أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - من القاموس العربي














المزيد.....

من القاموس العربي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 06:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


[1]
نزوع الانسان الأول نحو الأسئلة الكونية الملغزة وعجزه إزاء الظواهر الطبيعية دفعه للاعتقاد بتأثيرها على مجريات الحياة على الأرض، الذي تبلور في فكرة الدين، والذي تكفل بحسم التفكير في النظام الكوني و تشريع منظومة العلائق والطقوس التي تنظم سلوك البشر إزاء الكون (العبادات) وفيما بينهم (المعاملات). نتج عنه أن رجل الدين حظى بمكانة مميزة في مراقبة وتوجيه الناس ومحاسبتهم. ليتبعه ثمة.. تشكل طبقة اكليروسية منحت نفسها حق الوصاية والتمثيل، وتمتعت بامتيازات وصلاحيات اجرائية ، تتحكم في تسيير دفة الحياة. واذ لم تكن هذه الفئة الكليروسية هي النخبة الممسكة بمقاليد الأمور (السلطة)، فقد كان لها دور مباشر في تعيين النخبة وفق مواصفات وآليات معينة كانت الأساس في ترسيم تراتبية آلية الحكم من بعد.
وتستند مواصفات التحديد وآليات الادارة إلى مدى انسجامها مع الرؤى الفلسفية والقواعد الفكرية الميثولوجية التي مثلت قاعدة الدين.
[2]
تسود النظام العربي أفكار ومعتقدات متوارثة وقناعات تقليدية جامدة مرتبطة بمراحل بدائية من تاريخ المجتمع البشري ونمطية تفكير استاتيكية ترى أن النفس البشرية وآلياتها الشعورية والفكرية غير خاضعة للتغير، وأن رغبات الفرد وحاجاته ونوازعه، لا تتغير. وحسب المعتقدات الفلسفية والميثولوجية الأولى القائمة على تقسيم العالم إلى قوتين متنازعتين أبداً، هما قوتا الخير والشر. تتوزعان السماء والأرض. فأن الانسان مصدر الشرور على الأرض وأن الحياة قامت على الخطيئة [من الخطأ]. وأن الخراب بالتالي هو نتيجة عمل الانسان ومصير الأرض.
ولما كان الفرد مصدر الشرّ، وغير قادر على توجيه نفسه بنفسه نحو الخير، فقد اقتضى وضع قاعدة أحكام سلوكية متداولة اعتمدت آليات سلطوية فوقية. ورأت جماعة قليلة في نفسها مقدرة على تمثل هذه السلطة وتطبيقها من أجل سيادة النظام والسيطرة على النزعات والخلافات وتأمين حياة سلمية مشتركة.
[3]
وقد التقت نزعة القوة والسيطرة مع نفوذ الاكليروس لتوليد الصورة الأولية لنظام الحكم. فئة الدين بحاجة الى رجال أقوياء يدعمون جهودهم وينشرون تعاليمهم ويوطدونها، والطامحون للنفوذ والتحكم يحتاجون لمباركة رجل الدين لمنح سلطاتهم صفة الشرعية والالزام. ان التقاء الدين والسياسة في خندق واحد في معادلة يمثل المجتمع طرفها الآخر، زاد من تصغير شأن الفرد إزاء مكانزما السلطة. الدين يفرض على الفرد العبودية المطلقة، والحاكم يطالبه بالطاعة التامة. الدين يلزمه بعدم التهاون في العبادات وتمثل تعاليمه في الحياة اليومية، والسلطة تطالبه بوضع نفسه رهن إشارتها وخدمتها بالروح والدم والمال.
[4]
ان الحاصل الطبيعي لاجتماع السياسة والدين والتهميش يساوي النظام الشمولي، وليس النظام الشمولي غير تجسيد هيمنة الفرد المطلقة على العالم المحيط به، ذلك الفرد الذي تتأزم/ تتضخم لديه ذاته بحيث يراها صورة للذات الالهية أو انعكاساً لها أو ذوباناً فيها أو، وهذه هي الحقيقة الواقعية الملموسة، هي الذات الالهية بالتمام والكمال. وليس مصادفة تهالك الحكام الشموليين على التمسح بالطقوس الدينية وتقليد لا متناه لمظاهر الجاه والأبهة حدّ الجنون، والطرب للمديح الذي يهيل عليه من الخصائص ما يفوق مزايا خالق الكون. هنا تلعب اللغة والعنف، معادلة متوازنة الطرفين في مداعبة غرور الشخصية المريضة المتربعة على سدة الحكم. وإذا كان تقدير العنف الذي يهوي كالسيف على الرقاب ويذل الخلق ويساوي بين البشر والشياه، خاضعاً لمعايير نسبية معقدة متعلقة بوعي وتجربة الباحث، فصورته تبقى مرهونة في إطار اللغة الوصفية. والحقيقة المرة، أنه يعدم أن تجد حاكماً لم يوصف بالعدل والجبروت والمروءة. وهي حسب نظرية المعادل التعويضي تعبير عن الحاجة الشعبية في واقع الحال أكثر من كونها انعكاساً لحقيقة الأمر. الأمر الذي فات الحاكم العربي حتى اليوم منتشياً بالقائمة الطويلة من الصفات والألقاب والبهارج التي يتكرم بها الضعيف الخائف على صاحب الجبروت، فتجعل من الفأر أسداً هصوراً، وشتان ما بين الحقيقة والتوصيف وما بين المبادئ والادعاء.
[5]
ان اللغة العربية وما تزخر به من أساليب البيان والبديع والبلاغة، انما كانت مقتل الذات العربية أكثر من كونها اعجازاً ومفخرة قومية. ساهمت في تدمير الواقع العربي وتزويره والمبالغة في تشويه العقلية العربية وشرذمة الذات. واذا كان من غير المستحيل العثور على مفردات الزعامة التاريخية والأبهة في لغات أخرى فان توظيفها بتلك السذاجة والابتذال ليس له مثيل. وفي أتعس مراحل التاريخ عندما كان يظهر دكتاتور فأن تلك المرحلة تكون مرصودة ومشخصة وتنقضي ملابساتها الظرفية بانقضائها. فدكتاتور روما سيزر أو نيرون أثينا مفردات منقطعة خضعت للمقاصة التاريخية السياسية وترسخت مثل عيب تتجنب الحكومات السماح بتكراره. بينما مثل الحكم الشمولي العربي ورموزه المهولة حالة من الديمومة والاستمرارية والتكرار والنمذجة التي انعكست بالضعف والهزال على بنية الدولة والأمراض الفظيعة في ثنايا مجتمعاتها. أن جزء كبيراً من إدانة التاريخ العربي السياسي انما يتجه إلى اللغة العربية التي ابتذلها أهلها رياء وجبناً فحكموا على أنفسهم بالذلة في الحياة والذلة في زوايا التاريخ وهو النقيض تماماً لما يريدون!.
[6]
"تغيير السروج فيه راحة" - مثل تونسي-
التنوع غنى وكثرة الآراء ثروة وتعددية الفعاليات الاجتماعية دعم لمسيرة البناء الوطني.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علّقيني في طرف مباهجك
- (الفارزة بين القاعدة والاستثناء)
- الوجودية والعولمة
- ظاهرة الاغتراب في نصوص مؤيد سامي
- بقية العمر
- ليلة ايزابيلا الأخيرة
- مستقبل المرأة الرافدينية وقراءة الواقع
- قاع النهر قصة: الفريد بيكر
- أبي / هيلكا شوبرت
- توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة
- Shadowsظلال
- محمد علي الباني رائد تحرر المرأة العربية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وديع العبيدي - من القاموس العربي