أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العايف - المتقاعدون وقانونهم الجديد














المزيد.....

المتقاعدون وقانونهم الجديد


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 2110 - 2007 / 11 / 25 - 11:46
المحور: المجتمع المدني
    


أولئك الذين يقفون بطوابيرهم أمام المصارف الحكومية، مرة كل شهرين، بأجسادهم الهزيلة وغضون وجوههم التي مستها السنوات من اجل الحصول على مستحقاتهم التقاعدية، بعد عمر ابتلعته وظائف وأعمال اقل ما يقال انها كانت مضنية مملوءة بالمشقة والمخاطر والعذابات .. عسكريون عايشوا الموت في شعاب الأرض العراقية ، ومنهم من حمل ندوبا او عوقا مذ أيام الحروب الطويلة وسنواتها المتعاقبة المرة القاسية ، موظفات وموظفون عصف بهم الحصار وسنواته السوداء وخرجوا من دوائرهم بسمعة بيضاء نظيفة ناصعة..ورثة لمتقاعدين موتى أو قتلى أو مفقودين إلى الأبد ..وغيرهم. كانوا يأملون إنصافا في خريف أعمارهم وكانت أمانيهم معلقة بقانون التقاعد الجديد، وقد صدر مؤخرا وهو المعني بتنظيم شؤونهم وحلموا برفع غبنهم الطويل وإزاحة ستائر الحرمان عنهم فما هو حقا هذا القانون.. ؟ وما مدى استفادة المتقاعدين القدامى منه ؟؟ وهل هو بمستوى طموح الأغلبية منهم وهل فيه مخصصات خاصة مجزية لتلك السنوات التي بقيت خلفهم ولن يستعيدوها قطعا ، و هل يتناسب وغلاء الحياة الراهنة واسعارها الملتهبة ، وهل يحقق ميزة لهم مع صنوهم الموظف حاليا والذي سيتقاعد لاحقا؟ والاهم هل يحقق القانون العدالة والأنصاف للمتقاعدين ، خاصة الدرجات الدنيا من السلم الوظيفي ، وهم يعيشون مشكلات مختلفة أهمها الجانب الاقتصادي والاجتماعي والصحي، وفي زمن نأمل أن نبني فيه وطنا يعتمد على أسس العدالة الاجتماعية الإنسانية التي تحقق الرفاهية لمواطني العراق اعتمادا على ما يمتلكه من ثروات و خيرات والكثير من المعنين بالأمر الآن لديهم إطلاع وبينات واضحة ، وسبق لهم ان استخدموها ضد الأنظمة السابقة كورقة مهمة رابحة بهذا الشأن، وبالرغم من إن الارتفاعات الكبيرة في أسعار النفط حاليا كان يجب إن تصب في صالح الشعب العراقي ، ولتظهر أثارها في زيادة الدعم الحكومي لحاجات ومتطلبات العيش الكريم للمواطن العراقي .. إلا ان العكس هو الحاصل حيث ازدادت معاناة والآم العراقيين من الطفرات التي تشهدها تكاليف المعيشة لفئات اجتماعية واسعة ، و معاناة شريحة المتقاعدين تنبئ بالوضع العام الذي يعيشه باقي أفراد المجتمع العراقي ، والذي وصل معدل شرائح كثيرة منه بمستوى أو دون خط الفقر في مؤشر خطير على سوء وتخبط الوضع الاقتصادي والغلاء المعيشي في العراق ، و لايمكن الركون إلى واقع فيه راتب تقاعدي لا يحسب الأحوال المعيشية الصعبة الحالية ، وكان المفروض ان تصب مواد القانون في صالح المتقاعد الذي أنهكته الظروف الحالية وقد أفنى عمره ليخدم وطنه وأدى واجبه بحرص و إخلاص .. لذا فالمطلوب بناء رؤى وتطبيقات عملية لقاعدة اجتماعية واقتصادية سليمة لتنطلق من خلالها القوانين وتشريعاتها ، فلماذا يحرم المتقاعد من مخصصات الزوجية والأطفال مثلا ؟ وكيف يمكن ان يجاري راتب المتقاعد طفرات الأسعار الراهنة واللاحقة والتي تزداد بتواتر ؟..وهل ستتغير الرواتب التقاعدية كلما تغيرت أو اختلفت الظروف الاقتصادية؟ وهل ستجاري رواتب المتقاعدين نسب التضخم الراهنة ؟..وهل عالج القانون الجديد موضوع المتقاعدين القدامى بأنصاف وإهتمام وتقدير ؟ وهل يطبق على جميع موظفي الدولة ومنهم العسكريون ومنتسبو قوى الأمن الداخلي من الذين حولهم بريمر ((شحاذين)) يتقاضون الدفعات الشهرية ؟..وهل القانون الجديد سيسري على المتقاعدين القدامى؟ وهم خدموا الدولة وقاموا بنفس الواجبات ، والمتقاعدون القدامى تعرضوا لظروف صعبة وقاسية و أضطر بعضهم او اغلبهم الى بيع بيته او مقتنياته.. و الراتب التقاعدي في الواقع ليس منة من أحد لأنه أساسا قد تم أستقطاع نسبة كبيرة منه من راتب الموظف خلال سنوات خدمته.
كرة المتقاعدين الثقيلة آلآن في مرمى مجلس النواب العراقي الذي اعاد نائب رئيس الجمهورية الدكتور طارق الهاشمي القانون إليه بعد ان استخدم صلاحياته الدستورية ورفض التوقيع على القانون بصيغته الحالية ، بالنظر لعدم تحقيقه العدالة بين المتقاعدين كما ذكر الناطق الرسمي بأسمه .. فهل سينظر مجلس النواب العراقي في القانون وفي الملاحظات الكثيرة التي قيلت بشأنه وفي أسباب رفض التوقيع عليه؟ ؛ وهل سيضع مجلس النواب العراقي أمامه تساؤلات مشروعة طرحتها جمعيات المتقاعدين و المتقاعدون ذاتهم خاصة من الدرجات الوظيفية الدنيا الذين يشكلون ثلاثة ارباع المتقاعدين ولعلهم اكثر من ذلك ؟؟.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر الظل الراحل يرثي شاعراً رحل قبله ومختارات من اشعاره
- المسرح العربي والتأصيل
- الشاعر مصطفى عبد الله-الأجنبي الجميل- بين القصة والاوبريت*
- بشِأن قرار تقسيم العراق الى دويلات..!؟
- تلك المدينة..( الفيصلية) -2-
- تلك المدينة..(الفيصلية*) -1-
- شؤون العراقيين ووطنهم وشكاواهم
- الفنان التشكيليّ -هاشم تايه-:أعي أن جزءاً من خصوصيّة أيّ عمل ...
- واقع الحقوق والحريات في العراق خلال عام 2006
- مباحثات بغداد آلان او في المستقبل
- الكاتب -جاسم العايف--: سنبقى نلتفت للماضي بغضب..واشمئزاز من ...
- استذكار حزين ل-:يوم الصحفيين العراقيين
- ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع
- جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة
- -قاسم عبد الأمير عجام--:.. بعيدا عن الرثاء
- العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2
- الجماليات المسرحية.. بين التاريخ والآركيولوجيا
- الزاوية والمنظور:.. اتهام النقد .. دفاع القص


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جاسم العايف - المتقاعدون وقانونهم الجديد