أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء العاشر















المزيد.....

سيرة بن سباهي ....الجزء العاشر


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 09:26
المحور: سيرة ذاتية
    


الحية التي لاتستطيع أن تغير جلدها تهلك .كذلك البشر الذين لايقدرون أن يغيروا آرائهم ,لايعدون بشرا....نيتشه ..فيلسوف ألماني

في الغرفة ينام معي الهواء الجامد الثقيل وروائح كريهة نوافذها دائمة الآغلاق لاتراها الشمس بالرغم من نظافة غرفة الدكتور..كنت ملتفا في بطانية خضراء يقسمها خطوط بيضاء على فراش قطني يتسيد على السرير الحديدي ..عيناي تقلب شمالا ويمينا وتشاهد بوسترات على جدار الغرقة ..(حمامة السلام والنجمة الخماسية والراية الحمراء والمنجل والمطرقه ) هذه الصور أتضح هي رموز للديانات المسيحية واليهوديه القديمة ..أتذكر والدي الذي يشتكي مني أمام عمامي في بيتنا الفقير ..أبني أدخل( نجمة داود ) في بيتنا ..ياله من حظ نحس ..أبقى مبهوت أمام جملة ..(نجمة داود) ..لا أعرف أفسر الآمر بحكم سني وتجربتي الصغيرة ..أقلب كتب (لينين) الحمراء ورايات الحمر التي في أطرافها نجمه خماسية ..لكن لم يكتب ..أسم( داود) ..كنت أقول مع نفسي هل يقصد (داود ) السمين جيراننا ..بسبب ممارستهم الدعارة السرية !!!..أحاكي نفسي في الليل الصامت ..أن( داود) دائما يهان من صبيان المنطقة بسبب نظرت الآحتقار من أهالينا الى بيتهم .. كان بيتهم الكبير والجميل والنظيف أمام بابه حديقة مسيجة بأسلاك ناعمه مشدودة على أوتاد خشبية قصيرة مثبتة على الآرض الطينية. يهين بيتنا الفلاحي !!...تقف سيارات كبيرة وصغيرة أمام بيتهم ..ينزل منها رجال ونساء بهندام نظيف وبوجوه ضاحكة حتى أحيانا ينقدوا بعض الدراهم الى داود وشقيقاته الصغيرات الجميلات قبل أن يدخلوا الى بيتهم..يبادر داود في الشراء لنا الحلقوم والكعك والمصقول الآبيض ومن السما الى أن يقضي على الدراهم ..كانت أفواهنا تلقم ذلك الطعم اللذيذ من دراهم الطفل المدلل ..ونحن نلعب سويتا زوروا المقنع أو نقلد أفلام كاري كوبر الكابوي ..نختفي في حفر الآرض لكي ننقض على العصابة القادمه بمسدساتنا من فك الخرفان ..كنت أمثل دور عنتر بن شداد بسيفي الخشبي أبارز الآعداء ..في الآماسي نعزف على طبلاتنا البلاستيكية ونرقص الهيوا الكويتية حتى نتنافس أمام بنات المنطقة في غنائنا الريفي التقليدي ..في الصباح نركض وراء سيارات المراحيض عادتا سواقها من الآرمن ..أولا يأتي رجل أحمر الوجه ..ينادي بأعلى صوته( ..نزاح ..نزاح ..) في حاراتنا وأزقتنا ودرابيننا الفقيرة ..أذ أتفق مع أحد البيوت ..تدخل سيارة على ظهرها برميل المراحيض الطويل وفي مؤخرتها حنفيه كبيرة ..نتبول في البرك وعلى جدران بيوت المنطقة مثلما تفعل الكلاب السائبة... نضحك على صورنا الشمسية ..كنت أنظر الى صورة جدي الشمسية السوداء بعقاله الجنوبي وبوجهه القاسي القسمات في صناديق أمي العتيقه.تقول لي أمي هذا جدك كان رجلا تخاف منه الرجال ..كان عريفا قاسيا في الجيش متزوجا من أمرأتين واحدة توفيت التي هي والدة أمي وشقيقاتها الآثنان وأخرى غليضة القلب تجاه أمي وشقيقاتها لآنها أنجبت ولد ..نشاكس ونعارك مع أولاد المحلات الجارة ..عندما يسرقوا من أسواقنا الشعبية الطماطة والفاكهة أو يتحارشوا ببنات حينا.. نحن دائما عرضة للعقاب الآبوي ..كانت تضاجعني أحد النساء صباحا التي تكبرني بعقد من السنين ..بعد ما تذهب أم زوجها الى السوق تمر الى بيتنا وتطلب من أمي أن أحرس زوجة أقربائي الذي يقاتل الكرد في الشمال ..أذهب مهرولا وأدخل البيت ..تطلب مني أن أقفل الباب الخارجي فأستجيب لذلك الطلب ...