أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - المنصور جعفر - الحوار المسلح (2)















المزيد.....

الحوار المسلح (2)


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 11:13
المحور: ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
    


رسمت خطوط هذا المقال باسلوب السؤال والجواب، مفيداً بالأسئلة التي طرحتها إدارة الحوار المتمدن، وبشيء من خبرتي في مجالات الثقافة والإعلام السياسي، ناحياً إلى تشكيل نسق عام من الإجابات على الأسئلة المتنوعة، موضحاً بعض المعلومات وبعض أساليب النظر والتدقيق مقدماً بضعة إقتراحات قد تفيد في تشكيل مرحلة جديدة لتطور الحوار المتمدن.
في نشر وحصحصة الفكر اليساري والديمقراطي والعلماني والإسهام في نشر أخبار أحزاب الشيوعية واليسار والنشاطات العمالية، والمرأة .....الخ:
مَثَل إصدار صحيفة الحوار المتمدن في شبكة الإتصالات مدداً كبيراً لفكر التغيير الشيوعي واليساري والديمقراطي والعلماني في المناطق والثقافات المتصلة باللغة العربية وذلك بما وفرته الصحيفة من مصادر ومعلومات وتحليلات وأرآء حول كثير من القضايا المتصلة بمناهضة الإستعمار والإستغلال والقمع والعنصرية بأشكالها الطبقية والسياسية والدينية والعرقية والجنسانية والمظالم المرتبطة بها. فبتوفير صحيفة الحوار المتمدن لمجموعة مقدرة من المصادر والمعلومات والتحليلات والأرآء بشكل ياسر تكون الصحيفة قد أدت جزءاً كبيراً من مهمتها كأداة إتصال وتواصل حيث فتحت للناس حدائقاً فكرية ونضالية جميلة حسنة بعدما كانت هذه الحدائق مغلقة مقصورة على المناضلين والحزبيين والمآئزين والمهتمين، فصيرتها الصحيفة متاحة لمن يرغب في معرفتها بعدما كانت مدلهمة ممنوعة تحوطها العسس والحواجز. وفي هذا السياق الشمسي الناشر لأشعات المعرفة فإن صحيفة الحوار المتمدن تؤدي خدمةً كبرى تسهل إنتاج الموضوعات والمدارس الفكرية المواشجة لقضايا الحرية والعدالة والسلام والجهود النظرية والعملية المتصلة بها.

وإلى جانب هذه المزية المتصلة للحوار المتمدن في تعزيز الأحوال الفكرية والنظرية في المنطقة توجد ناحية سلبية في تغطية أخبار اليسار والتمدن ونشاط الطبقة العاملة والتنظيمات الثورية والتنظيمات السياسية والتنظيمات الإجتماعية حيث يوجد تفاوت بين المنشور والمفعول، وتفاوت بين أمور الطبقة العاملة والثورة، وأمور الحكم والسياسة، وأمور المجتمع وتنظيماته، فالتفاوت بين هذه الأمور الثلاثة يحتاج الى علاجه بالتوازن في العدد بين أخبار كل دولة أو نطاق، وقدر من التوازن بين أنواع ما يتناوله الخبر من نشاط وعمل وإنصبابه على تأسيس، أو نشاط، أو تقويم، وقد يتم تحقيق هذا التوازن بإمازة أو تمييز أكثف لصالح القوى الأكثر مصلحة في التغيير من ناحية إجتماعية-إقتصادية وسياسية ثقافية والقوى الأشد قدرة من ناحية موضوعية على تحقيق هذا التغيير في مناطقها الطبقية والوطنية والإجتماعية المتنوعة.

