أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل يعقوب - النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية














المزيد.....

النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية


نبيل يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في واحد من اغنى بلاد العالم: وعدوا بالقضاء على البطالة وبازدهار الحرية والرخاء فارتفعت الارباح الراسمالية وازداد الفقر وتقلصت الحقوق

المعارك الاعلامية بين اطراف التحالف الحاكم في المانيا تؤشر لبدء معركة انتخاب البرلمان الاتحادي الالماني (بوندستاج) قبل موعدها بنحو سنتين (اكتوبر ) 2009. وازدادت التناقضات في الحكومة الائتلافية التي تتشكل من حزبي الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي في المانيا مع الانحسار الملحوظ في التأييد الشعبي للسياسة الاجتماعية للحكم. وكانت سنتان من الحكم الائتلافي الذي واصل سياسات النيوليبرالية التي ارساها زعيم الديمقراطيين الاجتماعيين والمستشار السابق جيرهارد شريدر كافيتين لتأكيد فشل النهج النيوليبرالي في الوفاء بالوعود الانتخابية. وزاد من سخط الرأي العام ما كشفه اليسار عن حقيقة الاوضاع الاجتماعية وعن المستفيدين من النهج الراسمالي النيوليبرالي للحكم.

وعد الاحزاب الحاكمة بأن الخصخصة وتخفيض الضرائب على الاثرياء وعلى المؤسسات الرأسمالية وتقليص دور الدولة في توجيه الاقتصاد سيخلق فرص عمل ويحل مشكلة البطالة وان المنافسة الراسمالية ستؤدي الي انخفاض الاسعار وابقاء التضخم عند مستوى منخفض جاء الواقع بالعكس منه تماما. الذي تحقق فعلا هو تخفيض الضرائب على المؤسسات الراسمالية بمقدار 42 مليار يورو، وتضخم الارباح واجور رؤساء الشركات التي يحصل 20 منهم من الاعلى اجرا على اكثر من 100 مليون يورو سنويا بمتوسط 5 مليون يورو للفرد الواحد. هذا في الوقت الذي لا تكفي فيه الاجور في مجال فرص العمل التي انشأت حديثا لاقامة اود العاملين بحيث يضطرون لطلب المعونة الاجتماعية من الدولة، وارتفعت اسعار وسائل المعيشة اليومية وبخاصة الخبز ومنتجات الالبان. وتسجل الارقام الرسمية ان اكثر من 5,2 مليون طفل في ظل الفقر.
وكما في العديد من البلدان التي آمنت باسطورة "السوق ينظم ويصلح كل شيء" يستيقظ الالمان شيئا فشيئا من الاوهام التي روج ويروج لها الانبياء الكذبة للرأسمالية التي اصبح اسمها النيو ليبرالية.

تقويض دعائم الديمقراطية

المسافة المتزايدة التي تفصل السياسة المطبقة عن المبادئ المعلنة والوعود الانتخابية .. اي المسافة بين الحكم وارادة الاغلبية
تنخر في الاسس التي تقوم عليها اي ديمقراطية. مبدأ مشاركة الشعب في الممارسة السياسية والمجتمعية المثبت في الدستور يتضعضع. ومن دورة انتخابية لاخرى يتواصل اعراض الناخبين عن ممارسة حقهم الانتخابي. فقد الحزب الديمقراطي الاجتماعي وهو اقدم الاحزاب السياسية في المانيا نصف اعضائه، كما وفقدت النقابات بضعة ملايين من اعضائها مع سيطرة النهج النيوليبرالي وعجز النقابات عن مقاومة عمليات الهدم في انظمة الضمان الاجتماعي.

