أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب















المزيد.....

رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


شاعر وقصيدة

الشاعرالعراقي الراحل رياض ابراهيم الذي أنتقل من مدينته البصرة الى العاصمة العراقية بغداد في أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي ، عاش حياة ملؤها الفقر والحرمان والقلق والخوف والشعر والحب والاخلاص وأحترام الآخر ، فقد كان رياض ابراهيم شاعراً محبوباً من قبل جميع المثقفين العراقيين ، أولاً لدماثة أخلاقه ، وثانياً لثقافته العالية التي مكنتهُ لأن يحتل مكانة رفيعة في خارطة الشعر العراقي ، تلك الخارطة التي أنجبت شعراء عظام تنحني لهم الشعرية العربية بأجلال وأحترام .

كانت هموم رياض الشعرية اكثر من همومه العائلية ، فقد كان دائم التنقيب عن أماكن الخلل داخل القصيدة ، وما أن يُشرع بقراءة قصيدة ما حتى يشخص أماكن القوة فيها ومن ثم ينبري ليشخص أماكن الضعف وبطريقة تكاد تكون أكثر شفافية لكي لا يجعل المقابل في حالة يأس من قصيدته ، خاصة حين جلوسه في مقهى حسن عجمي أو إتحاد الأدباء أو أي مكان آخر يكون فيه . ولمكانة رياض الطيبة كان دائماً يتحمل عناء السفر من العاصمة العراقية بغداد الى مدينة البصرة بتكليف من مجلة الاقلام العراقية أو إتحاد الأدباء لأخراج الشاعر الكبير محمود البريكان من عزلته التي دامت نحو ربع قرن من الزمان ، بعد أن فشلت مساعي إتحاد الأدباء وشعراء كبار كانوا قد ذهبوا الى البريكان في منزله ولم يتسنَ لهم مقابلته ، فقد كان معتكفأُ ومنزوياً في عزلته ، حتى أن الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي ذكر في جلسة خاصة داخل العاصمة الاردنية عمّان ، أنه ذهب الى بيت البريكان منتصف السبعينيات مع بعض الاصدقاء ولمّا طرقوا الباب خرجت طفلة صغيرة لتقول لهم أن البريكان ليس في البيت بطريقة كان واضح عليها التلقين ، وهكذا عادوا ادراجهم !

وفي عام 1992 استطاع الشاعر رياض ابراهيم ان يقتحم عزلة البريكان في بيته في مدينة البصرة ويجري معه حواراً مطولاً مع نصوص شعرية جديدة لم تنشر بعد ، وهكذا عاد رياض بملف كامل عن الشاعر البريكان بعد أن عجزت المؤسسات والمجلات الثقافية العراقية في إقتحام عزلته ولسنوات طويلة ! كان البريكان يعرف جيداً من يكون رياض ابراهيم فهو ابن مدينتة وصاحب الخلق الرفيع الذي لم يتبوء منصباً ما في بغداد طيلة عقدين قضاها في العاصمة ، فكان لا يحب الاضواء ولا المناصب التي كان الكثير من الادباء يتهافتون عليها كتهافت الذباب !

وبعد حرب الخليج الثانية والتي تلتها سنوات الحصار العجاف كانت الظروف الاقتصادية البائسة في أشدها على المواطن العراقي الفقير ، ونصيب رياض وعائلته كان كبيراً من تلك الظروف الصعبة التي أحالت شعب العراق الى ركام متناثر هنا وهناك بعد أن ثكلت الحروب الامهات العراقيات بطريقة لم يشهدها العراق على مرّ التاريخ ! وتربط شاعرنا الراحل رياض ابراهيم علاقة صداقة طيبة مع القاص العراقي حميد المختار ، فدائماً ما يكونوا سوية في شارع الرشيد أوعند مقهى حسن عجمي أو في شارع المتنبي حيث مكتبة حميد المختار وأصدقاء آخرين يتوقف معهم رياض لساعات متسائلاً عن آخر الاصدارات الشعرية والأدبية ، فهو دائم البحث عن الكتب الأدبية بينما هو يمتلك مكتبه كبيرة في بيته ، وفي تلك الاوقات وبسبب قلة الغذاء والدواء اصبح من الصعوبة على رب العائلة ان يجلب لاطفاله كسرة الخبز ! في ظل الاوضاع المزرية التي يمّر فيها الوطن العراق ، الأمر الذي أضطر رياض لأن يلتفت الى مكتبته الكبيرة التي اخذت مكاناً كبيراً من صالة الضيوف في البيت الذي يستأجره في إحدى أحياء بغداد ، وبدأ في كل يوم يستل مجموعة من الكتب القيمة التي تسكن مكتبته وينزل بها الى شارع المتنبي لبيعها ولكي يعود محملا بالطعام لعائلته المكونة من زوجة وأربعة اطفال . وأستمر به الحال لشهور حتى بدأت المكتبة خالية تماماً إلا من القليل من الكتب التي كان يقول لو متُ ما بعتها أبداً ، ومن ثم داهمه المرض في معدته التي أصابها الالتهاب الحاد وأدخل على أثرها الى مستشفى مدينة الطب وصادف أن ثمة مكرمة من النظام السابق قد شملت أدباء العراق بالرواتب الشهرية البسيطة إضافة الى علاجهم المجاني في مدينة الطب !! وبها أنقذ رياض أبراهيم من نفقات العملية الجراحية التي أجريت له كان ذلك في العام 1993..

وظل وضع الشاعر الصحي قلقاً ، وبعد عام بدأت هجرة المثقفين العراقيين من العراق الى الأردن ، وبدأ أصدقائه يغادرون الواحد تلو الاخر ، إلا أن ظرفه الاقتصادي لا يسمح له بالسفر فاضطر للبقاء على مضض حتى العام 1996 حين ضاق ذرعاً بكل ما يحيط به ، خاصة عندما فكر أن يطبع مجموعة شعرية لتكن باكورته الاولى وكان قد أسماها ( إنتفاضة عصفور طيب ) فقام بتقديمها الى دار الشؤون الثقافية في بغداد ، وبعد أن دخلت هذه المجموعة في تدقيق الاجهزة الامنية آنذاك ولفترة طويلة وهو ينتظر صدورها لكنه صدم برفض المجموعة ومنعها بعبارة مكتوب عليها ( ممنوع لا يخدم المرحلة ) ! وهنا جاء رياض ابراهيم الى بيته وقرر أن يحرق كل ما كتبه من قصائد ومقالات وحوارات مع ألمع شعراء العربية ، فحرق مخطوطته التي رفضتها دار الشؤون الثقافية ومخطوطات أخرى وما كتبه منذ سنوات السبعينيات الاولى وحتى منتصف التسعينيات وحرق كذلك هويات إتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين ولم يبق على شيء بأستثناء مخطوطة شعرية لمحمود البريكان بخط يده وأخرى قصصية لمحمد خضير وأيضاً بخط يده وبعض صوره مع الاصدقاء ، كان غضب الشاعر من مؤسسة النظام حينها كبيراً بحيث أن روحه الطيبة ليس باستطاعتها استيعابه !

بعدها قرر رياض ابراهيم ان يلتحق باصدقائه الذين يقيمون في عمّان او في سوريا وكان لا يملك من المال الذي يؤهله الى السفر بطريقة رسمية الى الأردن فحسم أمره في الذهاب الى شمال العراق ومنه الى سوريا ، وبهذه الطريقة يكون قد وفر الكثير من المبالغ ورسوم السفر فيما اذا فكر بالسفر بالطريقة الرسمية ، خاصة وأن النظام العراقي جعل من ضريبة السفر التي كانت تبلغ ( 15 ) الف ديناراً عراقياً رافعاً المبلغ الى (400) ألف ديناراً في محاولة للتشديد على سفر العراقيين آنذاك .!

وسافر هو وعائلته من بغداد الى كركوك ومن ثم هربوا مشياً على الاقدام حتى وصلوا مدينة اربيل بعد رحلة طويلة ومضنية ، وما أن دخلوا أربيل حتى باغتهم دخول الجيش العراقي الى تلك المدينة التي كانت تشهد معارك ضارية ما بين الطلبانيين والبرزانيين ، وكانت تنتظرهم المعركة الغير متوقعة ، فقد أصبح القلق والحيرة يخيمان على الشاعر خوفاً على مصير أطفاله الاربعة وزوجته من الضياع والموت في متاهات الحروب التي خلفت الكوارث للشاعر في السابق ، فكيف بها أمامه مرة أخرى وهي تداهم عائلته وفي مثل هذه الظروف الصعبة ! وكان الرب في المرصاد لانقاذهما ..

ومن أربيل أستطاع رياض برفقة عائلته الوصول الى مصيف صلاح الدين ومن ثم الى شقلاوة ، وهناك ألتقى ببعض الاصدقاء من الأدباء العراقيين الذين وصلوا في وقت سابق من وصول رياض وهم أسماعيل محمد وصلاح صلاح وبرفقة عوائلهم ايضاً ، واستطاعوا أن يصلوا الى مدينة زاخو الحدودية والتي تطل على نهر الخابور وهو الفاصل الحدودي ما بين العراق وتركيا من جهة والعراق وسوريا من الجهة الاخرى ، وتبدأ مع الشاعر رحلة جديدة من العذاب والألم والجوع والتشرد في تلك المدينة خاصة وأنه أصبح لا يملك من المال شيء على الاطلاق ، وسارع رياض وأصدقائه أن يستخرجوا برقية التزكية للدخول الى سوريا من بعض الاحزاب العراقية وبخاصة الحزب الشيوعي العراقي الذي كان رياض ينتمي اليه في سبعينيات القرن الماضي ، لكنهم فشلوا في الحصول عليها ، وكانت صدمتهم شديدة ومخيبة للآمال بالأحزاب العراقية المعارضة والتي كانت عبارة عن دكاكين حقيرة جداً ! بسبب المزايدات على الآخرين وعملهم الغير وطني والذي كان لا يخدم العراق في تلك الظروف ، لقد كانت أياماً صعبة بحق عاشها رياض أبراهيم الذي أستأجر غرفة مع عائلة كردية في زاخو بعد أن عجز من دفع أجرة الفندق ، في الشهر الاخير الذي أقضاه رياض برفقة عائلته في هذه الغرفة الصغيرة كان لا يأكل إلا ما ندر وكان يدخن بشراهة وهو صاحب الجسم النحيف والروح المنكسرة من كثرة آلام الحياة التي أفضت به لأن يعيش القلق والخوف على عائلته ، وكان غير مبالياً بنفسه ، همه الوحيد هو الاطفال وكيف يأتي لهم بالخبز !

وفي عمّان حيث كنا نقيم مجموعة من الأدباء العراقيين وصلنا فاكس عن طريق غاليري الفينيق الذي كنا نلتقي فيه ومديره الشاعر العراقي علي الشلاه كان الفاكس موقع من قبل رياض واسماعيل وصلاح يطلبون من اصدقائهم في عمّان الاتصال بالبياتي او سعدي يوسف لاستحصال سمة الدخول الى سوريا ، في تلك الاثناء كان البياتي قد أبدا استعداده للحصول على هذه السمة من سوريا ألا انه ينتظر ذهابه اليها ، بعد يومين او ثلاثة كانت نوبة قلبية قد تمكنت من رياض ابراهيم لتجعل منه طريح الفراش ، إلا انها لم تمهله طويلا حتى فارق الحياة بسرعة فائقة كانت بمثابة صدمة كبيرة منيه بها الوسط الثقافي العراقي في الداخل والخارج ، ودفن رياض أبراهيم في زاخو ! وما أن دفن ، بعد يوم او يومين حتى وصلت برقية دخوله وعائلته الى سوريا ! يا لهذا القدر المؤلم الذي صاحب الشاعر ، فذهبت عائلة الشاعر الى سوريا وهي تتلفت بألم وحسرة على والدها الذي دفن بمدينة زاخو ، وقد استقبلت عائلة رياض أبراهيم من قبل أصدقائه ومحبيه بكل أحترام وتقدير فكانت مواقف الشاعر محمد مظلوم الذي أستأجر لهم داراً بالقرب من داره والراحل هادي العلوي الذي لم يفارقهم ، ومظفر النواب الشاعر الكبير الذي لم يغفل عنهم والكثير من الاصدقاء والاحبة الذين أعتنوا اعتناءً فائقاً بعائلة الشاعر الذي رحل بطريقة اكثر من مؤلمة !..

