أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - ما بين الأمومة... والأنوثة














المزيد.....

ما بين الأمومة... والأنوثة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 10:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأمومة غريزة تتغلغل في نسغ الأنثى وحنايا روحها منذ بدء التكوين..
تراها لا تجد لها سعادة إن لم تحقق تلك الغريزة لتفرغها عاطفة لا حدود لها من خلال أبناء تهبهم من الحياة والحب ما لا يقدر على وصفه الشعراء والأدباء والرسل.
هذه الأمومة مكمن سرُ تلك العواطف الرقيقة، والأحاسيس المرهفة في تعاملها مع الحياة بكل أبعادها، أمومة تجعلها تنسى ذاتها لمجرد إنتاش بذرة الجنين في رحم هو بيت حياة البشرية.
تنسى ذاتها فور سماعها الصرخة الأولى من حنجرة ستجدد ألقها الأنثوي- الأمومي ...لتغدو معها الأمومة والأنوثة ترنيمة عذبة الألحان والأنغام ...
لكن واقع الحياة قد يأخذ هذه الأم باتجاهات ربما لم تتوقعها، أو لا ترضاها في مسيرة حياتها الزوجية والتي فيها من مشاكل بعضها مستعصية على الحل، ربما تنتهي بالانفصال أو الطلاق، أو عندما يفعل القدر فعله( وفاة الزوج) لتجد هذه المرأة- الأم نفسها أمام امتحان عسير لأمومتها وأنوثتها في آنٍ معاً( لا سيما إذا كانت صغيرة السن)، امتحان فيه من القسوة المركبة والمشاعر المتناقضة والمتصارعة في داخلها بين أنوثة وشباب من حقها أن تحياهما، ورسالة أمومة عليها تحملها بما فيها من مسؤولية وواجب تجاه أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا للحياة بمحض إرادة الأبوين، ليأتي القدر والواقع ويلعبا دورهما في اختيارات شائكة ومريرة، إضافةً للدور الكبير والهام الذي يلعبه المجتمع في تقييد خيارات المرأة، بما يحمله من موروث قيمي- تقليدي يحرم المرأة الكثير من حقوقها بشكل آلي- تلقائي، بينما يمنحها بذات الطريقة للرجل، كالزواج بعد الانفصال عن الشريك أو وفاته، ما يعد من أكبر الكبائر التي تقترفها المرأة حتى لمجرد التفكير فيها، فهي محكومة بالسجن الأبدي داخل قفص أمومتها من جهة، والوفاء الأزلي للراحل دون الاكتراث لما قد تعانيه من شعور بالوحدة والغربة، حكم اجتماعي ظالم ومجحف بحق المرأة من حيث التعامل مع أنوثتها وإنسانيتها.
أليست كائناً ذا شعور وروح...؟ هل وقف أحد ما ولو لبرهة صغيرة وفكر بمشاعر وأحاسيس هذه الإنسانة، وبالعمر الآتي- الشيخوخة- الذي ستكون فيه وحيدة لا أحد يمسح دمعتها، ولا يربت على كتفها بحنو، ولا يشاركها ليالي الوحدة المريرة، وبرودتها...؟ لا سيما بعد أن يكبر الأولاد ويبدأ كل منهم مسيرة حياته الخاصة بعيداً عن الأم..؟؟؟
بأيّ حق ينصب المجتمع نفسه قاضياً وحكماً على حياة إنسانة ذنبها الوحيد أنها فقدت التواصل مع شريكها( طلاق، وفاة) لا سيما وأن الموروث الديني لم يمنع المرأة من تكرار التجربة، لا بل بالعكس يعتبره أمراً واجباً، حتى لا تقع المرأة في المعصية... وباعتقادي أن النظر لهذا الجانب من الموضوع ليس بالقليل، وهو أمر إيجابي، لكن هناك فصل فاحش بين الموروث الديني، والاجتماعي القيمي يفرض على المرأة خيارين لا ثالث لهما:
أولاً- إما أن تصغي الأم لمشاعر أنوثتها ورغبتها في حياة أخرى وتتزوج، تاركة مسؤولية الأبناء إما على الأب وزوجته الجديدة في حالة الطلاق، أو على الأهل في حالة وفاة الزوج. وهذا الخيار مع أنه حق لها شرعاً وقانوناً، إلاّ أنه يسحق أمومتها الأولى- حيث يتنكر لها حتى الأبناء- لتتفاعل مع أمومة جديدة لأبناء آخرين.
ثانياً- وإما أن تلوذ بمشاعرها صمتاً لا يمكنها البوح بها، وتختار أمومتها رسالة تفتخر وتعتز بها للوصول بأبنائها شواطئ الحياة والمستقبل المزهر لهم، لتكون وبعد أن أدت رسالتها قد سحقت أنوثتها وحقها في الحياة، هذا الحق الذي لا تشعر به إلاّ بعد أن يرحل الأبناء لدروب حياتهم الجديدة بحكم تطور الطبيعة، فإذا ما أحسنوا التعامل معها قد تنسى ما خسرت من أنوثة ومشاعر، لكن إذا حملوا من العقوق في تعاملهم معها عبر أنانية تجعلها تأسى على عمر مضى وكأنه هباءً منثورا. ولكن بعد فوات الفرص والأوان.
وعلى الغالب يكون الخيار الثاني هو الأسمى لدى معظم النساء بحكم العاطفة والأمومة من جهة، وبحكم الموروث والتقاليد والحياء الأنثوي الذي يلعب دوراً غير قليل في هذا الخيار.
ماذا يمكننا أن نقول أو أن نفعل تجاه هذه الحالة، وتجاه ذاك المصير..؟
إنها حالة خاصة تعيشها المرأة، ولا أحد سواها يستطيع أن يقدر عواقب الأمور، أو أن يعبر عما في داخلها من أزمات وأنّات وآهات... في أيٍ من الخيار ين السابقين، ولا أعتقد أنه من حق أحدٍ التدخل في أمر حساس وشائك كهذا، فهي وحدها من يحق له أن يقرر وبحرية داخلية بحتة.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكتئاب عند المرأة- محاضرة
- العانس... والحياة
- ما وراء ظاهرة التسرب المدرسي
- لنُصغِ لآرائهم
- الأخوة... بين الحب والشجار
- الأبناء... ما بعد الطلاق *
- تميز المرأة... نعمة .. أم نقمة..؟؟؟!!!
- ورشات ومؤتمرات لا متناهية..لطفولة بائسة ومهمشة.
- الالتزام والنقد و... الآخر
- أخلاقيات الفرد هي الأصل
- الشباب ومعضلة السكن
- المعوَق ... والمجتمع
- عندما يكون الخوف نعشاً للحرية.
- شرف المرأة بين سندان القانون.. ومطرقة المجتمع
- الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
- حوار الأديان الثلاث بدمشق
- نحن والسلطة.... والآخر
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - ما بين الأمومة... والأنوثة