أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - المشكلة في الدولة الصهيونية















المزيد.....

المشكلة في الدولة الصهيونية


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 10:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


الأصل في المشكلة الفلسطينية ليس حق العودة أو غياب الدولة الفلسطينية ، أو قضية تهويد القدس . بل وجود الدولة الصهيونية . وبتفكيكها يبدأ طريق الحل للمشكلة الفلسطينية . الدولة الاستعمارية الصهيونية لا يكفي وصفها بالعنصرية كما يحاول البعض . حيث أنها بالإضافة لذلك ، أي لممارساتها ضد الفلسطينيين ورفض حق العودة أو بناء دولة الفلسطينيين وبناء الجدار العازل أو تقطيع أراضيهم أو بناء المستوطنات على أراضي ال1967 واستمرار العمل على تقطيع أوصال الضفة بالحواجز الأمنية والعسكرية فإن الصهيونية (التي أُسقطت كصفة استحقتها بجدارة بسبب طبيعة مشروعها الاحتلالي بموافقة من منظمة التحرير من ضمن شروط المفاوضات في سياق التسوية الاوسلوية .) مشروع استيطاني استعماري إمبريالي . أُسس وولد وترعرع وحميّ واحتل ولا يزال الأراضي العربية ووظف وخدم ويخدم المشروع الامبريالي ، الأوربي سابقاً والأمريكي الآن في الاستمرار في فصل العالم العربي شرقه عن غربه وتدمير أية إمكانية باتجاه بناء دولة العرب.
وبالتالي هذا المشروع أو تلك الدولة الاستعمارية هي الأصل والسبب للمشكلات بين العرب الفلسطينيين و الإسرائيليين وبين العرب واليهود. التفريق بين اليهود والإسرائيليين والصهاينة ضروري من أجل بناء الدولة المستقبلية من كلا الشعبين . الدولة الأخيرة لن تبنى إلا بعد إلغاء العقلية والممارسات والإيديولوجيات والأجهزة السياسية والمستوطنات وكل ما يخص الدولة الصهيونية واسترجاع الحقوق الثابتة للفلسطينيين بفلسطين باعتبارها أرضهم التاريخية0
الأنظمة العربية التي مُثلت في مؤتمر- اج0تماع - انابوليس ليست بلا مصالح ، بل إن استمرارية سيطرتها الطبقية هي هي التي دفعتها للمشاركة . حيث أن توطيد علاقتها بالدولة الأمريكية هو شرط استمراريتها . وقد فضح ذلك شكل موافقتها وتمثلها في المؤتمر وهزالة برامجها وهزالة ما حققته . بعكس مصالح العرب فقد حققت الدولة الصهيونية إعترافاً بها عبر الحضور الكثيف والعديم الفاعلية والأهمية لأنظمة العرب وربما سنشهد علاقات دبلوماسية علنية جديدة في المستقبل بين الدولة الصهيونية وأنظمة الاعتدال العربي (أنظمة الواقعية السياسية) . وأما أمريكا فإنها لم تقدم سوى وعود تافهة للعرب تتكرر منذ خمسين عاماً عن دعمها لتشكيل دولة فلسطينية وهو ما يدل على لا عقلانية الركض نحو أنابوليس بلا هدف حقيقي سوى هدف التجديد للأنظمة العربية التابعة ، وهذا على كل حال ليس بالقليل ؟ ولكنها-أمريكا- ربما أيضاً حققت حشداً عربياً ضد مصالح إيران ودعماً لها في احتمال توجيه حملة عسكرية ضدها.
أولمرت بدوره مرر مشروعه نحو تشكيل الدولة الصهيونية "اليهودية؟!" في الأرضي العربية الفلسطينية (وحسّن قليلاً من وضعه المتردي داخل الدولة الصهيونية ) وأعترف له بها عرب الأنظمة . وبالتالي فالتضحيات المؤلمة لم تكن من جانب إسرائيل كما يشار إعلامياً ولا من جانب عرب الأنظمة بل من جانب العرب كأمة .
عرب الأنظمة لم يربحوا سوى تجديد ولائهم وتسوية مشكلاتهم جزئياً مع الدولة الأمريكية . وربما حلحلة الوضع اللبناني تأتي في هذا السياق . فلم تطرح أية قضية جدية للحل تخص حاضر ومستقبل العرب كمزارع شبعا أو الجولان أو القدس أو اللاجئين ولا الوضع المؤلم الحاصل للفلسطينيين في كل بلاد الشتات أو حتى العرب الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الصهيوني ( هذه التسمية أفضل من عرب ال48 أو عرب إسرائيل أو عرب الداخل) وإن كانت طُرحت بعض هذه القضايا من أجل الاستهلاك اليومي للمواطنين العرب بعد أن زادت أوضاعهم الاجتماعية سوءاً ولم يعودوا قادرين على تأمين حاجياتهم ويستهلكون من لحوم بطونهم.