ولد رياض ابراهيم في مدينة البصرة عام 1952 ، نشر قصائده الأولى في جريدة المرفأ في البصرة بداية عقد السبعينيات ، وبعد قدومه الى العاصمة بغداد بدأ بنشر قصائده في مجلة الاقلام والطليعة الادبية وجريدة الجمهورية وعمل كمحرر في الصفحات الثقافية ، كما وساهم رياض بتجربة جيل الثمانينيات مع عدد من الشعراء في تلك الفترة ، لكنه لم يفكر يوماً بأن يطبع مجموعة شعرية على الرغم من القصائد الكثيرة التي كان ينشرها على مدى اكثر من ثلاثة عقود من الزمان إلا في سنواته الاخيرة وما أن قدم مجموعته للطبع حتى رفضت من قبل الرقيب كما أسلفت ! وفي دمشق أستطاع الشاعر محمد مظلوم أن يجمع بعض القصائد المتناثرة من بعض الصحف والمجلات ومن ضمنها قصيدته أنتفاضة عصفور طيب وتطبع مجموعته إلا انها ليست تلك المجموعة التي رفضت ، ووضع عليها نفس العنوان الذي كان يرومه الشاعر الراحل ..

في قصيدة رياض ابراهيم هذه والتي كتبها عام 1979 يجسد الحزن الشاهق الذي ينال من الانسان وبطريقة فنية عالية مشبهاً الانسان بالعصفور الذي يداهمه اليأس والموت ، وليطلق الشاعر علانية ما يجول بدواخله من آلام ومآسي ومحن حاولت النيل منه في حياته وبخاصة تلك التقلبات السياسية والدراماتيكية التي شهدتها الساحة السياسية العراقية ، إلا انه قالها من خلال ذلك العصفور الطيب الوديع الذي لا تخافه السلطة آنذاك ! لم يجعل الشاعر في قصيدته من أن تقاتل الأحزان الأفراح ، بل ضل متناولاً قتال الأحزان للأحزان ، كونه كان يائساً تماماً من قدوم الفرح إليه ولو بعد حين ، انه حدس الشاعر الذي تآكلته الأحزان وجعلت منه أن يكون لقمة سهلة لها ، في ظروف غاية بالتعقيد والحزن جعلت حياة الشاعر أشد وقعاً عليه .!

لقد كانت إنتفاضات الشاعر الراحل كثيرة وجريئة بطرحها مكنته أن يحتج داخل القصيدة ويرحل عن الحياة بالطريقة المؤلمة ، أترككم للأستمتاع بقراءة قصيدة رياض ابراهيم الشاعر العراقي الذي رحل منذ أكثر من عقد من الزمان ، إلا أن روحه وقصائده مازالت حاضرة معنا ...



