أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الواحد بلقصري - عبد الواحد بلقصري يحاور الدكتورة وفاء سلطان















المزيد.....

عبد الواحد بلقصري يحاور الدكتورة وفاء سلطان


عبد الواحد بلقصري

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 11:10
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الدكتورة وفاء سلطان

السؤال رقم 1
في البداية نريد أن نتعرف لأهم المعالم البارزة لشخصية الدكتورة وفاء سلطان.
لا شيء يحتاج قارئي أن يعرف عني إلا ويستشفه من خلال مقالاتي. وفاء سلطان تسكن في كل حرف تقوله، وحروفها شفافة ككرة الكريستال التي تُظهر كلّ شيء في داخلها. أنا امرأة أؤمن بنفسي وبقدراتي وأحترم حقي في أن أكون من أريد أن أكون، لامن يفرض عليّ الغير أن أكون. قد تدلّ كتاباتي على أنني امرأة خشنة، لكنني في حقيقة الأمر مسالمة ووديعة ولا أعتقد أنني أذيت انسانا في حياتي عن قصد، لكنني أردّ الصاع صاعين عندما يؤذيني أحد!
من أبسط حقوق الإنسان أن يدافع عن نفسه، وهذا دليل عافية واحترام لتلك النفس. أتحمل الأذى بصبر لكن عندما يبلغ حدا ينال من شخصيتي لا أستطيع أن أسكت عنه.
أنا امرأة اكتشفت قدراتي، والتي هي موجودة لدى كلّ امرأة أخرى، وأحاول أن استغل تلك القدرات لصالح الإنسان أيا وأينما كان. أدمنت القراءة وأملك ذاكرة غريبة قادرة على حفظ كل ما أقرأ واستحضاره عندما أحتاج اليه. أحترم عقل القارئ وأشعر بواجبي تُجاهه. ولذلك أضحي بوقتي وبجهدي، وبحياتي أيضا، ودون أي مقابل من أجل أن أصل بقارئي إلى المستوى الذي يُفترض أن يكون عليه.
لا أؤمن بالأديان، لكنّني اشعر بأنني موصولة بقوة عليا، لا أعرف ماهيتها ولا مصدرها، وهي بلا شكّ مصدر إلهامي.
التقط بمهارة كل الأحجار التي اٌضرب بهاـ وما أكثرها ـ واستخدمها لبناء مجدي، وهذا سرّ نجاحي.
أقدس الفضائل لديّ الإحساس بالشفقة. برأي، لا يرتقي الإنسان إلى مستوى إنسانيته إلا إذا كان شفوقا.
سر السعادة في الحياة أن يلتقي الإنسان برفيق روحه، وهذا مامنّت به عليّ الحياة وبسخاء!
أنظر إلى المال كخادم أمين ولا أسمح لذلك الخادم بأن يسود!
أفهم الوطن كسياج كرامة ومتى فقد الإنسان كرامته لا حقّ لوطنه عليه.
فلسفتي في الحياة: لا تؤذ!
ومبدأي: أن لا تخون!
السؤال رقم 2
باعتبارك أهم المهتمين بقضايا الإسلام والعلمانية ما هي أهمية هاته القضايا في نظرك في الفكر العربي المعاصر؟
الإرهاب الإسلامي هو أهم القضايا التي يواجهها العالم اليوم. وإعادة النظر في التعاليم الإسلامية أهم المسؤوليات التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم. وضع الإسلام في العالم يتوقف على العرب قبل غيرهم من المسلمين، فالإسلام دين عربي ولن يتمّ دحض إيدلوجيته العدوانية إلا من خلال العرب أنفسهم.
المتشبثون بالإسلام يخسرون كل يوم معركة جديدة. كانوا يحتكرون الساحة على مدى أربعة عشر قرنا، ولم نسمع خلال ذلك الزمن سوى زعيقهم. عالم اليوم المدجّج بالتكنولوجيا والإنترنيت ووسائل الإتصال قد فضح أخلاقياتهم وأعرافهم وأقوالهم، وعراهم حتى من آخر ورقة توت تستر عوراتهم.
لا ساحة بعد الآن لهم. إذا قمنا بجولة عبر معظم المواقع العربية نقرأ عن فضائح الإسلام والإسلاميين مالم نكن نحلم بقدرتنا على طرحه عشر سنوات خلت. زعيقهم يتراجع أمام صوت العلم والمعرفة يوما بعد يوم، ولا عودة لنا إلى الوراء بعد اليوم.

السؤال رقم 3
يعيش العالم العربي جمودا فكريا متعدد المعالم، هل السبب يرجع إلى غياب الفكر النقدي الحر؟ أم يرجع إلى هيمنة الأفكار الظلامية للحركات الإسلامية؟ أم يرجع إلى ثقافة الأسطورة والخرافات التي يثبت بها الإنسان العربي ؟ أم يرجع الأمر إلى أسباب أخرى؟
الإسلام قتل قدرة الإنسان على الشك والسؤال، ومتى سلبت الإنسان تلك القدرة حكمت عليه بالموت فكريا.
لم تحقق البشرية في حياتها إنجازا إلا وكان نتيجة شكّ في المتعارف عليه وبالتالي تغييره. الإنسان الذي يتبع المألوف معصوب العقل لا يختلف عن أية دابة تلحق راعيها إلى مسلخها.
في العالم العربي والإسلامي نحن أمام حالة عقلية ميؤوس منها، ومع هذا الأمل موجود وهو يخص أجيال المستقبل لا الأجيال الحالية التي خسرت معركتها أمام سيف الإسلام وسطوته.
سيكون الباب مشرعا للأجيال اليافعة كي تختار طريقها بنفسها. معظم الرسائل الإيجابية التي تصلني تأتي من شباب بين السادسة عشر والرابعة والعشرين. يُذهلني مستوى وعيهم وقدرتهم على استيعاب ما يحدث. هم متشائمون، وأنا دوما أبث فيهم الأمل والشجاعة واؤكد لهم بأن المستقبل ملكهم.
كنت أتحدث عبر الإنترنيت إلى سيدة شابة من القاهرة. كانت تجلس في غرفة نومها وتراقب الباب بخوف خشية أن يتربص بها زوجها بالجرم المشهود وهو التواصل مع وفاء سلطان.
صعقتني إحدى عباراتها: معظم النساء في القاهرة عاهرات!
فسألت بحذر: ماذا تقصدين؟
ردّت: لأنهنّ اٌجبرن على البغاء، فالمرأة التي تتزوج رجلا ليس خيارها هي في رأي عاهرة! ثم أردفت تقول: أشعر بقذارتي لأنني أنام مع رجل ليس من خياري، كان الأحرى أن ينام معه والدي!
مازالت، وستظل، كلماتها تلك تقر أذني وتعذبني. إنها عملية سحق للذات البشرية، إنها عملية اغتصاب للروح البشرية. لكن الشيء الذي يخفف وقع تلك الحادثة على نفسي هو أن تلك المرأة بدأت تعي عمق المأساة التي تعيشها، ومتى بدأ الإنسان يعي مأسأته لا أشك بأنه سيسعي لإيجاد حلول لها. هذه المرأة، ومهما شدوا الحصار عليها، ستختلف عن أمها وعن جدتها وستسعى لتربية جيل أفضل من جيلها.
لقد حطّمت الإنترنيت أسوار السجن الإسلامي والفرصة متاحة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، لسجنائه كي ينشدوا حريتهم.
السؤال رقم 4
كيف يمكن للإصلاح الديني ان يكون مدخلا للإصلاح السياسي والفكري والثقافي في العالم العربي؟
بالنسبة للإسلام، لا اؤمن بإمكانية الإصلاح الديني. الفكرة المُفلسة لا يمكن إصلاحها، بل يجب استبدالها.
وهنا قد تسألني: وهل تتوقعين أن يترك مليار مسلم الإسلام بين ليلة وضحاها؟ أليس ذلك أمرا مستحيلا!
عندما يُعطى هؤلاء المليار حريتهم كي يعرّفوا عن أنفسهم، سيسقط الإسلام بين ليلة وضحاها.
تحت سيف الإسلام هناك أكثر من مليار مسلم، وعليك أن ترفع ذلك السيف عن رقابهم كي نستطيع إحصاء العدد على وجه الدقة. صرّح رئيس وزراء ماليزيا منذ عدة سنوات بأن معظم المسلمين في ماليزيا لا يعرفون عن الإسلام سوى أنهم ولدوا مسلمين. والسؤال: هل يتجرأ أحد منهم على أن يختار هويّة أخرى؟
الإصلاح الفكري في العالم العربي والإسلامي لا يتم إلا من خلال ضمان واحترام الحريّات الشخصية. الإنسان، وحسب طبيعته البشرية، يميل إلى إختيار الأفضل، ولكن إذا كان يجهل الأفضل كيف سيختاره؟! المعلومات اليوم في متناول الجميع ومتى أتحنا للمسلم الفرصة كي يتعرف على الأفضل وأعطيناه حرية الإختيار سيختاره.
لا نحتاج إلى إصلاح الإسلام، نحتاج إلى منح المسلم حرية البحث عن المعرفة وحرية الإختيار، ثمّ أن نترك الباقي له.
السؤال رقم 5
كتبت بعض المقالات عن صراع الحضارات ، هل يمكن القول أننا نعيش فعلا صراع الحضارات أم صراع الثقافات أم صراع بين شمال متقدم حر ديموقراطي، وجنوب متخلف ينتعش وينمو فيه التخلف بأساليب مختلفة السلطوية. الاستبداد. الاندماج .اللاهوية. إنعدام المواطنة ، ثقافة الهروب إلى الوراء؟
مايعشه العالم اليوم هو صراع بين نقيضين. صراع بين عقلية تنتمي إلى القرن الواحد والعشرين وعقلية تنتمي إلى القرن السابع، والبون الزمني والمعرفي شاسع بين العقليتين.
نحن أمام عقلية تؤمن بأن بول الإبل يشفي من كل العلل وتتصارع مع عقلية تحاول تحت عدسة المجهر أن تغرز في شيفرا DNA البكتيريا شيفرا من DNA بنكرياس الإنسان ليكي تتمكن البكيريا من تصنيع النسيج البنكرياسي البشري والذي يساهم في إحياء البنكرياس عند المصابين بالسكري.
هذا مثل أضربه كي أصور لك الهوة الساحقة بين طرفي ذلك الصراع، ثم قس على ذلك!
كلما ازدادت الهوة بين الطرفين المتصارعين اتساعا كلما ازدادت حدّة ذلك الصراع. عصر الإنترنيت سيخفف من تلك الحدة وسيساعد الطرف المتجمد عقليا عند زمن غابر على أن يلحق بالطرف الآخر بدلا من أن يشدّه ليعيش في زمنه.