لا جدال بأن ، بعكس ما يريده أولمرت وما وافقت عليه الأنظمة العربية يجب أن يحصل . أي لا سلام ولا مفاوضات ولا تسويات إلا بعد البدء بتفكيك الدولة الصهيونية وأقلها الإقلاع عن طرح حل الدولتين كخيار نهائي والبدء بالدعوة لحل الدولة الواحدة وبعدها العمل من اجل الوصول إلى الدولة الديمقراطية العلمانية. دولة تجمع بين العرب واليهود والإسرائيليين من غير الصهاينة العنصريين وهو ما يفترض حساً سياسياً أصيلاً يستند إلى الأخلاق عند سلطتي الحكم الذاتي بالتخلي عن سلطاتهم وتحميل الدولة الإسرائيلية مسؤوليتها عن التأزم الخطير في الأوضاع الفلسطينية . وبالتالي العمل بعكس ما يُعمل به وله الآن ، ورغم علمي بسيرورة تطور مصالح هذه السلطات إلا أن طريق الخلاص يمكن أن يبدأ من هنا فلسطينياً وبالطريقة التي أشرت لها.
إذن ، دون أن يتم القطع مع عقلية المفاوضات التي بدأت بعد حرب عام 1973والبدء بتفكيك مكونات الدولة الصهيونية العنصرية ستكون كل مفاوضات مع هذه الدولة ضد مصالح العرب الفلسطينيين و العرب بعامة. وستستمر اللعبة التافهة لمحمود عباس وغريمته حركة حماس في تصفية مشروع القضية الفلسطينية عبر مشروع دول الفلسطينيين القابلة للزيادة وستستمر كذلك الدولة الصهيونية دولة مهيمنة لا تخضع لقانون دولي ولا ترتدع لتوازنات إقليمية أو لقوة المشروع السياسي الفلسطيني ، لشدة غيابها ببساطة ، ولعدم إمكانية حضورها ما دامت البرجوازيات العربية تحكم وتتحكم بهذه المفاوضات أو بمصير العرب . ولن تتوقف عن بناء المستوطنات أو الإتيان بمجموعات يهودية أو بشرية تدعي إنها يهودية إلى الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال وتعقيد التأزم الحاصل بين العرب واليهود .
أوهام العرب بالحركات التأسلمية أو الطائفية ، كبيرة بسبب همجية التدخل الأمريكي ومحاباته للدولة الصهيونية وكرد فعل ضدها دينياً وأيضاً بسبب تبعية الأنظمة العربية الاستبدادية وكذلك لغياب حركات تحررية وطنية ديموقراطية . وبالتالي حل المشكلة الفلسطينية ، عدا عن ارتباطه بتفكيك الدولة الصهيونية ، فإن تفكيكها وحل الأولى غير ممكن إلا عبر حركات تحررية تكون بديلة عن القوى السياسية الراهنة " قوى الواقعية السياسية أو العقلانية الواقعية" . حماس وفتح وبقية المنظمات التي لم تختلف مع السابقتين إلا في الإيديولوجية وليس في الخيارات السياسية . فالكل والحمد لله مُجمعين على و مع التسوية سواء من رفضها أولاً ثم من قبِل بعد ذلك بنتائجها لاحقاً . هذا يعني انعدام أي أفق نضالي تحرري لديهم نحو مستقبل القضية الفلسطينية بما هو مستقبل متعلق حصراً بتشكيل دولة فلسطينية ديموقراطية علمانية جامعة للعرب ولليهود تكون امتداد للدول العربية أو للدولة العربية الواحدة وليست ضدها أو من اجل تقسيم أجزاء الأمة العربية مغربها عن مشرقها أو خدمة المشاريع الاستعمارية .
نؤكد مجدداً ، ليست المشكلة لدى الفلسطينيين وليست في حق عودتهم التي لا جدال فيها والتي تحاول السلطة الفلسطينية التخلي عنها وهي مهمتها . فهو حق مثبت منذ بدء الاحتلال عبر الحقوق الثابتة للفلسطينيين على أرضهم التاريخية بل المشكلة في الدولة الصهيونية . وبالتالي تفكيكها هو المدخل للحل وهي السبب للمشكلة والغاية للحركات الديمقراطية العلمانية ذات الأفق الاشتراكي بما يحقق مصالح الطبقات الشعبية والمهمشين من العرب واليهود..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
- من أجل دولة ديموقراطية علمانية
- مواليان يخدمان الهيمنة
- في ضرورة تصويب المفاهيم ... حوار مع الدكتور حيدرعيد في مقالت ...
- هل الاختلاف حق مطلق؟
- مقابلة مع المفكر السوري عصام الزعيم
- الأزمة الاقتصادية في سورية : من أزمة عجز مالي إلى مشروع ليبر ...
- عماد شيحا في بقايا من زمن بابل*
- هدف إمبريالي قديم في قرار جديد
- خيارات الديمقراطية والمشروع المجتمعي
- في العلاقة بين الثقافة والسياسة والحياة
- في ضرورة اليسار الماركسي
- قراءة في كتاب -اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات ...
- قراءة في أزمة حركة ناشطو مناهضة العولمة في سوريا
- الشرط الامبريالي في البنية الاجتماعية المتخلفة
- عام على الحرب الأمريكية على لبنان
- المسألة الوطنية والعولمة
- عصابتان فلسطينيتان ودولة صهيونية عنصرية
- المشروع الأمريكي في ثلاث عواصم عربية
- في نقد الديمقراطية والعلمانية عند برهان غليون


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمار ديوب - المشكلة في الدولة الصهيونية