أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سعد هجرس - الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة















المزيد.....

الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تقافة "البرامج" لم تكن، حتى وقت قريب، من الأمور المألوفة فى الانتخابات التى تجرى فى مصر على كافة المستويات، سواء كانت انتخابات رئاسية أو برلمانية أو بلدية أو نقابية أو حتى فى الأندية الرياضية والروابط والجمعيات الأهلية.
ويعود هذا الغياب الطويل لأسباب متعددة، من بينها أن الأنتخابات ذاتها كانت غائبة أصلاً وإذا جرت فإنها ظلت تعانى من الافتقار إلى المصداقية نظراً للشكوك التى لها ما يبررها، فى عدم نزاهتها.
ثم أن القيود المتعددة الأشكال المفروضة على "التعددية" والتى تصل فى كثير من الأحيان إلى صور بالغة الفظاظة تحولها إلى مجرد ديكور ديموقراطى، تؤدى هى الأخرى إلى إلغاء الأساس الموضوعى لثقافة البرامج التى يفترض فيها أن تعبر عن رؤى متعددة بالضرورة.
فإذا أضفنا إلى ذلك تفشى الأمية الأبجدية، وضعف الثقافة السياسية، وذبول المشاركة الشعبية، واتساع نطاق العزوف الجماعى عن الاهتمام بالشأن العام، واستمرار رسوخ الانتماءات التقليدية القبلية والعشائرية والعائلية، والمتاجرة بالدين، وتديين السياسية وتسييس الدين، واستخدام سلاح المال فى شراء الذمم والضمائر وأصوات الناخبين.. لرأينا ألف سبب وسبب لغياب ثقافة البرامج أو على الأقل ضعفها الشديد عند احتكام المصريين إلى صناديق الاقتراع فى الانتخابات بأشكالها المختلفة، حيث تكون معايير الاختيار مبنية على اعتبارات كثيرة، آخرها المفاضلة بين برامج المرشحين.
ومع ذلك فإنه لا يمكن إنكار أن ثقافة البرامج قد اكتسبت قوة دافعة فى السنوات الأخيرة رغم كل المعوقات المشار إليها، وان هذا التطور حدث بدرجات متفاوتة فى مجالات مختلفة.
ومن حسن الحظ ان انتخابات نقابة الصحفيين كانت ولا تزال واحدة من اكثر هذه المجالات التى شهدت فيها ثقافة البرامج تطوراً ملحوظاً. ويعود هذا إلى أن عدد أعضاء نقابة الصحفيين محدود نسبياً، ويضم قطاعاً من النخبة المصرية المتعلمة والمثقفة هو الأكثر انفتاحا على الحداثة والأكثر تفاعلاً مع المستجدات العالمية والأقليمية.
ولذلك .. وجدنا أن معظم انتخابات نقابة الصحفيين فى السنوات الماضية اتخذت شكل صراع ساخن بين "برامج" تعكس تباينا فى وجهات النظر إلى طبيعة العمل النقابى بشكل عام ودور نقابة الصحفيين بشكل خاص، وطبيعة العلاقة بين الحكومة والنقابة ، والعلاقة بين السياسة والشئون المهنية البحتة فى نقابة هى بطبيعتها نقابة رأى إلى جانب أنها نقابة مهنية.
وبطبيعة الحال لم يكن هذا الصراع الذى يجرى داخل أسوار نقابة الصحفيين معزولاً عن مجمل المشهد السياسى فى المجتمع، بل كان يؤثر فيه ويتأثر به سلبا وايجابيا حسب الظروف وحسب موازين القوى.
لكن فى كل الأحوال .. ظل الصراع المشروع والصحى داخل نقابة الصحفيين يدور حول رؤى برامجية متباينة بوضوح.
وها نحن ندخل معمعان انتخابات ساخنة للجماعة الصحفية، ستجرى يوم السبت بعد القادم، الموافق 17 نوفمبر، ويشارك فيها عدد كبير جداً من المرشحين تجاوز ثمانين مرشحا يتنافسون على مقعد النقيب و12 مقعدا لأعضاء مجلس النقابة.
وكل واحد من هؤلاء المرشحين يخوض المعركة الأنتخابية مسلحاً بـ "برنامج"، ربما لأنه أصبح مستقراً فى ضمير الجماعة الصحفية أن من يخوض غمار هذا السباق دون برنامج واضح ومحدد المعالم يفتقر إلى الجدية.
وهذه مسألة إيجابية فى بلد لا يحتفى عموما بثقافة البرامج كما أسلفنا.
لكن الملفت للنظر فى هذه الانتخابات التى يجرى الاستعداد لها على قدم وساق أن برامج الثمانين مرشحاً تكاد تكون متطابقة من حيث المضمون حتى وأن اختلفت فى الصياغات.
فلا يوجد برنامج واحد – حسب علمنا – لا يتضمن مطالبة صريحة بإلغاءعقوبة الحبس وإلغاء جميع القوانين السالبة للحرية فى قضايا النشر.
ولا يوجد برنامج واحد لا يتضمن مطالبة بإصدار قانون ديموقراطى يضمن حق الصحفى، والمواطن المصرى، فى الحصول على المعلومات .
