أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل














المزيد.....

{{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- التجهيل :
ابتليت اكثر من ثلاثة اجيال ابان الحقبة الصدامية بالتخلف والجهل السياسي ، وقد كان ذلك نتيجة لسعي منظم من قبل النظام ورأسة صدام حسين بالذات، وقد تعددت الاساليب التي جاءت على ضوء خطط ممنهجة ، ومنطلقة من هاجس الخوف من اجيال ولدت ضمن تلك الفترة وهي تفتقد القدرة على شق طريقها للمستقبل ، حيث قطعت معظم هذه الجموع عن ثدي العلم وصدر الدراسة وزجت في احضان الموت الرابضة على الحدود او عبرها ، بغية تسديد فواتير حروب عبثية لاطائل منها ، والغاية المباشرة كانت بناء اسوارا عالية لحماية مملكة الاستبداد الصدامية ، وكانت من اولى وسائلها سحب الشباب الى خارج حاضرة التطور العلمي التقدمي ، والاهم من كل ذلك الهبوط بهم عن صعيد الوعي السياسي ، بهدف عدم الاطلاع على تاريخ الحركة الوطنية العراقية الباسلة و طمس معالمها ، لكي يبقى مسرح التاريخ السياسي العراقي لايستوعب غير تاريخ حزب البعث الذي اختصره صدام بحدود تأريخه الشخصي ، وقد جرت هذه المسارات السياسية والفكرية الفاشية بالتزامن مع مسار القمع والتصفية الجسدية للقوى السياسية الوطنية الشيوعية والديمقراطية والقومية والاسلامية ، زد على ذلك قطع الاواصر الثقافية والفكرية والسياسية مع العالم ، لقد منعت الكتب والمجلات والستلايت والموبايل و الانترنيت وشبكات التواصل الحضاري الاخرى .
وكانت العوامل الا قتصادية وظروف المعيشة القاسية والتي كرسها الحصار الجائر قد فعلت هي الاخرى فعلها في تعثر قدرة الشباب من العوائل المحدودة الدخل ومن الطبقة الوسطى على مواصلة الدراسة ، والانقطاع عنها قبل تجاوز المرحلة المتوسطة في الاغلب، مما جعلهم تحت طائلة قوانين الخدمة العسكرية ، بيد ان العبرة ليس في هذا ، وانما في عدم التسريح من الجيش بذريعة تواصل الحرب ، الامر الذي مدد الخدمة العسكرية الى اكثر من عشر سنوات ، بعدها يخرج الشاب وهو مدمر نفسيا ومعنويا وبلا مستقبل يذكر ، لايمتلك اية مؤهلات سوى القدرة العضلية التي لاتمكنه من تحقيق ادنى مستويات العيش في احسن الاحوال ، هذا في حال استخدمها بنزاهة ، وبفعل هذه التداعيات الحياتية لثلاثة اجيال نشأت في زمن الدكتاتورية تحول العديد منهم الى سبل العيش الطفيلية ، والبعض الاخر الى خارجين عن القانون ، وان الخمسين الفا او اكثر الذين اطلق صدام سراحهم من السجون قبيل سقوط نظامه خير شاهد على ما ذكرناه، وهذه الصورة تعد من ابرز تجليات التجهيل المتعمد الذي اعدت ادواته وانتجته آلة الاستبداد ومصادرة الحريات وحقوق الانسان .

* - الجهل :
وكان ما جنته تلك الاجيال الثلاثة هو المزيد من الجهل العلمي والسياسي ، والثقافي وعدم القدرة على صواب اختيار طريق المستقبل الحضاري ،ان حاصل ذلك التجهيل كان جهلا بامتياز،وقد انتشر بين اوساط واسعة وخلف ضحايا عديدة من مختلف الفئات الاجتماعية ، ومن مظاهره الصارخة الاخرى هي تلك التي برزت في عملية الانتخابات الماضية ، حيث ان جموعا من المغيبين عقودا عن السياسة والعلم والثقافة ، لم تبحث عن البرامج السياسية للقوائم ، ولا عن حقيقة المرشحين ، وراحت تدلي باصواتها بعواطف مجردة ، منساقة خلف دعاوى وفتاوى ، غير آبهة بما سيعكسه ذلك على عملية اعادة بناء العراق الديمقراطي الجديد ، ولا على تحسن حياة الناس المعاشية ، بسبب انها كانت تفتقر الى الوعي السياسي اللازم ، ناهيك عن افتقارها للوعي الانتخابي كما انها تجهل تماما معنى الديمقراطية ، غير انها راحت تبحث عن بطل ينقذها من ما هي فيه ، من دون الاكتراث عن جوهر ذلك البطل الحلم ، وثمة صورة اخرى تجلى فيها الجهل القاتل ، الا وهو الاندفاع الاعمى نحو التجييش والاحتراب الطائفيين ، وتشكيل المليشيات التي وضعت نفسها فوق القوانين ، وكذلك عصابات الجريمة المنظمة ، والانتماء الى التشكيلات الارهابية التكفيرية الاخرى ، والانظمام الى زمر القاعدة المعادية الى كافة اطياف الشعب العراقي ، اما الفساد الاداري والمالي فما هو الا صورة جلية للتخلف والجهل السياسي والوطني ، ان قائمة تجليات الجهل الخطير تطول وهنا لابد من الاشارة الى اعمال العنف التي مورست ضد النساء ، وكذلك اخذ الجهل منحى عنصري، حيث قامت عصابات الجهلة والمتخلفين باضطهاد اتباع الديانات الاخرى من الاخوة المسيحيين والاصابئة والازيدين وغيرهم .

*- التجاهل :
وازاء كل ذلك الارث من التجهيل المتعمد ونتائجه المتمثلة بالجهل السياسي الواسع الانتشار في الشارع العراقي مع الاسف الشديد ، يتوج بالتجاهل ،حيث لم تتخذ اية اجراءات للحد منه ، وتأتي الفوضى العارمة التي سادت في الوضع العراقي لتزيد الطين بلة كما يقال ، ولكون الجهل فايروسي الامتداد اي انه اذا لم يلق مكافحة مبكرة فلا يتوقف عند حدود معينة ، وقد غدا يلمس منتشرا هذه الايام في عموم مرافق الدولة ، الامر الذي يشكل خطرا متقدما على العملية السياسية ، وعلى مستقبل الدولة العراقية ، وعلى وحدة الشعب العراقي ، وكذلك تعم خطورته على وحدة البلاد ايضا ، وهو بكل تأكيد عامل هام في تهيئة الارضية الخصبة للفساد بكل اشكاله ، ويمكن ان يفتح منافذ لتسلل الارهابين وتوظيف امكانيات الدولة في اعمالهم التخريبية ، وعلى ذلك تطرح بعض الاسئلة التالية : لماذا يشغل الجهلة العديد من الوظائف الحكومية الهامة بوثائق دراسية مجهولة المصادر، ولا احد يكترث بذلك ؟ ، في حين يشغل العديد من اصحاب الكفاءات العلمية والثقافية مقاعد البطالة ، ولم يحسب لهم اي حساب يذكر !! ، ولماذا اصبح اغلب المثقفين العراقيين تحت طائلة العوز ، في حين احتل الجهلة الحواسم مواقع الصدارة في الغنى ، ويمسكون بعتلات حركة التجارة العراقية تقريبا ؟ نعتقد ان الامر متروك الى مجلس النواب لمعالجته .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} قوانين على ناصية مجلس النواب
- {{ الراصد }} ارتفاع سعر النفط لايخفض شرعة الدستور
- {{ الراصد }} عملية جراحية عاجلة لعملية سياسية خاملة
- تحسن الامن ولكن على صفيح ساخن
- المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!
- تداول سلمي للسلطة ام بديل نظام جاهز ؟
- يحرقون العراق ويستجيرون برمضائه
- بلاغ هام حول هموم بليغة 3 - 3
- بلاغ هام حول مهمات بالغة 1 -3
- بلاغ هام حول هموم بليغة
- بلاغ هام حول هموم بالغة
- سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو
- حضرت الديمقراطية فغاب الديمقراطيون
- عنوان ابيض على راية حمراء
- حكومة .. خارج النص
- تشكيل الحكومة بين الاستحقاقين المطلق والنسبي
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها 2 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها1 من 2
- الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل