أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص حقول كركوك وإنما في عمق أراضي كردستان العراق



الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص حقول كركوك وإنما في عمق أراضي كردستان العراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أعلن وزير النفط حسين الشهرستاني قبل أيام في تصريحات صحفية إلغاء العقود النفطية التي أبرمتها حكومة إقليم كردستان مع شركات أجنبية وأوضح أن وزارة النفط مخولة بشكل تام بإدارة القطاع النفطي في جميع أنحاء العراق بما فيها إقليم كردستان.علما بأن العقود التي أبرمتها(أو تحاول أن تبرمها) الأحزاب القومية الكردية ليست في حقول مدينة كركوك وإنما في المناطق الجبلية المحيطة بمدينة دهوك.و في الظاهر يبدو أن الصراع محصور في إطار إبرام العقود و كيفية التصرف بالثروة النفطية، لكنه من حيث الجوهر ما هو إلا امتداد للصراع القومي الطائفي في الميدان السياسي. التهديدات في هذا الظرف بالذات في ظل مطرقة الحكومة التركية على الأحزاب القومية الكردية، يشكل أقوى رسالة سياسية من حكومة المالكي لحلفائها المهزوزين من حزب طالباني وبارزاني في الاتفاق الرباعي، مفادها : ليست في مدينة كركوك وإنما في جميع المناطق حتى في كردستان ممنوعة عليكم التصرف بالثروة النفطية للعراق العروبي-الإسلامي ،
لسنا الآن بصدد الحديث عن الموارد والعائدات النفطية التي تذهب إلى جيوب حفنة من اللصوص من العصابات الميليشياتية في بغداد أو بصرة أو كردستان و تستخدم كما كان أيام النظام البعثي الدموي لقمع وتجويع الجماهير، فهذه المسألة معروفة للجماهير منذ تصدير أول برميل من النفط الخام العراقي في القرن الماضي . فظهور ونشؤ هذه الأزمة، بين حكومة المالكي والأحزاب القومية الكردية، وليدة الإفرازات و المتغيرات السياسية على الساحة العراقية التي أدت في النهاية إلى تهميش و إضعاف الموقع السياسي للأحزاب القومية الكردية في المعادلة السياسية العراقية، جراء دعم أمريكا لدور الحكومة التركية في العراق. و من هذه الزاوية فقط يمكن للمرء أن يدرك تفاصيل ما جاءت به تهديدات الشهرستاني.فجميع الكتل السياسية الطائفية الموجودة على الساحة العراقية بشقيها السني والشيعي يتطابق موقفها مع الحكومة التركية من سياسة الأحزاب القومية الكردية ولن يسمحوا لها أكثر مما سمح لها النظام البعثي.
الموقف التخاذلي للأحزاب القومية الكردية من تهديدات الحكومة التركية أعطى الضوء الأخضر لحكومة المالكي لفرض إملاءاتها السياسية عليهم حيث بدأت برفض الدخول أو الخوض في المناقشات حول مدينة كركوك حسب المادة 140 من الدستور الطائفي المبني على المحاصصة والتقسيمات الطائفية والعرقية ، وأبدت موقفا لينا إزاء مطالب الحكومة التركية للقيام بالعمليات العسكرية داخل كردستان العراق بل وعدتها بالمشاركة والتعاون مع تلك القوات . وأخيرا أخذت تهدد بأن العراق ،هو العراق العروبي-الإسلامي من زاخو إلى فاو، أي نفس العبارات والخطاب الذي كنا نسمعه دائما من النظام البعثي التي سببت في خلق أكبر كارثة إنسانية لجماهير العراق وخصوصا جماهير كردستان.والواقع فإن الأحزاب القومية الكردية قد أقروا ووافقوا على عروبية –اسلامية للعراق في الدستور الطائفي حتى قبل أي طرف سياسي آخر، واجبروا جماهير كردستان بالقوة والخداع لتدلي بأصواتها وفقا لحاجاتهم ومصالحهم وحاجة ومصالح أمريكا والطائفيين .
حصر الشهرستاني شرعية و مركزية القرار في بغداد وعدم شرعية أي العقود النفطية خارجها لتصرف بالثروة النفطية، مسألة سياسية بحتة،ان دل على شئ إنما يدل على المحتوى الفارغ لتحالفات الأحزاب القومية الكردية ولبديلها الفيدرالي القومي الرجعي .فهو يبلغ علانية نية حكومته المشلولة والمحصورة في المنطقة الخضراء الذي لا يقبل بدور تلك الأحزاب أكثر مما هو مرسوم له أمريكيا. أي أن دورهم يبقى كما هي، في خدمة تشكيل الحكومة المركزية في بغداد .الموقف من النفط هو الموقف من السياسة نظرا لأهميتة الاستثنائية التي تتمتع بها هذه المادة عالميا ،فالتهجير والتعريب البعثي من المناطق الغنية بالثروة النفطية ما زال يشكل احد الركائز الأساسية للكتل السياسية الشيعية والسنية ودخول الأحزاب القومية الكردية في تحالفات مع هذا الطرف أو ذاك لا يؤدي إلا إلى تقوية هذا المد السياسي الرجعي .
لا الخوف من تلك الأحزاب وقياداتها الذين يمتلكون الخبرة التاريخية الكافية في فن الخضوع والمساومات لتأمين ولضمان مصالحهم السياسية والمادية الغير الشرعية.ها هو طالباني ومسعود بارزاني بدئوا يتحركون نحو جميع الأطراف ويبعثون بوفودهم إلى تركيا ودول أخرى لكي يخرجوا من هذه الأزمة ،ولكن الخوف الحقيقي هو الخوف من الجماهير الذي يدفعوا دائما ثمن تلك السياسات القذرة.
الأحزاب القومية الكردية تمر اليوم بأزمة حادة لا مثيل لها في تأريخها،لا تتمثل في انخفاض وزنها السياسي القبيح في التحالفات الطائفية والعرقية الداخلية ولا تتمثل في فقدان أهميتها واعتباراتها السياسية لدى أمريكا ،فموقف أمريكا كان مطابقا دائما قلبا وقالبا مع الحكومة التركية والسورية والإيرانية تجاه دور هذه الأحزاب ،إن المأزق الحقيقي لتلك الأحزاب هي أنها فقدت أهميتها السياسية كحركة قومية لدى جماهير كردستان التي طالما وعدوها بالجنة القومية(الكردايه تي) عندما كانوا في الجبال.
لدرء مخاطر هذه الصراعات ولقطع الطريق أمام تلك القوى الذي تحاول جاهدة إعادة سيناريو البعثيين لإدامة الصراع القومي ،فلا توجد طريق أمام الجماهير سوى النضال لردع القوميين والطائفيين واختيار الطريق الثوري والالتفاف حول مؤتمر حرية العراق ،كبديل جماهيري ثوري وإطارا مناسبا لجميع القوى اليسارية والعلمانية، من اجل إقامة دولة علمانية غير قومية في العراق.
طه معروف
26-11-2007



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هم الطامعون ،أصحاب الفتاوي في الأزهر أم البؤساء المصريين ...
- حزب الذئب اليميني والمؤسسة العسكرية ينقلان صراعهما مع الحكوم ...
- تهديد الحكومة التركية بين ترحيب الشوفينية العربية ومقاومة جم ...
- العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -
- حول طبيعة موقف السلطة الميليشياتية من إعتداء حثالة الشركات ا ...
- في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة ...
- االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشام ...
- ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريك ...
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...
- ما السبب الحقيقي وراء تهديدات الحكومة التركية بإحتلال كردستا ...
- الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش ...
- نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز ...
- امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه ...
- مشاركة ميليشيات الأحزاب القومية الكردية في معركة بغداد هي ال ...
- سيناريو غلق الحدود محاولة لتغطية الملف الطائفي لدول الجوار
- رؤية المالكي والمشهداني للحرية والنظام في الوضع العراقي ؟
- استراتيجية جديدة ام تصعيد عسكري جديد في العراق؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص حقول كركوك وإنما في عمق أراضي كردستان العراق