أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - مجلس الحكم ضحية لنجاحاته















المزيد.....

مجلس الحكم ضحية لنجاحاته


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 652 - 2003 / 11 / 14 - 01:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس غريباً علينا أن نلاحظ هذه الأيام تصاعد الهجمة الشرسة على مجلس الحكم العراقي الإنتقالي بعد أن حقق نجاحات باهرة في عدة مجالات. فخوف خصوم العراق ليس من فشل هذا المجلس بل من نجاحه. لقد بدأ الهجوم العنيف على المجلس حتى قبل تشكيله وإعلان أسماء أعضائه. وراحت الحملة تتصاعد كلما حقق هذا المجلس نجاحاً رغم الظروف القاسية التي يمر بها العراق. فمن قائل أنه مجلس غير شرعي لأنه غير منتخب، وآخر يقول أنه تشكيل عرقي وطائفي، لأن فيه ممثلين عن كل الأطياف العراقية. ولم نسمع منهم مثل هذا الكلام ضد النظام البعثي العنصري الطائفي المقيت عندما كان الحكم محتكراً على عشيرة واحدة  وبقية أبناء الشعب كانوا يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية والثالثة. كذلك قالوا أن أغلب أعضاء المجلس كانوا في الخارج لا يحق لهم المشاركة في الحكم، وكأن هؤلاء غادروا البلاد للسياحة والإستجمام وليس فراراً من الموت المحقق، علماً بأنهم قادوا معارضة فعالة في الشتات في أقسى الظروف وضد أشرس نظام عرفه التاريخ وواصلوا نضالهم بلا هوادة حتى حققوا النجاح في إسقاط الفاشية وبدعم الحلفاء، أصدقاء شعبنا الستراتيجيين.

وليس غريباً أن تتصاعد الهجمة على مجلس الحكم من ذات المصادر التي رحبت بالأعمال الإرهابية وتشجعها في العراق وتسميها بالمقاومة الوطنية وتضفي عليها هالات المجد، ولكن عندما تقع هذه الجرائم في السعودية والمغرب يسمونها إرهاباً ويدينونها بأشد عبارات الإدانة كما ندينها نحن. فلماذا هذا التمييز بين إرهاب وإرهاب رغم أن الإرهابَيْن من مصدر واحد ومن ذات التنظيمات الظلامية.

 

يحاول خصوم العراق الجديد، بشتى الوسائل، تشويه سمعة المجلس باختلاق الفشل وإنكار النجاح واستعارة المساوئ وإلصاقها به. فعلى سبيل المثال إذا أظهر استطلاع رأي في العراق أن أكثر من 60% من العراقيين يعتقدون أن المجلس يمثل غالبية الشعب العراقي وراضون عنه مقايل 32% غير راضين، ينشر التقرير بعنوان ملتو ومضلل (32% من العراقيين يرون أداء مجلس الحكم سيئا). وهذا هو أسلوب الصحفي المنحاز في لوي عنق الحقيقة لتضليل الرأي العام حسب رغبته في تقديم المعلومة بالشكل الذي يريد لا بالشكل الذي تقتضي النزاهة المهنية الصحفية. المطلوب من الصحفي أن يكون موضع ثقة القراء بأن يكون محايداً في طرح المعلومة كما هي مهما كانت مشاعره معادية ضد هذه الجهة أو تلك. أنهم ينقلون الخبر على طريقة نصف الكأس فارغ. لا بل حتى إذا كان ثلث الكأس فارغ وثلثاه ملئي فيعطي الأهمية للثلث الفارغ ويتخذ منه عنواناً بارزاً بقصد التضليل.

وبخصوص تشويه الخبر، ينقل لنا الدكتور أحمد النعمان في أحد سكيتشاته 113 على موقع البرلمان العراقي، طرفة عن زيارة خروشوف لأمريكا، [أن جرت مسابقة في ركض ال 100 متر بين الرئيس كندي والزعيم السوفيتي. وبالطبع فان الرئيس الشاب والرشيق كندي سبق المترهل العجوز خروشوف. اما وكالة تاس (وهي الرسمية والوحيدة في الاتحاد السوفيتي) فقد نقلت الخبر على الشكل التالي:(جرت مسابقة في ركض ال 100 متر بين الرئيس الامريكي كندي والامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ورئيس الدولة السوفيتية نيكيتا سرغيفيتش خروشوف. وكانت النتيجة رائعة حقا, اذ حصل الزعيم السوفيتي على المرتبة الثانية بكل جدارة في السباق,  فيما جاء الرئيس الامريكي ما قبل الأخير بعد جهد جهيد.)!!ٍ] ألا يشبه هذا السياق بالتقرير المعنون: (32% من العراقيين يرون أداء مجلس الحكم سيئا) بدلاً من العنوان (61% من العراقيين راضون عن المجلس). وأنا إذ أسأل، هل تتمتع أية حكومة ديمقراطية في الغرب بهذه النسبة من التأييد من قبل مواطنيها رغم أن هذه الحكومات تمارس مهامها في أوضاع مستقرة إلى أقصى حد.

لقد حقق المجلس الحكم وبمساعدة الإدارة المدنية لقوات التحالف الكثير من النجاحات رغم الظروف القاسية. إلا إن الإعلام المضاد لا يرون إلا السلبيات فقط. إن عدم الإسراع في حل مشاكل العراق لا يعود كله على مجلس الحكم، بل ناتج عن تعقيدات الوضع وشراسة أعمال الإرهابيين وحجم الخراب الذي تركه النظام الساقط. ولا نعني أن المجلس خال من أي إخفاق وأنه فوق النقد وبلا نواقص، أبداً، ولكن كل ما نود قوله هو أننا نمر في مرحلة عصيبة ومعقدة تحتاج إلى تضافر كل الجهود وعدم التلاعب بعواطف الناس وعدم التقليل من جهود أعضاء المجلس الذين يواجهون القتل في كل لحظة من قبل الإرهابيين من فلول النظام الساقط وحلفائهم المرتزقة العرب كما حصل لزميلتهم الشهيدة عقيلة الهاشمي.

 

لقد اصدر المجلس عشرات القرارات الجيدة التي ساهمت في حل مشاكل الشعب، وشكلت الحكومة المؤقتة وتم تأسيس الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة بعشرات الألوف. كما وتم توزيع الملايين من الكتب الدراسية الجديدة وفتح جميع المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية التي صارت تعمل أفضل بكثير عما كان عليه قبل الحرب. كذلك نجحوا في إيصال الطاقة الكهربائية والماء أكثر مما كان في السابق. وأصدروا العملة الجديدة التي لا يمكن تزييفها من قبل المجرمين كما كانت الحال في العهد البائد. كل هذه المنجزات يتم التعتيم عليها وإنكارها.

يحاول الإعلام المضاد إغفال الحقيقة أن المشاكل الأمنية محصورة في 5% فقط من مساحة العراق وأن السكان في 95% يتمتعون بالحرية وبحياة أفضل بكثير عما كانوا عليه في عهد صدام حسين.

إن تشكيل مجلس الحكم قد استغرق أكثر من أربعة أشهر من المباحثات المضنية إلى أن تكللت بهذه التركيبة. أما إذا نجحت المحاولات لتغيير هذا المجلس، فهذا يعني هدم كل ما تم بنائه طيلة السبعة أشهر الماضية والعودة إلى المربع الأول وانتظار أربعة أشهر أخرى لتشكيل مجلس جديد وبتركيبة جديدة. وهذا لا يخدم القضية العراقية، بل يعرقل تحقيق السيادة الوطنية والديمقراطية وإعادة الإعمار. كذلك لا نرى أية فائدة من توسيع المجلس، لأن كلما زاد عدد الأعضاء، كلما تعددت الآراء واحتدمت الصراعات بين الجهات المختلفة. وكلما أضيف أعضاء جدد سيثار غيض أعداد أكبر من متنافسين آخرين لعدم ضمهم كأعضاء في المجلس. أما إذا صار عدد الأعضاء 250 كما يطالب البعض، فهذه وصفة لشل المجلس بالكامل عن أخذ أي قرار.

مرة أخرى نؤكد، أننا لا نعني أن المجلس الحالي خال من العيوب، ولكنه يمكن القول أيضاً أنه (ليس بالإمكان أفضل مما كان) وهو إنتقالي على أي حال. وعليه أرى من الأفضل إبقاء المجلس كما هو ودعمه ومنحه المزيد من صلاحيات الحكم ونقل السلطة إليه تدريجياً وحثه على المزيد من الإنجازات وعلى رأسها تحقيق الأمن والإستقرار وتقديم الخدمات وإعادة المجرمين إلى السجون وإيجاد العمل للعاطلين وتشكيل مجلس الدستور بالطرق الممكنة مثل التوافق لإصدار مسودة الدستور وعرضه على الرأي العام لمناقشته، كذلك القيام بإجراء إحصاء للسكان وتحديد الدوائر الإنتخابية وبالتالي تهيئة الظروف لإجراء الإنتخابات وانبثاق الحكومة الديمقراطية المنتخبة.

أما وضع العراقيل أمام المجلس والسعي لتشكيل مجلس جديد، فبعد أربعة أشهر أخرى ستتكرر الحملة ضد المجلس الجديد ومن نفس الأشخاص الذين يعادون المجلس الحالي وسيطالبون بتبديله وهكذا إلى ما شاء الله. والغاية من كل هذه الحملة ضد المجلس هو إفشال المشروع الديمقراطي وإقناع أصحاب القرار في دول التحالف أن أفضل وسيلة لحل المشكلة العراقية هي العودة إلى صدام حسين أو من يشبهه وأن الشعب العراقي غير جدير بالديمقراطية ولا يستحقها.

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...
- عودة إلى مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد
- المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة
- خطاب مفتوح إلى مجلس الحكم الإنتقالي
- 14 تموز 1958.. ثورة أم إنقلاب؟
- الخراب البشري في العراق...أوضاع أغرب من الخيال


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - مجلس الحكم ضحية لنجاحاته