أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - اغتراب؟ ولم لا؟؟














المزيد.....

اغتراب؟ ولم لا؟؟


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


تشعرُ باغترابٍ طاغٍ يطبق عليك..
اغتراب لم يسبق لك أن عاينته من قبل بهذا القدر.. فلا يكاد يوم يمر دون أن يؤكد لك عمق نفاذه وإحاطته.
كأنك في حالة "قطيعة شعورية" مع ما حولك..
لا يثير حماستك شيء، ولا يبهجك شيء، ولا يغريك شيء...
تعمل، وتؤدي واجباتك اليومية بقوة دفع العادة، كما لو كنت محكوماً بـ"العيش" حتى إشعار آخر...
ربما تستثني "مقالاتك" التي هي فضاؤك الخاص ومدى بوحك الحميم المكلوم.
محكوم بالعيش؟
- نعم.. تمييزاً عن "الحياة" التي تعرفها كتجددٍ متواصل.. وممارسة لاختيار حرٍ وإرادة فاعلة.
* * *
في الأول، بدا لك هذا الشعور كإشكالية، قاومتها وسعيت إلى حلها بالتوافق والتصالح مع عالمك، لكنك إذ أعدت التفكير، تبيَّنت خطأك.. وأدركت أن "التوافق" هو الإشكالية وليس "الاغتراب"
ففي عالم لم تستشر فيه، ولا يسعك قبوله ولا تغييره، ألفيت نفسك خارجاً..
كذاك الذي تحدث عنه "سارتر" ذات مقالة، الذي ظل في الساحة يحمل يافطة إحتجاجه وحيداً، بعد ما انفضت ثورة الشباب الباريسية أواخر الستينيات من القرن الماضي. وحينما قال له مفوض الشرطة: لقد إنصرف المحتجون والمتظاهرون.. هل تريد تغيير العالم وحدك؟؟
أجابه بلا مبالاة واثقة: لا.. إنما لا أُريد للعالم أن يغيرني..
* * *
وفيما يخصك، لم يتوقف يوماً حلمك وسعيك للتغيير..
ولم تقنعك مرَّة حكمةُ الأغلبيةِ المتوارثة بحرص "اللِّي بيرضى بيعيش"..
فالرضى عن عالم منخور.. تواطؤ
والعيش فيه عذاب مضنٍ وعقابٌ مهين
ما الذي سيكونه محلك في عالمٍ كهذا؟
عالمٌ أنت فيه، ولست منه، ولا معه؟؟
: الاغتــــــراب..
كذئب عنيد لم تخدعه "حضارة الكلاب" المطيعة -المتملقة، الرائجة...
أو كزوبعةٍ حانقة جامحة أعيتها مظالم الأرض وقذاراتها..
وتلتفُ على نفسك كَسِرٍّ لم يُبَحْ بعدُ لأحد..
مشفقاً على المباهين بقسمة "الدواجن".. المنهمكين مثلها بدأب مثابر، بما بين أرجلهم، غافلين –أو لا مبالين- بالعُلا وآفاق السماوات..
فلا يزيدك هذا إلا نأياً عنهم وإمعاناً في الاغتراب..
وتتذكر بإكبارٍ حَفِيٍ وَوَجْدٍ شفيفٍ "المعلم الكبير" إذ يعتزل في "الغار"..
ومن أسفٍ أن لا "غار" لك تأوي إليه سوى قلبك
فتنفــرُ...
تنفرُ، فلا يفهمك الداجنون، كطبيب صاحبك "أبي مُحَسَّد" –المتنبي- حينما عاده في "حُمّاه":
يقول لي الطبيبُ: أكلتَ شيئاً
وداؤكَ في شرابكَ والطعامِ
وما في طِبِّهِ إني جوادٌ
أضرَّ بجسمهِ طولُ الجَمَامِ
تَعوَّدَ أن يُغَبِّر في السرايا
ويدخلَ من قَتَامٍ في قَتَامِ
* * *
ولكم أضرَّ بجسمك وروحك طولُ الجَمَام
في مدنٍ لاهيةٍ مستغرقةٍ في الصغائر والدسائس والنكايات..
مدنٌ.. لا تعرف السرايا ولا الصليل
ولا الصهيل ولا الحمحمه
ولا المرحمة ولا الملحمه
تسمع أصوات الصراخ المستغيث، فيها وحولها،
فترفع أبواق سياراتها اللاغية مثلها..
وترى مشاهد الهول والفزع والخنوع والزيف والجور والاستخذاء والعوز والنتانة والسفالة والجهالة..
فتغطيها بصور فضائياتها المعربدة
مدنٌ تخثَّرت فيه، وتخثَّر فيها، الزمن
وتكاثرت ونمت كالغثاء.. كأكوام القمامة
فتباهت بما تُباهي به "خضراءُ الدِّمن".
فلا مسافة ها هنا ولا فرق بين "دِمَنٍ" و "وطن"!!
وتبلبلت كـ"بـابــل"!!
فتاهت تتخبط بين من "توقفوا" ساكنين عند مآتي الأقدمين
وبين من "ركضوا" لاهثين وراء بريق الآخرين
فضلت حيرى غافلة عمَّا فاتها..
: أن تسأل روحها، وعصرها، ومعطياتها..
أن تفعل "هي" ما فعلوه "هم"...
أن تكون ذاتَها..
وأن تصنع "ذاتَها بذاتِها".
* * *
أتريدُني بعدُ، على أن أتواءم معها؟
وأن اندرج فيما هي سادرةٌ فيه؟؟
: أن أطفئ الصبوات المتقدة لعالم بهيٍ سموتُ إليه؟
وأن أدير ظهري للتَّوقِ المشبوب الذي رعيته لغدٍ آخر لا نكون فيه "قطيعاً" منقاداً.. بل "بشراً سَويَّاً؟
: لا...
إمضِ إن أحببت أنت
وذَرْني لطريقي...
طريقيَ التي أعرفها كما تعرفُ العيونُ الشمسَ آنَ تراها...
وكما يعرف النهُر سريره إلى مصبه
* * *
إغتراب ؟؟
ولم لا ..؟؟
ما دام "التَّأقلمُ" خيانة...
[email protected]
*واحة العرب





#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرط البشري
- في ذكرى استشهاده:ورد للقسام
- عن مثقف انتحر احتجاجا:تيسير السبول...انحنى وظلت مشاغله
- معركة السويس:ذكرى مولد امة
- آنَ لي أن أرحلَ... أن اخرج مني علي!؟
- اللامبالاة.؟؟
- حدائق القلب
- عنترة:ضد العنصرية!!
- ... أن تحيا الجزائر
- مُتنبئيَّات:مختارات من المتنبي
- تنسيق المزاج !!- مختارات شعرية-
- العرب .. والإعراب !؟
- غلبتني -آن-...من موريتانيا درسان
- حبال من رمل !؟
- عن الضجيج، واللغو، وإنتاج الغباء أيضاً!!
- حول تعليم السيناريو ..
- وردة الروح
- نكبة النكبة: -كان ما سوف يكون- ؟؟
- بؤسُ العالم..
- الجوهرة والستار .. !؟


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - اغتراب؟ ولم لا؟؟