أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - المعادلة














المزيد.....

المعادلة


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 11:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم الشكل المأساوى الذى احاط بإنتخابات نقابة الصحفيين المصريين ، إلا انها كشفت عن حقائق كثيرة ومتشابكة في الواقع الصحفى خاصة والمجتمع عامة .. وهى حقائق يجب أن تُدرس بعناية بدلاً من اللجوء للتبرير السهل والمعتاد بتزوير نتيجة الانتخابات . فالنتائج لم تزور ورغم ذلك فإن تزوير النتائج أهون بكثير من الظروف والملابسات التى فُرضت على النقابة خلال الفترة الأخيرة سواء من الدولة أو المعارضة أو الصحفيين أنفسهم الذين سمحوا لكل الاعتبارات أن تتحكم فى تشكيلهم النقابى دون اعتبار واحد وهو المصلحة النقابية والمهنية .
و الحقيقة الأولى تدور حول إصرار السلطة الحاكمة على السيطرة على قيادة مجلس النقابة بأى ثمن ممكن أن تدفعه وبحشد كل رجالها وحلفائها من المحسوبين على جبهة المعارضة .. وذلك بهدف حل المعادلة المعقدة التى قابلتها فى الفترة الأخيرة وهى كيفية تقويض الأصوات المناهضة لسياستها وخاصة فيما يخص التوريث دون الدخول فى مشهد تبدو فيه مقيدة للحريات المدنية بما يضيرها على المستوى الدولى ،ولم يكن أمام مفكري السلطة إلا اللجوء لوسيلة تمكنهم من فرض هذه القيود بأسلوب ظاهره لا يتعارض مع الحريات المدنية .. وذلك بالسيطرة على نقابة الصحفيين بعناصر تفعل ميثاق تحت اسم ميثاق الشرف الصحفى يضع الصحفيين تحت مقصلة التأديب طوال الوقت إذا ماتجاوزوا الخطوط الحمراء لمصالح السلطة .. ودون اضطرارها للجوء إلى المنع أو الاعتقال وهى الأساليب التى يمكن أن تضر بسمعتها على المستوى الدولى .
الحقيقة الثانية كشفت عن نجاح السلطة طوال السنوات الماضية من خلال علاقات وعمل تراكمى دؤوب لتدجين أحزاب المعارضة الملقبة بالشرعية الى أن جعلتها جزءا من مؤسساتها تدافع عن مصالح السلطة ليس دفاع الحليف ولكن كشريك فى المصالح وهو ما انعكس فى هذه الانتخابات التى كشفت عن تجييش منظم لأحزاب المعارضة وتحديداً قياداتها وراء عناصر السلطة فى نقابة الصحفيين وعلى رأسهم النقيب ، وامتد هذا التجييش ليشمل عناصر ذات تاريخ معارض ويشغلون مناصب ذات دخول عالية دفعوا ثمنها سيرهم فى هذا الركب وهو ما يفسر تحولقهم فى الفترة الأخيرة حول مفاهيم ارادوا تمريرها، باعتبارهم مفكرين، تساهم فى تمهيد الطريق للخطة الرسمية الجديدة مثل الحرية المسئولة ، والشرف الصحفى ، وحدود الكلمة... وغيرها من المعانى التى تبدو حقا ويراد بها باطل .
الحقيقة الثالثة.... خاصة بتركيبة المجلس السابق .. فرغم أنه شكل قلقاً غير بسيط للسلطة والمنتفعين من أصحاب الصحف ورؤساء مجالس الإدارات إلا أنه حمل فى سياساته ليس فقط عوامل فنائه وإنما الإضرار الشديد بالنقابة والعمل النقابى حيث تركز أداء المجلس السابق فى استخدام المواقف المعارضة ليس باعتبارها مبدأ وانما باعتبارها وسيلة للابقاء عليه فى التمثيل النقابى وهو ما فرض قيوداً على الاداء النقابى المهنى السياسى فى النقابة لضمان عدم تجاوزه حدود الحفاظ على المصالح الانتخابية لأعضاء المجلس ، وهو ما أدى ايضاً إلى ضياع مصالح العديد من الصحفيين المهنية تحت مظلة المواءمات والتوازنات التى فرضها المجلس السابق للحفاظ على مصالحه المحلقة بين وجاهة المعارضة ورضاء السلطة .. كل هذا ترتب عليه كراهية فطرية من غالبية الجمعية العمومية الصحفية لعناصر المجلس السابق من ناحية ومن ناحية أخرى أصاب فكرة قيادة النقابة بعناصر معارضة للسلطة ومن خارج المؤسسات الرسمية بضرر فادح .