تنزع مني ثيابي المقلمة وتطرحني على الفراش الناعم وتلوج بي بوزن جسدها الثقيل ..هربت من ذلك الآمر في المرات القادمة بالرغم ألحاح أهلي أن أحافظ على زوجة الآقرباء في الحراسة ..أتضايق من ثقل جسدها وولوجها الجائع .......أستيقظت على حركة شغيلة المقر..خرجت الى المرافق الصحي المزدحم بالآوراق والبول السائح ..قوست يداي على شكل مراكب متلاصقة تحت صنابير ماء المغاسل الآسمنتية وغسلت وجهي الآسمر ..وقفت مع شغيلة المقر بصحني البلاستك الآخضر كي أخذ العدس والشاي من القدور الكبيرة ..بدأت مراجعاتي مع مسؤولي الحزب الكردي الى دائرة الجوازات ..لكن باءت بالفشل ..لآنهم يريدون كتاب محرر من قيادة الحزب الشيوعي العراقي يشير الكتاب بتزكية هذا الرجل ..أتصلوا الشيوعيون الكرد بقيادة الحزب الشيوعي العراقي حول التزكية أو الكتاب ..اعطوا لهم تفسيرات مبهمه ..لكن لا أعرف الآسباب كلما يفتح طريق يغلق بسرعة البارود المتفجر ..كم يخجلني شعوري ونحن صور تافهة,, كثيرا منا نبحث عن المتاعب ..في أحد المرات دخل علينا في غرفة مقر أربيل الملقب بالروسي بوجهه المتقلص والجاف ظل يدافع عن نفسه أمامنا بضمير راكد وأنف يصفر كبوق بلاستك ..دفاعاته تذكرك بالكراهية المغروزة به منذ الطفولة يغذي معارفه بالحقد والنذالة والكره المبطن أتجاه الآشياء التي لاتخدم مصالحه ..تركت وقائع الماضي والحاضر ..ركبت الى عينكاوه ..كنت أسير على الآراضي الآشورية التي سجل أسمها من مقطعين ..عمكا ..أباد وأصلها من العبري وهي عمكاباد ..ويرجع قدمها الى العهد الفرثي أو الساساني ..غزت هذه القرية التجارية من قبل المملكة الآشورية .أصبحت هذه القرية التجارية أمبراطورية في الديانه والتجارة .منازل عينكاوه الآن كبيره ونظيفة تذل بيوت وأحياء مدن أربيل الفقيرة ..وجوه سكناها صافية وهادئة وهندامهم يقلد الزي الآوربي ..ساحات ملاعبهم جميله ومحلاتهم وأسواقهم مرتبة غير مزدحمة ..بناتهم يرتدن الجنز الآمريكي أو التشيرت الملون الخضار يحيط مدينتهم ..تشتهر بالكنائس والآثار والهياكل القديمة ..منها كنيسة مار كوركيس ومزار مريم ومار عودا وهيكل مار يوحنا المعمدان وأثار حجر قبر .. أتمشى في هذه المدينة التاريخية ..تصادفت مع( شيرو)..أمام مركز الشرطة ..صاح علي ..قف أيها الرجل ..قبلنا بعضنا بشوق ..قال لي أين أنت ذاهب ..كنت أنظر الى شاربه الكث وجسده الضخم ..وعينيه الضاحكة ..قلت كنت أتجول في هذه المدينة هربت من زحمت المكائد والنفاق ..لكن ياشيرو لقد كبرت ..قال لي ..بعد خروجي من السجن في عام 88 رجعت أعمل في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني ..الآن أقود أمن المنطقة أو بالآحرى أنا أحد ضباط المنطقة ..سار بي الى بيتهم المقابل مركز الشرطة ..ونحن نتكلم عن يوم الشهيد في سجن أبي غريب .. يتبع



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة بن سباهي ....الجزء التاسع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن
- سيرة بن سباهي ....الجزء السابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء السادس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث
- سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني
- سيرة بن سباهي ..الجزء الآول
- ورقة من أوراق السير الذاتيه
- أوراق الطفولة
- أهل الشهداء ....ج
- أهل الشهداء ...ب
- ...أ..أهل الشهداء ....10
- أهل الآعدام ....9
- أهل النساء ....8
- أهل الطفوله ....7
- أهل القران ...6
- أهل المشايخ ...5
- ..ب ...أهل القيادة ..4


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء العاشر