ولا يوجد برنامج واحد لا يتضمن مطالبة بتحسين أجور الصحفيين.
ولا يوجد برنامج واحد لا يتضمن مطالبة بثورة مهنية لتطوير مهارات الصحفى وتطوير مقومات مهنة الصحافة والتدريب المستمر للصحفيين.
ولا يوجد برنامج واحد لا يتضمن استهجاناً صريحا أو مبطنا لجعل نقابة الصحفيين "منزوعة من السياسة".
ولا يوجد برنامج واحد لا يتضمن بالمقابل استهجانا صريحا أو مبطنا لمحاولات تحويل النقابة إلى ساحة لتصفية الحسابات الحزبية.
أما الأختلافات بين البرامج فتدور حول تفاصيل وفروق "كمية" فى الأغلب الأعم، وليس على "مبادئ" كلية، على الأقل كما هو واضح من ظاهر الأوراق على حد التعبير القانونى.
وهذا يعنى أن مطالب الأغلبية الساحقة من الجماعة الصحفية أصبحت واضحة ومحددة وتحظى بما يشبه الاجماع، خاصة فيما يتعلق بالإجابة على سؤالى "الخبز" و "الحرية".
وهذه مفارقة تدعو إلى التفكير، حيث نحن إزاء برنامج "واحد" – من حيث الجوهر – و"تعددية" مفرطة فى عدد من يتوسمون فى أنفسهم القدرة على طرح هذا البرنامج، وهى تعددية يصحبها قدر من الاحتقان الذى يتجاوز أحيانا حدود سخونة المنافسة الانتخابية المألوفة والطبيعية والمشروعة.
هذه المفارقة تقودنا إلى ما أسميه بـ " ما قبل البرنامج" فاذا كان هناك ما يشبه الاجماع على المحاور الرئيسية للبرنامج السائد فى هذه الانتخابات الوشيكة، فإن "الفريضة الغائبة" هى بلورة الآليات الكفيلة بإعطاء هذا البرنامج نفحة الحياة، وخلق البيئة الحاضنة له.
وأعنى بذلك تحديداً الضرورة الملحة والعاجلة لإنهاء الحرب الأهلية الصحفية القائمة حالياً والتى تبعثر جهود الجماعة الصحفية وتحرف نضالها من أجل مطالبها العادلة إلى معارك جانبية الرابح الوحيد فيها هو حزب أعداء حرية الصحافة.
والمهمة العاجلة هى استعادة وحدة الجماعة الصحفية، على اختلاف مدارسها الفكرية والسياسية، وعلى تنوع مؤسساتها الصحفية قومية وحزبية وخاصة، بل تحويل هذا التنوع من سبب للفرقة والتناحر إلى مصدر للقوة.
المهمة العاجلة هى إعادة الاعتبار إلى لغة الحوار الراقى والمتحضر بين الصحفيين المصريين، بدلاً من التلاسن الهابط والمسف الذى لا يليق بقادة الرأى العام، فاختلاف الآراء والاجتهادات ليس عيباً، وإنما هو ميزة، بل العيب هو أن ندير هذه الاختلافات والخلافات بأساليب غوغائية غير واعية تغلب التناقضات الثانوية على التناقضات الرئسية وتغلب ما يفرقنا – وهو قليل – على ما يجمعنا، وهو الأكثر والأهم والأبقى.
المهم العاجلة هى إطفاء الحرائق التى أشعلها بعض الصغار بألاعيب الحسبة السياسية التى أيقضت الفتنة النائمة لحبس الصحفيين فى قضايا النشر، مما يتطلب تحركا سريعا ومنظما وحازما للتفاوض مع الدولة من أجل سحب هذه القضايا التى تسئ إلى نظام الحكم قبل أى أحد آخر، وتحرجه فى الداخل والخارج، على أمل ان يكون هذا الموقف – إذا ما حدث – بادرة لحسن النية ستقابلها الجماعة الصحفية بمبادرات ايجابية منها من أجل إحراز تقدم فيما يتعلق بباقى القضايا العالقة والتى تتضمنها برامج المرشحين، أو بالأحرى البرنامج الموحد للجماعة الصحفية.
وبدون ذلك ستبقى برامجنا حبراً على ورق وستبقى الدولة فى وضع لا تحسد عليه محليا عالمياً.
ويدفع الوطن الثمن.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم سلبيات تافهة وتجاوزات غير بريئة.. ألف مبروك للصحفيين .. ...
- الثورة الفرنسية .. الثانية
- نشرة حكومية .. لكنها تستحق الاحترام
- يومان داخل عرين -حلف شمال الأطلنطى- .. يا حفيظ!
- إنها الحرية .. يا غبى
- أيها المجتمع المدنى الكسيح .. كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
- جرثومة الكسل الاسلامية!
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !
- أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخ ...
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!


المزيد.....




- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سعد هجرس - الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة