أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]















المزيد.....

اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]


عادل الحاج عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اللاَّ مُنتَصِّرْ
جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]
(( هذه الإنتخابات من اجل مستقبل استراليا، وهي انتخابات من اجل الخيارات، ولمن هو قادر على توفير قيادة جديدة؟ من اجل مستقبل استراليا، وقيادة جديدة من اجل الأسر العاملة، قيادة جديدة بأفكار جديدة لتتعامل مع تحديات استراليا المستقبليَّة.))
(كيفن رود، رئيس وزراء استراليا) [1]
توطئة
شكل يوم 24 نوفمبر 2007 حدث مهم على كافة الأصعدة في القارة الأسترالية، فهذا اليوم شهد آخر ساعات الاقتراع والفرز لنتائج الانتخابات الفدرالية العامة؛ فجاءت النتيجة لتحمل حزب العمال الاسترالي لسدة الحكم بعد ردح من الزمان حال بينهم وبينها تشبث حزب الأحرار لأكثر من دورة برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته جون هاورد، ليخلفه الرجل الخمسيني الذَّكي كيفن رود (ومن المقرر أن يحصل حزب العمال على ما يصل الى 86 مقعدا في البرلمان المؤلف من 150 مقعدا).
التجربة المفردة لي في ذلك اليوم، تداخلتها المشاعر الملتبسة، فهي حبور من جهة ومشاعر تقترب من الآسى والرثاء لحالنا نحن اهل السودان في الجهة المقابلة، فقد شاءت الأقدار ان تكون هي المرة الأولى في حياتي التي امارس فيها حقي بالإنتخاب وانتصاري لمرشح اتفق مع اغلب برنامجه الإنتخابي؛ ويتم النصر لكل ذلك بوسائل غاية في التحضر والسمو؛ حيث لا تزييف لإرادة الجماهير ولا حجر للآرائها ولا شراء للذمم. في حين الحال في بلدي الآخر يجافي كل ذلك حد الجفاء.
ربَّما اجدني لست في حاجة للآتيان بتفاصيل كثيرة هنا ليتسق ذلك مع ما نحن بصدد سرده لاحقاً، ولكن بالفعل هي المرة الأولى لي على الأطلاق التي ادلي فيها بصوتي في انتخابات عامة فلم يسعفنِ عامل السن ربَّما لأكون مشاركاً في انتخابات 1985 الديمقراطية الثالثة في السودان؛ ومن حسن الطالع انه لم يتسن لي المشاركة في ماطالها من عبث لاحقاً، وقُدَّر لجيلي ان يكون شاهداً على اغتيالها فقط؛ وتكبد وزر واخطاء الأجيال التي سبقته. فألحقته دون ذنب منه بأعتى الشموليات التي مرت وما زالت ماكثة على انفاس شعبنا وصحافته، وحرية ابداعه، وحرية اعتقاد اقوامه المتعددة، وهدر لا يحصى لقيم خيرة ضامنها الوحيد هو الديمقراطية الصريحة.
لذلك ما تعتزم القيام به هذه الكتابه هو اجراء لعملية جرد يتخللها سرد وهو لا يخلو من تبريح للبعض، وتحفيز للذاكرة بالنسبة لآخرين. ولعله هو بوح من ذات مصطفة بين اجيال من فئة من ابناء شعبنا تعرَّف لدى كثيرين بالصامتة احياناً، وتنعت بالشباب عند الحاجة لها ليتم تجيشها وارسالها لأتون المحارق وتدار بها الصراعات التي تصنعها الأجيال التي سبقت، ويُستغفل اهلها الطيبون، فيخاطبهم المستغِلون لهم بأنهم بفعلهم ذلك يستشرفون بهم المستقبل!.
واما في حال إن ارادت هذه الفئة التعبير عن احلامها ومشاريعها الخاصة، وهو الأمر الذي لن يرض طموحات واشواق الأجيال المستغِلة، فيسمونهم بـ"المتفلتين" وإن لم يكن العاقين بغية تجهيلهم وتصغيرهم. وإن كنا نؤمن إيماناً راسخ ان المعرفة لا تعرف التجيَّل ولا تُقر بحساب السنين، ولا هي التجارب وحدها هي التي تصقل الشعوب؛ ودونَّنا من الشعوب تلِّك التي تمتلك نخبها ذاكرة مثقوبة لا يمكث فيها ماءٌ زلال. ودونَّنا كذلك للمُنافحة والسِّجال المسرح السياسي الوطني السوداني وما خلَّفته ترِكة نخبه السياسية من اقصى اليمين الى اقصى الشمال، فمن له ذاكرة غير مثقوبة فليدلنِ عليها؟
الشباب كمفهوم
كغيره من المفاهيم التي عادةً ما تتسم بالترهل كطبيعة ملازمة للعلوم الإنسانية دون فرز. لذلك يكتسب "مفهوم الشباب" الميزة عينها اذ يختلف الباحثون في إيجاد توصيف دقيق لبداية ونهاية مرحلة الشباب العمرية. بالرغم من محاولات البعض استخدام النمو الجسماني ووظائفه، اما البعض الآخر فيركز على النمو النفسي " السيكولوجي"، وفريق ثالث يعتمد التغيّر في الوضع الإجتماعي و السيسيولوجي والأدوار الإجتماعية للفئات العمرية المعينة.
وفيما يعد علماء السكان هم اول من حاول تقديم تحديد لمفهوم الشباب، مستندين فيما يبدو الى معيار السن او العمر الذي يقتضيه الفرد في غمار التفاعل الإجتماعي مع اختلافهم كما اسلفنا الإشارة اليه، في تحديد بداية ونهاية هذه المرحلة [2] فيحدث بالتالي التباين هنا، اذ البعض يرى الشباب هم دون سن العشرين، محددين بذلك المنتهى لا المبتدأ لهذه الفئة العمرية وثمة من يؤكد أنهم يقعون في الشريحة العمرية ابتداءً من سن الخامسة عشر الى سن الخامسة والعشرين. بينما يذهب آخرون الى ان الشباب هم من يزيدون على سن السادسة عشر بإعتبارهم المؤهلين للإنضمام الى قوة العمل.
اما بالرجوع الى تفسيرات علماء الإجتماع، فيؤكدون ان المجتمعات النامية تكاد تشهد غياباً حقيقياً لما تواضع على توصيفه بمرحلة الشباب؛ بكلمات اخرى هنا يمكن القول " انها مرحلة يتم اهدارها دون توظيفها من قبل الإجيال السابقة بإعمال التدريب والإعداد لهذه الفئة وإدخارها لتحمِل اعبائها التي تتصل بمجتمعاتها وتنميتها إجتماعياً وإقتصادياً، في قبالة مقارنتها برصيفاتها الدول المتقدمة.
أما على المستوى الوطني السودانيّ، فهو مفهوم لا يخلو من سَديم ويتم تحميله مضامين مفارقة احياناً لطبيعة ووظيفة هذه الفئة، يساعد في ذلك سيطرة العقلية الأبوية " البطرياكية" المسيطرة على انماط السلوك الإجتماعي والسياسي السودانوي؛ مما كان له الأثر الملموس في انتاج الكيانات التي تخففاً منا نسميها احزاب السياسية السودانية. ومن اهم المفاهيم التي تزامل وتلازم محاولة اماطتنا هنا اللِّثام مفاهيمياً على سبيل التوطئة لمفهوم الشباب؛ مفهوميّ التمرد والتغير.
خُطاطة راصدة لتشكُّل وعينا
بوصول الجبهة الإسلامية لسدة الحكم في 30 يونيو 1989 لم نكن عندها قد بلغنا المرحلة الثانوية بعد، وبالتالي لا يجوز لنا ادعاء احاطتنا بمجمل الأوضاع المحيطة بالبلاد ما قبلها. ولكنها اطيافٌ من حادثات ومواقف تتناثر بسطح الذاكرة الآن، وربما ما تحمله الذاكرة هو نتاج ساعدت عليه قراءات تراكمت على مدى السنوات عن تلك الحقبة ايّ الديمقراطية الثالثة. ومما علق بسطح الذاكرة هي تلكم المقولة المؤلمة والصادمة عن تلك الحقبة للمرحوم الشريف زين العابدين الهندي: " هذه الديمقراطية إن اخذها ... فلن اقول له جر"، وبذلك استدل الستار عليها، بتوصيف يراه بعض المثالين غير لائق ويراه كثيرون انه توصيف صادر عن شخص لم يعمل لها حق العمل ولم يكن يؤمن بها كل الإيمان، فما ان ادلهمت الخطوب بها (الديمقراطية) حتى كان اول كافرٍ بها، وهي الرافعة التي اوصلته ليتخذ موقعه أعلى المنصة التي وقف يتلو عليها بذلك النعيّ!.
اذاً من اهم ملامح الديمقراطية الثالثة انها فترة نعاها اهلُّها اولاً، قبل ان يتخطفها الطّير والعسكر. وهي النظام الذي ما ان يتوطد فيه تحالف مساء اليوم حتى يفتض ضحى الغد، وتتشكل الوزارات فيه وتفض على عجل بمثل خفة تحالفاتها الطارئة تلك.
وتلك التحالفات قامت وفقاً لأهواء قلة من القادة السياسين المعزولين عن قواعدهم، وغالباً ما كان هو نتاج لتلاقي مصالح آني بين زعماء معزولين لا يُعْلِمون جماهيرهم الاّ من خلال صحف المعارضة، ولا تَعلَم الجماهير عنها شئ فهي وليدة الغرف الموصدة او هي خارجة من رحم الجنينة!. اما الوزرات فيتم تشكيلها وفق مشيئة الزعيم الروحي ومجموعة من التُجار تريد ان تسترد بلهفة فائقة، بعض العافيَّة والتي ربَّما اهدرتها وهي تموِّل مرشحي الزعيم الروحي. لذلك هي تسعى لأن تسترد عافيتها بأسرع ما امكن عن طريق احاطتها وتماهيها بذات الزعيم الروحي وتمثله بالكامل حتى في ضحكاته وطريقة زجره لها! كل ذلك التوظيف والتسرع لا مكان فيه لفكر او مبدأ.
وعلى الضفة المقابلة فإن الحركة الإسلاميَّة السودانيَّة ( الجبهة الإسلاميَّة / الأخوان المسلمين) وبعد المُصالحة مع النّميري في عام 1977م فقد قرر الترابي ومجموعته الإلتفاف حول الإمام النميري لإنفاذ مشروعهم الأيديولوجي الديني المعروف – المتمثل في الدستور الإسلامي، وهم من اوعز اليه "النميري" بإتخاذ قرار تطبيقها، وكان لـ د. الترابي شرف وضع قوانيها، ومع مجموعة من فقهاء السُّلطة حينها منهم النَّيل ابو قرون وعوض الجيد لتقوم أ. بدرية سليمان بصياغتها، وقد كان بالفعل إعلان قوانين تطبيق الشريعة الإسلاميَّة في سبتمر 1985 ( عرفت بقوانين سبتمبر).
من المحطات الواجب المرور عبرها ونحن نسوق هذه التوطئة التأريخية السريعة لتلك الحقبة، قضية الحرب بجنوب السودان؛ فقد كانت من اهم العوامل التي ادت لإنقلاب الجبهة الإسلاميَّة حينها، فكان هدف الحركة الإسلاميَّة الإستراتيجي هو اجهاض اتفاق السلام الذي وقعه الحزب الإتحادي الديمقراطي في 16 نوفمبر 1988م (الميرغني قرنق)، فيما كان من المزمع تأطيره وقتها وحدد له يوم الرابع من يوليو 1989 في العاصمة الإثيوبية ليوقع بواسطة وزير الخارجية حينها الأستاذ سيد أحمد الحسين، وحاول الإسلاميون بكل ما اوتوا من مكيدة إلصاق القصور والهزائم بالقيادتين العسكرية والسياسية للنظام الديمقراطي وقتها، مستخدمين سلاح الصحافة والإعلام المخزِّل وبالتنسيق مع تنظيمها داخل الجيش، لتصور الوضع في مناطق الحرب بجنوب السودان بصورته المذرية تلك والتي ألجمت بها فيما يبدو ايّ صوت سياسي في العاصمة الخرطوم، وهم يخرجون المسيرات المليونية التي تتباكى على المؤسسة العسكرية وهم من يُضمر لها كل الإحن!.
