أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل ندا - الغربة والإغتراب 7















المزيد.....

الغربة والإغتراب 7


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونختلف ونتحالف ونتصارع وقد نتقاتل، ولكنا جميعا فى البداية والنهاية بشر أحياء، نريد أن نمارس الحياة بحلوها ومرها. وعلينا ان نختار. الإنسان المقاتل والمجاهد ضد سلبيات نفسه وغيره بالحسنى والأخلاق هو الإنسان السوى. لأن البديل هو الملل والإنحدار، الموت الإستسلامى، أو المسخ الإنسانى البغيضان.
الغربة والإغتراب هى درجة إنفصال الإنسان، إما عن ذاته الإنسانية، أو عن الذات الإنسانية الكلية والكون وهناك علاقة جدلية بين الاثنين.
الغربة والإغتراب تدفع الإنسان للعدوان. إما عدوان على الذات فيصاب الإنسان بأمراض القلق والإكتئاب، أو عدوان على الآخر فنمارس التكبر والقهر والإرهاب.
نعم، يلعب الإحساس بالغربة والإغتراب دورا سلبيا فى الحياة.
قال يوسف وهبى: "ما الدنيا الا مسرح كبير."
الممثل على خشبة المسرح أو السينما أو غيرهما، قد يكون فنان.
الممثل فى الحياة مغترب، يعانى من الغربة والإنفصال، فالمسألة تواصلية وأتصال.
كل من تحدث عن الغربة والإغتراب يقولون: "أن الغربة والإغتراب آفة العصر."
الغربة والإغتراب آفة الإنسان، فى كل مكان وزمان. فما بين الإنتماء للذات، والإنتماء للإنسانية والكون، الذى يجب أن يصل الى حد التوحد بينهما، العديد من الوان الطيف الإنتمائى الفسيولوجى وليس المرضى. ولكن، الإنتماء المرضى إغتراب.
الإنتماء الذى يلغى إنسانيتنا، ولا يحترم إنسانية الآخر، ويلغى ان الكون واحد، إغتراب مرضى، ووهم ويحتاج الى علاج.
تقول علوم التنويم المغناطيسى، أن الإنسان يمر بمراحل تقبل الإيحاء الداخلى أو الخارجى. تحركنا صور وأفكار تدخل وتتسرب الى عقولنا. وتسمى هذه الظاهرة الطبيعية، فى هذا العلم، بالإيحاءات المؤجلة النفاذ Post hypnotic suggestions. والحل هو الجهاد ضد ما فيها من سلبيات.
تقول مريم نجمه فى مقالتها "الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة على الفرد" فى الحوار المتمدن - العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14
"الصراع مع وحوش الغابة أسهل بكثير من الصراعات بين البشر , حيث يسيطر القوي على الضعيف .. والغني على الفقير .. ورجل السلطة على المواطن العادي ."
" طوبى للغرباء لأن لهم ملكوت السماء " .. ولكن أى غرباء؟
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=54751
الظن بأن هناك قوة قاهرة خفية، تتآمر علينا وتضعنا فى مواقف صعبة، يؤدى بنا الى أن يقتل كل منا الآخر، هروبا من المسئولية. إغتراب ما بعده إغتراب (فيلم المنزل 9). ناهيك عن أننا نغترب فى داخلنا وننفصل عن الآخر المختلف، إنفصال قد يكون مطلق، فنقتله حتى نرتاح، قتل مادى أو معنوى، ثم لا نجد الراحة بالطبع، لأننا فى الحقيقة، نقتل جزءا منا، نراه السوء فى لحظة، وقد لا نراه سوءا فى زمن ما. نحن نتسرع فى إصدار الأحكام. ونهرب الى دراما مصطنعة هستيرية. نهرب الى العزاب.
هكذا يوقعنا الإغتراب فى الرزيلة. وقد ندعى أن ما نفعله من الإيمان. والمصيبة الأكبر وهى اننا، قد ننفذ ما ندعى أنه العدالة، بتنفيذ احاكم على ثلاثتنا.
فنعاقب الجانى والمجنى عليه والشاهد بالإعدام.
هذه ليس مشيئة الله، ولا حتى مشيئة الشيطان. انها مشيئة قرد مزيف، خلقناه داخلنا، وأطلقنا له العنانٍ.
هذه مسئوليتنا الإنسانية التى نهرب منها، بمحاولة الإغتراب المتعالى، تحقيقا للأنا المزيف.
فعندما نقول أن "الآخر هو الشيطان" نحن نقول فى نفس الوقت أن "أنا الإلاه" أو على الاقل الممثل الوحيد له، فأنا المطلق إطلاق الإلاه. نلعب دور الإله. حاشى لله.
فى كتاب بعنوان «حرب اللاعنف» تقديم إبراهيم غرايبة، وبرغم أنى أرى أن هناك خطأ ما فى هذا الكتاب، ولكن بعيدا عن هذا الخطأ، يقول المؤلف: حرب اللاعنف تقوم على فكرة مجتمع حر، يهدف الى إعادة توزيع القوة في المجتمع، والعنف إذا ما نجح يحل استبدادا بدل استبداد آخر.
حرب اللاعنف ليست سلبية وهى لا تعني القبول، ولكنها، إستراتيجية صراع تتعامل مع الخصم الأقوى وتسعى للإطاحة به وعزل مصادر القوة عنه.
وقد تستخدم في الصراع بين الدول، كما تستخدم في الصراع بين الحكومات والمجتمعات، ويمكن أن تنجح في مواجهة الأنظمة الديمقراطية وفي مواجهة الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية.
المصدر- الجزيرة نت
http://www.taghier.org/media/press/readmedia10.html
يقول بعض الفرويديين وربما كانوا على حق فيما يلى: يحب بعض البشر الرأسمالية لانها تخاطب غرائزهم، مثل غريزة الجنس (المغترب فقط) والتملك والعنف والعدوان، وتضخم الأنا الأنانية، بكل غرورها وتعاليها على الآخر، وتساعد على ممارسة الإدعاء، وخداع النفس، وخداع الآخرين عن طريق، الإعلان البراق الذى يخدع الآخرين، فيشترون ما لدى البائع، كشئ نادر، وقد لا يكون له أية أهمية أو فائدة. كل ذلك على حساب الأنا العليا والمبادئ والأخلاق. فهى تحقق دعارة الإنسان. علاوة على أن بناء الرأسمالية الهرمى كله عبودى. ونحن لسنا، ونرفض أن نكون داعرين أو عبيد. فنحن فرسان. تحكمنا أخلاقيات الفرسان. وهذا هو الإنسان.
وفى مقال بعنوان "ماذا يعني الإغتراب لدى المهاجر اليمني" صحيفة 26سبتمبر
يقول المؤلف: ان الاغتراب هو البعد وهو الحرمان وهو كذلك الشوق واللهفة. الغربة معناها المشقة والتعب. الغربة مريرة والبعد أمر. الاغتراب هو الشعور بالوحدة والانعزال. الغربة بحد ذاتها هي البعد سواء كان عن الاهل او الاصدقاء او عن الاوطان او عن أي شيء اخر يشتاق اليه الإنسان. الاغتراب ليس بالضرورة هو اغتراب عن الأوطان. ولن يقبل الانسان ان يكون مغترباً جسداً وفكراً.. ويكفي أنه مغترب بجسده ولكن فكره مازال يحمل للوطن كل الخير.
http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic&sid=4000
فما بالكم لو إغتربنا وإبتعدنا عن ذاتنا الشخصية والإنسانية وعشنا فى الفراغ. نحن جميعا نعيش فى الفراغ بدرجة ما.
عندما نقول: أن زعيم ما، خائن، فإننا لا نقولها، كحكم قضائى مستوفى كل شروط العدالة. البعض يقولها وقد يقرر خطأ، أن يتبع هذا الحكم، الرغبة فى العقاب أو تنفيذ العقاب.
نحن نقولها كوجهة نظر، بإطلاق يهدف الى أن يصل بالرسالة، الى المتلقى، ولكنها فى الحقيقة نسبية، وقد تكون خاطئة بشكل ما او من بعد ما.
يقول البعض أن المالكى مثلا خائن، لانه يتعاون مع الإحتلال، ولأنه يرى الفساد، الذى يبيع خيرات بلاده بالرشاوى بلا مقابل واقعى، مقابل يعود على أصحاب الثروات. والطرف النقيض كان صدام، وهو ما نصفه بالدكتاتورية وبالعنف، وربما الإجرام. عندما كان صدام يعدم المرتشين على شاشات التلفاز، كنا نهلل له، نكاية فى الفساد. نحن وكلاهما، مغتربون بدرجة ما. لاننا فقدنا جزء من واقعنا، وفقدنا معه معان كثيرة هامة للحياة. فقدنا الصفاء والنقاء والرحمة ووو. فقدنا العدالة بمفهومها الرحب.
نحن نصدر أحكاما جزافية، دون وضع الضوابط والظروف الموضوعية، اى لا نضع الطرف المختلف الآخر فى الحسبان. وهما، اى الطرفان، مكبلان بالإغتراب عن إتخاذ موقف مناسب للحياة.
دائما ما تنسب الداعرة الشرف الى نفسها، رغم أن ما تفعله، ضد إنسانيتها والأخلاق.
فمثلا: ينسب الأمريكان الى انفسهم الإنتصار فيما وصل اليه العراق من حالة أكثر أمنا وأمانا للمواطنين. هذا محض إفتراء وهراء.
نحن جميعا نريد الامن والامان لهذا الشعب العظيم المغترب فى بلده وخارجها، بسبب السياسات العدوانية الإقصائية المستلبة، وآخرها وأقساها الإحتلال. فلينسبوه زورا وبهتانا الى أنفسهم ما شاءوا، فهذه طبيعة الإغتراب.
صدروا لنا الإحساس بالهزيمة ولم نهزم ولن نهزم طالما لازلنا أحياء.
السم الذى لا يقتلنى يزيدنى قوة.
يتصارعون على ما لدينا من خيرات. فموقفنا هو الأقوى والأكثر عدلا، وبرغم التفوق فى قوة السلاح، وبرغم ما سرقوه من أموال وغير أموال، وكلها ستعود.
ماذا لو رفض المالكى وغيره، الوصاية التى يفرضها الأمريكان على العراق؟
لابد من إعادة دراسة السوق وإتفاقيات قناة السويس وغيرها وتغييرها. هذا هو حق الشعوب.
ماذا لو رفض العاملون فى قناة السويس وغيرها من الموانى التعامل مع البارجات الأمريكية والإسرائيلية.
ماذا لو رفعنا رسوم عبور تلك البوارج فى قناة السويس مئات الأضعاف. ماذا لو رفضنا التعامل معهم فى كل مكان بما فيها دول الغرب والشرق بالتحالف مع الأحرار فى كل الشعوب.
لدينا البترول ووووو.. وقناة السويس التى يمكن طبقا للإتفاقيات أن نتحكم فى سعر المرور بها كما نشاء. ونحدد بأى عملة نتقاضى رسوم المرور ولتكن، بالذهب كما كان. السفن الحربية بمئآت الأضعاف. ونقدر سعر المرور بسعر المنقول. ذلك إذا كنا نريد أن نعاملهم بالمثل. ويجب أن نعاملهم بالمثل. ويمكن ان نعمل تخفيض للفقراء أو نعيد لهم الرسوم بشكل ما، الفقراء بما فيهم فقراء أمريكا نفسها.
اليس من حق إيران ضرب إسرائيل أو القوات الأمريكية؟ ضربة إستباقية مثلما فعلوا ويفعلون، ضربة تحد من قدرتهم على مهاجمة إيران. أم سنظل دائما منتظرين حتى تضربنا إسرائيل أو أمريكا ونشجب، ثم ننام.
لدينا الإنسان. فلا تصدقوا ما صدروه لنا من إحساس بالهزيمة وبالغربه. الغربة نظام رأسمالى إستعمارى وليس نظامنا. نحن نعيش على الفطرة وبالفطرة، وبالتالى فلا يمكن أن نغترب. إلا إذا بلعنا الطعم و أصبحنا مثلهم مغتربون. وعشنا نمطهم الرأسمالى المتبهرج، نمط الإستهلاك.
نحن لم ولن ولا نغترب وحتى فى مجاهل جوانتانموا يا سيد بوش.
نحن أحرار، لو كانوا يعرفون، معنا للحرية، التى يدعون.
ونختلف ونتحالف ونتصارع وقد نتقاتل، ولكنا جميعا فى البداية والنهاية بشر أحياء، نريد أن نمارس الحياة بحلوها ومرها وعلينا جميعا ان نختار.



#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربة والإغتراب 6
- الغربة والإغتراب 5
- الغربة والإغتراب 4
- الغربة والإغتراب 3
- الغربة والإغتراب 2
- الغربة والإغتراب 1
- الصمت الصارخ 4
- الصمت الصارخ 3
- الصمت الصارخ 2
- الصمت الصارخ
- أنا إرهابى 3
- الخلاصة للخلاص
- أنا إرهابى 2
- دور شطرنج
- أنا إرهابى
- هل نريد الحقيقة أم نخشاها؟ 2
- هل نريد الحقيقة أم نخشاها؟
- إرحمونا يرحمكم الله
- بروتوكولات إنسانية
- حضارة الإنسان الجوهرية 2


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل ندا - الغربة والإغتراب 7