أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة















المزيد.....

أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 12:25
المحور: الادب والفن
    



سحر النهايات,لا يقلّ غموضا ورعبا.
من يقوى على تتبّع البداية_الأصل!
*
بسلاسة ابتدأ نهاري,سرفيس بسنادا وكأنه في انتظاري على المفرق. أهبط على زاوية الجنائية,سيرا بطيئا ممتعا تحت شمس كانون...قبالة الجامعة,عبورا في جوار مكتبة الحقيقة لآل بهلول_عمومة أحمد معيطة الأكاديمي الساخر في الغياب, إلى مقهى شوكولاته والشاب الأسمر اللطيف.
...أريد المادة اللذيذة التي اقترحتها بالأمس: كافي فيميه...نعم يا ريت.
هنا لا أستحي من جهلي وضعف ذاكرتي,أشعر بالراحة في هذا المكان الشتوي. بتلذذ أشرب من الفنجان الساخن والنظيف وافتح على تشرين الثقافي,قصيدة لعلي سفر, من مجموعة ستصدر قريبا. اسم علي سفر مألوف منذ سنوات, ولقاءنا اليتيم لا يؤثر على تلقيّ لكتاباته,هكذا أشعر وأظنّ. أحببت القصيدتين وأعدت قراءتها...شكرا للشعر.
ما هو دور"التوقّع المسبق" في قراءة نصّ أدبي أو فكري؟
هو السؤال الذي بقي يدور في عقلي, بعدما أعجبت....إلى حدّ الدهشة.
معطف أحمر فارغ
وكان أن
ارتديت معطفا أحمر وانتظرت
الظلام أغلق آخر نوافذ البريد
على الرصيف المقابل كان باب يستقبل ما
يلتقطه الليل من شهوات
تتساقط بعد قليل كحبات برد غامقة
الشارع فارغ تماما
أنا فقط بمعطفي الحمر الطويل
أراقب الشام وهي تنسحب
باتجاه الجنوب
اللذين ظهروا فجأة
وجوههم تشبه الحدائق المهجورة
على رؤوسهم غربان تبحث عمّا تبقى من
رذاذ
وتحت أقدامهم ثمة ضوء يتكسّر دونما
اهتمام
فجأة ظهروا
أخرجوا قشور الليل من أفواههم
وألقوها على معطفي
كانوا ثلاثة.....
راقصتهم واحدا واحدا
أطلقت على أكتافهم أسمائي
وعلى خطواتهم كنت أسكب نهاري
وهم ذاهلون
لم يكن ثمّة موسيقى أو غناء
كان عواء أجسادهم
وصوت ارتطام أطيافهم
والصراخ الدبق للرغبة تحت آباطهم
كانوا ثلاثة...
راقصتهم حتى انتصاف الليل
وعند انتصاف الليل
قفزوا كبهلوانات مدربة إلى جيوب
معطفي الأحمر
.
.
.
أذهلتني القصيدة, المهارة والعمق,في انفتاح عالمي الداخل والخارج, على جملة شعرية...شجيّة بلا صراخ,ماجنة بلا وضاعة...علي سفر شاعرا.
.
.
ما قرأته لعلي سفر سابقا, كان دون توقّعي بكثير...على نقيض حازم العظمة,أدهشتني القراءة الأولى والمجموعة الأولى....وسأتّفق مع ياسر اسكيف,على...طريق قصيرة إلى "عراس"....تستحق قراءة أعمق وتأني أكثر,...بقيت تحت سقف توّقعي.
*
في شتاءات اللاذقية المتكررة,مع استثناء وحيد, غرفي شمالية وباردة.
أخرج من البيت مطوّقا بالألبسة السميكة وأغطية الوجه واليدين,وأفاجأ بالشمس والدفء وخروج الناس خفافا, مع الحيوية والشباب.آه على غرفة باتجاه الغرب وشبابيكها مفتوحة على البحر.....
مع نادل مقهى شوكالاته, الشاب حامل الاسم الفارسي....نقلا عن جميل, أشعر بالحرج من سؤاله عن الاسم,سيما بعد مصافحاتنا الودودة_ جريدة الحياة والسفير وتشرين,فردها على الطاولة المجاورة.
رغبت في محادثته والدردشة معه. لطفه وكياسته كما أحسب, تركني لحريتي ومبادرتي....وأتذكّر قصيدة أنسي الحاج الأحبّ لنفسي:
قامت وذهبت
قامت وذهبت
لأنه جلس صامتا.
هو بقي صامتا, ليصغي إليها
ولكي تتكلم كما تريد....
قامت وذهبت.
.
.
قامت وذهبت
لأنه تكلّم كثيرا.
هو تكلّم وأطال في ثرثرته
كي لا تضجر...
قامت وذهبت.
.
.
قامت وذهبت.
لأنه كان يتكلّم حينا, ويصمت تارة...
يتكلّم كي لا تضجر
ويصمت...كي يصغي إن رغبت في الكلام
قامت وذهبت.
.
.
كيف تعرف ما يريده آخر(جارك أو شريكك أو خصمك أو حبيبك....)!
الشاب الأسمر اللطيف,يسألني...هل تقرأ جريدة الحياة أستاذ حسين؟
_أقرأها مع السفير... وبقية الجرائد التي تصلنا بعد يوم,مباشرة على الإنترنيت.
....وهل تقرأ جهة الشعر لقاسم حداد؟
_ وأكتب فيها أيضا.
.
.
في طريق العودة,أشعر بتبكيت الضمير, هل تفاخرت على الشاب! لماذا أقحمت جواب ثاني...أكتب فيها أيضا....هل لتدلّل على أهميتك يا طيز الخلق!
...في الحقيقة أجبته بنيّة طيبة, إن كان لديه رغبة في معرفتي أكثر, فالأمر متروك له وبحريته المطلقة. وفي النهاية كتابتي بلا تفاخر...هذا ما أعتقده...عرض تجربة!
_الحساسيّة المفرطة,عقدتي التاسعة عشرة.
*
أحبّ الأوقات الانتقالية.... رأس السنة,نهاية الشهر, محطّات السفر...الولادة,الموت.
_هل توجد أوقات أو أحداث أو حتى أثر غير انتقاليّ وانتقاليّة!
*
البارحة مات أحمد حيدر,أستاذ الفلسفة وصاحب المؤلفات العديدة في علم النفس.
ثمّة إجماع في اللاذقية على أهميته وثقافته الواسعة,ذلك ماسمعته مرارا. ثقافته عميقة وأحادية وليست واسعة,قلت لنفسي أثناء الحوار الوحيد مع الأستاذ في بيته, كان يشبه أغلب من صادفتهم في بلادي....يريدون من يصغي إليهم أولا ....وعاشرا.
على أوستراد الزراعة,يوم كنت من سكان وسط اللاذقية, وأثناء مشواره المسائي شبه الدائم,رغبت في مصافحته وتبادل الكلام معه....لم يعرفني ونظراته المتسائلة دفعتني لتكملة طريقي. أعرفه ولا يعرفني,أزوره لا حقا,أقنعت نفسي...ولن نلتقي بعدها.
_الأيديولوجيا هي تبرير الرغبة.
أضفت تعريف أحمد حيدر للأيديولوجيا,إلى صندوق التعريفات بحوزتي, يوم كنت مهموما ومنشغلا ومنهمكا في محاولة تفكيك الأيديولوجيا,كما تظهر في مجتمع اللاذقية وثقافتها وأخلاقها....فهمت بعد ذلك,أن الحجرة التي أحاول رفعها,صخرة هائلة... وليس بمقدوري زحزحتها قيد أنملة.
سألني كثيرون وآخرهم نضال عن احمد حيدر, وجوابي المتكرر...إنه يستحقّ.
وجيه أسعد وأحمد حيدر,مخزن هائل من الخبرات والتجارب في علم النفس,التي ثقافتنا بأمسّ الحاجة لمحاورتها واستخراج كنوزها....قبل أن نتركها كالعادة في صندوق مغلق نتجنّبه كالطاعون,بعدما نهيل عليه التراب,ثم نفتتح سوق الندب والتهريج....العجيلي وفاتح المدرّس والماغوط ومحمد عمران وسنية الصالح ورياض الصالح الحسين وعبد الله عبد....ويما سيضيف احدهم...ويحذف على هواه.
*
بقيت ثلاثون يوما في هذا العام البغل أوالسنة النغلة 2007.
وهذا اليوم الأول,في هذه الصفحة..... الرمادية.
بعد قليل,يأتي عماد ورويدة وحسام.
....فريدة السعيدة منهمكة في تحضير الطعام,تقيم احتفالها الخاصّ جدا,...أعرف.
حسام ابن رويدة وعماد,سيزور فريدة للمرة الأولى,...هل رأته سابقا؟لا أذكر.
.
.
أمومة فريدة السعيدة,الممتدة, على مختلف الاتجاهات,تسقط بشكل آلي على أطفال القريبين....ومن أكثر من عماد...رفيق التشرّد الطويل,شريكنا على حبّة الزيتون وكسرة الخبز....وشريكنا في مختلف البيوت في لاذقية الندم والعار.
.
.
وأخيرا رويدة الزوجة الغيور,ستزور بيت حسين للمرة الأولى, هي إشارة اليأس أم طريق المصالحة,الطويل...., مع النفس والواقع القاسي والمظلم فعلا!
رويدة أخت إقبال وهائل ومها ووائل ولؤي وميرفت ونها,بنت (أبو+أم) وائل. البيت الواسع والمضيء في الذاكرة. بيت حيّ العمارة ثم الجبيبات....البيت العصري الذي التقيت فيه_لأول مرة مع بعض مشاهير سوريا....هاني الراهب وأكثم نعيسة...وآخرون.
مرحبا بك يا رويدة....
أعرف أن موت أبو النور,سبب أول لهذا التغيير الدراماتيكي في علاقتنا, فهمت أخيرا أن الموت فوقنا وحولنا وبيننا....وأكثر قربا من حبل الوريد!
الكلّ يستحق فرصة ثانية.
لا يوجد تسامح أو غفران يستثني أحدا.
سيشرب عماد حتى,مع حسين أو بدونه, آخر يوم في حياته.
....لا عماد ولا وائل ولا حسين, ولا أحد من مجاذيب جبلة وحزاناها, يحتاج إلى التعنيف والعقاب صدّقيني....نحن أطفال جبلة ولو تجاوز أحدنا المائة.
كلمة طيبة ونعطي عيوننا وقلوبنا بلا مقابل, ولعابر طريق.
وكلمة خاطئة ندخل بعدها في صراع القاتل أو المقتول,بلا رفّة جفن.
.
.
في هذه اللحظة يتكلّم نضال جديد من جبلة, الروائي والمهندس الجنتلمان, ويدعوني لزيارة صديقنا عماد جنيدي شارع جبلة العريض وشاعرها وشيطانها الأكبر.
.
.
في كلّ مرّة نقول أننا سامحنا
ونحن نعني, أننا, لن نستطع ذلك أبدا.
*
أيضا في تشرين الثقافي اليوم قرأت لمنذر مصري:
بعنوان تواريخ
.
.
لا يحتاج الواحد منا
سوى أن يمرّ بلسانه الرطب
على شفتيه
أكثر من مرّة وأقلّ من
مرتين
ليركل الصمت
ويحدث من حوله بسخرية
وعمق
عن مئات المآسي والمجازر
حصلت في الغالب نتيجة
رداءة الطقس وصعوبة
التفاهم.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم اعتيادي وماطر_ثرثرة
- فصول في الحكمة_ثرثرة
- سوناتا ضوء القمر_ثرثرة
- الكتابة المقدسة_ثرثرة
- رؤية القمر من داخل البيت_ثرثرة
- كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة
- في التفاصيل يسكن الشيطان والمعرفة والحب..._ثرثرة
- الهمس بصوت مسموع_ثرثرة
- سراب المعنى_ثرثرة
- رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة
- مجزرة كتب وزجاج_ثرثرة
- ليلة الأمس_ثرثرة
- صيف ثاني_ثرثرة
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أول يوم في الشهر الأخير لسنة 2007_ثرثرة