الحقيقة الرابعة .. تجلت اثناء العملية الانتخابية وما سبقها من إعداد حيث تأكد توحد العناصر الموالية للسلطة والعناصر الرسمية والحلفاء المنتفعين، وراء موقف واختيار واضح واستطاعوا تجنب كل الخلافات و نجحوا فى حشد دعائى وراء مرشحين لهم فى مقابل تشرذم واضح فى الجبهة المناهضة للسلطة واسلوب انتخابى اعتمد على المؤامرات والتكتيكات الخبيثة ليس فى مواجهة الجبهة المواجهة لهم بقدر ما كانت بغرض تصفية بعضهم خوفاً من التـأثير على التصويت .. وهو ما يشير إلى توحد الجبهة الرسمية حول هدف عام يخص مصالحهم فى مقابل دوران العناصر المناوئة حول مصالح فردية أو حزبية شكلت أقوى سلاح تصفية لهم فى هذه الانتخابات .. وامتد ذلك حتى للتحالفات الأيدولوجية مثل التحالف الناصرى الإخوانى والذى شهد ملعبة هجمات متبادلة من المناورات والخيانات الغير مسبوقة .. اما العناصر الشيوعية فبحكم ضعفها العام فى المجتمع المصرى فإن مؤامراتها كانت همساً ودار معظمها حول نشر بعض الشائعات غير المفيدة .
الشيء الغريب فى هذه الانتخابات إن الصراع كله كان بين مصالح سياسية سواء حكومية أو معارضة وغاب عنها تماماً المصالح المهنية للصحفيين. وحتى عندما كانت تستخدم كانت تستخدم لمجرد الدعاية أما أصحابها فكانوا اعضاء رئيسين فى تربيطات السلطة أو المعارضة ، وهو ما أكده إخفاق العناصر التى اعتمدت على مخاطبة الصحفيين باعتبارهم اصحاب مصلحة مهنية فى الأختيار ، وبالطبع ساهم فى فرض هذه المناخ عاملان مهمان .. الأول... قدرة رؤساء الصحف على السيطرة على غالبية الصحفيين العاملين بصحفهم من خلال فرض مبدأ المصالح والهيمنة على مقدرات الدخول والتى لا تخضع لمعايير ثابته .. وهذا أيضاً ينسحب على الصحف الحزبية .
والعامل الثانى.... هو وجود عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات من غير الصحفيين وهم الموظفين والاداريين الذى استطاع البعض من رؤساء مجالس تحرير الصحف تمريرهم للنقابة وهى كتلة مرجحة لكثرة عددها والذى تجاوز الألف .
واخيراً يحضرنى حوار منذ أسابيع ربما يعبر عن الموقف ..عندما تقابل احد قيادات الاحزاب السياسية المعارضة مع أحد المرشحين الذين كانوا يعتمدون على التوجه للجماعة الصحفية من خلال مصالحها وليس من خلال تقسيماتها الايدولوجية، وسأله فى استنكار "أنت لايقف معك اليسار ولا الأخوان ولا الحكومة فكيف ستنجح فى الانتخابات؟"، العنصر الوحيد الذى لم تذكره القيادة الحزبية فى سؤالها هو " الصحفيين " تلك هى المعادلة .




#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحول التغيير الى ايدولوجية
- تراجع الاحزاب السياسية فى مصر وازدياد فى حركة الاحتجاج غير ا ...
- وماذا بعد ؟
- عائلة - باسيلى - تبيع صحة المصريين فى الاسواق العالمية
- تحذير من طلعت حرب للمصريين .... إما التغيير أو الفوضى
- شبح الانقسام والحراسة يخيم على نقابة الصحفيين المصريين
- فلتكن نقابة للصحفيين (2)...- كفاية دورتين
- فلتكن نقابة للصحفيين
- أنا فى عرضك يا كبير
- الصحفيون المصريون ما بين - فسادومتر - رجال الاعمال وحقوق الم ...
- مات القديس... مات الهلالى
- حضور ممثلى الحكومة احتفالات التجمع ، وغياب العناصر المعارضة ...
- جلسات اللجنة المركزية للتجمع اليسارى فى مصر .. ظاهرة ديمقراط ...
- فى مصر .. - حالة حوار - بين قبضايات الصحافة وازكياءها
- من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟
- متاهات
- حماية الدولة للاحتكار وراء كارثة الطيور فى مصر
- كحلي أورادك
- ايام اشتراكية فى القاهرة
- الأرض


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - المعادلة