ولعلاج جانب من التباين في نشاط التنظيمات المتصلة بهذه القضايا وفي نشاط البشر على وجه عام وتباين وإختلاف ظروف إسراعهم أو بطئهم جهة أمر من أمور الحرية أو العدالة أو السلام وأثر ذلك على عدم توازن المنشور عنهم، فبالإمكان تلافي هذا الخلل وتقويمه بتنظيم وتقسيم جديد للعمل يتصل بتخصيص ثلاثة خانات واحدة طبقية واخرى وطنية وثالثة إجتماعية لكل دولة أو مجموعة دول عربية، يتم ملئها شهرياً من قبل مسؤولي الإعلام أو بواسطة الصلة القائمة ناحية كل دولة أو نشاط، ويمكن إعادة تحرير وإصدار هذه الأخبار بشكل تقارير نهاية كل سنة أو كل سنتين بالتعاون مع بعض الجهات والمؤسسات الأكاديمية. خلاصة الأمر إن التفاوت المخل في مجال الإخبار يعالج بالتنظيم. كذلك هناك جانب من الأخبار العامة عن الدول إذ تندر فيه الأخبار عن كثير من دول أفريقيا وأسيا وأمريكا وأوربا وحتى أخبار الشرق الأوسط تأتي متفرقة وبصياغات مبعثرة متفاوتة في كمها وكيفها وإتجاهها، مثلما سياسة (الإعلام) الإمبريالي. وإزاء هذا التفاوت يحتاج الأمر إلى تقويم وضبط بسياسة تحرير ونشر وأدب سياسي ترعي التوازن بين أخبار الدول والتوازن في مواضيع هذه الأخبار إقتصاداً وسياسة وإجتماعاً وثقافة.
في العمل لأجل تجاوز التناقضات الفكرية والسياسية لحركة اليسار والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط:

نجح الحوار المتمدن في عرض كثير من نقاط وخطوط التناقض الفكري والسياسي في الأحزاب الشيوعية أو ما شابهها وكان عرض هذه الخطوط والنقاط أحد اللوازم الضرورة لحل جانب من هذه التناقضات. ولكن مثلما كان الأمر في سياسة الأخبار في صحيفة الحوار المتمدن فقد إتسع عرض هذه النقاط والخطوط وإختلف مدى وشكل تناولها لدرجة قريبة من الترهل والتبعثر، وإن كان نشر ما يتعلق بها قد أنعش أهمية الوضوح في تناول التناقض الكبير داخل كل حزب شيوعي بين التنظير الماركسي-اللينيني الشيوعي القائم على إلغاء التملك الخاص لوسائل الإنتاج الإجتماعية وتقليص التنظيم التجاري السوقي للحياة، في جهة، والتنظير الإشتراكي المتنوع القائم على تلطيف مفاعيل السوق والتجارة بموارد المجتمع، لأجل خروج الناس من حالة الإقطاع وزراعياتها وباشاوياتها بحالة تجارية صناعية متقدمة توالي قوى السوق عبر رأسمالية الدولة وعقودها وتواشج مخططات وأساليب الإستعمار القديم والحديث.

وإضافة إلى ما وضحته مقالات الحوار المتمدن في سياق الفرق بين تنظير الشيوعية للنضال ضد التملك الخاص وقوانين السوق والإمبريالية العالمية، وتنظير الإشتراكية والمنشفية المؤجل لهذا النضال. فقد أسس الحوار المتمدن لتقعيد خلاف جديد في مجالات الثورة الوطنية التقدمية حول طبيعة التوافق أو طبيعة الصدام مع القوى الإمبريالية وحدوده، بداية من الخلاف في النظر إلى الأمور العامةً سواء بتركيز النظر على طبيعة الحكم "الوطني" ومدى شعبيته أو فرديته أو بتركيز النظر إلى طبيعة الوضع الوطني عامةً والجغرافيا السياسية للبلاد بكل أوتادها وأشجانها الطبقية وكل الأطماع الإمبريالية في ثرواتها والعداوات الخارجية ضد وجود مجتمعها أو ضد فئات وطوائف معينة في هذا المجتمع. وهو خلاف حميد لتقدم مجتمعات العالم العربي اللغة، فيه ثلاثة معسكرات معسكر الحرية والتغيير المقاومة الوطنية، ومعسكر العملية السياسية والإحترام والتفاهم والإتفاق مع قوى الإمبريالية والإستعمار (ضد أعداء الديمقراطية)، ومعسكر ثالث هو معسكر البين بين.

أما في تناول مقالات الحوار المتمدن لطبيعة "الديمقراطية" فقد بقى تناولها ضعيفاً لم ينتبه -رغم كثرة المقالات- إلا إلى خُلبها ناظراً إلى السطح البراق لـ "الديمقراطية" متخيلاً في صحراء قمعه كونها مجالاً للحريات والحقوق والسعادة وغير ذلك من أوهام، دون فحص لحالة وأمور التحكم في معيشة الناس وديكتاتورية السوق التي تحدد حقيقة وموضوعية هذه "الديمقراطية" وفاعليتها وطبيعتها الطبقية: حيث تبقى عمليات تملك وتوزيع موارد ووسائل الإنتاج وتوزيع جهوده وثمراته وما يرتبط بهذا التملك والتوزيع من أسعار وظروف إقتصادية سياسية أموراً محتكرة لطبقة واحدة خارج نطاق السيطرة الشعبية خاضعة لمصالح الرأسمالية العالمية ومراكزها الدولية مستغلةً أومهمشة لمصالح سواد الناس وموارد مجتمعاتهم وألات عيشهم وأعصاب حياتهم.
في ترسيخ وتقوية العمل المشترك بين الجهات والحركات اليسارية والعلمانية:

لا يوجد ذلك القدر العالي من التناسق الفكري داخل كل حزب من الأحزاب الشيوعية، تجاه كثرة من القضايا السياسية، وذلك لتزعزع كينونتها الطبقية والثورية بعد المؤتمر العشرين لحزب السوفييت في فبراير 1956، كما لا توجد حركات علمانية وطيدة في عوالم لم تزل بحكم أوضاعها الطبقية الماحقة أو الممحوقة تعزز العنصرية والسيطرة الطائفية بمللها ونحلها ومن هنا تكون ضعف العمل الحزبي وضعف النضالات العلمانية في صميم الحياة نأهيك عن ضعف العمل المشترك بين الإثنين، كما إن إختلاف أنواع التقديسات السياسية بين أنماط الحكم الملكية المُطلقة وما شابهها والجمهوريات المتنوعة الرايات وحركات دينية-سياسية أو سياسية دينية أنيسة وأخرى كاسرة، يجعل تنظيم النضال الثقافي ضدها أمراً مطلوب تحقيقه في صفحات الحوار المتمدن. وذلك بتنسيق جملة من التصنيفات وجملة من الردود على كل مجموعة من مجموعات دعاوى الإسلام السياسي أو المسيحية السياسية أو اليهودية السياسية في مجالات السياسة وفي مجالات الإقتصاد وفي مجالات الإجتماع والثقافة حيث تتطلب تساؤلآت كل واحدة منها رداً يناسب الطبيعة العامة لها، فالرد على مجموعة سلفية من جوف السعودية يختلف عن الرد على دعوى إمامية، والرد على الإثنين يختلف عن الرد المطلوب على دعوى تنظيم حاكم أو قريب من الحكم..إلخ وكذا التفاوت في تلك المجموعات بين الأسلوب الإبراهيمي والأسلوب الموسوي، والأسلوب الدعوي والأسلوب الجهادي، وتفاوت معرفتهم بأصول الإقتصاد والسياسة وعلوم المجتمع وطبيعة الحياة الأدبية والثقافية والميزان الطبقي والسياسي الدولي لدعاويهم في ظل الإتجاه العولمي المعاصر لخصخصة موارد وثقافات الشعوب.

إن قضية تناول أمور الدين في ظروف الزور والتطفيف الطبقي القائمة في عوالمنا بما فيها من إستغلال وتهميش وموبقاتهم تطرح أراء متنوعة ومختلفة جهة ظاهرة الإسلام السياسي -بمختلف مذاهبها- سواء بإعتبارها حالة جماهيرية سياسية أو بإعتبارها حالة دينية، فموقع هذه الظروف الطبقية وحلول أزماتها في كل دعوى دينية سياسية هو ما يحدد جديتها في محاربة الطاغوت، وهو ما لايتسنى لها دون شرح مفصل للطبيعة المعاصرة لهذا الطاغوت والنظم الطبقية التي تنتجه وتنتج موبقاته.
في تنشيط المشاركة الفكرية والسياسية والإعلامية للنساء والترويج للمساواة الكاملة:

لم تزل حقوق المرأة في التعليم وفي العمل والإعانات والضمانات الإجتماعية قاصرة على مجال الوظائف الناعمة والمكتبية، كما إن التمييز ضدها في مجالات تقسيم أمور الحكم والسلطان في عوالمنا يصعب إخفاءه بوزيرة أو وزيرتين وبضعة (نائبات) وقد كانت السودانيات من الأسبق في عوالمهن إلى تولي مهام القيادة الحزبية، والقضاء، والديبلوماسية والجندية والقيادة العسكرية، ووظائف الدولة العليا وحتى في أعمال الميكانيكا وفي سياقة التاكسي وكانت هناك فرق كرة قدم نسوية في النوادي الكبرى مع فرق نسوية في بقية ضروب الرياضة إضافة إلى الوظائف التقليدية للنساء في عوالم الزراعة وصناعة النسيج وما شابهها من صناعات وفي الطب والصيدلة والهندسة وفي مجالات التعليم والثقافة والإعلام، ولكن حرية النساء بقيت محددة بالشروط الطبقية التي تؤنث الفقر وبالشروط الذكورية التي تعطي الحرية الإجتماعية والجنسية للرجل وتمنعها عن المرأة ، كما محقت آثار تفاقم الرأسمالية في المجتمع السوداني وغيره كثرة من قيم حرية وكرامة المرأة.
وأمام تواصل قضية المرأة تبقى التناولات المختلفة لها كقضية إجتماعية أو كقضية نوع وجنس من الإنسان مظلوم بأشكل متنوعة، في حاجة إلى أن تفتح صحيفة الحوار المتمدن عدداً من المواضيع: فإضافة إلى موضوع المساواة في الحقوق العامة فهناك موضوع الحرية الجنسية، وموضوع كسر سلطان السوق وتنظيمه المطفف للحياة الذي يعطي الذكر مثل حظ الإنثيين من الموارد والفرص المادية والثقافية، كما يحتاج الأمر إلى تمييز موجب في واجهة صحيفة الحوار المتمدن جهة الكاتبات مثال ذلك إبقاء موضوعاتهن وأسماءهن فترة أطول، ومنح جائزة مالية إلى أحسن كاتبة أو إصدار كل متناسق من أعمال الكاتبات في كتاب ألكتروني أو ورقي منفصل.
- العلاقة بالكتاب والقراء من أوساط الشيوعية واليسار والديمقراطية والعلمانية:

في صدقة جارية جمع الحوار المتمدن كماً كبيراً من الكتاب والقراء من النساء والرجال المهتمين بقضايا الشيوعية واليسار والديمقراطية والعلمانية، وهذا بحد ذاته نجاح صحفي كبير قمين بالتقدير العالي والإطراء على الجهود والنضالات البشرية والمالية والتقنية التي بذلت لأجل تنمية التفكير التقدمي بجمع هذا العدد الكبير من الأراء والقراءات في نول واحد، وفي ذلك يسطع إسم رزقار عقراوي ورفاقه بحروف من نور في تاريخ الثقافة العربية إذ تفوق بتخديمه المثقف لتقنية الإنترنت على جميع ما قدمته المطابع اللبنانية والمصرية خلال قرن من الزمان من مجرات وشموس ونجوم وكواكب الفكر التقدمي وأقماره.
وقد وفر رزقار ورفاقه للجميع إمكانات كبرى لإتصال الكُتاب ببعضهم في جهة الأفكار أو جهة التواصل الشخصى، وفتح الأعين والبصائر معها على حقائق العالم العربي التي كانت الحواجز المادية والثقافية تمنع وصولها، فمهد بما يقدمه من أصول ومعلومات وتحليلات وأراء وتعليقات في هذه الساحة لحدوث تحول نوعي في نمط القراءة العربية وإخراجه بقوة موضوعية هذا العمل من صحافة الرئيس والكرة والطبيخ، ومن دهاليز القرن الرابع وتفاسير الوجاء والخزين وكراهة الفرح والبكاء إلى أفآق القرن الثاني والعشرين.
- في خلق ثقافة حوار حضارية متمدنة واحترام الرأي والرأي الآخر:

بفضل تقنية المعلومات وإمكان إحضارها في أية لحظة تريد خلقت صحيفة الحوار المتمدن أرضية لإحترام الكُتاب حسب كتاباتهم وتقليل الخلافات بينهم الناتجة من سوء التحرير أو تأخير النشر لصالح كاتب آخر أو من خلل ذاكرة بعضهم في إستدعاء بعض نصوص زملاءهم، وأضحى الكاتب هو المسؤول الأول عما يكتبه وما يصرح به، وفي هذه النقطة تمثل صحيفة الحوار المتمدن والحرية التي تشع فيها أساساً طيباً لنمو عملية الإحترام بين أصحاب الأرآء المختلفة دون ظن في دور الإدارة أو إنحياز في النشر فلكل فرصته في النشر ولكل حظه في الإنتشار.
- دور مروج التمدن في نشر و ترويج الادب و الفن الإنسانيين:

إهتمت صحيفة الحوار المتمدن مثل كثير من الصحف بتمييز موجب لموضوعات الفن والأدب، ولكن حتى في الحوار المتمدن لم يزل الأدب والفن يوضع تالياً بعد أخبار السياسة والحكم وفي ذيلها. والأفضل والأنجع لكثير من أزماتنا أن توضع أمور الفن والأدب في قمة الصحيفة ومقدمتها، وهو لون جديد مفيد من التحرير الصحافي يسهم بجماليته في الرُقي بالذهن وصفوه ليصل الإنسان بعد ذلك إلى أمور الحكم والسياسة وهو مترع فياض بالتناسق والجمال.
إن ترك موضوعات الفن والأدب في أسفل الصحيفة يناقض سموها العام وسمو هذه الموضوعات، ويتعارض مع الكينونة الثورية للحوار المتمدن والنهج الجدلي الراقي لتنمية الحياة النظرية والفكرية للقراء. ومن العسير أن تُنمي أي صحيفة حواراً متمدناً بنهج أولية أخبار وموضوعات السياسة وثانوية موضوعات الفن والأدب، ذلك إن مواشجات التهذيب والأدب والفن تخلق في الذهن إمكانات وسِعة للحوار المتمدن، أما أمور الحكم والسياسة فقد كانت ولم تزل مجالاً للحوار المسلح بين الطبقات والفئات المتصارعة، فمن الصعب حصول حوار متمدن بين مُستغِل ومستغَل وبين ماحق وممحوق.

أما الفن والأدب فيخلق بتكوين أدواته وموضوعاته أدوات ذهنية جديدة للنظر والقراءة تفيد الكاتب وتفيد القارئي لأمور السياسة ، والأنجع في هذا المجال عدم الإقتصار على المكتوب بل عرض لوحات الرسامين وتماثيل النُحات، وفتح مجال لعرض الأناشيد والأغاني الوطنية والثورية الحماسية من الدول المختلفة عل ذلك يكسر من حدة الرتابة والكئآبة المطبقة على المشهد الثقافي والخروج إلى الفن بذاته بدلاً عن الإستغراق في الكتابة عن الفن. وتكوين شكل سمعي-بصري جديد للأدب، أشعاره ونثرياته. ومن خبرة محدودة تفوق العشرين سنة في مجالات الثقافة والإعلام السياسي أرى ضرورة أولية الفن والأدب لأي حوار متمدن.
- أوجه التفضيل والمقارنة بين الصحافة الورقية والإلكترونية:

إمكان إحضار المعلومة وسهولته قد تتفوق فيه تقنية الإنترنت في الظروف الطبقية والمالية التي تسمح بتخديمه بحرية، ولكن هذه الظروف تتحكم بطبيعتها المالية في إنتاج معظم موارده وفي إمكانية إستقبال مواده بداية من كلفة الإستعمال الخام إلى ثمن مواد الطباعة والورق وتوفير الوقت اللازم للتعامل مع الإنترنت، ما عدا ذلك تبدو أزمة الثقة في المصادر، وأزمة التبعثر الهائل للمعلومات، وحزبية وعنصرية محركات البحث وميلها إلى المراكز الإنجليزية اللغة بحكم غزارة إنتاجها والطلب لها.

- دورالحوار المتمدن في الحملات المدافعة عن حقوق الإنسان و بالأخص المرأة، والدفاع عن حقوق الأقليات، وحرية الرأي والتعبير وفضح الانتهاكات ضد تلك الحقوق:

أسهمت الصحيفة في عرض بعض الحملات بصورة فاعلة في مناخ عام يتسم بالإحباط والعدوانية، وفي مجال الدفاع عن حقوق الإنسان يمكن لصحيفة الحوار المتمدن ان تؤسس بالتعاون مع الهيئات المختصة شبكة منظومة لحملات التضامن في كل مجال مدني سياسي أو إقتصادي إجتماعي ثقافي من مجالات حقوق الإنسان، تستفيض فيه الصحيفة عن فعل الحشد والتظاهر الإنترنتي بفعل إظهار الموضوع، وتوضيح الإنتهاكات في كل مجال من مجالات الحقوق في كل بلد من العالم العربي .
- مهمات وآفاق تطور الإعلام اليساري والديمقراطي: دور الحوار المتمدن ومهماته في هذا الصدد:
مهمة الإعلام الثوري هي تسهيل مهمات معرفة وتفسير وتغيير العالم المحيط، وهي مهمة كبرى قد يخص الحوار المتمدن منها :
1- وضع موضوعات الفن والأدب في مقدمة الصحيفة وإدخال تقنية الصور والأفلام والموسيقى والأناشيد .
2- تنسيق الأخبار إلى موضوعات (ثقافة، إقتصاد، إجتماع، سياسة) أو (ثقافة، وسياسة وإجتماع، وحركة تقدمية ) وإلى دول.
3- تعزيز مقالات المرأة وإعطاءها فرصاً أكثر وأكبر وأميز ، وتخصيص مكافأة مالية لأفضل كاتبة.
4- زيادة كشف المظالم القومية والعنصرية في العالم العربي وتوضيح الطبيعة الطبقية لتركز السلطة السياسية والإقتصادية .
5- تعزيز موضوعات الجدل الشيوعي- الليبرالي.
6- تعزيز موضوعات الإسهام في تنظيم وإرتقاء المقاومة الوطنية في العراق.
7- تفريد النضال ضد المجموعات الدينية السياسية وتنسيقه.
8- تغيير نوع خط الكتابة من الغليظ إلى الرفيع لتوفير الحبر والورق على الطابعين، ولإمكان قراءته بيسر أكثر.
9- إمكان إضافة صورة أو أكثر إلى كل مقال.
10- تكوين صفحة للرسوم البيانية لموضوعات او إحصاءات معينة كمعدلات الفقر والأمية والأمراض والوفيات والتعليم والعمل والتعطيل عن العمل وعدد ونوع إنتهاكات حقوق الإنسان، والمعتقلين السياسيين في كل زمان ودولة معينة..إلخ
وفي ختام هذا المقال يبقى للحوار المتمدن قول مظفر النواب: فأنت في قِلة قد حملت السلاح.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا حفيد رسول الله (ص) لا تدعو إلى حرية الإستثمار!
- وقائع موت مُعلن للإنسان
- نقاط صغيرة في تجديد العملية الثورية
- الأزمة الإمبريالية في جذورها وفي محاولات حلها
- كيف تعزز السوق الحرة ضرورة ديكتاتورية البروليتاريا لحياة الن ...
- نقاط في مشروع دستور ولائحة وبرنامج الحزب
- بعض مفارقات حقوق الشعوب وحق الدول في الحفاظ على وحدة أراضيها
- ثلاثة أخطاء قاتلة
- تخلف الأحزاب عن طبيعة الصراع الوطني يفاقم العنصرية والإستعما ...
- حُمرة أنغام الخريف
- نقاط في تاريخ الماسونية... من السودان وإليه
- عن أزمة النظام الرأسمالي ودولته السودانية في الجنوب
- التأميم والمصادرة ضرورة للوحدة والتنمية ومكافحة العنصرية
- الكلمات المتقاطعة والطرق الفرعية
- شذرات
- أطلقوا سراح البلد
- نقاط من تاريخ الثقافة الرأسمالية في بريطانيا، بعض تفاعلات ال ...
- دراسة لأحد ملخصات المناقشة العامة
- الأزمة العالمية و الأزمة السودانية في دارفور
- أهمية العملية الثورية في تكريب القيادة وأهمية القيادة في تكر ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - المنصور جعفر - الحوار المسلح (2)