أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الطعنة الغامضة














المزيد.....

الطعنة الغامضة


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


.. قتال بالسكاكين شهده الممر الفاصل بين نوعين من المساجين في ابي غريب . عوقبنا جميعا بالحبس الجماعي في ساحة كرة القدم ، تضورنا جوعا تحت مطر كانون الثاني .. قتال بالسكاكين شهده الممر الفاصل بين نوعين من المحكومين بالأحكام الثقيلة والخفيفة .. الجميع
يتحدث عن رجلين تبادلا الطعن في وقت واحد و بطعنة واحدة فقط . احدهما مخطر في مستشفى السجن والثاني اختفى طيلة الساعات التي تلت فجرالطعنة الغامضة !


في السادسة صباحا فكرت بان من غير المعقول تركنا تحت المطر رغم مرور ساعة ونصف الساعة على حادثة الطعنة وماتبعها من عقاب جماعي
طالنا جميعا لأن المطعون الآخر اختفى ولم يعد مكشوفا للسجانين ..

شاهد عيان :-

- عندما بدانا بمسح الممر امام الحانوت وبسرعة البرق سال دمهما.الأول انكمش ضاغطا على بطنه بكفيه وسقط ارضا والثاني المتلفلف
بالبطانية تشير اثار خطواته الى الباب المؤدي الى ساحة كرة القدم بانه واحد منا .. هو واحد من هذه المئات المحتجزة في الساحة بسببه
والسجان ( سبهان ) اقسم باننا سنبقى هنا حتى تسليم (الجبان ) لنفسه وهو تنبا بسقوطه ارضا في اية لحظة قادمة لأنه مجروح بشدة مثلما قدر السجان وهو واحد من شهود العيان الملاعين في تلخيص الحوادث ثقيلة الوطاة وخاصة الدموية منها وحنقه كان لأن الطرف الثاني افلت باعجوبة .. لكن :-

- وين يروح النغل ، قابل راح يطير من هالساحة ؟!

... كنا على مبعدة امتار من بوابة الساحة التي هي عبارة عن جزء فقط من واجهةالحاجز السلكي المشبك الذي يفصلنا عن الردهة رقم 6 حيث هناك في الطرف الآخر سقف نتمناه الآن , على الأقل سقف يحمينا من مطر غزير .. هناك وامام بوابة ردهتنا ، كان السجان سبهان يدخن السيكارة تلو الأخرى . ينظر بغضب نحونا ويضرب بالأنبوب المطاطي الفاحم في الهواء ضاربا المطر المنهمر .. ربما !

الساعة تجاوزت العاشرة صباحا ، كان المطر قد توقف ولكن الغيوم

لم تختف ..

هربت من كل اللغط الدائر وحالة التململ والشكوى الغالبة على قسمات كل الوجوه وبدات الدوران حول الساحة وانا افكر بعيدا
جدا ليس خارج قصة الحادثة فقط بل كنت سجين الساحة جسدا وحرا فيما يخص تخيل الحياة لحظتها خارج السجن . لربما لأكثر من نصف ساعة كنت
قد فقدت احساسي بجغرافية السجن وكنت اتقاطع واوازي مساجين يدورون مثلي بلاهوادة مبتلين تماما حول ساحة كرة القدم .. كنت
قد رسمت افاقا مستقبلية حول لقطات ولفتها لنفسي وعشتها تماما .. لقطة طويلة تلاحق امي في المطبخ وهي منهمكة في سلق الخضار ..
اختي في الطريق من مكان عملها في محطة القطار الى البيت .. اخوتي من الجنود حيث هم في اي مكان ... و ..

قطع تلك المحاولات الغيبية للألتصاق بالحرية تلازم شاهد العيان ومجانبته لي في سيري متماهيا مع ايقاع خطواتي ..

- ماذا تتوقع ؟!

.. فاجاني سؤاله الذي اعادني تماما الى جو الوحل الذي تغطس فيه انعلنا ذات الأصبع حيث كان بالأمكان سماع صفع بالكعوب اشبه بالتصفيق لمسؤول كبير ..

- اعني مالذي يمكن ان يحصل للفاعل لوسلم نفسه للسجانة ؟!

- ...... لا .. ا .. د .. ري ! ..

- انا هو !!

- انت هو ؟!

- نعم انا هو من طعن ( زياد الخائن ) !!

لاحظت ارتعاشه لكنني اعتقدت بان البرد والملابس المبتلة ، الجوع والأرهاق لربما يؤديان الى حالة خرف عادية هنا ، تجعل ( ابوميسر)
في حالة هذيان .. لم يكن ينظر الي بل يكلم لطخات الوحل المتطايرة حولنا .. لأكن اكثر دقة ، يسعل اكثر منه يتكلم !

- انا هو من طعن ( زيادالخائن ) !!

.. لم اصدق . مستحيل .. فهما اخوين ولدا من رحم واحد ! اليس (ابو ميسر ) شاهد العيان الذي سمعنا شهادته كشاهد عيان
على الطعنة المشؤومة قبل نصف ساعة فقط.. كان من توسط جمهرتنا حوله حيث اختلط بخار الأفواه مع دخان سجائرنا وجمله الواثقة من
حيوية التوثيق الصارم .. هل هو ؟ !!

تخيلته مقدما نفسه ككبش فداء لأنقاذنا من معاناتنا هنا محبوسين في ساحة كرة القدم في سجن ابي غريب فقط .

.. اشار الي للأبتعاد عن الحشد المحلق مشيا دورانيا حول ساحة كرة القدم .. يمشي متقدما امامي وعند وقوفه لاصقا ظهره
بجدار السجن العالي فتح معطفه كانت البلوزة تحمل بقعة دم كبيرة .
.. رفعت راسي الى اعلى .. كان (ابوميسر) اسفل برج المراقبة تماما والحارس واقفا في صندوق البرج مسلحا وسماعة الهاتف بيده .



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضبع
- انشطار
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت !..(15)
- 6 كلمات ( قصص سريعة جدا )
- عازفة الفلوت
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ! .. ( 14 )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت .. ( 13 )
- ست كلمات اخرى ( قصص قصيرة جدا )
- اسماك ( فؤاد مرزا ) التي طارت ..(12)
- سامي العامري يستعرض كابته تاسفا على موتنا !
- ست كلمات فقط ( قصص قصيرة جدا )
- ورقة ( محمود الريماوي ) الصفراء حول ( سركون بولص ) !
- حوار مع مؤلف الكتاب الوحيد عن الشاعر الراحل ( سركون بولص ) و ...
- خزي وعار .. سري ومستعجل !
- سركون بولص ( شيء ضائع بين التقاطيع ) ( 1 )
- سركون بولص
- الأب
- عبيدات
- مقدمة بقلم الشاعر ( ميخائيل ممو )
- قداس ازمنتي .. 2 - 3


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الطعنة الغامضة