أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - مازن مكيّة ودعوة الدعوة














المزيد.....

مازن مكيّة ودعوة الدعوة


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 11:00
المحور: كتابات ساخرة
    


حينما كنت اطبّق في جريدة الجمهورية خلال العطلة الصيفية كجزء من المقرر الدراسي بين المرحلتين الاولى والثانية في دراستي التصميمية ايام النظام البائد لفت انتباهي يوما مانشيت طويل وعريض على صفحة الجريدة الاولى استنفذت فيه كل الالوان الزاهية يقول "مواطن سوداني يستنكر الحصار الاقتصادي المفروض على العراق" ولا اخفيكم سرا اذا ما قلت بان فضولي لم يكن يتوقف دون ان يعرف ما سر وجود مثل هكذا خبر ليس له طعم ولا لون ولا رائحة في اعلى الصفحة الاولى لجريدة رسمية، فسألت احدى الموظفات المسؤولات عن تدريب الطلبة عن هذا الموضوع فاجابتني بجرأة غير معهودة والابتسامة تعلو وجهها نحن عندما لا يكون هناك اي خبر ذا قيمة ولا يوجد اي نشاط جديد للقائد الرمز ننبش بين ثنايا الاخبار القديمة ونضع ما نريد ابلاغه للناس في صفحاتنا، ثم انهت كلامها وهي تهمس في اذني ( يعني باختصار من ماعدنا شغل وعمل نسوي هيجي وكافي عاد لا تحبسنا) .
لقد مرّ هذا الموقف على بالي حينما قرأت قي الايام القليلة الماضية خبرا مفاده ان السيد مازن عبد الواحد مكية قد فاوض باسم منظمة انصار الدعوة وهي المنظمة التي اسسها قبل فترة قريبة فصيلين آخرين من فصائل الدعوة وهما كوادر الدعوة الاسلامية وحركة الدعوة الاسلامية للشهيد عزالدين سليم على توحيد جهود الدعويين على مستوى الخطاب والعمل الحزبي تمهيدا لتأسيس تيار الاصلاح الوطني الذي بات الحلم الاول والاخير لابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق السابق، فقد عرض مكية والعهدة على الاعلام قيادة هذه التيارات الثلاثة الى الجعفري الرجل الطموح للسلطة والذي يعاني من هومسك شديد تجاه الحكم حتى لو كان ذلك على حساب الائتلاف او الحكومة الحالية وعلل قيام هذا التحالف بان الاداء الحكومي الحالي والمتمثل بابناء الدعوة الحاكمين حاليا ليس مقنعا وبعيدا جدا عن مبادئ الحزب وجماهيره وان الحكومة وتياري الدعوة الاسلامية الحاليين فشلوا في تحقيق اهدافهم ولم يكونوا معبّرين عن هموم العراقيين و شريحة عوائل الشهداء الذين اوصلوهم الى سدة الحكم .
رغم انني احترم جدا اخلاق مازن مكية وكنت قريب منه في يوم من الايام وليس هناك اي شيء بيني وبينه عدا انني انتقد كل محاولة تهدف في هذه المرحلة عرقلة جهود قيام وحدة وطنية حقيقية ناهيك عن خلق فتنة جديدة لسنا بحاجة لها ونحن على اعتاب اعلان النصر النهائي على عصابات القاعدة وزمرها البعثوصدامية ، فليس من المعقول ان يقوم ابن الدعوة على اثارة ابن ثاني للدعوة لكي يشكّل تيارا منشقا عن الدعوة نفسها تحت ذريعة فشل الدعويين الحاكمين وكأن هذا الحزب يحكم العراق لوحده وليس هناك من يشاركه في السلطة ، على الرغم من ان دعوة مكية لهذه التيارات الثلاثة جاءت مغلفة بعنوان توحيدي الا انها تضمر الفتنة والفرقة لانها ادخلت الجعفري في موضوعها للتأثير على بعض الشخصيات وحثها للدخول في التحالف الجديد خصوصا بعد ان عرف الجميع الشهية المفتوحة للأخير في الانسلاخ عن حزبه وائتلافه ردا على اقصاءه من الحكومة ورئاسة الحزب. ففي الوقت الذي يدعو فيه مكية الى توحيد بعض فصائل الدعوة نسي او تناسى بأنه يشقّ العمود الفقري للدعوة نفسها من خلال تشجيع الجعفري على فعل انشطار دعوي آخر في حزبه ( المقر العام ) وهو ما سيؤثر بالتأكيد بنسبة من النسب على الأئتلاف والحكومة على حد سواء وهذا ما لا يمكن تسميته بانه توحيد بل هي الفرقة والفتنة بعينها وليس شيء غير ذلك .
اعود الى زميلي المسكين المواطن السوداني الذي استنكر قبل عدة سنين الحصار الاقتصادي المفروض على العراق لكنه لم يجد اذنا صاغية لاستنكاره ولم ترضخ الارادة الدولية حينذاك الى مطلبه للاسف الشديد، فقد ذكرني هذا (المكرود) بمكيّة اليوم حيث دعا الاثنان كلاهما الى ما يفوق وزنهما وحجمهما في المجتمع ( اقصد حجم مكية الجماهيري وقاعدته الحزبية وليس حجم شخصيته لانها كبيرة بالنسبة لي ) فليست عملية توحيد الدعوة من الناحية الواقعية عملية ممكنة وسهلة وليست كذلك الفصائل التي ذكرناها تمثل ذلك الحزب التاريخي العريق فهي لا تعدو كونها مجاميع صغيرة انشقّت عن بعضها البعض واحتفظت باسم (الدعوة) مع مقبلات اخرى اضافتها على هذا الاسم في عناوينها، ولو كان بمقدورها التوحد لما انشقت اساسا في السابق .
ان من المفترض ان يعي السياسيون العراقيون بان تجربة العمل السياسي المفتوح خلال الاربعة سنوات الاخيرة بعد سقوط النظام السابق قد علمتنا جميعا باننا يجب ان نتكلم على قدر حجمنا وقاعدتنا افضل بكثير من ان نسبح في بحور من الاحلام والاوهام كما فعل الكثير من سياسيينا قبل الانتخابات السابقة واذا بهم يصطدموا بالواقع المأساوي الذي لم يعطيهم حتى مقعدا واحدا في البرلمان.
فلنتضامن جميعا من اجل دعم جهود الحكومة لاستتباب الامن في البلاد ولنشد على ايدي قواتنا الامنية البطلة ونساعدهم في نجاحاتهم المتوالية افضل بكثير من المزايدات الاعلامية والادعاءات التي ظاهرها الوحدة وباطنها المزيد من الانشقاق والتشقق .



#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن الآوان لمحاكمة العقل العربي
- الاعلام بين استقلالية الخطاب وانتمائية الممارسة
- ثقافة العنف ... عنف الثقافة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم سوزه - مازن مكيّة ودعوة الدعوة