كلمة أخيرة:

لقراء موقع الحوار المتمدن
أشكر الموقع وقرائه، وأنا سعيدة بأنهم أتاحوا لي تلك الفرصة، فالموقع متميّز بتنوعه خلافا لكل المواقع الأخرى. في بداية تواجدي لم ألق ترحيبا من بعض الكتاب فانهالوا بسيوفهم، لكنهم كانوا يجهلون بأنني أرتدي درعا مضادا للسيوف! استمر قلمي وتراجعت سيوفهم، ومع هذا أشكرهم فقد زادوني صلابة وإصرارا على المضي في رسالتي.
أعتقد أن المستوى الفكري لقرّاء الحوار المتمدن عال، ويثبت ذلك الطريقة التي يقيّمون بها الكتّاب. تصلني منهم رسائل مشجعة وتربطني بهم علاقات صداقة واحترام.
أشكر رئيس تحرير "الحوار المتمدن"، ولن أنسى له معروفه عندما رحّب بيّ في لحظة كنت بأمس الحاجة فيها إلى موقع يقبلني دون أن يُمنّني!
لديّ موقع خاص ولكنني لم أنشطه بعد فوقتي لا يسمح بذلك، والآن لا حاجة لي بذلك طالما يمنحني هذا الموقع مساحة للتعبير.
أشكر مرة أخرى ادارة الموقع وكتابه وقرائه وأتمنى لهم دوام النجاح وشكرا للأخ السيّد عبد الواحد بلقصري الذي خصّني بأسئلته.



#عبد_الواحد_بلقصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنةال ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- عبد الواحد بلقصري يحاورالمفكر برهان غليون
- انتخابات 2007 و رهانات مراقبتها
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة:ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة : ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة ا ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنةال ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة . ...
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة ا ...
- أي تسوية لقضية التشغيل في مغرب الألفية الثالثة ؟
- الذاكرة السياسية والعدالة: -المغرب/الأرجنتين- دراسة مقارنة. ...
- حوار مع الأستاذ سعيد الكحل
- المنتديات المدنية بين زخم الاشكاليات وسؤال الافاق
- حوار مع الكاتب العام لنقابة عمال شركة ديلفي -المختار خشنة-


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الواحد بلقصري - عبد الواحد بلقصري يحاور الدكتورة وفاء سلطان