أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!














المزيد.....

بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 10:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


اليوم نرى، في داخل القاعة في أنابوليس، رئيس الدولة المضيفة، صاحبة الدعوة، الرئيس بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ أمَّا من الرؤساء العرب فلن نرى غير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقد جاء إلى هنا، حيث "التمنِّي" هو خطاب الحضور العربي، طالباً دولة لشعبه، يريد لها أن تصبح حقيقة واقعة (في أساسها على الأقل) قبل أربعة أشهر من مغادرة بوش البيت الأبيض إلى الأبد.

ولسوف نرى غالبية الدول العربية حاضرة، ممثَّلةً في معظمها على مستوى وزاري؛ ولا شكَّ في أنَّ السعودية، الممثَّلة بوزير خارجيتها، ستكون نجم الحضور العربي، من غير أن نقلِّل من أهمية الحضور السوري وإن كان على مستوى نائب وزير الخارجية، ولا من أهمية مشاركة جامعة الدول العربية من خلال الأمين العام للجامعة عمرو موسى، الذي أكَّد أنَّ المشاركين العرب لن يَقْدِموا، في خلال هذا اليوم، على أي شيء يمكن أن يُفْهَم ويُفسَّر على أنَّه تخلٍّ، أو بداية تخلٍّ، عن مبدأ "التطبيع العربي"، وهو أن لا تطبيع في علاقة الدول العربية بإسرائيل إلاَّ "بعد" إنهاء احتلالها للأراضي العربية، فإذا كان لا بدَّ من شيء من التطبيع الآن، وفي أنابوليس، فليَكُن "تطبيعا شخصيا وبروتوكوليا"، لا يتعدَّى في معناه جلوس العرب في قاعة واحدة مع إسرائيل، يرونها وتراهم، يسمعونها وتسمعهم؛ ولكن من غير اجتماعات جانبية، أو محادثات مباشرة، أو مصافحة، أو ما يشبهها؛ ولا بأس من شيء من العبوس في بعض الوجوه العربية، فالحاجز النفسي أقوى من أن يُزال في أنابوليس.

هذا هو أنابوليس، أو بعضٌ من أهمِّه، كما سنراه اليوم بالعَيْن؛ ولكنَّ الأُذْن هي اليوم أهم بكثير من العَيْن، فلنستمع جيِّداً إلى ما سيقوله الخطباء الكبار.

لنستمع جيِّدا إلى المضيف، أي بوش ورايس، لعلَّه يجرؤ على أن يقول إنَّ "دولة فلسطين" ستقوم قبل مغادرته البيت الأبيض، وإنَّ مفاوضات الحل النهائي التي ستبدأ بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد "المؤتمر" يجب أن تنتهي في عهده وقبل بدء معركة انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. لنستمع إليه لعلَّه يؤكِّد أو ينفي وجود علاقة سببية بين الحل النهائي للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل وبين "رسالة الضمانات" التي سلَّمها إلى شارون من قبل.

ولنستمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لعلَّه يجرؤ على أن يستفزَّ مشاعر الحاضرين العرب مُعْلِناً على مسامعهم وفي وجودهم أن لا حلَّ ولا سلام قبل الاعتراف (الفلسطيني ثمَّ العربي) بإسرائيل "دولة يهودية"، أو "دولة للشعب اليهودي"، أو لعلَّه يجرؤ على أن يقف، في خطابه، موقفاً إيجابياً حقَّاً من "مبادرة السلام العربية".

ولنستمع إلى ممثِّل سورية لعلَّه يؤكِّد لنا أنَّ مفاوضات السلام مع إسرائيل ستبدأ بُعَيْد "المؤتمر"، أو في كانون الثاني المقبل، وأنَّ بدأها إنَّما هو "استئناف لها من حيث توقَّفت سنة 200".

ولنستمع إلى من يؤكِّد، عن العرب، أن لا تفريط عربيا في شروط "مبادرة السلام العربية" للسلام مع إسرائيل، كأنْ يقول على مسمع من الوفد الإسرائيلي وفي وجوده إنَّ رفع الاحتلال الإسرائيلي عن القدس الشرقية، وإنهاء السيادة الإسرائيلية عليها، هما شرط عربي للسلام مع إسرائيل بوصفها "دولة ليست بيهودية"، فإسرائيل بوصفها "دولة يهودية" إنَّما هي إسرائيل كما وردت في "قرار التقسيم".

إنَّ أسوأ نتيجة لـ "المؤتمر"، بالنسبة إلى الفلسطينيين والعرب، هي أن يُتَّفق، في نهايته، على إطلاق مفاوضات سلام "خادِعة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين السوريين والإسرائيليين، وأن تؤلَّف "لجنة عربية للمتابعة"، أي لمتابعة تلك المفاوضات، فيتمخَّض أنابوليس ليس عن سلام وإنَّما عن حرب جديدة للولايات المتحدة (وإسرائيل) تتمخَّض عن استكمال للانهيار في القوى التفاوضية لدى الفلسطينيين والعرب، وكأنَّ "الفرصة الأخيرة للسلام" لا تُغْتَنم على خير وجه إلا ببدء "مفاوضات سلام" تشق الطريق إلى حرب جديدة، يَخْرُج منها "المفاوِض الإسرائيلي" أكثر قوَّة، وأكثر تشدُّداً، بالتالي، في رفضه لما بقي لدى الفلسطينيين والعرب من شروط للسلام؛ أمَّا "المفاوِض العربي" فيكرِّر قوله البليغ "إنَّه مستمرٌ إلى الأبد في سعيه إلى اختبار النيَّات الإسرائيلية، وإلى قطع الشكِّ باليقين"، وكأنَّ النهار يحتاج إلى دليل!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار -قطع الشكِّ باليقين-!
- مجلس نواب يُمثِّل 560 ألف مواطن لا غير!
- يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!
- الانتخابات معنى ومبنى!
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية
- حتى ينجو الفلسطينيون من -مؤتمر الخريف-!
- صورتنا كما نراها في -مرآتنا الانتخابية-!
- الحرب إذا ما شنتها تركيا!
- أزمة أردوغان في شمال العراق!
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بعضٌ مما سنراه ونسمعه اليوم!