-- إنتفاضة عصفور طيب --

رياض ابراهيم

تتقاتل أحزانهم
- شاهقون كخط المطر -
وأنتفاضة عصفور طيب
وفقها يمكن أن نخرجَ من تعلينا الأبدي داخل جلودنا الحريرية
العصافير الطيبة ممنوعة من الرقص
ألف مؤتمر للبكاء ينعقد على أشجار السدر
وأصفر ...
أخضر ...
بنيّ في أثداء البراعم الصغيرة
ممنوع من الرقص أيضاً ...
طبعاً
عرسان من اللحم المقدد معلقون من ربطات أعناقهم
لماذا ؟
يحق لكل المارة أن يتساءلوا
خاصة في ظرف أبيض كهذا
حول أي شيء قد يحصل في المدينة
المدينة واسعة
غاتبسي العظيم يتلو قصائد نبوية
خالية من الاحسان للفقراء
غاتبسي الآخر يتلو قصائد نبوية
تتضمن الاحسان للفقراء
حتى لعبة السهم : المركز مفرغ
السهم المتوجه بدقة يبقى يدور مع الكواكب
ولكنه لا يخرج عن مدى رصد الفضائيين الامريكان
أما الأغاني فهي مستقرة في فمي كمدية من
الحلوى اللذيذة التي يقال انها – تسبب
مرض السكر في الثلاثين فما فوق
والعشاق الصغار
يُمررون أحزانهم على صدري وسُرتي ووجهي
ويطلقون لآفراحهم العنان كي تدور حول رأسي كالذباب
ز ز ز ز ز ز ز ز ز
حزمةٌ كبيرة من الآيمان – أنا ضمنها –
تؤكد : أنني لا أجتاز الثلاثين
وأن الثلاثين إنما هي مركز اللعبة المفرغ
دمعة أخفقت في الطيران
قصصتُ جناحها الطريّ
وأقفلتُ عليها العش
فشراشف الظهيرة من النايلون
وتلك هي أعز مشاكلي إلى نفسي
وقد همست بذلك في أذني الريح
الريح التي تشبه الكبريت تماماً
ولكن لا أدري !
محطة لقطار سافر ولم يعد
تُعلق طينها في حذائي العسكري بتشبث
لم تفعل ذلك أمرأة من قبل
وكأن على كل شعرة من شعرها القرمزي
الذي حاول مجنون أن يحتويه وأن يحتويه
يؤكد توازي السكة الحديدية حتى آخر محطة في الكون
أخفيتُ حصاة حمراء في جيب معطفي
واحترق العالم من ورائي
ثم وجدتُه مطفأً أمامي

دمٌ .. تِك
الفصلُ الحلوُ الآخرُ
عواصف الجراد التي كانت
كنا نضحي بأحدنا من أجل أن يسلم الآخر
يا حبيبي
ثم أصبحنا نتضاهى في فتح أفواهنا حتى
طقطقة الصدغ
حينما علمنا أن الجراد لذيذ يا حبيبتي
كم أتمنى أن أكون فرقة أنتحارية
لأقذف نفسي على مدن جسدك
حزن عريض المنكبين يسير
وأنثاه
وبينما حزن صغير بلا دفتر نفوس

ملاحظة :
إذا قُدر لهذه اللاقصيدة أن تُغنّى فمن الاحسان أن يكون
هذا المقطع الصغير لازمتهُ .

أمس واليوم وغداً
قلت لآمي ولكل الملائكة والشياطين الذين
يقيمون في جسدي
أنني أول من أعرفها بعد الآن
سمراء مطفأة العينين
ترتدي الغيم المغبرّ
أفقها متأخر في النمو
عسر عليها أن تعرف من أكون أنا بالنسبة لها
أما أنا فأعرف إنها لا تمتُّ إليّ بصلة
لولا تلك النسبة الجميلة التي تتكون من :
كمية الضغط عليّ وقوة الجاذبية

كمية الضغط على راسها القصير الشعر الجميل
وقوة الجاذبية

سمراء
ضوء أسود يتجمد في وجهها برداً
وضيفة متواضعة من الانتحار
كخوف الارض من المطر
تزهر على شفتيها اللتين يهابهما الجذام
وسأطلبها – لو –
من مسافة 10 كيلو مترات أو أكثر
أن لا تعرف من أكون أنا
وسأطلب ممن حولي أن يهمسوا كالحلول الشتائي
رياض ابراهيم
ان كان هذا أسمي حقاً !!!

بغداد – صيف 1979



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً
- انتربول موفق الربيعي
- سنجار والشاحنات الاربع
- تسيّس النصرالكروي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب