أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر














المزيد.....

كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جبال كردستان ووديانها وشعابها وأشجارها الوارفة وانهارها وهضابها وسهولها بقيت هذه الأرض الطيبة على مدى عقود منصرمة ساحة مكشوفة لدراما اجتماعية وسياسية وعسكرية وداهمها ليل معتم طويل خيمت فيه المعانات والظلم . وبعد ان وجد السلام طريقه الى هذه الربوع ، أثبت الشعب الكردي انه ليس شعباً محارباً شجاعاً في ساحات الوغى فحسب إنما هو شعب مثابر قادر على البناء والتعمير ويعشق السلام والتعايش مع الآخرين وفق المعايير الأنسانية السامية .
إن واحة كردستان الوارفة لم تأت بضربة عصا سحرية إنما كانت ثماراً لنضال طويل خاضه الشعب الكردي لعقود طويلة صعبة وكانت قيادته تتجسد في شخصية المرحوم ملا مصطفى البارزاني ( 1903 ـ 1979 ) حيث استطاع ان ينهض بقضية شعبه ويخرجها من غياهب الأهمال والنسيان السياسي ، ومن مجاهلها التضاريسية في كهوف وشعاب ووديان الى المنابر الدولية والى واجهات الأخبار والاعلام ،
لقد اخرجها من المحيط الأقليمي في دائرة تجاذبات الدول المحيطة تركيا وأيران والعراق ، الى فضاء السياسة الدولية لتفرض نفسها في إطار شعب سلبت حقوقه في حق تقرير مصيره .
الملفت للأهتمام ان تركيا ترغب ان تظهر بثوبها العلماني المعاصر وتستفيد من التكنولوجيا الغربية ، وتحاول الولوج في العائلة الأوروبية لتكون عضواً فيها والتي تشترط اولاً مراعاة حقوق الأقليات القومية والدينية من كل الملل والنحل . لكنها من جانب آخر تغمض عيونها عن المطلوب منها في مجال حقوق الأنسان . إن سجل تركيا الأتاتوركية في التعامل مع الأقليات الدينية والعرقية ليس نقياً ولا تريد أيلاء انتباه انظار المجتمع الدولي الى ماضيها القريب ، إنها انهت وجود 3 ملايين مسيحي من أرمن ويونانيين وآشوريين وكلدانيين ، سواء عن طريق الأبادة الجماعية او الترحيل . وإن نزعتها القومية ألغت الكوزموبوليتانية التي كانت مزدهرة في ظل الأمبراطورية العثمانية وعوضتها بالأنتمائية التركية تحت ذريعة خلق انسجام قومي ، وكان هذا الأنسجام على حساب صهر وتذويب كل القوميات في بودقة القومية التركية ، وهي لا تزال تأبى ان تهضم مفردة اسمها كردستان وهناك شعب كردي يريد ان يكون له مكان على الخارطة الدولية وبين أمم الأرض .
إن كانت تركيا تتعمد في تهميش الدور الكردي والقيادة الكردية في اقليم كردستان بالذات فإنها ستقع في خطأ سياسي كبير ، فالمسألة لم تعد قيام بجولة عسكرية في اراضي دولة جارة دون حسيب او رقيب ، فاليوم اقليم كردستان العراق بات ثقلاً سياسياً واقتصادياً يحسب له حساب في المعادلة الدولية ، وها هي اميركا تتباهى في نجاح تجربتها في كردستان العراق وتعثرها في مناطق العراق الأخرى ، وها هي القيادة الكردية تحرص على وحدة العراق ولم تسع الى الأنفصال عنه ، وكما كان يزعم التيار القومي العربي ، فكردستان جزء من العراق ، وتشترك بالعملية السياسية العراقية بكل ثقلها .
إن تركيا التي تؤرقها مشكلة الأقليات إن كان في ماضيها القريب ، وإن كان في الوقت الحاضر ، عليها ان تراعي المنطق المعاصر في حل معضلة الأقليات فالعقلانية والديمقراطية هما السبيل السوي لحل هذه المشاكل . لم تفلح تركيا بالقضاء على حزب العمال الكردي التركي لمدة 25 سنة ، لأنها كانت تلجأ الى الحلول العسكرية والقمع ، واليوم بإصرار تركيا على وضع ملف حزب العمال الكردستاني التركي في إطاره العسكري البحت سوف يعيد المنطقة الى مسلسل الحروب الذي اثبت ان لاطائل من ورائه وسوف يعقد المسألة أكثر ، وبهذا الصدد يقول السيد نيجرفان البارزاني رئيس وزراء أقليم كردستان :
دعوني اكون واضحاً بأن حكومة إقليم كردستان العراق مستعدة تماماً وسوف تظل مستعدة لأيجاد حل طويل الأجل لهذه المشكلة ولهذا الهدف نقترح إجراء محادثات بين أنقرة وبغداد وأربيل وواشنطن .. ولا يستطيع أي طرف ان يجد لها حلاً من نفسه وسوف نجلس في أي وقت مع أي أحد يسعى الى حل دبلوماسي متفاوض عليه .
في مقال سابق أشرت الى ضرورة إشراك القيادة الكردية في اقليم كردستان العراق إن كانت تركيا تريد وضع حل سلمي مشرف للمشكلة ، إن اشراك القيادة الكردية في هذه المفاوضات يعني سلوك الطريق الصحيح ، إذ كيف يمكن لتركيا ان تتجاهل دور القيادة الكردية وقيادة مسعود البارزاني بالذات إن كان على الساحة الكردية او على الساحة السياسية العراقية عامة ؟
إن أقليم كردستان اليوم يحتضن التنوع العراقي ويشكل واحة خضراء وارفة لا يقبل ظمأ وقساوة التصحر .
فمنذ 1991 بات هذا الأقليم رقعة آمنة دأبها السلام والأمان والبناء وبعد نيسان 2003 تعزز هذا الكيان وبات الشعب الكردي يخوض بهمة ونشاط تجربة الديمقراطية والبناء والتعمير ، ولم تعدد المنطقة تتحمل تبعات الأعتداءات والأجتياحات العسكرية ، ولا يمكن ان تشكل كردستان بعد اليوم مسرحاً للمعارك بين جهات متصارعة ، وبدلاً من المعارك العسكرية يمكن اللجوء الى الطرق الدبلوماسية لحلحلة الوضع مهما كان معقداً ، أما من يريد النيل من كردستان وتجربتها فلا أعتقد أن بإمكانه ذلك فالوضع اليوم يختلف عما كانت عليه الأوضاع يوم وإدت جمهورية مهاباد الكردية في مهدها وذلك عام 1946 م .
اليوم كردستان حديقة وارفة وينبغي ان يزدهر خضارها ولم يعد للتصحر منفذاً لاجتياحها .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلاق فضائية كلدانية هل يغدو الحلم حقيقة ؟
- المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان والعاهل السعودي ( ...
- فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش
- شكراً للأستاذ نوري المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا ال ...
- تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني
- إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
- عيد سعيد يا مليار مسلم
- أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
- الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب
- كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر