أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - أولمرت بعد أنابوليس















المزيد.....

أولمرت بعد أنابوليس


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 11:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


السؤال "الأهم" الذي انشغلت به وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الوقت الذي كان فيه اجتماع أنابوليس ما يزال جاريا، هو مستقبل حكومة إيهود أولمرت، في أعقاب الاجتماع، و"البيان المشترك"، الذي تحدث عن إنهاء مفاوضات الحل الدائم حتى نهاية العام القادم 2008.
والإجابة على هذا السؤال لم تتأخر، وقد ظهرت في أوج الاجتماع، على لسان اللاعبين اليمينيين المتطرفين في حكومة أولمرت، الوزير العنصري، أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، والوزير اليميني، إيلي يشاي، زعيم حزب "شاس" الديني الأصولي، اللذين قللا من شأن البيان، ولمحا بشكل واضح إلى أن الموعد الذي نص عليه البيان غير قابل للتحقيق.
وهذا الرد تأكد في اليوم التالي للاجتماع، من خلال تصريحات عدد من قادة بارزين في هذين الحزبين المشاركين في الحكومة، التي كان عنوانها الأبرز: "لم يتم تجاوز الخطوط الحمراء في أنابوليس"، ومن وجهة نظر اليمين الإسرائيلي.
وهذا الواقع لم يكن مفاجئا، لا بل متوقعا بالتأكيد، لأن الموقف المتشدد في حكومة أولمرت لم يكن بفعل ضغط هذين الحزبين، بل لأن رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيته، تسيبي ليفني، والحكومة كلها، لم يشذوا عن خطة الإجماع الصهيوني، طوال المفاوضات التي جرت في الأسابيع الأخيرة، سعيا لإبرام وثيقة مشتركة، بصيغة مخالفة لتلك التي ظهرت في البيان الهزيل الذي تم الإعلان عنه في أنابوليس.
ويقول المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ألوف بن، في مقاله، "لقد فعل أولمرت كل شيء من أجل أن يفكك جميع الألغام التي كان من الممكن أن تكون في البيان المشترك، وكان ومن شأنها أن تفجر ائتلافه، فقد كانت لديه مشكلة، ليبرمان (حزب يسرائيل بيتينو)، وحزب "شاس" اللذان عارضا التطرق للقضايا الأساسية، وحتى أن زعيم شاس، إيلي يشاي، هدد بالانسحاب من الحكومة في حال تم التطرق لقضية القدس".
إلا أن بن لم يشر إلى مدى قناعة أولمرت الذاتية في ما يتعلق بهذه "الألغام"، حسب وصفه لها، بمعنى ان أولمرت، ومن دون هذه المعارضة في حكومته، ما كان سيقبل بهذه "الألغام".
ويشير بن إلى أن أولمرت لم يواجه معارضة بالنسبة لجدول زمني للمفاوضات، لأنه لا قناعة لدى أحد بأنه بالإمكان تطبيق أي جدول زمني للمفاوضات، ويكتب، "لن يترك أي شخص كرسيه الوزاري بسبب التزام بإبرام اتفاق بعد عام كامل، ففي الحياة الحزبية عام كامل هو زمن كبير، وفي الشرق الأوسط، وكما قال (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق) يتسحاق رابين، بعد اتفاقيات أوسلو، لا توجد "تواريخ مقدسة"، ولهذا كان مريحا بالنسبة لأولمرت ان يتساهل بشأن الجدول الزمني".
بالإمكان القول إن أولمرت سيعود إلى حكومة أكثر ثباتا من ذي قبل، بمعنى ان جوقة التهديد على خلفية المفاوضات مع الجانب الفلسطيني سيخفت صوتها، ولن يواجه المزيد من التهديدات بالانسحاب من حكومته، على خلفية أنابوليس.
وهذا يسري أيضا على زعيم حزب "العمل"، ووزير الحرب إيهود باراك، إذ تقول المحللة للشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، سيما كدمون، في مقالها، "على الأقل هناك إنجاز واحد بإمكان أولمرت أن ينسبه لنفسه، وهو حزبي للغاية: إيهود باراك، الذي سنرى كيف بإمكانه ان ينسحب من الحكومة، بعد أن جلس (خلال لقاء أنابوليس) وكتفه إلى جانب كتف الرئيس الأميركي جورج بوش".
ولكن هذا لا يعني أن أولمرت تجاوز حاجزا أمام بقائه رئيسا للحكومة، لأن كل التوقعات التي أكدت في السابق ان أنابوليس لم تكن حاجزا كهذا أصلا، قد صدقت، فالمهمة الأصعب ما تزال أمام أولمرت، وهي تجاوز ملفين، الأول تقرير لجنة فحص مجريات الحرب على لبنان، لجنة "فينوغراد"، الذي قد يصدر في الأسابيع القليلة القادمة، وقد يحمل انتقادات لأولمرت، بمستوى يجعل بقاءه رئيسا للحكومة حتى انتهاء ولايته في خريف العام 2010، أمرا صعبا للغاية.
أما الملف الثاني فهو سلسلة التحقيقات بشبهات الفساد التي تجري مع أولمرت في هذه المرحلة، على خلفية عمله في مناصب وزارية سابقة في السنوات الأخيرة، أو تلك المتعلقة بشراء وبيع بيوت بأسعار تثير شبهة تلقي رشاوى، فإن فلت أولمرت من ملف تحقيق واحد، فلن يكون من المؤكد ان يفلت من جميع هذه الملفات.
ولهذا فإن المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، شمعون شيفر، يكتب في مقاله، "إن السؤال الذي سيرافق أولمرت منذ الآن، هل سيبقى في منصبه حتى نهاية العام 2008".
وهذان الملفان كانا الدافع الأكبر لمجمل التصريحات السياسية الرافضة للقاء أنابوليس في داخل حكومته، وخاصة تلك التي أطلقها الوزراء الثلاثة، ليبرمان ويشاي وباراك، لأنهم سعوا إلى إثبات "تميز سياسي" تحسبا لمواجهة انتخابات برلمانية مفاجئة، على خلفية اضطرار أولمرت الاستقالة من منصبه، بسبب ما ذكر.
مما لا شك فيه ان أي انقلاب في حكومة أولمرت سيجمد المفاوضات مع الجانب الفلسطيني لفترة غير محدودة، وهذا إن اضطر أولمرت للاستقالة، وتم تكليف شخصية سياسية أخرى من حزبه بتشكيل حكومة جديدة، أو أن الاستقالة قادت إلى حل البرلمان (الكنيست) والتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، رغم أن خيار الانتخابات البرلمانية المبكرة ما يزال ضعيفا، خاصة وأن جميع مركبات الائتلاف الحاكم باتت تدرك أنها لن تخرج منتصرة من انتخابات كهذه.
إن الأسابيع المقبلة ستكون مثيرة ومكثفة بالتحركات السياسية في الحلبة الإسرائيلية الداخلية، ففي الأيام القليلة القادمة ستعلن الشرطة توصياتها بشأن أحد ملفات الفساد التي يشتبه بها أولمرت، وهناك تقدير بأنه سيتم إغلاق الملف بسبب قلة الأدلة، كما انه حتى نهاية الشهر القادم أو في مطلع العام القادم، سيصدر تقرير فينوغراد.
والأهم من كل هذا، فإن احتمال أن تشن إسرائيل عدوانا واسع النطاق على قطاع غزة ما يزال واردا بقوة، غلافه "احتياجات أمنية"، ودافعه الأكبر، مكاسب ذاتية يبحث عنها باراك، لإثبات نفسه عسكريا قبل أي انتخابات مفاجئة، وبحث أولمرت عن حلبة أخرى ينشغل بها الشارع الإسرائيلي بعيدا عن ملفات الفساد وتقرير فينوغراد، وحتى جيش الاحتلال الذي سيتوخى "إعادة هيبته" من خلال حرب قصيرة على القطاع.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم مرحلي: انهيار ائتلاف حكومة أولمرت وارد ليس في حلبة أنا ...
- التخبط في الشارع الإسرائيلي
- نوايا أولمرت
- إسرائيل بالأحرف الكبيرة والصغيرة
- اليهود الإثيوبيين والورطة المزدوجة
- ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة
- سيناريو إسرائيلي معروف
- العبء الضريبي الإسرائيلي أعلى من معدل العبء في الدول المتطور ...
- إسرائيل وبورما
- ميزانية إسرائيل للعام القادم 76 مليار دولار
- -التنازلات- الفلسطينية
- سيناريوهات دورة الكنيست الشتوية
- تعليمات إبنة -الموساد-
- تقسيم القدس والإجماع الصهيوني
- جوانب أخرى للغارة على سورية
- بحث علمي: الشبان الأمريكان اليهود يبتعدون عن إسرائيل
- الصمت الإسرائيلي ومهمة المحللين الإسرائيليين في قضية الغارة ...
- بلعين: التجربة والنموذج الشائك
- محاولات تغيير نظام الحكم الإسرائيلي ستبقى مناورة
- حماس تجبي الخاوة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - أولمرت بعد أنابوليس