السخط اليائس لدى فئات المهمشين المتنامية عدديا، والتي مع تفاقم التدهور الاجتماعي تدخل فيها فئات من الوسط المجتمعي القلقة ازاء قتامة المستقبل .. هذا السخط اليائس يفتح الباب للقوى الديماجوجية من النازيين الجدد والعنصريين والجماعات الدينية الاصولية ومنها فروع الانجليكانيين التي تصدرها امريكا لاوروبا. وقد وصل الامر في المانيا لان يحصل النازيون الجدد في استطلاع رأي في مقاطعة ساكسونيا على اصوات اكثر من الديمقراطيين الاجتماعيين. (هذه الظاهرة وصلت الي ذروتها في سويسرا بأن وصل اليمين العنصري الي وسط المجتمع وفاز في الانتخابات الخيرة بالاغلبية). وتظل الديمقراطية بمثابة الوعد غير المحقق لملايين الناس.
بعد ان اثارت مشاريع قوانين وزير الداخلية التي ترمي الي توسيع السلطات الرقابية للدولة على المكالمات الهاتفية معارضة شديدة من معتمدي الدولة المنتخبين لحماية المعلومات ومن منظمات المجتمع المدني واحزاب اليسار والخضر والليبراليين لم تتردد الحكومة في المضي في خطتها. وقد استغلت الدولة الاحداث الارهابية في العالم والخوف الذي تحدثه لدى المواطنين لسن تلك القوانين التي تنتهك الحقوق الاساسية للمواطنين. ويعطي القانون الذي صدر منذ فترة وجيزة اجهزة الامن سلطة تخزين المعلومات الخاصة بكافة الاتصالات التليفونية في البلاد، وبناء عليه ستخزن المعلومات الخاصة ب "من اتصل بمن" ولكن ليس مضمون المحادثات لمدة 6 اشهر.

شتاء المانيا الساخن

تنتظر المانيا شتاء ساخنا مهدت له اضرابات السكك الحديدية. النزاع الذي لا زال ينتظر حله اثر على حركة المواطنين وعلى الاقتصاد. وفي مواجهة هجوم اعلامي واسع على نقابة سائقي القطارات التي نظمت الاضراب ومعظم اعضائها من سكان المانيا الشرقية لجأت النقابة لتكتيك الاضراب المتقطع في مسيرة تصاعدية. وتقف جبهة اصحاب الاعمال متحدة ضد اي تنازل تقدمه شركة السكك الحديدية للعمال.
من ناحية اخرى تسعى احزاب التحالف الحاكم بشكل محموم لتحسين "وجهها الاجتماعي". واصبحت اركان اساسية من خطة ما يسمى بالاصلاح موضع سؤال. حتى ان المستشار السابق شريدر تدخل في النقاش قائلا ان خطته التي تتمسك بها حكومة الائتلاف الحاكم "ليست الوصايا العشر" التي لا يمكن تعديلها.

الحركة التي احدثها اطلاق حزب اليسار بانتقاداته للسياسة الاجتماعية والتي جلبت عليه هجوما واسعا من اطراف الحكم والاعلام والاحزاب المنافسة ما لبثت ان احدثت حركة واسعة في بحر السياسة الداخلية الذي بدا راكدا. في شهر نوفمبر عقد الديمقراطيون الاجتماعيون مؤتمرهم في سعي واضح لاستعادة وجه المدافع عن المصالح الاجتماعية ولكن في التزام واضح باساسيات النيوليبرالية. تلاهم بعد اسابيع حزب الخضر الذي تمحور مؤتمره اساسا حول قضايا الاجور في سعي لخلع الرداء النيوليبرالي الذي احتفظ به منذ مشاركته في حكومة شريدر السابقة. وبعد ايام يعقد الديمقراطيون المسيحيون مؤتمرهم في سعي للتنافس حول اي حزب هو اكثر حرصا على المصالح الاجتماعية.

التغيير في المانيا صعب ولكنه ممكن. مفتاح التغيير تمتلكه الجماهير ان نجحت في الصمود ازاء النبوءات الكاذبة للنيوليبراليين.



#نبيل_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المانيا: سقوط النيوليبرالية شعبيا وصعود اليسار
- البحث عن مشروعية لنظم الرأسمالية بعد التخلي عن الدولة الاجتم ...
- جماعات الارهاب تغتال التضامن العالمي مع شعوب البلدان العربية
- ميلاد حزب اليسار في المانيا
- قمة الثمانية في المانيا بين الوعود والنتائج الفعلية تمخض الج ...
- قمة الثمانية في المانيا
- اين يقف اليسار الالماني من القضية الفلسطينية وكيف يرى اشتراك ...
- رؤية اليسار الالماني في حوار عن الشرق الاوسط وعن اشتراكية ال ...
- مؤتمر الامن الدولي في ميونيخ: عندما تتحدث روسيا بلغة الاستقل ...
- رغم العولمة .. الاستقلال الوطني ممكن
- المحافظون الالمان بين تعثر الاصلاح والحيرة امام مجتمع متعدد ...
- !كرة القدم.. الهوية والعداء للأجانب فى ألمانيا


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل يعقوب - النبوءات الكاذبة للنيوليبرالية