أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دور الأمم المتحدة في العراق














المزيد.....

دور الأمم المتحدة في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يتم تعيين دبلوماسي جديد في اي دولة فأنه عادة ما يقوم بجولة من اللقاءات مع قيادات تلك الدولة ويلتقي بمختلف فعالياتها السياسية والانسانية والاجتماعية وتتسع دائرة هذه الجولة عندما يكون الدبلوماسي ممثلا لهيئة او منظمة مهمة مثل الأمم المتحدة، وهذا بالضبط ما فعله السفير دي ميستورا الذي حل بديلا للسفير أشرف قاضي، حيث التقى ميستورا بالساسة العراقيين من باب التعارف وجس النبض واستكشاف الميدان الذي سيعمل فيه، وهو ميدان معقد ومتداخل بما لايقبل الشك، فالعراق وتحديدا هذه الايام يشهد اكثر من اختناق واستحقاق سياسي وهو الامر الذي يدفع بكل طرف عراقي الى محاولة تحشيد الجميع الى جواره بهدف تقوية موقفه، وهذا ما واجهه السفير دي ميستورا خلال الايام القليلة الماضية.
لقد وجد بعض الساسة في اللقاءات الاستكشافية للسفير ميستورا فرصة مناسبة للحصول على دعم المنظمة الدولية ودفعها نحو مزيد من الانغماس في الشأن العراقي وبصيغة تفصيلية وهو استمرار لسعي قديم يرى ان الأمم المتحدة قادرة بشكل افضل من اي طرف آخر على إخراج العراق مما يعيشه، لكن الذين يتحدثون عن دور الأمم المتحدة يريدونه بإستمرار الى جانبهم بهدف العودة بالعملية السياسية الى المربع الاول على اساس ان الأمم المتحدة طرف محايد ليست لديه اجندة سياسية وهي طرف غير عراقي اي انها بلا محملات من التاريخ تجبره على تصنيف القوى والاشخاص وبشكل ادق يريدها البعض معبرا لعودة وجوه وقوى من النظام السابق او رفعت السلاح بعد سقوط ذلك النظام وبعضها تعاون حتى مع القاعدة، لكن هل الأمم المتحدة طرف محايد فعلا؟.
في واحد من تصريحاته الاولى في بغداد تذكر السفير دي ميستورا صفحات قاتمة من العلاقة بين العراقيين والأمم المتحدة تتعلق بالفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء وفرض العقوبات على الشعب العراقي وسياسة مفتشي الاسلحة الانتهازية، وكلها صفحات تلغي النظرة الساذجة لطيبة موظفي الأمم المتحدة الذين يحاولون دائما اطالة مهامهم الى الابد ، وحتى تصرفات الجنود الذين يعملون تحت غطاء الأمم المتحدة لا تختلف كثيرا عن تصرفات القوات المحتلة كما شهدت بذلك العديد من المناطق والدول التي حلت فيها القبعات الزرق بهدف التهدئة. اذن الأمم المتحدة او على الاقل بعض موظفيها ليست دائما طرفا محايدا او نزيها وهذا ما يعرفه ويريده بالضبط بعض دعاة توسيع الدور الأممي في العراق ليشمل اعادة صياغة العملية السياسية برمتها خاصة وان دوائر المنظمة الناشطة في منطقة الشرق الاوسط والقضايا العربية تعج بالموظفين والدبلوماسيين الراغبين بعقد صفقات صغيرة تحت الطاولة من أجل مكاسب شخصية كما ان من بينهم من يخضع لمعتقدات وميول شخصية تجعله مستعدا للتغاضي عن الحقائق، وهذا ما يشهد عليه غياب الكثير من مآسي العراقيين عن ملفات وأضابير المنظمة الدولية وتجاهلها لعقود من السنين، الاضطهاد الذي تعرض له العراقيون على يد النظام السابق.
اداء الأمم المتحدة في القضايا السياسية مرتبط غالبا بقرارات مجلس الامن ما يعني ان اي قضية يناقشها هذا المجلس ستكون رهنا بالتجاذبات الدولية حتى في قضايا مختلفة عن القضية موضع النقاش وسنجد الملف العراقي مرتبطا بملفات اخرى بعيدة عنه بهدف ترتيب موازين القوى الدولية، لكن الأمم المتحدة بهيئاتها المتعددة قادرة على القيام بكثير من الاعمال والادوار الفاعلة والمهمة بالنسبة للعراقيين وخاصة فيما يتعلق بالصحة والتعليم والبيئة وثقافة حقوق الانسان ومبادرات تنمية التعايش السلمي فضلا عن قضايا المهجرين والنازحين والقضايا الاقتصادية، وجميع هذه النشاطات اثبتت فيها الأمم المتحدة نجاحا ملموسا وفي ارجاء مختلفة من العالم بعكس دورها السياسي.
يعرف السفير دي ميستورا ان بعض زعماء الاطراف العراقية عندما يتحدثون عن دور اكبر للأمم المتحدة بهدف اعادة تنظيم وصياغة العملية السياسية، ان اولئك الزعماء يقصدون دعمهم هم شخصيا في تنافسهم مع بقية القوى السياسية وان هذا الدور لا يمكن ان تقوم به الأمم المتحدة الا بتخويل من مجلس الامن وهو يتطلب اولا موافقة جميع المكونات السياسية العراقية.
عادة تتدخل الأمم المتحدة في النزاعات عندما تتصف بعلامتين، الاولى ان تكون تلك النزاعات بين المكونات الاجتماعية وذات طبيعة مسلحة والثانية ان لها آثارا إنسانية خطيرة، في الحالة العراقية توفرت العلامة الثانية لبعض الوقت ولكنها آخذة في الانحسار، اما العلامة الاولى فان النزاع في صورته العامة هو نزاع سياسي يستخدم مسميات طائفية وصفته السياسية تتزايد باستمرار وفي نفس الوقت تتراجع صفته الاجتماعية حتى تكاد تختفي، فهو بإختصار ليس صراعا بين سنة وشيعة بل صراع بين قوى سياسية سنية وأخرى شيعية، وطرفا الصراع يسعيان الى انتاج معادلة سياسية تمكنهما من البقاء معا لكنهما يختلفان على صيغة المعادلة وهذه نقطة حساسة لا يجرؤ على حلها دبلوماسي اممي وان تجرأ فأن أحد الطرفين سرعان ما سيشكك بدوره، إنها بإختصار ليست قضية اممية، وقد يحقق وسطاء من حجم اصغر ما لا تستطيع تحقيقه هذه المنظمة الكبيرة.






#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسكر والسياسة
- وقت الحسم السياسي
- مواجهات دولية في العراق
- معادلات السياسة والأمن
- النزاهة في الجدل السياسي
- الباب العالي وصدره الأعظم
- الهجوم الدبلوماسي
- مطالب أنقرة
- ازمة متعددة الوجوه
- هاجس الزمن
- الخطر العراقي
- الاتفاق الشيعي...هدنة أم رؤية؟
- تسييس الأمن
- قرار التشويش الخشن
- الهاشمي على باب السستاني
- أسس الاتفاقات القادمة
- الطريقة الفرنسية
- ظاهرة القاعدة
- صورة نصفية لمانديلا...من يتذكر دكلارك؟
- الخواء السياسي والأزمة العراقية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - دور الأمم المتحدة في العراق