أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!















المزيد.....

هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 06:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

رائع أن يتم إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي العالمي,وأروع أن ننطلق بالتحدي السياسي من حاضنة الإجماع العربي,جيد أن ننطلق من منطلقات الشعوب المتحضرة المحبة للسلام,وحسن أن نستعيد حقوقنا المغتصبة دون إراقة دماء,فالطرف العربي له محفزاته وأهدافه المعلنة, استعادة الحقوق العربية وتحقيق سلام عادل وشامل في ربوع منطقة الشرق الأوسط, وبالتالي المساهمة بشكل فاعل في تحقيق السلم والأمن الدوليين, ولكن بالمقابل حتى يكون هناك معنى وجدوى من هذا التوجه الاستراتيجي المعلن,لابد للطرف الآخر وهو الكيان الإسرائيلي توجها صادقا صوب تحقيق ذلك السلام المنشود,كي يتم تجنيب الأجيال القادمة مزيدا من الحروب والكوارث الدامية, والمقاربة المتناقضة تكمن في أن ذلك السلام كما يعتبره الطرف العربي في أيدلوجيته الجديدة,كخيار استراتيجي وبالتالي تحقيقه نعمة وبركة, فالكيان الإسرائيلي المناكف والمماطل يعتبر السلام معول هدم للطموحات الصهيونية, بل يعتبرونه اشد من ذلك خطرا على أجيالهم القادمة,حيث أن السلام سيجعلهم يلقون البندقية وتحويل المجتمع الصهيوني من العسكراتيرية إلى المدنية, ويبقى الثابت الصهيوني كمحتل وغاصب, الخشية من استثمار إلقاء السلاح فيصبحون فريسة سهلة بين شعوب عربية تخيط بهم من كل حدب وصوب لا يؤتمن حتى لأمواتهم بعد أربعون عاما من موتهم, فكيف لنا أن تستبشر خيرا لتلك الأجيال القادمة في ظل هذه الأيدلوجيات الموبوءة, والسيكولوجيات المشوهة, ورغم ذلك نرى ونسمع قادة الكيان الإسرائيلي يتحولون بخطابهم, من منطق سلام القوة,إلى منطق قوة السلام, ويبقى أن تتواءم الأقوال مع الأفعال كي يصبح تحقيق السلام ممكنا, بتوفير أرضية من المصداقية المفقودة بسبب تاريخ الغطرسة الصهيوني , والإصرار على الاحتفاظ باحتلال الأرض العربية واستعباد الشعوب, رغم أن التاريخ رغم انتصاراتهم على مستوى الجيوش الرسمية, إلا أنهم أمام الشعوب لم يحققون أي نصر أو أي سلام, بل تخصصوا في صناعة الكراهية التي تحول دون أي إمكانية للتطبيع مهما حاولت بعض الأنظمة العربية عبثا تحقيق ذلك التطبيع, قبل تحقيق سلام حقيقي يضمن عودة الحقوق العربية المغتصبة دون نقصان.

ذهب العرب جماعة وليس فرادى, ولبوا دعوة يقال أنها لتحقي السلام, مع استعداد دولي كبير على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي إيذانا بانطلاق عملية سلام جادة, بموجب النية الأمريكية على تحقيق ذلك السلام, والذي ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في الحيلولة دون تحقيقه, بسبب السياسات العرجاء, والكيل بمكيالين والانحياز المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي وأهدافها على مدار أكثر من نصف قرن, ذهب العرب وتحاملوا على الجراح وحملوا همهم الأكبر المتركز في قضيتهم المركزية ونواة الصراع العربي_الإسرائيلي,وهي القضية الفلسطينية واحتلال الأرض العربية في سوريا ولبنان, فكان الشعار الأرض مقابل السلام, من اجل إسقاط الشعار الصهيوني القائم على فلسفة القوة(السلام مقابل السلام), وجميعنا يعلم نخاع التفكير الصهيوني المخادع, وتوجهه إلى مؤتمر انا بوليس في محاولة جديدة, للهث خلف بوابات يستطيع من خلالها القفز عن أصول الصراع, والهروب للأمام لتحقيق اختراق على مستوى العلاقات السياسية مع معظم الدول العربية, خاصة تلك التي لم تشترك في صدام مباشر مع الكيان الإسرائيلي, ولا يوجد لها حقوق مغتصبة بالمفهوم(الكيسنجري) التفردي, وبالتالي عزل الجبهة الأساسية في فلسطين وسوريا ولبنان, عن اهتمامات محيطها العربي ومساومتها على الحد الأدنى من استعادة حقوقها, لكنهم ومنذ اللحظات الأولى وبحرص معلن من المملكة العربية السعودية, أعلن موقف عربي موحد حول أدنى درجات الاستخفاف الصهيوني بالمؤتمر, وعدم الموافقة على تحويل اللقاءات الجانبية إلى مقابلات مودة مع الوفد الإسرائيلي إلى انا بوليس, وقد اتخذت الترتيبات بناء على هذا التوجه, مما اثارغضب نوايا التهريج السياسي الإسرائيلي, كما عبرت عنه المغمورة وزيرة الخارجية(ليفني) حين قالت للعرب :" صافحوني على الأقل فلست مصابة بالجذام" وكان ذلك تهريجا له دلالات الاستخفاف, والرغبة في التطبيع البرتوكولي , قبل معرفة النوايا الحقيقية لتوجه الكيان الإسرائيلي إلى ذلك المؤتمر.

وسرعان ما انفض ذلك المحفل الدولي الكبير, حتى هلت علينا إرهاصات الخير السياسي الوفير, أولى تلك الإرهاصات, إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على سلوك ملفت لقياس المصداقية والجدية , وذلك بسحب مشروع القرار الذي قُدم من قبل الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن, من اجل توفير مضلة دولية داعمة إلى جهود السلام حسب أجندة المؤتمر القائم على خارطة الطريق والمبادرة العربية ورؤية بوش لحل الدولتين,فكان ذلك سلوكا غريبا مقارنة مع النوايا الأمريكية المعلنة, والأغرب هو التبرير الأمريكي الغير منطقي والغير مطمأن, حيث التبرير بان المؤتمر قد نجح فلا داعي لأي قرار لدعمه, وكان انعقاد المؤتمر بحد ذاته هدفا وليس وسيلة, وكان المسيرة السلمية تنتهي بانعقاد المؤتمر وليس العكس, لكن ذلك السلوك يتطلب منا التوقف والتأمل والقراءة الجيدة والدقيقة المتأنية, كي نفهم أن ذلك السلوك هو في حقيقته تبني لوجهة نظر الكيان الإسرائيلي التاريخي الثابت, والقائل بعدم تدويل المسيرة السلمية , وعدم الجلوس للمفاوضات تحت سقف المظلة الشرعية والقانونية الدولية, وعدم الموافقة على أي آليات تضمن دفع تلك العملية السلمية كلما اصطدمت بالتنصل الإسرائيلي من الاستحقاقات, وكلما تهرب الكيان الإسرائيلي من جدية المفاوضات.

وهذا ما دفع الكيان الإسرائيلي كذلك على الحرص باستماتة على عدم إطفاء أي جدية تلزمهم بتنازلات تقتضيها الأجندة التي انطلقت بموجبها هذه المسيرة السياسية صوب عملية سلام حقيقية, فرفضوا لجنة المتابعة الدولية, ورفضوا اللجنة الثلاثية المفترضة وأصروا على نهج الثنائية الصرفة لما لها من مخارج للتهرب من أي التزامات واستحقاقات, تضمن أدنى حدود الضغط الدولي وحتى الأمريكي لتثنيهم عن التمسك بعقلية الاحتلال وإعطاء من الشاة أذنها, ويبررون ذلك بمصلحة السلام وحل القضايا العالقة بشكل ثنائي, مما دفع صاحب الدعوة للمؤتمر الرئيس بوش للقول, أننا لن نصنع سلاما بل سنرعاه وان الفلسطينيون والإسرائيليون هم الذين سيصنعونه, مع علمه المسبق أن الكيان الإسرائيلي له من المعايير للسلام, بما يضمن استحالة تحقيقه, وان رؤيته للدولتين ماهي إلا وهم طالما لم تمارس الضغوط على ذلك الكيان للتنازل عن حقوق الغير من اجل توفير الأمن لكيانهم.

ولعل الإرهاصات تتوالى وبعنف عقب غرسة مؤتمر انا بوليس في إشارات واضحة, لماهية السلام المرتقب حسب الرؤيا الصهيونية, فقد أعلن الكيان الإسرائيلي مؤخرا عن عطاء لبناء 3000 وحدة سكنية جديدة في القدس المحتلة, فكل هذا ناهيكم عن العدوان المتكرر والمتواصل على الأراضي والشعب الفلسطيني بعد انقضاء ذلك المحفل الذي يعتقد انه فرصة سانحة لتحقيق سلام, والذي تتوجه إليه القيادة الفلسطينية, انطلاقا من دعم حاضنة الإجماع العربي, بكل جدية وقبول تحدي المعترك السياسي, وما لذلك القرار الفلسطيني من قوة رغم ازدياد وتيرة المعارضة الفلسطينية,التي قد تجد لها مايبررها بسبب عدم الجدية والمصداقية للكيان الإسرائيلي, وتناقض ادعاءاته مع سلوكياته, في وقت يحقق فيه التوجه الفلسطيني للسلام والتسوية إجماعا كبيرا والتفافا خلف القيادة الفلسطينية, إلا أننا نجد أن الكيان الإسرائيلي يسعى جاهدا إلى الدفع باتجاه دعم الأصوات المشككة بعملية السلام, وان غرسة انا بوليس تغرس في غير موسمها, وان المناخ المحيط بها لايساعدها على النمو, بل وأنها غرست في ارض بور لاتصلح لأشجار مثمرة, بل السلوك الصهيوني يفيد أن ارض انا بوليس صحراوي لايصلح إلى لغرس شوكي عقيم.أو ربما تلك الغرسة تم نقلها من المسكبة((مشتل البذور)) قبل انتهاء فترة حضانتها,فأصبح عمرها بلا جذور, لايتجاوز عمر الزهور المبتورة, والمخصصة لمحافل المؤتمرات لمدة ساعات الحضور,ثم تذبل وتلقى إلى سلال مهملات السياسة؟؟؟



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اندحار فحوار بديل الانتحار
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية
- في الليلة الظلماء,,,أَقْبِِلْ أبا عمار
- تصور افتراضي لمخطط اجتياح إسرائيلي وخيارات المواجهة؟؟
- الرهان السياسي ومصير المقاومة؟؟
- رسالتنا للقيادة السورية
- ((لماذا الانقلاب في غزة وليس في الضفة))؟؟!!
- وكالة الغوث وخطة التعلم الذاتي تطوير أم تدمير ؟؟!!
- الدراما السورية تجتاح الكيان الفلسطيني
- كلمة في أُذن الدكتور سعدي الكرنز
- فلسطين بيتنا وإسرائيل بيتهم
- أنا بوليس الشرق الأوسط؟!
- ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A
- المجد للمقاومة والعار للمساومة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!