أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة














المزيد.....

نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التشيّــع و الفـــتح المـــغولي
أدى الصراع العباسي مع الدول الشيعية ، البويهيون في الشرق و الفاطميون في الغرب و الحمدانيون في الشمال و القرامطة في الجزيرة العربية ، و هم يتبعون المذهب الإسماعيلي ، أدى هذا الصراع إلى توتر العلاقة بين الدولة العباسية و الشيعة و عودة عهود الاضطهاد ، و كانت السلطة "العباسية" ذات الطابع المذهبي السني ، تتحيز ضد الشيعة عند نشوب فتنة أو حدوث مشكلة مذهبية ، و قد شهدت بغداد بعضا من هذه الفتن و التي كانت تتحول إلى ما يشبه المذابح .
إن من يظن أن عهود الظلام في الإسلام بدأت مع الفتح المغولي ، يخطئ حتما ، فالأحداث التاريخية التي شهدها العالم الإسلامي خلال القرن الخامس و السادس الهجريين ـ الثاني عشر و الثالث عشر ميلاديين ـ تدل على تصاعد التعصب الديني و المذهبي و انحسار سيطرة "الإسلام العقلي" المتمثل في الشيعة و المعتزلة و فئة من السُّنّة "ابن رشد مثالا" ، و كانت الخلافة العباسية تعيش حالة رهيبة من الانحلال الخلقي و إهمال واجبات السلطة ، و الخليفة لم يكن له همّ سوى الجواري و الغلمان و مقارعة الخمر و قمع الشعب الفقير للاستمرار في الحكم .
هنا و في بداية القرن السابع الهجري ، الثالث عشر الميلادي ، ظهر فاتح هز اسمه و اسم جيوشه التاريخ ، فعلى الرقعة الممتدة من شمال الصين حيث البادية الواسعة ، استطاع قائد مغمور اسمه "TIMU CHIN" و المعروف بلقب "جنكيزخان" ، أن يوحد القبائل المغولية من "مغول" و "تاتار" و "نايمن" و "المركيت" و هاجم الدول و الإمبراطوريات المحيطة بهم ، و خلال عشرين سنة فقط ، أنشأ إمبراطورية ممتدة من النصف الشمالي للصين و حتى شمــال إيران و حدود أوروبا الشرقية .
و خلال خمسين سنة الأخرى توجهت أنظار المغول نحو منطقة الشرق الأوسط ، خصوصا و بعد أن تسبب سلطان "خوارزم" في حرب مع المغول دمرت مملكته و إلى الأبد ، و من هذه المرحلة و ما بعدها ، بدأ احتكاك الشرق الإسلامي بالمغول ، و من ضمنهم الشيعة طبعا ، إن الشيعة اتهموا من قبل السنة بأنهم هم من جلب المغول و دعاهم لتدمير الخلافة العباسية ، و الحقيقة أن المغول كانوا ينوون أصلا أن يفتحوا بلدان الشرق الأوسط ، بدون أن يدعوهم أحد ، و لكن تبقى الحقيقة التي تقول : أنه لو لا الفتح المـغولي لما استعاد الشيعة جزءا كبيرا من حريتهم ، خصوصا و أن المغول ، خصوصا "جنكيزخان" ، كانوا يؤمنون بحرية العبادة و المعتقد ، و هو أمر لم يعتده العالم الإسلامي ـ إلا من استثناءات نادرة ـ و بالتالي كان حق إعلان الدين و العقيدة مكفولا للجميع ، و الشيعة من بينهم.
الملاحظ أن للشيعة أبحاثا و دراسات تتعلق بهذا الموضوع ، و من جملة ذلك ما كتبه الشيخ "عــلي الكَوراني" بعنوان "الشيعة هم من رد المغول" و البحث منشور على موقع منتدى البحرين ، و الحقيقة أن الأبحاث التي يصدرها كلا الطرفين ، السني و الشيعي ، لا تعدوا أن تكون أبحاثا مصممة مسبقا ، للدفاع أو الهجوم على صاحب العقيدة المخالفة ، و ليست بحوثا تاريخية تهدف إلى الإحاطة بتاريخ تلك الفترة ، المشكلة الأخرى فهذه الأبحاث هي أن الطرف السني مثلا يُصر على نظرية المؤامرة "الشيعية ـ المغولية" ، مع أن المد المغولي اكتسح جلّ العالم القديم و دون نظريات مؤامرة ، و المشكلة الأخرى أن الشيعة تعاملوا مع هذه "التهمة"! تعاملا ينطلق من عقدة "الشعور بالنقص" ، بالتالي يقوم باحثوهم بإنكار حقيقة الاستفادة الشيعية من قوانين "الحرية الدينية" التي قام المغول بتطبيقها ، و أنا شخصيا لا أرى في ذلك تهمة أو سبة ، من هنا انطلق الشيعة القدماء ، و يبدو أنهم لم يأبهوا لمزاعم الخصوم على عكس الشيعة في عصرنا ، فأكدوا : أن الكـــافر العـادل خـــــــير من المسلم الظـــــالم" ، و هو مبدأ كان موجودا في صلب العقيدة الشيعية ، لكنه أصبح أكثر وضوحا بعد الحريات الجديدة ، لكن هذا طبعا لا يعني أن الحال استمر كذلك ، إذ سرعان ما أصيب حكام المغول و أباطرتهم بأمراض المسلمين ، إذ تنافس الطرفان "السني ـ الشيعي" في إقناع السلطة بالقبول بنظريتها ، و كان الحــــكم المــغولي "الوثني" أفضل من ذلك الإسلامي ، إذ كان طرفا محايدا على الأقل.
غير أن الحكم المغولي لم يدم أكثر من قرن و نصف ، في هذه المنطقة ، و تفتت السلطة المركزية و ضعفت أكثر فأكثر ، فأصبحت السلطات في ظل المماليك و إلى حين ظهور الامبراطوريتين "العثمانية" و "الصفوية" ، مجرد حكومات محلية ضعيفة لا تهتم إلا بجباية "الضرائب" و الولاء الشكلي أو الرمزي.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل المسلم الحلقة الثانية
- نقد العقل المسلم الحلقة الأولى
- حول برنامج -المصالحة- أو -التوافق العراقي-
- الدين سلاح ذو حدّين!!
- العراق و -جاره الصالح-
- الولايات المتحدة و -المالكي- و -المؤامرة الأخيرة-
- زيارة الرئيس -بوش-.. تقوية المركز العراقي.
- من الشيعة من هو عالة على -التشيُّع-!!
- -كردستان العراق-.. شريعة السراديب و الكهوف
- حماس: الزرقاوي شهيد الأُمّة!!
- -اجتثاث البعث- بين الفرد و المجتمع
- -علي الوردي- و المجتمع الكردي
- السلطات العراقية و مصطلحات -البعث-
- -البعث الكردي- .. و أقبح دكتاتورية في التاريخ !!.
- العراق .. ليس دولة عربية .. بل إنسانية
- سجن الصنم
- -الإرهاب- حاكما و معارضا
- صراع الهويات الكاذبة..
- -أكاذيب.. موروثة-
- التحالف الكردستاني و إدارة -المطاعم-!!


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة