أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....















المزيد.....

وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد ان الواقع اللبناني الحالي والذي يشهد جملة من التطورات والمتغيرات التي تعكس بالأساس حقيقة الظرف السياسي الإقليمي وحالة الإنقسام الحاد في المنطقة جراء السياسات الإمريكية وتوجهاتها الحقيقية في النظر الى قضايا هذه المنطقة التي بلا شك انها تشكل المفتاح الحقيقي والحصري لقضايا السلم والحرب على المستوى العالمي... وحيث ان لبنان كساحة مواجهة اساسية وأولى لحرب المحاور والأحلاف العالمية فقد بات هذا البلد يشكل واحدة من اعقد واخطر الساحات التي من شأنها ان تؤثر في النزاعات والصراعات على مستوى السياسات المتناقضة بالنظرة الشمولية لتضارب مصالح الدول وبالتالي القوى العاملة في المنطقة... ولعل الأزمات اللبنانية الداخلية انما تعكس جوهر وطبيعة الصراع الدائر رحاه على المستوى الإقليمي عموما.... ولاشك ان ان لبنان قد شكل معبرا فعليا لولوج السياسات الدولية من خلاله ومن خلال قضاياه وعلى هذا الأساس من الممكن تفهم دوافع وحقائق اهداف عدوان تموز على لبنان من قبل اسرائيل التي حاولت ومن خلال هذه الحرب تنفيذ الأجندة الأمريكية للمنطقة والقاضية بتغير المعادلة الوجودية لدول المنطقة اولا وولادة ما يسمى بالمشروع الشرق الأوسطي ثانيا والذي من خلاله تتمكن ادارة البيت الأبيض من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه من خلال حربها على العراق وقبل ذلك على افغانستان، الأمر الذي لم يتحقق حتى من خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.. وهو ما يفسر ايضا محاولة زعزعة النظام الداخلي اللبناني القائم اساسا على مبدأ الديمقراطية التوافقية ما بين اقطابه واحزابه ومذاهبه وطوائفه وهو ما حاولت الإدارة الأمريكية وبالتعاون مع حلفاءها اللبنانين من تنفيذه بشكل او بأخر وذلك عبر اسقاط قوى الممانعة والمقاومة في لبنان لتكون الطريق ممهدة نحو تفكيك قوى الممانعة على مستوى المنطقة ككل.... وفي هذا السياق لجأت ادارة بوش الى محاولة ابتزاز بعض القوى اللبنانية عبر ضخ الكثير من المعلومات الخاطئة وبث الكثير من الأوهام حول اسقاط النظام السوري عبر الساحة اللبنانية على اعتبار ان المنطقة الشرق اوسطية بطريقها للتغير والتبديل مما نتج عن تلك الأوهام وتصديقها من قبل زعامات لبنانية مؤثرة بالساحة السياسية وتحديدا في تحالف قوى 14 اذار ان لجأ الكثير من هؤلاء الزعماء الى احراق سفن ماضيهم وتحالفاتهم الدقيقة التي ضمنت ما يسمى بالتوافق اللبناني على كافة القضايا الأساسية والجوهرية وهم في انتظار فعل التغير الشرق الأوسطي المزعوم.... وهنا لابد من وضع النقاط على الحروف وحسب الكثير من المصادر الموثوقة التي كانت ان تحدثت عن معلومات عن أن السعوديين ومعهم بعض العرب تلقوا ضمانات من جورج بوش بأنه سيعمل على قلب النظام السوري في موعد أقصاه بداية عام الفين وستة ، وكان المطلوب تقديم أوراق إعتماد للأميركيين من قبل بعض زعماء وامراء لبنان لكي يتم تحييدهم وما يمثلوا بين طوائفهم ومذاهبهم عن السوريين وحلفائهم في لبنان ، حيث الظن من قبل جنبلاط واخرين بأنه إنما ينقذ زعامته وما يمثل هو وغيره في لبنان من تحمل نتائج تغيير النظام السوري فسارعوا إلى تلك القفزة الخاطئة في المجهول . حسب حسابات مصالحهم وكيف تم تقديمها لهم ..... وحسب تلك المعلومات فإن السعوديون تولوا إقناع وليد جنبلاط بصدق الأميركيين وأعطوه ضمانات مالية وأمنية يستعيض بها عن الدعم الإيراني المالي السخي الذي كان يتلقاه سابقا. على اعتبار ان السياسة السعودية تخشى بشكل او بأخر التوجهات الإيرانية بالمنطقة وهو الأمر الذي بدا اكثر وضوحا خلال الفترة القريبة الماضية...
وعلى هذا الأساس فقد ذهب الكثير من زعماء وامراء الطوايف في لبنان بعيدا في لعب دور الدمية الأميركية ، حيث حملوا لواء سحق المقاومة اللبنانية وزرع الكراهية في نفوس المسؤولين والشعب السوريين....
ومن خلال السجالات والتجاذبات التي شهدها لبنان خلال العام المنصرم تبين بشكل لا يدع مجالا للشك ان ثمة حقيقة لا يمكن تجاوزها بالمطلق والمتمثلة ان لبنان لا يمكن ان يكون ساحة انطلاق لأسقاط النظام السوري بل ان اسقاط النظام السوري من خلال لبنان حقيقة واهية لا يمكن الإعتماد عليها على اعتبار ان النظام السوري ذاته احد اكثر الأنظمة تأثيرا في المعادلة الإقليمية وسياساتها وهذه الحقيقة ادركتها ادارة البيت الأبيض حيث تأكد لبوش بشكل فعلي وحقيقي ان النظام السوري احد اهم لبنات سياسات المنطقة وعلى هذا الأساس نرى ان الأميركيون أنفسهم يسترضون السوريين لتأمين مصالحهم في العراق وفي لبنان لأن البديل خسارة أميركية جديدة ..
من هنا نستيطيع القول ان المشروع الأمريكي في لبنان قد سقط بل ان اداة هذا المشروع والمتمثل بما يسمى بثورة الأرز قد سقطتت وفشلت فشلا ذريعا كون ان هذا المشروع اولا لم يكن للبنان بل مشروع أميركي للمنطقة ككل . (المأزق الأميركي في العراق ومأزق السيد جورج بوش الداخلي..) ساهما في تراجع هذا المشروع وفي تفتيت أهدافه الكبرى وتراجعها من نشر الديمقراطية والتنمية الإقتصادية لمحاربة الإرهاب (حسب التعبير الأمريكي لهذا المشروع..) إلى الدور المرتبك والمتعثر للولايات المتحدة في إضطرارها لإستعادة أدوات السياسة الأميركية التقليدية في المنطقة . لقد أظهرت حرب العراق بأن قوة أميركا محدودة فإستعيدت لغة الصفقات وتبادل المصالح . وسوريا لها تاريخ طويل من الحنكة والدهاء في إستغلال المآزق الأميركية في المنطقة . لقد جرب ريغان وشارون عام أثنان وثمانين الإطاحة بدور سوريا الإقليمي فوجد بوش الأب نفسه يستجدي مساهمة سورية في تحرير الكويت مقابل ثمن باهظ دفعه في لبنان والآن يجد الرئيس بوش الأبن نفسه وجها لوجه مع حقيقة أن الثمن الباهظ الذي عليه دفعه لسوريا مقابل تخفيف الضغط السوري على سياسته الشرق أوسطية ،، هل سيكون عليه التسليم بالمطالبة السورية بالجولان والإعتراف بالمصالح السورية في لبنان فقط مقابل خروج أميركي هاديء من العراق ؟؟ أسئلة علينا أن ننتظر لنعرف المدى الذي ستذهب إليه الأمور ولكن سكة تبادل المصالح بدأت وحانت الساعة ليختبر أصحاب الرؤوس الحامية في لبنان معنى يوم الحساب لأن الأميركيين سيلتزمون مصالحهم هم فقط .
اعتقد ان ثمة معادلة باتت تفرض نفسها في ظل أزمة الرئاسة الأنية وترشيح العماد ميشال سليمان قائد الجيش كرئيس عتيد انما تؤكد معادلة الإنتصار السوري السياسي على ثورة الأرز وعلى اركان ثورة الأرز . لقد كان العماد ميشال عون ذكيا جدا حين إتخذ طريق التفاهم مع المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله بشكل مبكر حيث ان القراءة السياسة العميقة تؤكد واكدت ان لبنان لا يمكنه ان يعادي سوريا وبالتالي لا يمكنه ان براهن على اسقاط النظام السوري من خلال لبنان الأمر الذي يعني ان ثمة معادلة براغماتية تفرض نفسها تتلاقي والمصالح الوطينة اللبنانية تلك والقومية في المنطقة وعلى هذا الأساس جاءت رؤية العماد ميشال عون التحالفية والتفاهمية مع حزب الله كواحد من اهم واخطر القوى المؤثرة بالساحة الداخلية اللبنانية والتي لا يمكن تجاوزها او حتى الرهان على اسقاطها من خلال التحالفات الإمريكية والقوى اللبنانية المحلية وهو ما بات واضحا وضوح الشمس....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
- اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
- المجزرة المتواصلة ....
- في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....
- تعويذة للمحرومين....
- تعليقا على دفع الغرامات المالية للمعتقلين في غزة....
- عشاق العتيقة في حضرة فخامة السيد الرئيس....
- في تحليل إستطلاع الرأي لمركز القدس للإعلام والاتصال ( JMCC ) ...
- الأطروحة السلامية الإسرائيلية في ظل التشكيك الفلسطيني بشرعية ...
- في تناقضات تصريحات الرفيق حواتمة والنظام السياسي العام ....
- قراءة بانورمية لخطة بيرس الجديدة....
- حول وحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير في ظل (الحلول السياسي ...
- التناقض والممارسة في ابجديات العمل الوطني في حركة فتح....
- مناجاة مقدسية للسيد نصر الله ....


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....