أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!














المزيد.....

يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 12:03
المحور: المجتمع المدني
    


هنيئاً، أو لِنَقُل هنيئاً مريئاً، للفائزين؛ أمَّا الفاشلون، أو الخاسرون، أو الراسبون، فنسأل الله أن يُلهمهم الصبر والسلوان، وأن يعينهم على عَلْقَم الختام، وهو تَقَبُّل تعازي المعزِّين.
لقد فاز من فاز من المرشَّحين، ونتمنى للشعب، أو المجتمع، أو الوطن، أن يفوز هو في الانتخابات النيابية المقبلة، فالله قادر على كل شيء.

لقد انتخبنا مجلسا نيابيا "جديدا"، وكأنَّ "الجديد" هو القديم وقد لبس لبوساً جديداً في حربه على كل ما هو جديد حقاً. وإنَّكَ لتحتاج إلى عين مجهرية حتى تقدر أن ترى "الجديد" في المجلس النيابي الجديد، فالوجوه الجديدة من شباب وكهول وشيوخ وهرِمون، ومن نساء، ليست، في حدِّ ذاتها، بدليل على أن الانتخابات قد تمخضت عن مجلس نيابي جديد، فتمييز الجديد من القديم في المجالس النيابية إنَّما يستلزم معايير ومقاييس وموازين مختلفة، في مقدَّمها القوانين والأنظمة والطرائق التي بحسبها أجريت الانتخابات النيابية، وما أُنْجِز حتى الآن من "بنية تحتية ديمقراطية" لتلك الانتخابات.

"الانتخابات"، في حدِّ ذاتها، إنَّما تشبه "سيَّارة" تشتريها، لتستعملها في مكان ليس فيه بعد طرقات، وغير ذلك مما تشتمل عليه "البنية التحتية" للسير. إنها، في حدَّ ذاتها، ليست من الأهمية بمكان؛ وكان ممكنا وضروريا ومفيدا أن يُقرَّر جعلها "آجلة"، وجَعْل إنشاء وتطوير "بنية تحتية ديمقراطية" لها مهمة "عاجلة"، فالعجلة هناك من الشيطان، ويَصْدُق فيها القول "كل حثيث مكيث"؛ أمًَّا هنا فهي الشرط الأولي لتطوُّر ديمقراطي طبيعي، نجني فيه من العنب عنبا.

تجربتنا في الحياة البرلمانية علَّمتنا أنَّ في مقدورنا العيش، والعيش زمنا طويلا، بلا برلمان، وأنَّ البرلمان في وجوده يؤكِّد في استمرار عجزه عن تذكيرنا بوجوده.

في الأمس كان خمر؛ أمَّا اليوم فأمر، أي يجب أن يكون كذلك. في الأمس ازدهرت "الوعود"، فليس من مرشَّح لم يَعِد ناخبيه، الصادقين منهم وغير الصادقين، بأن يخلُق لهم "صخرة" لن يقوى غيره على حملها؛ وليس من مرشَّح فائز لا يقول لناخبيه، اليوم، بيده هذه المرة وليس بلسانه، إنَّ عَظَمَتِه تكمن في كونه قد خلق لهم "صخرة" لا يقدر حتى هو أن يحملها، فكيف له، وهو فرد، أن يفي بوعد يتحدَّى جماعات سياسية منظَّمة أن تفي به؟!

كل وعد كان وعدا بإنجاز مهمة تنوء بحملها الجبال؛ ومع ذلك لم يَعْجَز هذا الفرد عن أن ينفث في رُوع كل من توقَّع أن يكون له ناخبا أنَّ "المهمة" أتته منقادة إليه تجرجر أذيالها، ولم تك تصلح إلاَّ له، ولم يك يصلح إلاَّ لها!

لقد وعدوا، ووعدوا؛ وها هو الواقع، وبدءاً من اليوم التالي، يتحداهم أن يفوا ولو بنزرٍ من وعودهم؛ وها هو كل واعِدٍ منهم كالفُقَّاعة، وُخِزَت بإبرة، فانفقأت.

"الانتخابات" ليست بذات أهمية الآن، فقبلها، ومن أجل أن تجرى مستقبلا، وأن تجري رياحها بما تشتهي سفينة الديمقراطية، كان لا بد من استنفاد مرحلة انتقالية، تتحوَّل فيها كل قيم ومبادئ الحياة الديمقراطية إلى حَبٍّ نبذره، فيَكْثُر ويتكاثر "الديمقراطيون" في مجتمعنا؛ لأنَّ حجم الديمقراطية من حجم الديمقراطيين. كان لا بد من التأسيس لحياة حزبية (لا تشبه الموت) فيمارِس المواطنون، أفرادا وجماعات، حقوقهم وحرِّياتهم السياسية والديمقراطية كافة حتى نرى "الحزبية"، وعيا وثقافة وعملا وولاء.. وعصبية، تعلو، ولا يُعلى عليها.

إنَّها "الجذور" لحياة ديمقراطية، فكيف للانتخابات العامة أن تكون اليد التي بها نقطف ثمار شجرة الديمقراطية إذا ما غرسناها وهي مقطوعة الجذور؟!

وأحسب أنَّ اتِّخاذ الانتخابات عربةً، نضعها أمام الفَرَس، هو ما أنْتَج مرشَّحاً، اسْتَعْظًَم نفسه، فقال في شعار حملته الانتخابية "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات معنى ومبنى!
- هذا الخيار التفاوضي الجديد!
- لا اعتراف بها بوصفها -دولة يهودية-!
- الزهار في حضرة عرفات!
- الكَوْن -المطَّاطي-!
- -الثلاثون من شباط-.. ليس ب -سياسة-!
- -انحناء الزمان المكان-.. بعيداً عن الميثولوجيا!
- إشارات إلى -اختراق كبير-!
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية
- حتى ينجو الفلسطينيون من -مؤتمر الخريف-!
- صورتنا كما نراها في -مرآتنا الانتخابية-!
- الحرب إذا ما شنتها تركيا!
- أزمة أردوغان في شمال العراق!
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - يوم تكون -الوعود- كالعهن المنفوش!