أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم














المزيد.....

الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تتملك البعض نزعة غريبة لتشوية الذات، أو بالحري تدمير الذات، فتجد طائفة من البشر، لديهم قضية لا يستطيع أن يختلف إثنان - على الأقل جهرة - في عدالتها، و لكن تجد سلوك غريب يتملك بعض أصحاب تلك القضية، نتاج حسابات أغرب، يدفعهم لتبني كل وسيلة من شأنها تنفير الرأي العام، سواء المحلي أو العالمي، منهم و من قضيتهم، هذا إذا لم يدفعوا الرأي العام لجانب الطرف الخاطىء في القضية، و تفهم إدعاءاته، و ربما مناصرته.
في فرنسا، لا ينكر أحد التمييز الواقع بحق أبناء الأقليات العرقية القادمة من أفريقيا، على وجة الإجمال، فلا مجال للقول بأنهم منعزلين، غير مندمجين، لا يعلمون اللغة الفرنسية، كما يتم مع أبناء الأقلية التركية في ألمانيا، لأن الفرنسيين من ذوي الأصول أفريقية، و بخاصة الشمال أفريقية، الكثير منهم اليوم هم من أبناء الجيل الثالث، و بعضهم حاصل ليس فقط على شهادات جامعية عليا، بل بعض هؤلاء لديهم شهادات ماجستير و دكتوراة، و لا يجدون عملاً مناسب لتخصص و درجة تعليمهم، بسبب وحيد هو التمييز. و التمييز للأسف لا يقف فقط على ميدان العمل، بل أيضاً هناك المعاملة المستفزة، و غير العادلة، من جانب بعض المنتمين للسلك الشرطي.
التمييز إعترف به الرئيس الفرنسي ساركوزي، في أثناء الحملة الإنتخابية الرئاسية، و ذلك حين صرح بأن هدفه هو مكافأة العمل، و بدون النظر لأصل الفرد، أي محاربة إحتكار النخبة الفرنسية، و التي لا ينتمي لها، سواء بالمولد أو التعليم، و لقد كانت تصريحاته تلك هي الدافع الذي دفع شريحة لا يستهان بها من شباب الفرنسيين ذوي الأصول الشمال أفريقية للتصويت له.
لكن بدلاً من إستثمار هذه التصريحات، فإننا نجد، و عند أول إستفزاز، أن تتملك نزعة تدمير الذات، قطاع من أولئك المغبونين، فيرتكبون كل ما من شأنه تدمير صورتهم، و صورة بقية أبناء شريحتهم، في ذهن الرأي العام، و نعتهم بالهمجية، و تقديم المبررات، على طبق من ذهب، لكل من إرتكب خطأ في حقهم، ليصور كيف إنه يتعامل مع همج أعداء للحضارة، لا يخضعون إلا للعصا الغليظة، و إنه معذور في تجاوزاته.
لقد سبق الأحداث العنيفة، و التي تفجرت في نهايات الشهر الماضي، نوفمبر 2007، إضراب عمال النقل العام، و الذين رفضوا سياسات ساركوزي. ذلك الإضراب الذي تسبب في خسائر يومية بالملايين، و عانى بسببه نسبة لا يستهان بها من الشعب الفرنسي، فضلاً عن خسائر أصحاب الأعمال، و لكن لم يجرأ أحد على وصف العمال المضربين بأنهم حثالة، و إنه سينظف فرنسا منهم بخرطوم الماء، و لم يجرأ أي حزب، اياً كان توجهه السياسي، على وصف المضربين بأنهم همج، خطر على الحضارة الفرنسية و الأوروبية.
لقد كان من الأفضل لأولئك المضطهدين، ضحايا التمييز غير المعلن و المستمر، تغيير نهجهم، و خاصة إنهم قد جربوه في 2005، فلم يأت بأي نتيجة، سوى تأكيد المخاوف الشعبية الأوروبية، و التي تروج بحق أبناء أفريقيا.
لقد كان أمامهم مَثل، الإضراب المذكور، و من قبل مظاهرات الطلاب في عهد شيراك، و التي أدت لسحب مشروع قانون يعطي صاحب العمل الحق في طرد العامل دون مبرر خلال العامين الأولين من تاريخ عمله، و في التاريخ الفرنسي الحديث، مظاهرات الطلاب الفرنسيين في 1968، و التي أدت لإنهاء الحياة السياسية لشارل ديجول، أشهر الساسة الفرنسيين في القرن العشرين.
لقد كان بمقدور الفرنسيين من ذوي الأصول الأفريقية، حشد الكثير من المتعاطفين معهم، من أبناء الشعب الفرنسي، على إختلاف أصولهم العرقية و الثقافية، من ذوي الضمائر الحية، و الذين تقشعر نفوسهم غضباً من السلوك العنيف للشرطة الفرنسية بحق العزل الأبرياء، الذين هم ضحايا التمييز بسبب اللون أو الأصل أو العقيدة، و ملء ميدان الكونكورد، أو غيره، و شن حملة إعلامية، في الصحافة و الإذاعتين المرئية و المسموعة، و ربما كنا سنرى ساركوزي، أو أحد المسئولين الرفيعي المستوى في حكومته، و هو يسير في الصف الأول في أحد تلك التظاهرات، للتعبير عن الرفض الرسمي لأساليب الشرطة، و إعلان لرفض سياسة التمييز بحق أي مواطن صالح.
نزعة تدمير الذات ليست وقفاً على بعض ذوي الأصول الأفريقية في فرنسا، فما أكثر تكرارها في أنحاء شتى من العالم، فقد تملكت تلك النزعة الجهنمية بعض الفصائل الفلسطينية في السبعينات و التسعينات، حتى تحولت الكوفية الفسلطينية من رمز للنضال العادل، يرتديها الشباب الثوري في أنحاء العالم، إلى رمز للإرهاب، بإستثناء فترة إنتفاضة صبية الحجارة في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، و نرى تلك النزعة حاليا في كولومبيا، مع بعض التنظيمات، التي بدلاً من أن توجه الأنظار لمشكلة المحرومين في كولومبيا، و فساد النخبة الحاكمة، تحولت لعمليات الإختطاف و الإحتجاز.
أما عنا، كمصريين ثوريين، راغبين في العدالة و الحرية و الرفاهية، أبناء الحضارة المصرية العريقة، بكافة مراحلها، و أبناء الحضارة الإنسانية، بمفهومها العريض، و التي ولدت في مصرنا، و على ضفاف نيلنا، صرخت صرختها الأولى ضد الجهل و الهمجية، فإننا نعي عقم تبني الأساليب التي تقع تحت تعريف الإرهاب، طبقا للمفهوم الذي صكته المنظمات الدولية الرسمية.
فلا للتعرض للأرواح بسوء، و لا للإعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة، في الثورة الشعبية المصرية القادمة، و التي لها نعمل، و التي ستنهي حكم طغمة الفساد و الإستبداد الحالية، و ستقيم الجمهورية المصرية الثانية.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمدي نجاد، لا فارق بينك و بين آل سعود و آل مبارك
- لماذا أقف مع الأفرو ضد الجنية؟
- الخطوة القادمة شريحة تحت الجلد
- ماذا لو ان عرفات في غير عرفات؟؟؟
- حالة الطوارئ الباكستانية هل تختلف عن المصرية؟؟؟
- لا تتوسلوا للبناويين أو لأحد
- إنه مخاض لعصر أكثر إظلاماً، يا أستاذ هيكل
- و حملها الإنسان، الرد على مفكر النازية المصرية
- مش دورك يا أبو جيمي
- قانون الخروف الأسود، هل سيطبق على جرائم الكراهية؟؟؟
- موافقة آل مبارك على الإجتياح التركي، قصة تكرار الخطأ
- من سيقود القطاع المصري المسيحي في الثورة القادمة؟؟؟
- الثورة مسألة وقت فحسب
- سيخرج الأزهريون أيضا
- هذا هو حزب كل مصر
- يد بندر في موسوعة الأرقام القياسية
- لا تسمحوا لهم بإخافتكم من الثورة
- إدعموا الفانوس المصري الأصيل في هذه الحرب الثقافية
- يجب رحيل الإحتلال السعودي أولاً
- نريد مسلمين كالطيور لا السلاحف


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الجمهورية المصرية الثانية، هكذا ستقوم