أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - المشهد العربي قبل مؤتمر أنابوليس















المزيد.....

المشهد العربي قبل مؤتمر أنابوليس


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2107 - 2007 / 11 / 22 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


سال صحفي إسرائيل الرئيس المصري بعد لقائه مع ألمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي عما إذا كانت مصر تقوم بما يكفي لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة ، ثارت ثائرة حسني مبارك ورفض التشكيك بالتزام مصر نحو حماية أمن إسرائيل وإنها تبذل كل ما بوسعها لمنع المتسللين عبر الأنفاق التي تهرب إضافة إلى الأسلحة الكثير من الأغذية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة أمام صمت عربي ودولي ، وكأن العالم قرر ضمنيا تطبيق حكم الإعدام بشكل جماعي على شعب يسكن قطعة أرض رؤوا أنه لم يعد يليق بهذا العالم ، كما أشار ألمرت في اللقاء الصحفي مع حسني إلى التعاون الوثيق بين جهازي الاستخبارات في البلدين ، فهل نستطيع أن نخمن حول من موجه هذا التعاون؟

مصر منذ حكم حسني مبارك لها أصبحت مشوهة المعالم ، فلا أحد يستطيع أن يحدد ما هي هويتها وما انتمائها وإلى من هي تنحاز ، هذه الدولة المسخ الذي تقوم بكل ما هو مضر بالأمة العربية وتساوم بحقوقها المشروعة لأجل مكاسب فردية له أو لأسرته ولتأمين الكرسي لولده من بعده أصبحت عالة وبؤرة ضعف تنشر كل هذا الوهن إلى أرجاء الوطن العربي ، بل صارت بعض دول الخليج بالنسبة لمصر تلتزم بعروبتها وقيمها وهذا ولا شك يعني أقصى أنواع الانحدار السياسي المصري .
حسني مبارك يعلم أن المؤتمر المزمع انعقاده في ظرف الأسبوع القادم لن يأتي بأية نتيجة إيجابية ، وهذا ما صرح به وزير خارجيته قبل فترة ، إلا أنه عاد وقال في المؤتمر الصحفي الأخير بأنه لا مكان للتشاؤم وجزم بأن المؤتمر لن يفشل وأن حدث أي سوء فهذا يعني وجود بعض العقبات ألتي يمكن تجاوزها ، وهذا الأسلوب الذي أعتدنا عليه من مصر ما هو إلا أسلوب ابتزاز رخيص عملت عليه السياسة المصرية لأجل مكاسب مادية لا يرى الشعب المصري منها أي شيء ثم تبذل رأيها بشكل جذري لصالح الجهة الأمريكية الإسرائيلية ،وعلنا ودليل للانحياز المطلق نتذكر برقيتين أرسلها حسني في وقت واحد إلى شارون وإلى صدام حسين يهنئ الأول بفوزه بالانتخابات ويحذر الثاني من عدم الالتزام بالقرارات الدولية ، فمصر أكثر دولة استفادت مما جرى للعراق منذ بداية التسعينات من القرن المنصرم وحتى الآن ، وهي تواصل الاستفادة كعادتها من القضية الفلسطينية التي ترفض وبشكل جنوني أن ينقل ملفها إلى أي دولة عربية أخرى حتى وأن كانت السعودية التي حاولت مؤخرا أن تضع يدها في هذا الأمر إلا أنه وسرعان ما تم إقصائها ، أن فلسطين بالنسبة لحسني مبارك كنز لا ينضب من العوائد المادية ومن الدعم الغير منتهي لنظامه .

هذه مصر التي ترك لها الأمر على الغارب والتي أخذتنا معها إلى زمن ملعون والتي هي مرسال مبتذل للسياسة الأمريكية ، فهي تضع كل ثقلها مع طرف فلسطيني ضد آخر وهي تنحاز بشكل واضح أيضا لطرف لبناني ضد الآخر وتشكك بكل من لا يكون في صف واشنطن وتصر على إقصائه وترفض أية حلول وسط على غرار لهجة رايس التي صرحت علانية بأنه لا مجال للتوافق في البنان وأن حدث هذا التوافق فهي لن تقف مكتوفة اليدين ، هذه اللهجة الوقحة نحو إصرار إدخال لبنان إلى دائرة الدول التي تسبح بحمد واشنطن وانجرار تيارها في لبنان خلفها هو أمر مخيف جدا على دولة هشة تعيش على واقع طائفي مستعد أن يشتعل في أية لحظة .

ينقسم اللبنانيون إلى قسمين ، أحدهما أمريكي ويسير على خطاها بكل ثبات والآخر إيراني سوري ، ومشكلتهم الحالية التي تسبب كل هذا التوتر هي عن كيفية اختيار رئيس للدولة ، ولو كانت هذه الأطراف لا تتبع سادتها على حساب دولتهم لتم وبكل سهولة اختيار العماد ميشيل عون الذي يمثل أكثرية مسيحية والمعروف بمواقفه ضد سوريا وضد إسرائيل والذي يبدوا أنه الأكثر انتماءً إلى لبنان ، لكن مشكلة الطرف الأمريكي لا تقف عند هذا الحد ، فهي وعلى ما يبدوا أنه لديها التزامات قسرية عليها أن تنفذها بشأن المقاومة اللبنانية وهي أحد الشروط الأمريكية التي ترى في حزب الله آخر جيوب المقاومة المزعجة لإسرائيل والتي أثبت هذه المقاومة قوتها وصلابتها بشكل لم يكن أحد يتصوره .

أمر حزب الله هو أمر غاية في التعقيد ، إذ لا يمكن لنا أن نسمى هذا الحزب مقاومة شعبية لأنه مقتصر على ولاء مذهبي ويعلن مرجعيته إلى قم في إيران وينحاز إلى سياستها بشكل كبير وعلني ، بل أنه أحد قادتها كتب مقالة مؤخرا يحرض ظهران ضد عرب الأهواز وأنه يجب قمعهم بقوة في حال حدوث أي عدوان على إيران بينما نراه لا يتخذ مثل هذا الموقف في العراق وهناك تقارير تنشر بين الحين والآخر عن وجود تعاون وثيق بين ميليشيات الموت الشيعية والتي تمارس القتل على الهوية في العراق وبين حزب الله في وقت أن هذه المليشيات الشيعية العراقية تنتمي إلى أحزاب هي على علاقة حميمة مع الولايات المتحدة الأمريكية المحتلة للعراق .

هذا الخلط الكبير والمربك لحزب الله في سياستها هو صورة طبق الأصل لسياسة إيران مع أمريكا وفي المنطقة إذ تبدوا لنا طهران وعبر عملائها في العراق جد متعاونة مع واشنطن بينما خطابها الرسمي متشنج ضد كل من يتعامل مع أمريكا حتى أن أعلامها المعرب لا يتوقف عن التشكيك في العرب وبأنهم مجرد عملاء ، وكانت آخر الاستطلاعات المضحكة لذاك الإعلام الموجه حول ما مدى رغبة الدول العربية في التدخل لفك الحصار عن غزة ، وطبعا جاءت النتيجة عالية بأن العرب لن يتدخلوا ، لكن ماذا عن إيران "الإسلامية" ولماذا هي وحتى الآن لم تفعل شيء حيال هذا الأمر ! .
لكن هذا لا يستدعي وبكل الأحوال القضاء على هذا الحزب الذي ومهما كان هو يقف شوكة في حلق العدو الأول لنا والذي لو أراد العرب لاستفادوا من وجوده على أرض الميدان وعلى ظهر طاولات التفاوض ، ولكن أيا من العرب يريد ذلك ! أنه يسبب لهم أرق شديد بمجرد خروج أمينه العام للتحدث وكأنهم لا يريدون أي شيء يذكر الشعوب العربية بالمقاومة والنضال وأخذ الحق بالقوة .

وعودة إلى المؤتمر الذي يضج الإعلام الدولي حوله وكأنه أول مؤتمر يعقد حول القضية الفلسطينية والذي يحاط بآمال كبيرة خاصة إذا رابنا حجم الدول التي ستشارك بها ومن ضمنها كل الدول العربية التي سيعقد وزراء خارجيتها مؤتمرهم ليقرروا حضروهم من عدمه ، وطبعا هم سيحضرون أو سيجرون لا فرق إلى هذا المؤتمر ، إلا سوريا التي وحتى الآن لم تدعى إلى هذا المؤتمر وكأنه لا أراضي محتلة لها وكأنها لا تعيش في هذه المنطقة المشتعلة من كل جهاتها ، والحجة بأن سوريا لا ترغب بالسلام وأنها تدخل في لبنان ، بينما الصحيح بأن سوريا تريد حقها كاملا وأن لبنان مزروع في خاصرتها ولن تسمح أبدا _ إلا أن أصيب ساستها بحالة هذيان _ بتسليمها إلى عدوها الضمني أو الصريح ، فسوريا ورغم رعونة مواقفها والتي تمثلت لنا مؤخرا في موقفها الضعيف من قيام الطيران الإسرائيلي بغارة في عمق أراضيها ، إلا أنها تمسك بآخر ما يمكن الإمساك به من مبادئ لم يعد يعترف بها كل القادة العرب.
وسوريا لن تخسر الكثير أن هي لم تحضر هذا المؤتمر إلا في حالة رغبتها في الظهور الإعلامي ، أما دون ذلك فما الذي سيجعل إسرائيل تقدم أي شيء للعرب ماداموا بكل هذا الضعف والابتذال و رخص مواقفهم التي يمكن تغيرها بمكالمة هاتفية من أصغر موظف في وزارة الخارجية الأمريكية .

العرب لا يريدون أن يتعلموا بأن ما أؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وبأن الضعيف لا يفاوض بل يتلقى الأوامر وينفذ .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأن جلد ظهرك وأخذ مالك
- لن أبقى وحيدا أقاوم
- ماذا لو أضفنا هذا البند إلى مبادرة الرئيس
- وصار إنفصال الجنوبي اليمني واقعا
- هل يحكم اليمن بلطجي ؟
- سعر الرغيف ورأس الرئيس
- ألزمي حدودك
- أنا لست مستعدا أن أضحى بدمي من أجل الوطن
- هل له أن يبالي بما سيقوله التاريخ عنه .
- ايران هي لعنة الشيطان على العرب
- حتى لا تنتحر حماس
- مسجد الصالح ، منجزات الصالح ، حرب الصالح
- بركة بول النبي ورضاعة الكبير
- بيان علماء السلطان
- اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها
- المصافحة الأكثر حرارة دائما هي من نصيب بوش
- علمانية تركيا أم عثمانيتها
- ومن موريتانيا - ربما - يأتي المدد
- باجمال لن ننساك ... ولن نتذكرك
- على ضفاف قمة الأنظمة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بكر أحمد - المشهد العربي قبل مؤتمر أنابوليس