أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - الفريق















المزيد.....

الفريق


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:23
المحور: الادب والفن
    



بين أحضان المدينة الصماء التي تحتضنهم مؤقتا يواصل الفريق لعنة الحياة اليومية ،يختصر المسافات المفترضة بين راهن واقع رديء، وآمال مستقبل غامض، بل وقاتم على كل المستويات .
وبين الأزقة يواصل الأربعة حياتهم اليومية في ملل خاص إلا من دفء علاقات راكموها منذ مايو الماضي في مدينة فاس التي احتضنت ابتساماتهم الأولى .
حين تسطع الشمس منادية بيوم جديد ترتسم نظرة بعيدة إلى عالم جديد، لكنه يبدو كالبارحة.:كافي أو تي هكذا تناديهم مضيفة خاصة في بناية تتجاوز طوابقها العشرة ،يصعد إليها في مصعد يصر على لعب لعبة المرآة ،حينها يبدو الشيب قد قارب شعر زكرياء وشاربه المعتق الذي بدأ يأخذ لونا خاصا متميزا،لكن الشارب يختزن فلسفة خاصة في الحياة تندد بشعار العطالة للجميع ولو كان يحمل ما يحمل صاحبة من معلومات في العلم والحياة .
وعلى عكس علامات الحزن الخاصة يحمل محمد بياض الأطلس القادم من أزرو، حينها وكما اعتاد في الغابة القريبة منه يرفع نظراه إلى الأعلى تماما كما ألف في طفولته وهو يتأمل ارتفاع أشجار الصنوبر في الغابة القريبة من بيته التي بدأت تفقد صمتا هادئا وروعة طبيعية خلابة من خلال احتجاجات قادمة من ينابيع بن صميم الخلابة التي تهافت عليها سماسرة الموارد الطبيعية ببلادنا .
يسود صمت مطبق بين الجميع، لعله استراحة هادئة من جراء تحول خاص قد يعفي الأقدام من طاقات ستحتاجها في منتصف النهار حين لا تكون موعد وجبة الغداء قد حلت.
لكن شرود محمد المعتاد وهو يقارن بين المصعد ودرج منزله في الأطلس تخترقه رنات خاصة تعيد له ابتسامة مختطفة إلى لحظات لاحقة ،إنه صوت الفوزية القادمة من ضجيج البيضاء وعالم نضال نساء ،إنها لا تتردد في ترديد : المساواة المساواة وترفض أن يتمتع البعض بهدوء افتقدته في طفولتها وسط صخب أزقة تكتظ ببشر يتنوعون عوالم مختلفة لكنها حدثتنا أن بعضهم لا يبدأ يومه إلا بعد التاسعة ليلا حينها يختفي البعض ويظهر البعض الآخر محاولا إثبات ذات مفقودة على أرض واقع مزور: أنا موجود موجود هنا هنا هنا لكن في أي مجال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد صدق أحدهم حين قال إن الدار البيضاء مخادعة، ومن أراد النجاة من خداعها فليخترق عوالمها الخاصة في الشوارع المخضبة بكل الفئات المهمشة في زمن لم يتحدد إلا مابعد منتصف الليل، حينها يكون للكتابة معنى في زمن هارب من اللامعنى .
يقترب المصعد من الوصول، مازالت مريم تتأمل رونقها الخارجي على المرآة التي توجد في المصعد، بينما شرع زكرياء في عد الأرقام المتتابعة ،ومن حسن حظه اليوم لم يقع خطأ في العد بعد أن كانت الأيام الأولى مرحلة تدريب على ركوب مصعد عمارة أثبتت سعادتها سيدة اسمها صوفيا بابتسامتها الهادئة المعهودة .
يصل الفريق للمقر المعهود يوميا والذي تتراكم داخله ملفات تختصر متاعب حياة أصحابها.
3
بعد استراحة خفيفة يعودون من حيث أتوا حاملين ملصقات وملفات وكتب محددين اتجاههم إلى أحد المؤسسات التعليمية.
مع المدخل الخاص يرحب بهم المدير شاكرا إياهم على مجهوداتهم الخاصة لرسم براءة خاصة على براءة بدأت تفقدالبراءة المعروفة منذ اللحظات الأولى لصرخة الحياة حيث أصبحت تعتبر الواجبات حقوقا.
الأطفال يتأملون القادمون الجدد، والقادمون الجدد يرصدون بعيونهم شغف وشغب المجموعة التي اختيرت بعناية لتكون حاملة لرسائل خاصة إلى أجيالهم ،حينها تردد مريم آه لو كنت مازلت طفلة صغيرة....لأستمتع باللعب والجلوس في مقعد الدراسة.......
يمر زمن قليل قبل هدوء القاعة الفسيحة ..مازالت فوزية تتأمل الصور التي علقت في القاعة، وعلاقتها بالطفولة والتربية..لكن حين يبدو عليها شرود من لوحة جميلة تضم ألوانا شيقة تناديها مريم إيذانا بانطلاق حصة جديدة يصر محمد بن رحمون على تقديمها بالتعريف بالفريق الذي يقول مازجا أنه ليس رياضيا كما اعتاد الصغار أن يقرنوا اللفظة بالرياضة .
يصفق الأطفال، لكن زكرياء بشعبيته الخاصة يحاول تكريس عرف بغير ذلك، مبررا أنهم ليسوا في مباراة لكرة القدم أو حفلة فنية .بعد دقائق تطرح فوزية سؤال ماهو الحق ؟يتيه الأطفال حول السؤال الصادم باحثين في رصيدهم الخاص عن كلمة ألفوا ترديدها كل يوم دون محاولة تدقيق تعريف لها ، وبالطبع ففي التعميم تضيع الحقيقة وعند التخصيص تظهر قدرة الشخص على التحديد والخروج من الغموض إلى الغامض ثم على الواضح.
قبل أن يواصل زكرياء سؤالا آخرا : وما علاقة الحق بالإنسان ؟
تواصل الأسئلة شق لعنتها ضد أطفال ألفوا مقررا خاصا، ودروسا مملة يتخيلونها عدوهم الأول من حيث أنها حسب زعمهم تقيد حريتهم في اللعب والحركة...
لكن فوزية تحاول تخفيف الأمور تعيد طرح الأسئلة بصيغة أخرى...تدب حيوية في الفصل بعد أن زرعت ابتسامتها سنابل وبهجة في أدمغة الأطفال الحاضرين التي استعادت حريتها في الكلام والحديث تلقائيا بحرية غير معهودة في البيت والمدرسة خاصة مع خرق الحقوق وقمعها من طرف الزملاء والأهل و...
تتعزز المعارف وتزداد المصطلحات إيضاحا مع توزيع كتب وكراسات تضم مختلف الحقوق كتابة ورسوما تعززها وتوضحها بشكل مبسط .
بعد ساعة يقترب الزمان الصباحي من نهايته اشتكى الأطفال فيها وحكى كل بتلقائية خاصة لفريق بظنونه لجنة تحقيق...
حينها كان بن رحمون يقول في نفسه : إذا أنصتنا لهؤلاء ودونا ملاحظاتهم فمن ينصت لخرق حقوقنا نحن في الصحة والسكن و.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع كلمة الوداع يعيد الفريق شكر الصغار والإدارة على الاستقبال الجيد ،وفي الطريق إلى المكان الآمن الذي يستقرون فيه، يتوقفون لتناول وجبة غذاء في حي شعبي محاولين تذكر طرائف حصة الصباح وحكايات الأطفال التي سجلوها على آلة تصوير خاصة ..
لكن وسط الذكريات ينهض محمد متذكرا أن موعد القطار الذي سيحمله لمدينته الهادئة التي عرف أنها بدأت تتعرض لتساقطات الثلوج وهو يقول: إلى الوداع يا أصدقائي لم تعد تفصلني إلا عشرة دقائق للوصول إلى المحطة
سألته زكرياء :هل تقريبا مثل عشرة دقائق التي قطعها فيها مسافة البارحة ليلا لرؤية صديقنا الذي على بالك ...................
ابتسم زكرياء للعشر دقائق، ودعوا بعضهم البعض على أساس اللقاء يوم الاثنين القادم للاستماع لتأملات شباب من مؤسسة أخرى حول حقوق الإنسان ..............



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلي السيد :النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطن ...
- دعاء
- حفريات الذاكرة من خلال رواية *رجال وكلاب *للروائي مصطفى الغت ...
- يا بحريي هيلا هيلا
- الانتخابات المغربية: دروس وعبر
- الأمن والمواطنة
- كرامة ضائعة
- أحزان بلا حدود
- عتبات -في انتظار الصباح-
- يورتريه الشهيد مهدي عامل
- الشباب والراهن :أية علاقة ؟
- ذكريات معلمة في الخليج كتاب يرصد التعليم بمدينة صحار بسلطنة ...
- فاس
- ربيع الصيف
- الهجرة في * موسم الهجرة إلى أي مكان* للمبدع محمد سعيد الريحا ...
- علي الصحراء
- علي و الصحراء
- البحر
- سلك احسن لك
- العاصفة


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - الفريق