أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عبد الرحمن قاسم - خطورة سلطة عباس على المشروع الوطني الفلسطيني














المزيد.....

خطورة سلطة عباس على المشروع الوطني الفلسطيني


عبد الرحمن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 10:36
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


يبدو العنوان مفاجئاً مستفزاً للبعض، ولكنه ليس كذلك للبعض الآخر الذي يفهم جيداً حقيقة اتفاق أوسلو الذي أفرز هذه السلطة. منذ متى بدأ الحصار الحقيقي على غزة ؟ هل ثمة دولة أو حتى " دويلة " فلسطينية في الأفق ؟ لماذا يتصنع عباس عدم فهمه للاءات الصهاينة ؟ لا لعودة اللاجئين، لا للقدس، لا للدولة المستقلة، لا للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، ولا لتفكيك المستوطنات الأساسية !!

تسلمت السلطة الفلسطينية السيطرة على المدن والمخيمات المكتظة بالسكان، فكانت بجدارة، أحسن من ينفذ مشروع العزل العنصري. حقيقة الحصار بدأت منذ قدوم السلطة حيث سحبت إسرائيل ثلاثة آلاف تصريح عمل بدواع أمنية. عمليات حماس والجهاد خلقت الذرائع لتقلص إسرائيل من أعداد العمال إلى أربعة آلاف بدلاً من مائة وعشرين ألف عاملاً كانوا يكسبون قوت يومهم من العمل في إسرائيل. ورغم كل ذلك، واصلت السلطة تقديم الخدمات الأمنية للدولة الصهيونية مقابل المرتبات والامتيازات للفئة المتنفذة أو ما بات يعرف فلسطينياً بفريق أوسلو. شنت السلطة الفلسطينية حرب تزوير شديدة الوقاحة وذلك لإقناع الناس بأن ما حصلنا عليه جيد ضمن ميزان القوى. ألم يكن بإمكان منظمة " التحرير " أن تصمد أمام حصارها في تونس وألا توقع هذا الاتفاق المخزي ؟

عباس من جهته قام باستبدال حق عودة " و " تعويض اللاجئين المنصوص عليه صراحة في القرار 194، بـ " حل عادل لقضية اللاجئين " متنازلاً عن حقهم المقدس بالعودة. تخيل عزيزي القاريء أن عملاء السلطة وأقلامهم الصفراء يقومون في كتاباتهم باستبدال حق العودة والتعويض بحق العودة أو التعويض ؟ وتخيل أنهم صنعوا من تسلم مدينة نابلس حدثاً هاماً وإنجازاً محسوباً على طريق ماذا ؟؟؟ عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل 28 / 9 / 2000 وكأنك يا بو زيد ما غزيت. سلطة أمنية بأهداف أمنية واضحة مقابل " الدعم السخي " بحسب تصريح بوش الأخير.

إسرائيل لن تفكر في إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية لعدة أسباب: أن خريطة الضفة الغربية ( لمن يراها ) لا تسمح أبداً بقيام دولة، كما أن جبال نابلس والخليل هي اراض توراتية منصوص عليها في كتابهم المقدس. ثمة بؤر استيطانية بعشرة كارافانات هنا أو هناك سيتم إزالتها لأن حمايتها ستكون مكلفة، وكذلك وهو الأهم، بهدف التقاط الصور التذكارية التي تشير إلى قيام إسرائيل بـ " تفكيك " مستوطنات. المستوطنات الضخمة مثل أريئيل ومعاليه أدوميم وكريات أربع ومستوطنات الأغوار والمستوطنات التي ضربت طوقاً فظيعاً حول القدس .. كلها ستبقى. ستكون مهمة قوات الأمن الفلسطينية حماية الطرق الالتفافية المؤدية إلى المستوطنات. ستتحول مدن الضفة إلى معازل عنصرية كتطبيق لخطة الفصل التي أعلن عنها شارون وحزب كاديما عشية فوزهم في الانتخابات.

على المعابر، ستكون مهمة الضابط الفلسطيني جمع جوازات السفر ثم إدخالها إلى كمبيوتر الأوروبيين المربوط مركزياً بالكمبيوتر الإسرائيلي. سلطة إدارة مدنية على السكان وخنقهم في معازل يسميها عباس ومعاونوه " دولة ". العصا الغليظة التي وضعتها إسرائيل في دولاب أنابولس هي " يهودية " الدولة، التي تهدد مباشرة فلسطينيي 48، تمهيداً لترحيلهم إلى " دويلة " عباس الأمنية، التي ستكون قميص عثمان لعودة اللاجئين إليها وليس إلى أراضيهم وممتلكاتهم.

سلطة عباس ماضية في لعبة ما يسمى بالمفاوضات ونحن نعلم جميعاً أن السلطة التي تتقاضى رواتبها من إسرائيل، ليس بإمكانها أن تفاوض إسرائيل. ثمة إملاءات عبر الابتزاز العسكري وابتزاز تحويل الأموال المقطوعة من خبز الفلسطينيين. ولكي يمضي هذا المخطط، قامت إسرائيل بفك الحصار عن حركة فتح وأجهزة السلطة كرشوة واضحة، فيتقاضون جميعاً رواتبهم دون القيام بأي عمل. هل سمعت عزيزي القاريء عن سلطة تصرف الرواتب الجزلة والعطايا لعشرات الآلاف وهم قابعين في منازلهم لمجرد أنهم مؤيدون لعباس وحكومته ؟! إسرائيل على استعداد تام للدخول في لعبة تعميق الانقسام الفلسطيني، والأهم، في لعبة تنفيذ مخطط العزل العنصري الذي تسميه السلطة " دولة " ، ثم لعبة عودة اللاجئين إلى المناطق المعزولة والفقيرة التي يستحيل العيش فيها، ثم القضاء على المقاومة وأخيراً تهجير قسري لعرب 48 إلى دولة السلطة، وكل ذلك مقابل رواتب سلطة عباس والدعم السخي لرموزها. من هنا تبرز مدى خطورة الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية كعراب للمشروع الصهيوني، ونسينا أن نذكر فوز إسرائيل بالتطبيع مقابل تفكيك كارافانات قليلة وممر ضيق يؤدي إلى المسجد الأقصى.

الهدف الأساسي من الحصار هو فرض سلطة أوسلو بقوة الجوع بعد أن لفظها الشعب الفلسطيني. عباس مثل أولمرت، يعد الشعب الفلسطيني بفك الحصار إذا توقف هذا الشعب عن الشغب والمقاومة نهائياً، ثم تفوز إسرائيل بشطب حق عودة اللاجئين وتفوز بصناعة المعازل والسجون التي يحرسها سلطة تعهدت بتقديم الأمن لإسرائيل وتكون المهمة القادمة لسلطة أوسلو تسهيل هجرة السكان إلى خارج فلسطين بعد أن يكتشف الجميع أنها مناطق غير صالحة للحياة. ذلكم هو دور سلطة أوسلو. الأكثر صواباً وحكمة أن يعاد تعريف القضية الفلسطينية بصفتها قضية " تحرر وعدالة "، وليس بصفتها " دولة معازل "، وإن كان ذلك كذلك، فإن المهمة الوطنية الأساسية أمام الشعب الفلسطيني هو إسقاط هذه السلطة وإجبارها على الاستقالة من ملف التفاوض والعبث بمصير 7 ملايين من اللاجئين مقابل الامتيازات، ثم التوجه للمطالبة بدولة ديمقراطية واحدة بحقوق متساوية دون تمييز لليهود والعرب الشركس والدروز، وتركيز وتكثيف النضال الفلسطيني على حملات المقاطعة الدولية لإسرائيل بصفتها دولة عنصرية، تماماً مثلما حدث في التجربة الجنوب أفريقية.



#عبد_الرحمن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف تحية من غزة المحاصرة للحوار المتمدن !
- أين اليسار الفلسطيني من مشروع الدولة الديمقراطية الواحدة ؟!
- هل تسقط حكومة حماس ؟؟؟
- احذروا حل الدولتين !!


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - عبد الرحمن قاسم - خطورة سلطة عباس على المشروع الوطني الفلسطيني