أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - ليست العلة في المكونات بل في السياسات - 2 -















المزيد.....

ليست العلة في المكونات بل في السياسات - 2 -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الجزء الأول المنشور من هذا الموضوع تناولنا بتقييم نقدي الرؤية الاشكالية المبتورة لغالبية جماعات المعارضة الوطنية السورية من الشركاء العرب لماهية عناصر الداخل الوطني وقراءتها الخاطئة لمكونات المجتمع السوري المتعددة القومية والدين والمذهب وجودا واستحقاقا واخفاقها في تعريف وتقديم برنامجها وأجندتها ووسائلها التغييرية السلمية الديموقراطية بهذا الخصوص ووقوعها في أفخاخ خطط النظام لدى مقارنتها غير الموفقة والناقصة بين الحالة السورية المقبلة على انجازمهام تغيير نظام الاستبداد والحالة العراقية مابعد زوال الدكتاتورية والاستبداد التي هي بنظرنا فترة – أمنية - ظرفية استثنائية مفروضة بقرارات سياسية مشروطة وتنتهي بمثلها قابلة للانتهاء في أية لحظة ولاتشكل مرحلة تاريخية لابد منها عندما تسقط الدكتاتوريات حسب تجارب الشعوب قديما وحديثا وكما يوحي به استشرافنا لمستقبل بلادنا المشرق السعيد مابعد زوال الاستبداد فليس صحيحا البتة وليس قدرا محتوما أن كل دكتاتورية منهارة يجب وبالضرورة أن تخلف من ورائها الفوضى والحروب الأهلية .
تسير غالبية جماعات المعارضة اسوة " بأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية " على نهج الثقافة السياسية الرسمية السائدة في أمرين أولهما الولوج في بازار المزايدات في المواقف الخارجية فتحت غطاء هواية معاداة " محتلي العراق " والأمريكان والانكليز يتم دعم الارهابيين والقتلة والعاملين على اعادة الوضع العراقي الى الوراء والى حضن دكتاتورية جديدة بل أكثر من ذلك يتم العمل التحريضي والدعائي واللوجستي لارسال متطوعين من الداخل السوري وخارجه هذا ما عدا اقامة طقوس العزاء لرموز الفاشية والاجرام ممن ثبت عليهم ابادة العراقيين وانتهاك حرياتهم وحرماتهم ودفن بناتهم وأبنائهم في مقابر جماعية وقد وصل البؤس السياسي أوجه عندما سكتت هذه المعارضات عن التهديدات التركية العسكرية لاجتياح العراق بل انتظرت حدوث ذلك بعد أن طالب بعضها في المنابر الاعلامية تركيا وعلانية منذ زمن لضرب التجربة الديموقراطية الفدرالية في اقليم كردستان بذريعة أنها تشكل خطرا على وحدة بلدان المنطقة المجاورة للعراق والتي تحوي امتدادا كرديا بوجه خاص وهو اقليما وتجربة جزء لا يتجزأ من العراق ومن ثمرات التفاهم العربي الكردي في حل القضية الكردية في حين أقامت الدنيا ولم تقعدها حيال بيان غير ملزم من مجلس الشيوخ الأمريكي الداعي أصلا الى وحدة العراق على أساس فدرالي حسب وجهة نظر الغالبية الساحقة من أعضاء تلك المؤسسة الاشتراعية التي رأت من واجباتها اعلان رؤاها حول المسألة العراقية التي تدخل في صلب اهتمامات المجتمع الأمريكي في دولة باتت معنية وشريكة أساسية بموجب قرارات مجلس الأمن وبروتوكولات التعاون الاقتصادي والأمني للدولة العراقية منذ حربها واسقاطها للنظام البائد وانطلاقة العملية السياسية والاعمار والبناء ومواجهة الارهاب , وهي غيرة – قوموية – مجزأة مصطنعة في غير محلها تفتقر الى الصدقية على أي حال, وكذلك اتخاذ نفس مواقف النظام تجاه الوضع الفلسطيني والانحياز المباشر أو الملتوي الى جانب حماس وانقلابها على الشرعية في غزة وهكذا ونتيجة لهذه المواقف السياسية التي لاتختلف كثيرا عن نهج النظام والمقرونة بالهجمات الاعلامية الدونكيشوتية الداعية الى القتال ضد التدخل الخارجي في سورية وكافة أشكال الضغوط ( هل تم الضغط على الشعب أم على النظام ؟ ) وضد الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرية البلدان الأوروبية وأنظمة الاعتدال العربي نقول نتيجة لذلك التبست الأمور على من كان متوقعا أن يتعاطف مع الشعب السوري ويدعمه في محنته ويفتح أبواب العلاقات السياسية مع أطراف المعارضة الوطنية كما دفعتها الى المقارنة بين هذا النظام الجائر على علاته وبين معارضة غير ناضجة لم تميز نفسها عن النظام ولم تثبت مواقفها المبدئية ولم تبلور مشروعها البديل خاصة وأنها مخترقة من تيارات الاسلام السياسي – الباطنية - والعاملة في سبيل تحقيق شعارها الأزلي – الاسلام هو الحل – والمقرون في أذهان الرأي العام بابن لادن وطالبان والذبح على الهوية والعنف الأعمى والارهاب , أما الأمر الثاني فهو ما يتعلق بمكونات سورية ونسيجها وتلاوينها التي تدخل في غيتو المحظورات فليس سرا أن النظام السوري وتحديدا بعد مجيء حزب البعث الى السلطة يمنع رسميا الاشارة من قريب أو بعيد الى أسماء الشعوب والقوميات غير العربية وكذلك الحال بالنسبة لأسماء ديانات وطوائف المجتمع السوري ومن الواضح أن الهدف الحقيقي من وراء ذلك هو الموضوع الكردي الأكثر حضورا في الساحة السياسية بسبب ما تتميز بها القضية الكردية من توفر شروط ثقلها وأبعادها المحلية والاقليمية وحتى الدولية وأسباب مشروعيتها ودورها في موضوع توازن القوى السياسية ونتائج معارك المعارضة الوطنية مع النظام الحاكم الذي يمكن فهم مبرراته المصلحية في ضرب طوق من التعتيم والتجاهل على الكرد وحركتهم وقضيتهم دون أي فهم أو تفهم لسلوك أطراف المعارضة عندما تسير على خطى النظام بهذا الشأن .
فأحزاب ومنظمات جماعات المعارضة الوطنية من شركائنا العرب لاتعترف غالبيتها في برامجها السياسية بالوجود الكردي السوري كشعب يقيم على أرضه ويندرج في المرتبة الثانية بشريا بعد العرب وبالتالي لاتحمل تلك البرامج اشارات وبنود ومقترحات حول معاناة الكرد التاريخية وحقوقهم المشروعة ومصيرهم ومستقبلهم وهي بذلك لاترى لزاما عليها بحث هذا الموضوع في أدبياتها السياسية أو تكراره خاصة اذا كانت ترى في قرارة نفسها أنه يمس مصالح الأمن القومي ويهدد عروبة البلاد تماما كما تزعم الأوساط الحاكمة وهنا تلتقي الارادات بصورة تلقائية حول الآيديولوجيا الشوفينية الشمولية الرافضة للآخر الكردي المختلف قوميا وثقافيا وهنا تفقد المعارضة استقلاليتها وموضوعيتها لتنضم الى جوقة الاستبداد وتحمل سيفها في وجه شريكها الكردي الثابت المجرب والذي تشكل حركته وزخمه الجماهيري وطاقات بنيه عاملا أساسيا لابد منه لأي تغيير ديموقراطي في سورية .
في العقود السابقة ومنذ استقلال البلاد اقترفت الأحزاب الوطنية خطيئة تاريخية كبرى بحق العرب والكرد والمكونات الأخرى معا عندما أحجمت عن طرح الموضوع الكردي وتجاهله وجودا وحقوقا وقد دفعت أحزاب ذلك الزمان ( الشيوعي والبعث والاخوان المسلمون والقومي السوري ثم الشعب والوطني ) بسلوكها هذا الثمن غاليا من رصيدها ليس على مستوى البلاد فحسب بل في الساحة الكردية التي أصبحت عصية عليها رافضة التفاعل مع تنظيماتها الى يومنا هذا مفتوحة فقط على نفوذ الحركة القومية الديموقراطية الكردية بكل فئاتها االمثقفة والحزبية والشعبية والاجتماعية كما أن الموضوع الكردي وبسبب مواقفها الخاطئة كان أحد أسباب الكشف عن ازدواجية تلك الأحزاب وعدم صدقيتها في رفع شعاراتها الرنانة التي كانت تنضح بالوطنية والأممية والعدالة ولم تكن الحالة أفضل مع أحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية " التي كانت وما زالت أكثر التزاما بتعاليم حزب النظام الحاكم حيال الموضوع الكردي الى درجة الامتناع عن الاعتراف بوجود شعب كردي سوري وكذلك بفدرالية اقليم كردستان العراق تماما مثل غالبية جماعات المعارضة من خارج – أسوار - الجبهة , وفي هذا المجال وأمام الوضع السياسي الراهن لابد من الاشارة الى حدوث خطوات ايجابية من جانب مجموعات عربية ديموقراطية وليبرالية وأفراد واعين لمسؤولياتهم تجاه الشعب والوطن نحو تفهم الحالة الكردية وقبول ملتزماتها المبدئية والسياسية وبالرغم من محدودية تأثيرات تلك الاستثنائات في الساحة السورية في الوقت الراهن الا أنها تبشر بمستقبل أكثر اشراقا في مجال اعادة قراءة الخارطة السياسية والبشرية والاجتماعية كماهي وقبول الآخر وتعزيز التلاحم الوطني وتطمين الشريك الكردي على مصيره ومستقبله في سورية الجديدة الديموقراطية التعددية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست العلة في المكونات بل في السياسات
- النظام السوري : انحناء أمام العاصفة أم ماذا ؟
- تجربة اقليم كردستان والأمن القومي
- الدولة الديموقراطية العلمانية في فلسطين
- نحن الكرد وشركاؤنا في اختبار قراءة حقائق العصر
- الأسد في تركيا : سر الزيارة في توقيتها
- ثمن النصر والهزيمة في الأزمة التركية – الكردية
- - الأصولية الجديدة - ضد الديموقراطية وحقوق الكرد
- ضجيج الأصوليين الجدد من خارج أسوار التاريخ
- أفكار ومقترحات مطروحة للمناقشة
- كلمة صلاح بدرالدين في مؤتمر جبهة الخلاص
- عنصرية في أسوأ مراحل الانحطاط
- المالكي في دمشق : - كالمستجير من الرمضاء بالنار -
- رسالة عنصرية مفخخة من سنجار
- الكرد وحفظ التوازن الوطني ببلدان الأزمات
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية 3 - 3
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية ( 1 – 3 )
- خطاب القسم كرديا
- الجميع في سورية امام الامتحان


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - ليست العلة في المكونات بل في السياسات - 2 -