسة الأزياء التي أرتداها الضيوف في المؤتمر ومن ثم نسحبها على الأزياء التي ظهرت فيها شاشات الفضائيات ومقدميها .
لقد كانت ربطة العنق هي سفير كل متحدث لتعطي انطباع عما سيقوله حيث أراد السيد بوش رئيس المؤتمر إظهار نفسه كرجل سلام من خلال ربطة عنقه الزرقاء ، لأن اللون الأزرق يدل على السلم والأمن والأمان أنه حمامة السلام حيث ما سافر ، وسبق وإن ارتدى هذا اللون ( بوش ) خلال اجتماعه بالزعماء الأوربيون على هامش القمة الأوربية الأخيرة .
إن رمزية هذا اللون تعطي انطباع الهدوء والتسامح وهذا ما كان يقصد من وراءه القادة العرب ومندوبيهم ممن حضروا هذا الاجتماع ومثله الزعيم محمود عباس مخطط اتفاق ( أسلو ) والساعي باستمرار الى إنقاذ شعبه من الاحتلال والاستيطان والأسر والقتل وغيرها من المفردات القبيحة التي يستخدمها الجانب الآخر أبشع استخدام حيث كان واضح الخطاب والخطى من خلال ربطة عنقه الحمراء التي تدل على إصراره في الاستمرار بخطواته التي ورثها من الساسة الذين سبقوه بكل تفاصيلها .
فدلالة اللون الأحمر والذي يعتبر من الألوان الحارة هو الدم والحرب والقتل حيث أنعكس خطاب أولمرت من خلال ربطة عنقه على المفردات التي نطقها مبتدأ القول (( جئتكم من القدس )) وهذا أكبر تحدي للعرب الذين تمثل لهم القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين ومن المقدسات الواجب استرجاعها كركن أساسي من أساسيات الإسلام الواجب القتال من أجلها ليرمي بعدها باتهامات مبطنة إلى العرب من خلال الأصولية التي يكتوون بها ومن ثم أسراه في لبنان .
أما الإخراج التلفزيوني للمؤتمر كصورة بالعموم فقد تم إخراجها بإتقان حيث لم تخرج صورة الضيوف العرب والمسلمين إلا وكأنهم تكملتْ نصاب واجب عليهم تنفيذه .
وبالرجوع إلى الفضائيات العربية فمن المتعارف لدى كل من يهتم بالصورة إنها أصبحت شبه مستطيلة بعد أن كانت أبعادها هو 3×4 وتلعب دور مهم في ترك انطباع يسيطر على المشاهد إبتداءا من المقدم وإنتهاءا بالشكل العام للشاشة ، فالعربية ارتأت أن تقدم تغطية خاصة للمؤتمر من خلال مقدمة محبوبة وخفيفة الظل والشكل وذات كاريزما عالية إنها ( زينة ) ذات الابتسامة الخفيفة إضافة الى خلفية البرنامج حيث اصطبغت باللون الأزرق وهي نفس الخلفية للمؤتمر في الدولة المضيفة للمؤتمر ، كذلك الشخوص الضيوف على البرنامج كانوا من ذوي الأربطة الزرقاء اللون وبعضهم متباين حيث تظهر خلفية الضيف في مصر من خلال الشوارع التي تنعم بالأمان ليلاً حيث الإضاءة والسيارات تسير بانسيابية وحرية ومثله في عمان ، وهي بذلك لم تخرج عن حدود الأستوديو واكتفت بالتغطية من خلال اختيار نخبة ذات رأي سياسي معتدل كون الضيوف ينتمون لدول تربطها بإسرائيل معاهدات سلام .
أما الجزيرة فقد عمدت الى تغطية مباشرة من خلال نزول مراسيلها الى شوارع فلسطين وعمل استطلاع مناهض للمؤتمر قبل انعقاده بثلاثة أيام حتى إذا ما أنعقد المؤتمر وبدأت بتغطيته عملت برنامج يناقش تفاصيل ما قالوه من خلال استضافة عزمي بشارة وهو فلسطيني وأحد تجار القومية أسوة بالكاتب الصحفي (عبد الباري عطوا ن ) وضيف مصري رئيس معهد العربي للدراسات الإستراتيجية والذين هم مسبقا رافضين الحوار مع إسرائيل ولكن ملابسهم كانت تدل على غير ما تحدثوا به حيث كانت ربطت عنقهم مائلة للزرقة وهذا ما يسمى ( النفاق السياسي ) بمعنى أن يظهر شيء من خلال ملابسه ويتكلم بشيء آخر ، وإذا فرضنا أنه لا يقصد من خلال ملبسه عكس ما كان يتكلم به فهو حينئذ غير مدرك للصورة والزي ، وهو بالتالي غير مستحق بأن يكون وجه أعلامي يحمل وجهة نظر إذا لم يدرك دور اللون والزي الذي يرتديه والذي يمثله ، وخير مثال على ذلك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي كان يعتمر الكوفية أين ما ذهب ليعطي انطباع بأنه جزء من الامتداد العربي لفلسطين والعرب إضافة إلى إن شاشة الجزيرة عمدت إلى أظهار علامة الجزيرة على اليمين وهي مركز الاهتمام للنظر وفي اليسار العلم الفلسطيني كأضعف مكان لمركز الاهتمام قياسا للشاشة العربية وبينهما مقتطفات مما قاله المتحدثين في المؤتمر وهذه التغطية ضعيفة تعتبر كونها تمت داخل الأستوديو ومن ثم استضافت شخصيات معروفة مسبقا بوجهات نظرها .
أما الحرة فقد كانت متوازنة حيث نزل مراسيلها الى الشارع الفلسطيني والإسرائيلي على حدٍ سواء لتنقل نبضه من خلال استطلاع للرأي ، والذي تناوب بين المتأمل خيرا والمتشائم ومن كلا الطرفين ، بالإضافة الى قيامها باستضافة بعض النخب المعتدلة والتي تؤمن بأن السلام هو خيار استراتيجي لكل المنطقة ، أما ألوان أربطتهم وملابسهم فكانت طبيعية حيث شكلت جزء من كيانهم وتعبير عن بساطتهم لأنم كانوا يسيرون في الشوارع وبين المحلات ، أما المذيعة فكانت متزنة في لبس الألوان وتدل على الحيادية في الطرح حتى خلفية أستوديو الحرة كانت عبارة عن كرات أرضيه لقارات العالم .
مما تقدم نستدل على أن اللون في الفضائيات أصبح علامة للشخصية ( الدال والمدلول ) واجب ملاحظتها ومن ثم دراستها لأنها سوف تساعد المتلقي على كشف مكتنزات الشخصية فمثلما للغة دلالة وكذلك الجسد أصبح اللون يخترق دائرة الضوء ليكون جزء من الشخصية ومما يريد قوله.

الجزء الثاني
تبادل أدوار أم ربطات عنق
يعود الفضل في تسليط الضوء على المهمش هو المناهج النقدية الحديثة ، لينسحب بعد ذلك على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية .... ومن ضمن ما اهتمت به هو الألوان والأزياء حتى أصبحت مفاهيم عالمية غير ذات خصوصية بدولة أو قوم ... وأصبح موضوع ْيهتم بهِ ويدرسْ من قبل مختصين بدراسته وانعكاساته على الشخصيات أصحاب القرار إبتداءا من أصغر دائرة وحتى أعلى مراتب القرار السياسي ... حيث تجلى ذلك واضحا في مؤتمر أنابوليس المنعقد في أمريكيا ، فبعد أن نزل أولمرت من طائرته حتى لقاءه داخل قاعة المؤتمر برئيس المؤتمر ( بوش ) والسيد محمود عباس كان يرتدي ربطة عنق حمراء اللون مقابل ربطتي عنق زرقاء للرئيسين الآنفي الذكر ....حتى إذا ما أنقضى اليوم الأول للمؤتمر .... ظهروا لنا في اليوم الثاني بربطات العنق نفسها ولكن هذه المرة تغيرت مواقعها مع تغير المكان ومواقع الشخوص ؟
حيث ارتدى السيد بوش هذه المرة هو ربطة العنق الحمراء ومن ثم توسط على يمينه أو لمرت وهو بالتالي على يسار الشاشة والتي تعتبر أقوى مركز للأهتمام للمشاهد غير العربي والسيد محمود عباس على اليمين وهو أضعف مكان بالنسبة للمشاهد غير العربي .
أما خلفية المكان بالنسبة للشخصيات الثلاثة فكان البيت الأبيض الذي يعد مركز القرار السياسي ، ومن غير المعقول والمقبول أن يكون قد تم كل ذلك دون قصدية أو دراسة ؟ بل أؤكد للقارئ إن هذه العملية قد تمت بطريقة سينمائية بارعة ورائعة في نفس الوقت ، وهي تريد أن تقول للجميع ، بعد أن أرتدى أولمرت في اليوم الأول ربطة عنق حمراء أنه هو صاحب قرار السلام لكل العرب والعالم، وفي اليوم الثاني تغيرت الأربطة ليصبح بوش هو ذا ربطة العنق الحمراء ليقول وأنا صاحب القرار السياسي الأول في تسير المؤتمر ووضع البيان النهائي له وعلى الجميع أن يوافق ....أما السيد محمود عباس فموقعه ثابت وربطة عنقه لم تتغير وفي نفس المكان بالنسبة للمؤتمرين معه سواءا في قاعة المؤتمر أم في البيت الأبيض ، فبعد أن كان يفاوض الفلسطينيون على 65% من أراضيهم في عام 1967 وبالزي العربي ذا الكوفية العربية التي يعتمرها المرحوم ياسر عرفات ، أصبحوا يفاوضون على 22.5% عام 2007 ولكن هذه المرة بالزي الأوربي وبربطة عنق زرقاء ؟
أصبح من الواضح لمشاهدي الصورة التلفزيونية ومن متتبعي الأزياء ذات الألوان القصدية اللبس داخلها ، أن اولمرت ذا ربطة العنق الحمراء قد قصد من وراءها الفلسطينيين حصرا ليقول لهم أنتم أصحاب الحاجة في السلام بربطة عنقكم الزرقاء فتعالوا نقضي بعض السنوات في التفاوض لنخرج بلا شيء ، فالهدف الحقيقي وليس المقصود هو لبنان وسوريا ومن ورائهم الأمن القومي لإسرائيل ؟
أما ربطة عنق بوش الحمراء فكان يقصد من وراءها كل الدول العربية محذرا من أن الوقت قد أزف وما عليهم سوى تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، فاللون الأحمر لربطة عنق الشخصين هو بمثابة إنذار للجميع ( العرب وغير العرب ) وتحذير من التغابي والبقاء خارج عجلة العولمة التي تلف العالم بدوائرها الأمريكية وألا فملفات حقوق الإنسان والحيوان والأصولية ومناهج التعليم ودار فور والصحراء الغربية ومزارع شبعا والأقليات والطوائف ... وغيرها من الملفات المغلقة ليس ببعيدة عن متناول اليد الأمريكية ومن ثم فتحها وخاصة بعد أن أصبح برميل البترول 100$ ومعرض للصعود وما على الجميع سوى المحافظة على مناصبهم وكراسيهم ودفع فاتورة الحروب السابقة واللاحقة على الدول المارقة ؟
والسؤال أن الكثير من المهتمين قد وصلتهم رسالة وخطاب الأربطة الحمراء ... ولكن هل وصلت هذه الرسالة الى أصحاب القرار أم يبقون خارج التاريخ والعولمة ؟



#علاء_مشذوب_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا يا مثقفينا


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علاء مشذوب عبود - الأزياء في أنابوليس-التأثير في آلية الخطاب