أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - بعض ظاهرات الإعاقة في الحياة العربية















المزيد.....

بعض ظاهرات الإعاقة في الحياة العربية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أوجع تعذيب للعقل ويمض الغيارى على الكرامة العربية، مبعثه اختلال المنطق الناظم للوجود العربي، خاصة ما يتجلى على الساحة الفلسطينية. فمنطق الوجود يقول بأن لكل جهد مبذول غاية ونتيجة، ويقول أيضاً أن إرادة البقاء لدى الكائن الحي تقاوم عوامل الفناء. والقاعدتان مغيبتان في مجمل الحياة العربية، وفي الثقافة القومية العربية بطبيعة الحال. ويتجلى اختلال المنطق في التيار السائد في الثقافة الفلسطينية، والذي يتجلى لدى مقاربة تعقيدات الحالة الفلسطينية على وجه الخصوص.
انقسمت التفسيرات لتناقضات الواقع العربي بين المؤامرات الأجنبية والقصور الذاتي الذي يذهب به الشطط حد إلباس العرب والمسلمين عاهة لا فكاك منها. العرب ينتقلون من التجزئة إلى التشظي إزاء التحديات المهلكة بينما العالم يتجه بخطى ثابتة نحو التوحد. في العالم العربي ـ كما تؤكد تقارير الأمم المتحدة كل عام ـ أعلى نسبة من الأمية ومن انتهاكات حقوق الإنسان، بينما وعى المنورون الأوائل قبل مائتي عام اقتران آفة العجز والتخلف بالجهل والأمية. وفي العالم العربي أسوأ نظام تعليمي وتربوي، نظام يؤهل الأجيال لانتظار التعليمات ويرهنها للماضي، وهذا باعتراف جميع المؤتمرات العربية وكبار خبراء التربية العرب. وتنزف الموازنات العربية من الهدر جراء أعلى نسبة للفساد المالي الكاشف لخراب الذمم، وفق الإحصاءات الدولية، إذ يعادل ما يستنزفه الفساد الإداري وغياب المحاسبة من الثروة القومية ثلث ما يستنزفه الفساد العالمي كله. في العالم العربي البائس يقترن ما يوصف بالصحوة الإسلامية بأعلى معدلات الجريمة والفساد والاختلالات الاجتماعية والثقافية. تقدم الجماهير على أسخى التضحيات في نضالات تقاد نحو الهزيمة والانتكاس وتهدد بخطر تصفية القضية. المتفجرات تحصد الناس بالجملة في أكثر من بلد عربي ويتهدد المصير الكارثي كل المجتمعات العربية في مختلف بلدانها، ضمن خطة تستهدف إغراق الساحة العربية في الفوضى المدمرة ومصادرة سيادتها الوطنية والقومية. الأخطار ماثلة ويتحدث صراحة عنها مدبروها ممن يسخرونها في استراتيجيتهم الكونية، وما من وقفة عز توقف التردي وتمنع الفوضى المدمرة. والحالة الفلسطينية جزء من حالة التردي العربي العام.

أليس من الغريب والمستهجن أن يتردد في أوساط قيادة حماس أن التغيير في غزة تم بمعزل عن القيادة السياسية، وأحيانا يعترف على استحياء بتسرب بعض المعلومات الغامضة عن التخطيط للانقلاب لهذه القيادة؟! البعض ينفي انفراد القيادة العسكرية بقرار الانقلاب في غزة. حسنا ، لكننا سمعنا مرارا من أفواه القيادات السياسية لمختلف الفصائل المشاركة في العنف المسلح أنهم ينتظرون بيان القيادة العسكرية!! بينما كل طلقة تخرج من فوهة بندقية يجب أن تنطلق بقرار سياسي. والقيادة السياسية هي التي تقرر. وعندما أعلن اشترك الجبهة الشعبية بالعمل المسلح بقي القائد الخالد ابو علي مصطفى يداوم في مكتبه!! فعلى من يسوقون الحيل؟!..
فسر البعض تنقل القضية المأساة إلى الملهاة فالمتاهة، بتجربة القيادة الفاشلة للقضية. لكن العقل لم يزل معذبا بالحيرة لاقتصار الخلل بالقيادة، ذلك أن "القوى الديمقراطية الفلسطينية"، المطالبة تاريخيا بقيادة التغيير، بقيت "الغائب الأكبر عن مسرح الأحداث". فمن غيبها؟ أم كانت مجرد شاهد على التداعيات، أو شاهد مشافش حاجة؟ حقا يفتقد البدر في الليلة الظلماء! والفجوة عميقة بين نضج الظروف الموضوعية للتغيير التقدمي وبين نضج القوى الذاتية المؤهلة لإنجاز التغيير التقدمي. والفجوة ثقافة وعي زائف توسعها وتعمقها الأنشطة الثقافية للعولمة وتوابعها الصغار.
اكتسبت القوى الديمقراطية اسمها من المهمة التاريخية الملقاة على عاتقها موضوعيا، والهدف الذي استشرفته لوجودها. فالديمقراطية إحدى أوجه عملية التغيير التقدمي، و تلتحم عضويا بالتحرر والتنمية. وتتجسد الديمقراطية اولاً في استنهاض الجماهير نحو تحرك شعبي فاعل ضمن هيئات مدنية ومنظمات أهلية ومؤسسات نقابية، تقترن خلالها الممارسة بالتثقيف والتربية السياسية والتنوير وشحن الناس بالأمل وتوعية الجماهير بقوتها المغيرة للواقع والحارسة لعملية التغيير التقدمي. وترتهن فاعلية التيار الديمقراطي بالقدرة على إدراك الواقع وإدارة حركة الجماهير الواعية لواقعها المتعين وضرورات تغييره. ولعل تجربة المد الجماهيري إبان النهوض العارم في مرحلة تحطيم النظام الكولنيالي ثم انحساره وتصفية منجزات عملية النهوض تبين خطر اقتصار النشاط وسط الجماهير على الحماس دون الوعي بالواقعية السياسية. وعندما تركن الجماهير للاستسلام للخيبة نتيجة الانتكاسات المتتالية فالمحنة تفضح تقصير قوى الديمقراطية، ولو أنها لم تتسلم دفة القيادة. العلاقة جدلية بين وعي الجماهير لمهمتها التاريخية وبين قيادة القوى الديمقراطية، كما يتجلى في مثال أمريكا اللاتينية. ينبغي أن لا يغيب عن الذاكرة أن القوى الديمقراطية في قارة أمريكا اللاتينية عندما انبرت لمهمة التغيير سالكة درب الانتخابات الديمقراطية كان التغيير يتم في العالم العربي عبر الانقلابات العسكرية، أو التنظيمات شبه العسكرية، ويدار النظام المتولد عن الانقلاب وفق النظم والترتيبات الأمنية.

يتحقق التقدم عندما تدرك الجماهير أن برامج علمية توجه قضاياها. آنذاك تمنح ثقتها لقوى التخطيط والتنظيم العلميين. ولم تنجز هذه السيرورة، للأسف ، على الساحة الفلسطينية. يترتب على القوى الديمقراطية ما هو أوسع من الموقف النقدي. لو استلهمت الفصائل السياسية المصلحة الوطنية لما انحدرت العلاقة فيما بينها إلى صدام تناحري.
من جملة التناقضات الممزِقة للعالم العربي، والتي تبلغ حد الإعاقة يبرز تناقض بين توجه يقصر العطب العربي على عامل المؤامرات الخارجية، وتوجه نقيض يلقي اللوم كله على عجز ذاتي مزمن. هي ثنائية على غرار الثنائيات التي تستثني بعضها بعضاً، تلك الناظمة للتفكير التقليدي. مدرسة المؤامرة الخارجية أغفلت كليا أوجه القصور في بنية النظم والسياسات العربية والإسلامية. غيبت هذه الأوجه وأنكرت وجودها، كأنّ الحياة العربية ـ الإسلامية لم تشهد مرحلة ظلامية امتدت عدة قرون قبل نشوء الامبريالية وغزواتها الكولنيالية ثم قيام نظام العولمة. ألم تداهمنا الغزوات الأجنبية من استعمار واستيطان وعولمة في ظل وجود بائس متخلف عاجز عن تحدي الغزو، بعكس ما جرى أبان الحروب الصليبية؟
ومن الجانب المضاد نرى الليبراليين الجدد المبهورين بنمط الحياة الأمريكية، والمتيمين بديمقراطيتها يركزون على التخلف المتجذر في الدين ( لا قبله ولا بعده)، وينفون مسئولية المؤامرات الأجنبية عن تجميد الفكر الديني ومقاومة الإصلاح، فأوصلت حال الأمة إلى حضيض الامتهان والضياع. الليبرالية تسفه أي إشارة لمؤمرات خارجية حيكت وتحاك ضد العالم العربي، وتسخر من "نظرية المؤامرة"، في تواطؤ تام مع المؤامرات.
واقع التجربة المرة يؤكد أن المؤامرات الخارجية نجحت وحققت أغراضها في ظل التخلف العربي، كما تواصل التخلف بتأثير المؤامرات الخارجية. لكن التفكير المنقطع عن التجربة العملية محكوم على الدوام بثنائيات الخير والشر، الصالح والطالح، النور يقابله الظلام، وكذلك ثنائية ملائكة وشياطين، وعالم الإسلام ضد عالم الكفر، العالم العلوي والعالم السفلي، والتفاؤل ضد التطير والعلمانية نقيض الإسلام. هي ثنائيات في نظر معتقديها لا تتبدل ولا تتغير. والمعتقدات هي نتاج بساطة الحياة الاجتماعية في حقبة عاشتها المجتمعات الإنسانية ومنها العربية. لكن الحياة تتعقد وتغدو تقييماتها مركبة، والآن تبدو أكثر تعقيدا، إذ تبرز الظاهرة الواحدة بأكثر من وجه، وكذلك الأحداث أو المجموعات البشرية وحتى الفرد. ولم تعد الثنائيات مؤهلة للحكم على وقائع الحياة الدولية، ولا تنسجم مع قانون الوحدة والتناقض كعلاقة رابطة بين الظواهر والاتجاهات والتيارات الجارية على مسرح العالم. تتطلب الحياة المركبة فكراً مركبا يفسر ظاهراتها شديدة التعقيد. الثنائية تختزل تقييمات الإنسان البدائي للشخوص والظواهر والأحداث والمواقف. فهو إما يقدس او يشيطن، يصدق حتى الولاء، أو يكذب حتى الجحود، وما من موقف وسط، ولا من مواقف نقدية تفرز الايجابيات والسلبيات لدى تحليل الظاهرة الواحدة، أو شخصية بمفردها، أو المجموعة البشرية أو الحدث. وكل رؤية غير علمية تجد في ذاتها الحق المطلق ومن ثم ترفض النقد، فهو يخدش صحتها الإطلاقية.
تبسيط الحياة بهذه الشاكلة أقعد العرب والمسلمين عن احتواء مشاكلهم وتباينات اجتهاداتهم عبر التاريخ ، ما أوقعهم في فتن لم تزل تغذي القيم وتفرض المواقف في زمننا الراهن. يتحكم في السلوك البشري في زمن من تاريخه الجهاز الخاص بالانفعالات. ومع تطور الجهاز العصبي المركزي تطورت لدى مجتمعات شيئا فشيئا، بالتزامن والتفاعل مع التطور الاجتماعي، القشرة الدماغية التي يمارس الدماغ بواسطتها سيطرته على الجهاز الانفعالي. وحيث لم ينجز التطور الاجتماعي في المجتمعات العربية يقبع في منطقة اللاشعور الانفعالي الجمعي ذكريات حروب السلطة ضد "الخوارج"، وصراعات الفرق، والفرقة الناجية، ومخلفات حكم الشوكة الذي يصادر كل شيء ولا يقبل نقاشا ولا مساءلة. تطور لدى كل فرد جهاز انفعالي يحضن الفتنه، ما يزال هو الموجه للسلوك.
وحيث تزامن التطور البيولوجي للمخ البشري مع التطور الاجتماعي. ما يعني أن تطور السلوك من حالة الى حالة أرقى عملية نفسية ـ اجتماعية محكومة بقانون اجتماعي، فأن السلطة التي تتعامل بعلمية مع هذا القانون تنجح في نقل المجتمع الى حالة أفضل. كأنًْ يتطور النظام التربوي، كضرورة اجتماعية، من النقل والتقليد والتلقين إلى تربية التفكير والإبداع، يخلص الوعي الاجتماعي من التبعية الأصولية للماضي إلى وعي الحاضر، من اجل التحكم في المستقبل. ويتم التقدم متى يقتنع الجمهور بأن خططا عقلانية توجه مصيره، وليس من خلال التهييج الانفعالي. فحين تجاوز الأوربيون الاحتراب الطائفي بعد أن سيطرت القشرة الدماغية وظيفيا على الجهاز الانفعالي " حاضن الفتنه " ، نضجت لديهم شروط بناء دولة مؤسسات يسودها القانون ـ نظام الديمقراطية. كما نضج لدى الأفراد باعث السلوك الحضاري.
ببساطة نشأت مفارقة في الصراع لدائر على أرض فلسطين: تصدر إسرائيل الأزمات إلى الجوار العربي، معتمدة على سيكولوجيا التهييج، بينما الوعي العقلاني في إسرائيل يحول الممارسات العربية، الانفعالية غير المتعقلة ، أداة توحيد للجمهور الإسرائيلي حول أشد السياسات عنصرية وعدوانية.
في الدول المتقدمة التي خضعت لحكم المؤسسات والقانون، نجد سلوك الأفراد والحكام والممارسات الاجتماعية كافة محكومة بالعقلانية. قد تكون العقلانية عدوانية اغتصابية، لكنها تلتزم بالتخطيط والتنظيم طبقا لتفكير استراتيجي وخطة استراتيجية. التفكير يحلل الوقائع ويصنفها ويطرح البدائل، يدرسها ويقارن بين كل بديل وآخر ثم يختار نهجا عقلانيا واقعيا بدون نزوية ولا ذاتية، بل بناءً على ما يفرزه البحث الموضوعي الواقعي. التطور الاجتماعي، وبالذات الإنتاج القائم على استخدام العلم، والقوة الدافعة للبحث العلمي، عزز في الدماغ البشري عضوية تعزز الواقعية العملية، إذ مكنت العقل من كبح جماح الانفعالية. بينما لم تنضج في العقل العربي عضوية مثيلة، وإذا توفرت هذه لدى بضعة أفراد فإنهم لا يجدون لهم مقاما فيحسون بالغربة ـ خاصة إذا لم يدركوا أن نبوغهم ثروة وطنية تكرس لخدمة الواجب الوطني والقومي ـ ويهاجرون إلى حيث يجد نبوغهم مجال الاستثمار الناجع. السياسات الواقعية تحكمها استراتيجية وخطط عقلانية ناجمة عن تفكير استراتيجي يتناول التكتيك في ضوء الاستراتيجية ويرفع الشعار الملموس في الظرف الملموس. ليس صعبا تحقيق وحدة ما أو حكومة اتحاد وطني داخل إسرائيل، إذ يمكن للتفكير الواقعي الاهتداء إلى قواسم مشتركة. وبالمقابل استحال استمرار حكومة الوحدة الوطنية في فلسطين، كما تعذر تجنب الصراع الدموي رغم النداءات الواردة من القريب والبعيد تحذر من مؤامرة لتوريط الفلسطينيين في حرب أهلية!!
التطور الاجتماعي طور في ثناياه سلوك الفرد والدولة، بحيث أقصيت الانفعالات والنزوية من دائرة السلوك السوي والمسئول. وهذه الميزات قوانين ملزمة وليست مبادئ مستوردة "مخالفة للتقاليد والأعراف". المجتمعات العربية لا تعرف حكم المؤسسات والقوانين، وتدار قضاياها بالارتجال وبالانفعالات والنزوات المباغتة، فتبدو فوضوية متناقضة وبلا انسجام، تفرق ولا تجمّع. إن خطيئة السياسات التي أفشلت التنمية الاجتماعية لا تقتصر على إطالة أمد الفقر والتبعية في مجتمعاتها، بل أعاقت تطور حياة فكرية سليمة ونزيهة تلتزم بأحكام القانون، وبتعبير أخر تتقبل الديمقراطية وتشيعها. تجاهلت تلك السياسات أن توطيد دعائم الديمقراطية عبر إنتاج دولة مؤسسات تلتزم بحكم القانون يمر عبر تطور السلوك من الحالة التي يتحكم بها الانفعال الى الحالة التي يتحكم بها العقل في سياق الممارسات الاجتماعية. هنا يتجلى تقصير القوى الديمقراطية الفلسطينية والعربية، وهنا أيضا ينفضح رياء السياسة الأمريكية التي تود تصدير الديمقراطية من الخارج ولا تقرنها بتطور اجتماعي ركيزته الأساس تنمية الإنتاج الوطني.
عندما يدرك الفرد أن أمور حياته تدار وفق خطط عقلانية يعتريه استقرار نفسي. وكل فرد ينحو باتجاه الاستقرار النفسي. وإذا ما واجه الفرد أو المجموعة ظواهر وقوى لا قبل لهم برد شرها فإن الخيال يبتكر خرافة ما تشيع الاستقرار النفسي، لكنه استقرار وهمي لا يدرأ الخطر. فتقديم الضحايا وسيلة استرضاء لنهر النيل الثائر في فصل الفيضان لم يحل دون ثورات النيل الجارفة، لكن السد العالي شكم نزوات النيل. وقديما كثرت المزارات وطرق الشعوذة اتقاء لمرض ودفعاً لمصيبة. وما أكثر الشعوذات السياسية والاقتصادية التي ترسي استقرارا نفسيا زائفا. الاستقرار النفسي الحقيقي يتحقق إثر التخلص من التشوهات النفسية بفضل التدين المتزن غير النفعي أو بتأثير الثقافة واكتناز الخبرة الاجتماعية من خلال الممارسة في ظروف انسجام المصلحة الفردية مع مصلحة المجتمع، حيث تتكئ تصرفات الأفراد على نوازع العقل والشرف والضمير. ويولد الاستقرار النفسي فضائل التسامح والنزاهة والواقعية وحل الخلافات وفق منطق القانون. وهذا أحد الأوجه الناصعة لحضارة الرأسمالية، يقابله الوجه البشع الذي تمليه المصالح غير المشروعة، والذي ابتلينا بشروره.
فهل يمكن تطوير منهجية علمية وواقعية سياسية توجه الممارسات الاجتماعية للمجتمعات العربية تنجزها القوى الديمقراطية ، تنتزع من خلالها الحق بالتنظيم الديمقراطي للفعاليات المدنية ، وإرساء قيم الديمقراطية في عمل المؤسسات والجمعيات والمنظمات؟ ألا تراكم العمليات التعبوية والأنشطة التربوية المتفاعلة مع الممارسة العملية فرصة تحويل الجماهير إلى فاعل واع في عملية التغيير التقدمي مدرك لوره التاريخي؟ هل من المستحيل فرض نظام تربوي ينهض بمهمة تربية التفكير والإبداع وينمي روح المبادرة بدل تربية الوعي الأصولي عبر التعويد على النقل والتقليد ؟ والاستطراد في هذا المجال يطول، ومن الأفضل أن يكون موضوع صلة لاحقة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل : وقائع التاريخ تنقض الإيديولوجيا
- نظام شمولي محكم يسود الولايات المتحدة الأمريكية
- المحافظون الجدد ينتهكون حرمة الحياة الأكاديمية
- تمويه سياسات التوحش بالتبذل الإيديولوجي
- حكم القانون
- من المتآمر في تفجيرات نيويورك
- اكتوبر شمس لا تغيب - مبادئ أكتوبر شبكة الإنقاذ من وحشية العو ...
- ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - بعض ظاهرات الإعاقة في الحياة العربية