أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !















المزيد.....

مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من كان منكم يعتقد ان امريكا ستترك العراق لاهله هكذا وببساطة ، وبعد كل الذي جرى ، هو على خلق من الطيبة الزائدة جدا وجدا وجدا !
من كان يعتقد ان قطع مشوار من الطريق سيكفل اختصار الطريق كله ، هو متعب قبل المسير ، وله نفس قصير يجعله يرحب باول استراحة آمنة يجدها امامه !
من كان منكم غير واثق من ان الاحتلال الامريكي للعراق ، والعمليه السياسية الجارية فيه هما وجهان لعملة واحدة هي الهيمنة والتقسيم برعاية امريكية ، عليه ان ينسى شيئا اسمه المقاومة !
من كان منكم يطبق مقولة ـ ما لا يدرك كله لا يترك جله ـ على صراع حياة وموت كالصراع الدائر في العراق فهو بحاجة الى اعادة تأهيل !
من كان لا يؤمن بان البقاء ليس للاقوى بطشا ومالا ، وانما للاصلب رؤية معرفية ، وعدلا ، واقداما ، والاخف عدة مادية ، واصلد عدة معنوية ، والاكثر دراية بتضاريس الميدان سياسيا وعسكريا زمانيا ومكانيا ـ تكتيكيا واستراتيجيا ـ واقتصاديا واجتماعيا وفكريا ، عليه ان ينخرط وبسرعة بصفوف مقاولي العملية السياسية ، مستغلا اقرب فرصة سانحة له ليعن صحوته وتوبته قبل ان يبخس حقه وتفقد صحوته قيمتها المرصودة !
لا صلح بين المحتلين والمقاومين ، ولا صلح بين المقاومين والمقاولين ، واذا حصل شيء من هذا فان كلمة صلح لا تصلح للتعبير عن المضمون الحاصل ، لانها ببساطة تعني انتقال طرف او جزء منه الى خندق الطرف الاخر ، اي ان كلمة صلح هنا هي مغالطة للتستر على خيانة ما او مساومة غير مشروعة حيث مازالت الاسباب الموجوبة لانطلاق الصراع قائمة ، وهي واقع الاحتلال وعمليته السياسية !

لقد حقق الاحتلال الامريكي نجاحا تكتيكيا واضحا خلال الفترة التي بدأت بزيادة قواته الميدانية واتباع نهج جر بعض الاطراف العشائرية للتعاون معه ـ مجالس الصحوة ـ بايجار الولاء مستغلين الخلافات المشتعلة بينها وبين ـ الواردين من انصار الجهاد ـ الذين ارتكبوا اخطاءا جسيمة في مناطقها ، اضافة الى النجاح الامريكي في تكريس الاشغال الطائفي في بغداد وجنوبها ، حتى وصلت اعداد النازحين والمهجرين والمهاجرين الى ارقام 5 ـ 7 مليون داخل وخارج العراق ، مما يعني اخلاء وعزل سكاني لمناطق باكملها من الاختلاط الطائفي وخاصة في بغداد والبصرة والحلة ومعظم مناطق جنوب العراق وشرقة ، ناهيك عما يجري في كركوك من اطلاق يد التطهير العرقي واشغال سكان مناطقها بمشاكل لا تقل اهمية عن مشاكل العزل السكاني في بغداد ، اضافة الى سياسة الاستقطاع لمناطق باكملها في الموصل وبعقوبة وصلاح الدين لمصلحة ميليشيات البارزاني والطالباني المتعاونة مع المحتل ومهماته الخاصة ، اضافة الى اطلاق يد ميليشيات بدر والدعوة وفرق موتها مع فرق المرتزقة ـ شركات الحماية الخاصة التي بلغ تعدادها ما يزيد على 30 الف مرتزق ـ لتهييض غبار الحرب الطائفية التي تدر على المحتلين درعا واقيا يعزز قوتها ويضعف قوة المقاومين ، وبها ايضا اعطبت المنابر المقاومة في التيار الصدري بعد اختراقها وقصقصت اجنحتها الشعبية المقاومة ، كما حصل في الديوانية وكربلاء ، بدعم واسناد من القوات الطائفية الحكومية وتغطية القوات الامريكية ، وهكذا الحال مع جماعة حزب الفضيلة في البصرة ، لقد ثبت ان تفجيرات سامراء الاولى والثانية كانت بتدبير مخابراتي امريكي ايراني وتنفيذ لفرق خاصة من المرتزقة مع تغطية من عناصر مغاوير الداخلية المخترقة ايرانيا ، وهذا بحد ذاته مؤشر على المصلحة المشتركة امريكيا وايرانيا على اشعال فتيل الحرب الطائفية !

كانت صحوة امريكية للاستفادة من دروس بيكر هملتون ومن سياسة الاحتواء المزدوج القديمة الجديدة التي تستدرج اطراف من المعارضين لتقاتل بهم المقاومين ثم ياتي دورها في احتواء الجميع ، حتى ان لجنة حل النزاعات الدولية غير الحكومية قد تشجعت ونصحت امريكا باتباع نفس الاسلوب مع التيار الصدري الذي يمثل حسب تقديرها القواعد الطبقية الشعبية الفقيرة وعدم المراهنة الكلية على جماعة الحكيم الذين يمثلون الطبقة الميسورة من التجار المرتبطين بايران !
ان تعريق الصراع اي جعله عراقي عراقي هو جوهر السياسة الامريكية الحالية ، حتى ان صدور القرار غير الملزم لمجلس الشيوخ الامريكي القاضي بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ـ شيعية ، سنية ،كردية ـ
جاء ليترجم المنحى الذي تسير عليه فحوى السياسة الامريكية في العراق جمهورية كانت ام ديمقراطية وما يؤكد هذه الفحوى هو اتفاق الحزبين على ضرورة النجاح في العراق ، اي بجعله مختلفا شكلا ومضمونا عن سابقه مما يتيح استثماره باقصى قوة لمصلحة الاستراتيجية الامريكية بعيدة المدى لانجاز ترتيبات الشرق الاوسط الجديد الذي تعتبره امريكا مفتاحا للحفاظ على مصالحها الحيوية في العالم ، اما موضوعة جدولة انسحاب القوات ومواعيدها ، واستبقاء قواعد ثابتة باتفاقات امنية طويلة او قصيرة المدى ، وغيرها من الجزئيات والتفاصيل فهناك اجتهادات امريكية مختلفة حولها ، كخلاف كلنتون مع سابقه بوش الاب من موضوع العراق ذاته !


كل هذا قد حصل ويحصل ، ولم تتجاوز المقاومة العراقية نقاط ضعفها الكامنة بغياب وحدتها وانحساراشكال نضالها ، وغياب الاستراتيجية البرنامجية لديها ، اي العمل نظريا وتطبيقيا وميدانيا من اجل اقامة اوسع جبهة وطنية شعبية لدحر الاحتلال واقامة عراق مقاوم لكل اشكال التقسيم والتفكيك والتبعية والضعف ، عراق ، الوطن الواحد ، والشعب الواحد ، والامل الواحد بالبناء والسلم والتنمية الديمقراطية الفعلية ، بحيث تقلب السحر على الساحر، اي توسع دائرتها وتضيق الخناق على دائرة المنخرطين في عملية الاحتلال السياسية ، الذي يحصل الان هو العكس تماما ، مع انه تتزايد موضوعيا فرص التحام اوسع قاعدة شعبية حول موضوعة المقاومة وخاصة بعد ان تجرع شعبنا الويل كل الويل بهذه السنوات الخمس العجاف ، ولم يعد ينتظر العراقيين شيئا غير المصائب الجديدة ، فما كانوا يوعدون الناس به تبين انه السراب بعينه ، فلا الانتخابات او الدستور وفدرالياته او الحكومة الدائمة او نقل السيادة كانت مخارجا او رحمة بل نقمة مابعدها نقمة ، فالخراب والفرار الجماعي هو النتيجة التي اوصلنا اليها الاحتلال وجلاوزته ، وما تزايد الرفض الشعبي لقانون النفط والغاز الجديد والهبة الشعبية بوجه مشروع الفدراليات التقسيمي ، والمعارضة الشعبية لمحاولات الزمر الباغية الطالبانية والبارزانية لافتعال حرب اهلية في كركوك الا دلائل على التململ المتزايد الذي سيؤدي لو احسن استثماره لثورة شعبية عارمة تدك معاقل المنطقة الخضراء ومن يحميها ، ان الفشل المطبق في تحقيق اي مكسب فعلي يمس حياة الناس وامنهم ومعيشتهم وخدماتهم ومستقبلهم يجب ان يكون حافزا قويا تستند عليه المقاومة في مجال تنظيمها وتجنيدها لابناء شعبنا وليس العكس !
اما الاستجابة لدعوات المحتلين واعوانهم التي تنبع من واقع الضعف كله ، للتوصل الى تسويات ومساومات وتحاصصات رخيصة فهي بمثابة رمي طوق النجاة لهم وتزكيتهم بما لا تجوز التزكية فيه ، فمن يتنازل عن مقاومته لا يحق له ان يزكي احدا حتى نفسه !

في خضم ال
سياتي اليوم الذي لا تستبقي امريكا من قواتها سوى 25 ـ 50 الف في العراق
سيغادر بوش وطاقمه البيت الابيض الى غير رجعة بعد عام ونيف ، من الان ، وسيأتي رئيس جديد ، بطلعة جديدة ،



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!
- الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
- الطواعين !
- 11 سبتمبر حقيقي في العراق !
- زيارة الامبراطور الاخيرة !
- لا مجتمع مدني حقيقي في ظل الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الع ...
- لينين يحث الشعب العراقي على مقاومة المحتلين !
- نوري المالكي خادم الاحتلالين !
- القرن امريكي !
- الحلم الامبراطوري الكوني الامريكي حقيقة ام وهم ؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !