أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم حبيب - بيتنا ونلعب بيه شله شغل بينه الناس !














المزيد.....

بيتنا ونلعب بيه شله شغل بينه الناس !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 11:09
المحور: كتابات ساخرة
    


نشر الأستاذ خالد القشطيني في جريدة الشرق الأوسط في 27/11/ 2007 واحدة من إبداعاته المكثفة 2007 في صفحة الرأي تحت عنوان "مثل بيتكم" ذكرتنا بالولائم التي كان يقيمها سنوياً عبد الإله , الوصي السابق على عرش العراق , لخريجي كلية الضباط وقوله لهم «يا أولادي لا تتكلفوا معي. أريدكم تعتبرون هذا البيت مثل بيتكم. وتأكلون كما تفعلون بين أهلكم في بيوتكم» , بسبب صعوبتهم في استخدام الشوكات والسكاكين و ثم سطوة بعض خريجي الكلية العسكرية على علبة "منَّ السما" التي كانت في إحدى غرف قصر الرحاب دون أخذ موافقة عبد الإله , إذ أنه قال لهم اعتبروا "هذا البيت مثل بيتكم"!
حملتني تداعيات هذه الكلمة القصيرة والمليئة بالمعاني إلى ممارسات الدكتاتور صدام حسين في العراق , سواء أكان ذلك في تعامله مع الإنسان العراقي وقتله في الحروب أم في سراديب وأقبية الأمن العامة أم الدفن في المقابر الجماعية وهم أحياء , أم التصرف بموارد العراق المالية ونفطه وكوبونات النفط التي كان يمنحها لمن كان يريد شراء ذمته وضميره ووعيه بل وعقله. وقد حقق العجائب والكوارث في البيت العراقي إذ لعب به كما يقول المثل الشعبي "شاطي باطي"! وحين كانت المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية تحتج وتعترض , كان جوابه وجواب عزة الدوري وطه الجزراوي وعلي كيماوي وطارق عزيز " العراق بيتنا ونتصرف به كما نشاء فما دخلكم أنتم في ذلك! وقد قدر ما نشأ عن ذلك التصرف استشهاد أكثر من مليون إنسان وجرح ما يقارب من هذا الرقم , وإلى هدر مئات المليارات من الدولارات الأمريكية من موارد النفط الخام وما أنتجه الشعب العراقي خلال عشرات السنين , كما ترك بذمة العراق ديوناً تزيد عن 130 مليار دولار أمريكي , إضافة إلى دفع وما يفترض أن يدفع كتعويضات للدول التي شن الحرب ضدها وما يدفعه اليوم نتيجة الفوضى التي سادت بعد سقوط نظامه , كما مارس سياسات عنصرية وشوفينية وطائفية مقيتة ساعدت على ما يعاني منه المجتمع حالياً.
ولم تتوقف تداعيات الموقف في بالي إلى حدود صدام حسين ونظامه ورهطه , بل تجاوزتها إلى المرحلة الراهنة حيث اعتبرت الشركات الأمريكية والشركات الأخرى المتعاملة معها , سواء أكانت عراقية أم شرق أوسطية أم غيرها , بأن العراق أصبح "مثل بيتهم" بل وربما أكثر من "بيتهم" وبدأوا يمارسون فيه ما يشاءون .
دعونا نعود بالذاكرة إلى "الدكتاتور المتحضر" بول بريمر القادم من الدولة الأعظم وقراراته وأساليب عمله وما تسبب به من خسارة عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية التي "ضاعت في البيت العراقي لأنه كان مثل بيتهم!" , ثم إلى بعض الحكام العراقيين والبعض القليل من العراقيات ممن شاركن في حكم البلاد , وكذلك الأتباع الذين اعتبروا العراق كله "مثل بيتهم وبيت أبوهم" فبدأوا لا بالتصرف بأمواله وبشره حسب , بل وبأرضه التي تم توزيعها على أنفسهم وعلى من يريدون وبمساحات لا يمكن حتى تصورها.
وحين نكتب عن ذلك , وحين نطالب بمحاسبة أولئك الناس , وحين نطالب بإصدار قانون "من أين لك هذا؟" , إذ لا يكفي أن نقول "هذا من فضل ربي" , يأتينا الجواب من بعض الحكام : ما دخل هؤلاء الدخلاء "هذا بيتنا ونلعب بيه شله شغل بينه الناس"!
نعم أيها البعض من السادة الحكام يا من تجيبوننا بهذا الجواب أو تقولون لنا بأن كل ذلك مبالغ به , هذا بيتكم , ولكنه بيت الآخرين أيضاً , إنه بيت كل العراقيات والعراقيين , والأموال هي أموال الجميع والنفط نفطهم , وليس بيت البعض من هؤلاء الحكام , والحكم أيها السادة لا يدوم لأحد , ولو كان الحكم يدوم لواحد أو لمجموعة من الناس لما وصلتم أنتم إلى الحكم. عليكم تقديم الإجابة للشعب حين يتساءل : من أين لهؤلاء العشرات من الناس المليارديرية هذه الأموال والأراضي والبيوت؟ والإجابة ملزمة لأن العراق وأمواله وشعبه وكل ما فيه هو أمانة في أعناق الحكام الحاليين.
المدى



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتحرك الملفات الأساسية في بغداد؟ وما العمل؟
- معاناة أتباع الديانة الإيزيدية في العراق
- رسالة مفتوحة إلى السيدة الفاضلة رحاب الهندي
- الدكتور سعد الدين إبراهيم ونزيف الدم العراقي !
- متابعة فكر وسياسة أردوغان في مؤتمره الصحفي في واشنطن
- أوضاع إقليم كُردستان العراق الجديدة الحلقات من 1-4
- مواصلة النقاش والجدل في الجادة العريضة للفكر والسياسية بيني ...
- الفعل ورد الفعل في حالة الشعب الكردي في تركيا
- هل من علاقة بين المدارس الدينية والإرهاب الإسلامي السياسي ال ...
- مواصلة النقاش والجدل في الجادة العريضة للفكر والسياسية بيني ...
- مواصلة النقاش والجدل في الجادة العريضة للفكر والسياسية بيني ...
- عقود النفط ومقال السيد رئيس وزراء إقليم كردستان
- القضية الكردية في تركيا وموقف الدولة التركية؟
- هل نحن بحاجة إلى ترقيع أم تحديث مجلس وزراء العراق ؟
- نحو معالجة سريعة وهادئة لحل الازمة بين تركيا والعراق
- معاناة المثقفين حين تنهار المعايير والقيم! المثقف سعد الدين ...
- ملاحظات إلى السيد مدير عام قناة الفيحاء
- وداعاً أيتها المناضلة الفاضلة الدكتورة نزيهة الدليمي!
- رسائلي المتتابعة خلال الأعوام المنصرمة إلى قناة الفيحاء
- هل تساهم قناة الفيحاء في نشر الخرافة والشعوذة الدينية في الع ...


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كاظم حبيب - بيتنا ونلعب بيه شله شغل بينه الناس !