أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بيان اليسار التحرري














المزيد.....

بيان اليسار التحرري


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 11:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن القضية التي نتحدث عنها مختلفة تماما عما تسمعونه من الخطابات السياسية و الفكرية السائدة , تريد كل الخطابات السائدة أن تقنعنا و تقنعكم بضرورة وجود سادة يوجهوننا و يقودوننا إلى "بر الأمان" , بدون هؤلاء السادة فإننا تائهون لا محالة , إما إلى جهنم أو إلى الفقر أو إلى الاستعمار و سوى ذلك من المصائب الدنيوية و الأخروية , تختلف هذه الخطابات السائدة في من يستحق أن يكون سيدا..البعض يعتبر أن هذا حكر على المقدس وحده و أنهم سيحكموننا باسم الله و البعض يريد أن يقنعنا أن كونه سيدا سيعني الخير الحقيقي بالنسبة لنا كأتباع انطلاقا من كتابات رجال "عباقرة" كماركس أو تروتسكي أو روسو أو سواهم..إننا كيسار تحرري لا نريد إقناعكم بأننا "سادة" جيدون , إن هدفنا مختلف تماما , إننا نريد أن نثبت لكم أننا و أنتم , كبشر , لسنا بحاجة لأي سادة ليحكمونا , أننا قادرون على أن نكون سادة أنفسنا..هذا بكل بساطة لأننا جميعا بشر , بشر متساوون , إننا نولد متساوين لكن الظروف المختلفة تقسمنا طبقات و شيعا و طوائف و قوميات و أعراق مختلفة متعادية في أغلب الأحيان , و الأهم : حكام و محكومين , سادة و أتباع..إن كوننا بشر , منتسبين للجنس البشري يمنحنا , كما نرى , الحق البديهي غير القابل للمساومة في أن نكون أحرارا , أن نقرر نحن بالتحديد و ليس أي صنف من أصناف السادة مصيرنا و خياراتنا و حياتنا..هذا لا علاقة له بما إذا كنت أنا أو أنت مؤمنا بالله أو تنتسب إلى طائفة ما أو إلى دين ما أو إلى عرق ما أو قومية ما , إذا كنت مؤمنا بالليبرالية أو بالماركسية أو بقومية عربية أو كردية أو آشورية , سواء أكنت مسلما سنيا أو علويا أو درزيا أو إسماعيليا أو مسيحيا كاثوليكيا أو أرثوذوكسيا أو غير ذلك , من البديهي أنك ستبقى إنسانا في جميع تلك الحالات..لذلك لا توجد شروط على إنسانيتي و إنسانيتك على الإطلاق..و بالتالي لا توجد شروط على حريتنا البتة , هذا بعيدا عن النظام السياسي و الاجتماعي السائد و حتى الخطابات الفكرية و السياسية السائدة , هذه كلها حدود وهمية لا تتعلق بحقيقة طبيعتنا الإنسانية بل بحاجة السادة الذين يحكموننا أو الذين يأملون بحكمنا..نعم , يمكننا أن نعيش جميعا كسادة , لسبب بسيط جدا و بديهي , أننا جميعا بشر , و بشر متساوون..يمكننا أن نسير أمور حياتنا بدون الحاجة إلى سادة..ما نحتاج إليه هو أن نبدأ بإدارة كل شيء مباشرة و هذه المرة لصالح كل فرد منا , لصالحنا جميعا و ليس لصالح أية أقلية تكون وظيفتها الوحيدة "قيادتنا" و "فرض النظام" بالقوة القمعية الهمجية , أن نقوم بأدوار و وظائف "السادة" جميعا و معا لكن هذه المرة لصالحنا جميعا كبشر متساوين و متضامنين..بديهي أن إحساسنا اليوم بإنسانيتنا ليس بأفضل من إحساس العبيد , نحن لا نستطيع أن نتخيل العالم من دون سادة و شرطة و سجون , باختصار بشر يعلموننا الصح و الخطأ بل و يفرضونه فرضا علينا , بدون بشر يمارسون دور السادة و يحصلون لقاء هذه "الخدمة الجليلة" لنا على أغلب ما نقوم نحن شخصيا بإنتاجه , لقد ذهبنا إلى الموت في ساحات الحروب و إلى السخرة أو ما يشبه أنظمة السخرة الجديرة بالعبيد و اعتبرنا السجون و السمع و الطاعة و القتل على الرأي و التنكيل بكل مختلف ضرورة لحياة "إنسانية" "سليمة" , في كل مرة اعتبرنا إنسانيتنا ناقصة و قررنا أن نمشي وراء مختلف أصناف السادة مقدمين فروض الطاعة العمياء كان الموت العبثي و الدمار و الفقر و أقسى درجات قمع العقل و الجسد وحشية و لا إنسانية و التوزيع غير العادل للثروة التي نقوم نحن بإنتاجها بانتظارنا..يمكن وضع حد لهذه المآسي التي جلبتها علينا عقائد و ممارسات "السادة" , بأن نكون نحن من يقرر كيف نعيش و أن نعلن بصراحة أننا نريد أن نعيش حياة جديرة بالبشر..لا توجد أية حاجة لتعارض وجود الله أو تؤمن بماركس أو بعقد روسو الاجتماعي و لا حتى بالإعلان الدولي لحقوق الإنسان لنبدأ معا سوية بأن نكون سادة حياتنا , الشيء الوحيد الضروري هنا هو أن تؤمن بإنسانيتك قبل كل شيء , لا توجد لدينا نصوص جاهزة أو مقدسة أمام الضرورة الأساسية التي نراها في توفير الظروف الجديرة بالإنسان لكل فرد و في أن نكون جميعا سادة حياتنا الفعليين..هناك نقطة جوهرية هنا هو أنك لن تؤمن فعلا بإنسانيتك دون أن تؤمن بإنسانية غيرك مهما بدا مختلفا عنك , يعود هذا الاختلاف أساسا إلى أنك قد وجدت في ظروف مختلفة كثيرا عن ذلك الآخر لكن هذا لا يسقط إنسانيتك أو إنسانيته..إن كل وصفات الثواب و العقاب تدعي أنها تنطلق من حرية الإنسان في الاختيار و بالمقابل في تحمل تبعات قراراته لكنها في الواقع تحاسب الناس على الظروف التي ولدوا فيها و التي لا خيار لهم فيها , لذلك فإن المسلم أو المسيحي أو اليهودي أو الكردي أو الأرمني المختلف عنك هو ابن ظروفه و هذا لا يفقده إنسانيته ما لم يقرر طوعا كما فعلت البشرية حتى اليوم التنازل عن حقيقة و جوهر إنسانيتها لصالح السادة و أفكارهم و سياساتهم و قوانينهم..لن يكون من السهل التغلب على مقاومة السادة و رفض تراث طويل من امتداح التبعية و الهامشية و الخنوع و الاستسلام للأمر الواقع , لكن ليس هناك أي طريق آخر لنكون بشرا , يمكننا بدء النضال من أجل حريتنا و الذي سيكون نضالا طويلا عسيرا و ليس من دون تضحيات , نضال سنتغير خلاله من مجرد عبيد إلى بشر مستحقين للمساواة و الحرية و العدالة , إلى سادة لمصائرنا......




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق عميق
- الحروب الأهلية و سياسات الأنظمة و النخب....
- أناركية بيتر كروبوتكين الشيوعية
- -المؤسساتية- في العمل السياسي
- إعلان جديد للاستقلال
- في موسم البياخة و أيام الكذب...
- نحو الأناركية
- الأخوة عمال القطاع العام :استعدوا , نظموا أنفسكم فالمواجهة ق ...
- أيها الشيوعيون السوريون : صباح الخير !!
- العمل المباشر DIRECT ACTION
- نحو يسار جديد....
- من أجل تثوير السياسة....
- عن البشر العاديين.....
- ماركس التحرري ؟
- تاريخ الأناركية
- الأناركيون و البلاشفة و سيرج
- فكرة الحكومة الجيدة
- نحو شيوعية تحررية
- أميات نجيب سرور..في هجاء الواقع.....
- درس فرنسي في العدالة...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بيان اليسار التحرري