أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالجليل الكناني - الامريكا يحتفل ....... أحداث في ذاكرة طفلة ، في الرابعة من عمرها ، خلال حرب الخليج عام 91















المزيد.....

الامريكا يحتفل ....... أحداث في ذاكرة طفلة ، في الرابعة من عمرها ، خلال حرب الخليج عام 91


عبدالجليل الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


أسمع صوت الراديو ... أدخل الغرفة أمام الأريكة ... أشم غضب بابا ... أشم رائحة المرحاض ... شيء يحترق . يختنق صدري ... الهواء متسخ ... أرى خيوط مظلمة .. أبتلعها .. الخيوط في بلعومي .. يصرخ بابا .. صوته مرعب .. يطفيء سيكارته .. أركض إلى ماما ....
- ماما بابا فيه ألم .. أنا لم أمسه .. بابا مجروح؟
- لا .. إنما يسمع الأخبار.
- الأخبار توجع ؟
- نعم ....
- أنا دست الأخبار؟
- نعم . لا تدخلي وتؤذي بابا
- أريد ينومني..لا أدوس الأخبار .. أنا أحب بابا..

دخلت الغرفة ... أرى عيون بابا ، مغمضة .. بابا نائم .. أسمع الأخبار .. أفزعته
- احبك بابا .. نمتَ .. لم تنومني..
- لم أنم .. أسمع ألأخبار.
- الأخبار توجعك .. أنا لا .. أريد أنام معك ..

بابا يحدث ماما .. أشم غضب بابا .. يقول لها الامريكا .. ماما تقول – الله الستار.
بابا يقول أخاف عليك وعلى ورود.
يوجعني بطني.. يدخل الامريكا صدري ,, ماما تضمني :- لا تخافي ..
يقول بابا :- لا تتكلمي أمام ورود
- ماما أخاف الامريكا .. يأكلنا الامريكا؟!

تضمني ماما :- لا تخافي .. لا يوجد الامريكا .. إنها أخبار في الراديو .. مثل الأغاني ..
- أنا أحب الأغاني..
- نعم الأغاني حلوة
- لا أحب الأخبار ..
- لتولي الأخبار..

يدخل بابا الحمّام .. أدخل وماما الغرفة .. أمام صورة بابا .. يدخل بابا .. يعصرني .. رائحة النوم .. أشم إبطه .. يدغدغني أنفي .. يدغدغني رأسي ..
يأتيني الجنّي من الباب .. الباب ضيق .. الجني يسد الباب .. لا يوجد باب .. لا يوجد بابا.. بابا بعيد .. أركض .. رجلي صغيرة .. تفلت .. الجني ينفخ بطني .. رائحة المرحاض .. الجني ينفخ بطني .. يمد يده .. يسد فمي .. رائحة غضب .. رائحة بابا .. يصرخ الجني .. يصرخ بابا .. صوت الجني قوي .. أسقط .. يحملني بابا .. الغرفة ليل .. الجني يصيح في أذني .. رأسي يوجعني .. عيوني توجعني .. صدري لا يتحرك .. تصرخ ماما .. أسمع أرجل ماما .. وبابا .. أسمع أرجل الجني .. بابا يضرب ماما .. ماما تضرب بابا .. الشباك يضرب بابا .. الزجاج يضرب بابا .. وماما .. الجني يضرب الزجاج .. يضرب بابا .. يضرب ماما .. يريد يضربني .. الجني يصرخ .. ماما تصرخ .. يضوي وجه بابا .. الفانوس بيد ماما .. يعصرني بابا .. لا تخافي .. كل شي بعيد ..لا تخافي . أنا أحميك .. .. أشم غضب بابا .. لم يصرخ بابا .. يعصرني .. أشم رائحة النوم .. أرتجف .. أرتجف .. أرتجف. بطني يرتجف .. رأسي يرتجف .. بلعومي يرتجف ..بابا يعصرني .. يخرج هواء الجني .. يرتاح صدري .. أمسك بابا .. بابا يحميني .. الجني يهرب ..
- بابا أخاف..
- لا تخافي .. هذه طيارات..
- ظننته الأمريكا..
- لا تخافي .
- ستعود؟
- لا تخافي لا تضربنا ، ولا تؤذينا .. إنها احتفالات .
- بابا أخاف....

ماما تجلس رأسها فوق رجليها .. أرى شعرها.. شعرها على الأرض .. قال بابا :
- ما بالك؟ لا تخافي.. انظري . . ورود شجاعة .. لا تخاف.
- ماما هذه احتفالات..
أمسك بابا
- ماما .. بابا قال .. هذه احتفالات

ماما تنظر .. أرى رأسها يوجعها .. أرى عيونها صغيرة .. عيونها منتفخة.. يمسك بابا ماما .. يمسكني .. فوق الفراش .. رائحة النوم .. الطائرات تحتفل ..أفتح عيوني .. أرى الفانوس .. بابا يعصرني .. يعصر ماما .. ماما تعصرني .. تعصر بابا .. أفتح عيوني .. بابا على السرير .. ماما أمام المرآة .. الفانوس مطفأ.. الشبك بدون زجاج .. أحلى .. يضوي. ينهض بابا .. يجمع الزجاج .. فوق الفراش .. يجمع الزجاج.. على الأرض.. تأخذني ماما . إلى المطبخ .. آكل وحدي .. تخرج ماما .. تأتي ماما .. العروسة معها ..أبدل ثياب العروسة .. أجلسها معي .. العروسة خائفة – لا تخافي .. الطائرات تحتفل .. تبتسم العروسة
الشمس فوق العش .. الكتاكيت تأكل .. يذهب بابا إلى الدوام .. بابا يأتي .. تركض ماما.ز يحدث بابا ماما .. عن الأمريكا .. تشد ماما شعرها.. تخاف الامريكا.
- ماما أنا أخاف .. الأمريكا..
يمسكني بابا .. يعصرني .. أشم غضب بابا..
- بابا.. الأمريكا. ستهدم بيتنا؟
- لا.. لا تخافي .. الطائرات تتعارك مع الجنود .
- الطائرات ترمينا؟ . بابا ؟
- لا .. إنها بعيدة.
- الصوت قوي..
- الصوت قوي .. لكنها لا ترمينا.
- كسرت الشبابيك ..
- رمت الجسر ، والجنود رموها
- أخاف تسقط فوقنا..
- لا .. الجسر بعيد . وتسقط بعيد.
- كسرت الشبابيك .. والبيبان.
- الصوت قوي ، كسر الشبابيك.
- الصوت يموّت ؟
- لا .. الصوت لا يموّت .
- والشبابيك؟
- سنشتري زجاج .
- ويكسرونها؟
- لا ..
- لا أحب الاحتفالات..
- وأنا أيضا.
- وماما ؟
- وماما .
- والجنود ؟
- الجنود يهربون..
- لماذا ؟
- حتى لا يموتوا .
- لماذا لا نهرب ؟ بابا؟
- نحن لا نخاف .
- صحيح بابا ؟
- صحيح حبيبتي .
- ألعب مع العروس ؟
- العبي ولا تخافي .
- والعروس لا تخاف ؟
- العروس بطلة .. لا تخاف
- كلنا لا نخاف ؟
- كلنا أبطال .
- لا تموتنا الطائرات ؟
- لا تموتنا الطائرات.
- ألعب مع الكتاكيت ؟
- العبي مع الكتاكيت .
- الكتاكيت لا تخاف ؟
- الكتاكيت لا تخاف .
- الطائرات لا تموتها ؟
- لا تموتها .

الشمس وراء العش .. الكتاكيت تأكل الحب .. الكتاكيت تتعارك .. العروس تنظر .. لها كتكوت ، ولي كتكوت .. ماما في المطبخ .. أراها في الشباك .. تنظر إلى الكتاكيت .. بابا يدخل.. ماما تأتي.. ترمي الحب .. تركض الكتاكيت .. بابا يأتي .. ماما تذهب :- ابق مكانك . . أسمعها تذهب - أريد ماما .. بابا يأتي : - ابق مكانك .. العبي مع الكتاكيت .. يعطيني كعكة .. الكتاكيت تأكل .. الدودة تهرب .. الكتاكيت تهرب .. تصرخ .. الشمس تصرخ .. الشمس تتكسر .. تصرخ .. زجاجها يدخل في عيوني .. الأمريكا يصرخ .. يفتح فمه .. فمه كبير .. يعض الأرض .. يصرخ .. يكسَّر الشمس .. يصرخ .. رأسي يصرخ .. اذني تصرخ ..الأمريكا يصرخ .. يرمي العش .. يرمي الكتاكيت .. يصرخ .. يرمي الحجار .. الأرض تطير.. تضربني .. الشمس تضربني .. الكتاكيت تضربني .. تنقرني .. تصرخ في أذني ..
...........
- بابا .. بابا .. الأمريكا ...

البالونة في رأس .. ترفعني ..
- رأيته بابا .. الأمريكا ...

بابا ينام .. أذني تصيح .. المطبخ مكسّر .. الكتاكيت في رأسي .. تنقرني ..توصوص .. بابا ينام .. البالونة في رأسي .. ترفعني .. اذني توصوص .. الكتاكيت تنقرني .. توصوص .. بابا ينام .. البالونة ترفعني .. نمت مع بابا .. رأسه أحمر .. ذراعه أحمر .. .. رائحة النوم .. نمت مع بابا .. البالونة في رأسي - أحبك بابا .. أنام معك .. بابا نائم .. أنام معه .. يمد يده .. يده حمراء .. يمسح شعري .. البالونة تنفجر ..



#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راعية السلام والحرية
- مقدمة لسمفونية الحياة
- إنّا رجال الوطن الآتون من النار
- الغرباء
- الخيانة ... خيانة الذات
- القصيدة تتشظى في فضاء الروح
- بين دواب القاع وبين مروج السطح
- سلام يا وطن
- الملاذ الأخير
- العودة الى الحياة
- قصة من الواقع - من قتل الجايجي ؟؟
- قصة من الواقع
- رائحة القتل زكية
- عاد ومازال الابن ضالا
- قصة قصيرة
- ستة أيام خارج الزمن
- الديمودكتاتورية - الدكتاتورية الشعبية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالجليل الكناني - الامريكا يحتفل ....... أحداث في ذاكرة طفلة ، في الرابعة من عمرها ، خلال حرب الخليج عام 91