ما سقط عن وعيّ جيلنا
كل تلك الأخبار والمعارف توفرت لنا عن طريق قراءات متفرقة خلت (كما اسلفنا الإشارة اليه)، وكذلك لا ننكر دور احاديث الشفاهة التي يجيدها الإتحاديين بتفوق لا يضاهى، مثلاً المرحومين ( أ.شيلاب، أ. أمين الربيع)، وهذا بدوره لا يجعلنا نزدري اهمية المعايشة والملامسة للواقع والوقائع فهي تضيف للأحداث والمروية بعدها الواقعي الذي هو ادعى لأن يجعل من التجربة تبدو اكثر نضجاً إن توفر لها ذلك ولكن عزاؤنا الوحيد، ان كل ذلك الآن محض تاريخ لا تحبسه ذاكرة كثيرين، والفادح انهم يريدوا لجيلنا ان يعيد الكرة مرتين!
فنحن لا يمكن لذاكرتنا ادعاء الإحاطة بكثير من الأحداث، فهناك من الأحداث مثلاً التظاهرات التي كان يُخرجها من يحكمون الآن بسبب نقص في المواد البترولية أو الخبز، او حتى الممارسات التي تتخذ طابعها الكيدي بين من عرفوا بأنهم القوى الحديثة حينها في المجتمع السوداني في مواجهة قواه التقليدية التي هي غالباً تحكم الحزبان (الكبيران). فكانت تلك القوى الحديثة تستخدم كآداة لإزكائها للتآمر على الديمقراطية ونفسها، عن النقابات واتحادات الطلاب والتي يسيطر عليها في تلك الفترة قوى الأقاصي من اليمين واليسار.
فيما كانت القوى التقليدية، داخل محيط الجامعات السودانية حينها لا تشكل حضوراً بارز. وإن كان افعلها في ذلك الوقت (رابطة الطلاب الإتحاديين بجامعة القاهرة فرع الخرطوم) ومشاركتها بإتحاد الطلاب " أ.محمد عكاشة" ومشاركة فاعلة كذلك للطلاب الإتحاديين بما يعرف بإتحاد الإنتفاضة ( بجامعة امدرمان الإسلامية، أ.عز العرب حمد النيل، أ.محمد عثمان المبارك، وصولاً الى أ.محمد سيد احمد.. الخ) والجدير بالذكر هنا انه حتى هذه الفترة التي لا يتناء امدها لم تحظى بالتوثيق الكاف. اما الجامعات المصرية والتي كان بها عدد لا يُستهان من الطلاب السودانيين المبتعثين، يتضمنها على الأرجح كذلك تنظيمات للقوى التقليدية والتي في الغالب يعتمد نشاطها على المقدرات الذاتية للأعضاء؛ ليتميز من يمتلك المقدرات ليبرز حينها في محيطه الطلابي ومن ثم بعد التخرج لا يجد المؤسسة الحزبية التي تستوعبه او لتساعده على توظيف قدراته؛ وبذلك يتم هدره ليكون هو مجرد فقاعة تصادف وجودها هنا او هناك سريعاً ما تتلاشى في بحر متلاطم من اعباء الحياة او الهجرة للخليج (نموذج: د.عادل طيب الأسماء). يقابل هذا الوضع وضع مختلف لدى الأحزاب العقائدية والتي تذهب في ذلك مذهب مختلف (نموذج: حزب البعث، الديمقراطية الثالثة، الجبهة الإسلامية الديمقراطية الثالثة دوائر الخريجين). وان كان لذلك المذهب الصارم ميزاته ولكنه لا يخلو من مثالب، تحوَّل بسببها كثير من الكوادر الى مجرد اوعية او مريدين في كنف القيادة او الشلة.
1] غياب التنظيم والمؤسسة الحزبية
ولجت كثير من القوى السياسية التجربة الديمقراطية الثالثة وهي غاية في الرهق وخاصة الحزب الإتحادي الديمقراطي آبان منافحته للشمولية الثالثة، وفقده لكثير من قيادات صفه الأول وعلى رأسهم الشريف حسين الهندي، وكثير من اشقاء وصُناع الإستقلال. ليتصدى ذلك الحزب لفترة الديمقراطية الثالثة وهو يترنح لتتلقفه مرة اخرى احضان الطائفية ويقع في حبائلها واسرها حتى الساعة.
لم يعد الحزب الإتحادي للساحة السياسية كحزب متماسك البنيان واضح الرؤية والطرح (نموذج: برنامج الجمهورية الإسلامية) ، لتتخذ التيارات الإتحادية حينها صيغة هي اقرب لأن تكون جزر معزولة منها ان توصف بحزب موحد (الحزب الإتحادي الديمقراطي، السيد محمد عثمان الميرغني – الشريف زين العابدين الهندي) (الحزب الإتحادي الديمقراطي "القيادة السياسية": الحاج مضوي محمد أحمد) ( الحزب الوطني الأتحادي علي محمود حسنين) بالإضافة لجزر أصغر مثلاً: مجموعة دار المهندس.
لتتصدى هذه الجزر للإنتخابات الديمقراطية بعد الإنتفاضة وهي على هذا الحال، فكانت النتيجة تعدد المرشحين وخسران فادح لدوائر انتخابية كانت تعد حكر وارث للحزب الإتحادي منذ فترة معارك الإستقلال. ولم يتعض احد بل تواصلت الأخطاء فكانت الأحلاف العجولة هي صيغة للحكم؛ كل ذلك كان نتيجة للفوضى الضاربة بأطنابها في جسد الكيان الإتحادي وغياب مريع للتنظيم وعدم وجود اللَّوائح، والأهم من ذلك غياب الممارسة الديمقراطيَّة داخل الحزب الذي يحمل اسمه ذلك المعنى ولا يتمثله سلوكه، لترتهن إرادة الحركة الإتحادية سنوات الديمقراطية الثالثة لأهواء الطائفية والتجار وسماسرة العمل العام.
2] العسكريون والسُّلطة
من أهم العوامل القاتلة للديمقراطيات السودانية قصيرة الأجل، هو علاقات التآمر ضدها القائمة بين القوات المسلحة السودانية والقوى السياسية وخاصة العقائدية منها. لعبت هذه الصيغة من الوشائج دور لا يغفل في اهدار التجربة الديمقراطية الثالثة، واضرت بخيارات الشعب السوداني المتطلع للديمقراطيَّة والعاشق لها.
هذا بالطبع لا ينفي الأدوار السالبة للقوى التقليدية، فهي لم تكن مستعدة فيما يبدو لأن تحكم، فأهملت تلك الثغرة وتركتها نهب للمتطلعين والمغامرين من القوى العقائدية التي عج بتنظيماتها السرية الجيش السودانيّ في تلك الفترة. فما ان تخمد محاولة انقلابية حتى تستعر اخرى.
سنواصل ...حتى إجتماعات اللجنة المفوضة لحزب الاتحادي الديمقراطي الملتئمة بالقاهرة في الفترة من من 22 – 27/11/2007م
عادل الحاج عبد العزيز
هوامش:ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] خطاب لرئيس الوزراء الأسترالي اثناء الحملة الإنتخابية لحزبه. 2007 الإنتخابات الفدرالية العامة.
[2] الديقراطية، مجلة فصلية متخصصة تعنى بالقضايا الديمقراطية، صـ89 العدد السادس ربيع 2002، مركز الدارسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة، مصر.





#عادل_الحاج_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغاثة! لنجدة الأستاذ علي محمود حسنين
- ذهنيَّة التَّخوين - لإبداع المهجر السوداني المعاصر
- عيدٌ جنوبيّ الباسفيك
- إن جاز لكلماتي ان ترثيك يا محمد
- لا عليكِ -اشْراقة-- إنه التجني
- في ظِل الحرب: العلاقات الاسترالية مع السودان - من غُردون إلى ...
- التلفيقيون الجدد - سؤال الأخلاق والسياسة في السودان
- النًخبة وادمان الحفر
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[1]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[2]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[3]
- محاولة لفضّ الإشتباك
- ) قراءة من سيرة رجل1
- قراءة من سيرة رجل يهجو اهله ( 2 )
- مُقرَنْ العَنِتْ .. مُلتقى النظاميّن الأميركي و السوداني


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]