أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي الحسيني - وداعاً راسم الجميلي














المزيد.....

وداعاً راسم الجميلي


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 10:34
المحور: سيرة ذاتية
    


بهدوء تام وبعيداً عن الوطن المضرج بدماء أبناءه والذي يرزح تحت طائلة الارهاب والفساد السياسي ! أسلم روحه الطيبة المرحة الى رب السماوات والارض ، بعد ان أجبرته الظروف القاهرة داخل العراق الى تركه والذهاب الى سوريا . انه الفنان العراقي راسم الجميلي احد الرواد المجددين في الفن العراقي والذي لم يتحمل قلبه أعباء الغربة ومرارتها فظل يكابر من الابتعاد عن مدينته التي احبها وعشقها بشكل خرافي ( بغداد ) ، تلك العاصمة التي انجبت الادباء والفنانيين على مرّ العصور والازمان . والراحل راسم الجميلي في سنواته الاخيرة التي اجبر فيها على مغادرة العراق باحثاً عن ملاذ آمن في لجة الاقتتال الطائفي وعصابات القاعدة التي بدأت تنسحق بهزائمها التي توالت من مدينة الى اخرى من مدن العراق ، شأنه شأن غالبية الفنانين والادباء العراقيين الذين اضطروا لمغادرة البلاد ، إلا انهم لم يحضوا بالاهتمام خارج الوطن الامر الذي جعلهم يعيشون أياماً صعبة داخل دول الجوار العراقي التي اعتاشت على مآسي العراقيين في السنوات الاخيرة إضافة الى المعاملات السيئة التي كانوا يتلقونها من لدن تلك الدول !

فلا غرابة في هذا الزمن ان يحتضر الفنان العراقي في أرض الغربة بينما قلبه وروحه مشدودة بألم وحسرة الى العراق .

استطاع راسم الجميلي الذي عرف بأسم ( أبو ضوية ) منذ بداياته الاولى أن يجسد الشخصية البغدادية المرحة على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمّر بها المواطن البغدادي آنذاك ، ونجح ليكون كذلك ، فيما أصبح ذاكرة عراقية بحد ذاتها داخل البيت العراقي الفقير والغني على حد سواء ، وخلال مسيرته الفنية الطويلة التي قاربت على النصف قرن من الزمان لم نسمع أن راسم الجميلي قد مجد أو طبل أو تقرب من الطغاة الذين تعاقبوا على حكم العراق وبخاصة ذلك النظام الدكتاتوري الذي ذهب الى مزبلة التاريخ بطريقة اكثر من مذلة ومهينة ، كما فعل بعض الفنانين الذين اخلصوا لتك الانظمة ! لقد أخلص هذا الفنان لفنه وشعبه ووطنه بطريقة جسد فيها حبه الكبير للعراق ولهذا فلم يسجل على هذا الفنان المبدع أية نقطة سلبية في هذا الاتجاه .

لم تنسَ الذاكرة العراقية تلك النخبة المميزة في تاريخ الفن العراقي الذين أسهموا اسهاماً فاعلاً في ترسيخ مبادئه الحقيقية التي تم تشييدها على الاخلاص للفن وحده ، فكان راسم الجميل من بين هؤلاء الذين تجمعوا في مسلسل لا يمكن للذاكرة العراقية ان تنساه الا وهو ( تحت موسى الحلاق ) فكان سليم البصري وخليل الرفاعي وراسم الجميلي الذين غادرونا الواحد تلو الاخر علامة مضيئة بتاريخ الفن العراقي .

قد يكون الانفراج الأمني المتأخر الذي عم العراق في الشهور الاخير من هذا العام يساعد على عودة المبدع العراقي الذي يعاني من مرارات الغربة المذلة ، ولكي يعود الى وطنه وأهله وشعبه فعلى الحكومة العراقية ان تقاتل وبقوة جموع الظلاميين من الاسلاميين الذين يعتبرون الفن والابداع من المظاهر التي تسيء للاسلام ، وبتلك الحجج الخبيثة استطاعت هذه الثلل الظلامية ان تقتص من الفنان والمبدع العراقي وتقتله بطريقة اكثر من همجية ..

ولكي لا تفضي الامور بأدبائنا وفنانينا الى موتهم خارج الوطن كما حدث قبل يومين بالنسبة للفنان الرائد راسم الجميلي ، كان من المفروض ان يخرج العراقيون الى شوارع بغداد لتوديع جثمان الجميلة وبطريقة مهيبة كونه أعطى من فنه وأبداعه الشيء الكثير ليدخل الفرحة والسرور الى كل بيت عراقي ومنذ عشرات السنين ، إلا ان المؤلم بالامر فقد اذيع خبر وفاته بطريقة سريعة عبر وسائل الاعلام العرقية !!!

لا يسعنا إلا من خلال الصحافة أن نقول الى أبو ضوية ، الفنان راسم الجميل وداعاً ايها العراقي البغدادي النجيب ونحن نودعك من غربتنا الى غربتك ، بينما الوطن العراق ينتظر عودة رفات مبدعيه !!





#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً
- انتربول موفق الربيعي
- سنجار والشاحنات الاربع
- تسيّس النصرالكروي
- في الذكرى الثامنة لرحيل البياتي / الحرية والشعر


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي الحسيني - وداعاً راسم الجميلي