أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية














المزيد.....

الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية


هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 01:24
المحور: كتابات ساخرة
    


وقعت هده الأيام، كما العديد من المغاربة في حيص، بيص ، حول من أصدق أتصريح الوزير الأول أمام البرلمان ، الدي جاء فيه أن النمو الاقتصادي برسم هده السنة سيصل الى 6.8 في المائة أم تصريح المندوب السامي للتخطيط السيد الحليمي الدي دكر فيه للصحافة ، أن معدل النمو لن يتجاوز هده السنة 3.5 الى 4 في المائة كأقصى تقدير.

ولأني لا أولي عادة أهمية للأرقام و البيانات الحكومية ، وبعيداعن الحسابات الضيقة ، أوزعت الأمر في ما اختلف عليه بين الوزيرين ، لمجرد فروقات في شبكات الأعصاب الدماغية لديهما ، والتي اكتشف الباحت شاروت مؤخرا أنها مسؤولة عن زيادة ، أو نقص ، جرعات التفاؤل ، و اختلافها بين بني البشر. و بعد مقارنة صورتي الوزيرين ، اتضح لي وبدون اخضاع الحالتين الى عملية الرنين المغناطيسي ، أن دماغ الوزير الأول عباس أتخن ، وأوسع ، من دلك الدي يتمتع به الحليمي .و عندما تفرست بعناية ملامح كليهما ، ظهر لي و الله أعلم ، أن وجه وزير التخطيط تغزوه تجاعيد ، و خطوط ، مما يوحي أنه يعاني من عوارض كآبة شديدة ، تجعله يتخيل ، هو وطاقمه الوزاري في التخطيط أمورا سيئة ،غاية في التشائم ، على عكس عباس، وان كان قصير رقبة ، صغير قامة ، فوجهه المستدير ، و خفة حركته ، يجعل منه شخصا ما شاء الله عليه كله شباب و حيوية ، يموت في الوزارة ، و حيموت فيها لا قدر الله ،طبعا من باب التفائل .

في جديد التفاؤل الحكومي ، و الفعالية الانتاجية ، و البرامج التنموية ، و الحكامة الجيدة ، و لا ننسا التنمية البشرية ، قامت الحكومة بتدشين عصرها الزاهرهده الأيام بأكبر وليمة سلخ لظهور المعطلين بهراوات ، و ان كانت في مجملها مستوردة فان السلخة لم تخطأ موعدها ، وأتت كالعادة من كرم محلي أصيل، من شعار خليك متفائل، و الا وسعنا أعصاب دماغك بالهراوة.

وكانت النتيجة سقوط 100 ضحية من حملة الشواهد العليا أمام البرلمان المحترم كسور، رضوض، جروح.... طبعا هدا الورش التنموي ،عفوا هدا الوتش الهلكوي الهائل، لم تبته قنوات المخزن الفكهانية، كالعادة ،و حرمتنا من الاستماع الى مسقط الطائرات وهو يصرخ في الميكروفون هاهم أبناء الشعب المغربي ياسيدي ،هاهم من كل حدب، وصوب، ينسلون في بلد النماء ،و المسيرة المغنفرة ،هاهم يأكلون، و يتكربعون، في وطنهم الزاهر. وتختم النشرة بمقطع من عيطة مرساوية ياك ساكونا للزيتون، و ياك تما وقع الريتون، لي تهرس ها لكرارس، و لي تاعما يبقى تما .

و في دلكم تكون الحكومة ،أمنا الغولة، قد اهتدت الى أنجع وسيلة لمحاربة العطالة فبدل محاربة البطالة، ينبغي القضاء جملة، وتفصيلا ،على المعطلين، يعني ضرب عصفورين بهراوة واحدة . وهدي هي الديموقراطية الحقيقية.

الابداع الشيق الدي لا يخطرعلى بال الداهيات ،و الأرطبونات، من عصرنا أن حكومة العبابيس، اهتدت هده المرة الى طريقة سينيمائية لافراغ الملفات المطلبية لحاملي الشواهد العليا بالمغرب، عبر خلق مجموعات وهمية، من المعطلين، و الالقاء بها الى الشارع للاحتجاج المسرحي. وهكدا و كما ترون بالعين المجردة فبدل خلق فرص للشغل، و العيش الكريم، الدي ضاق في هده البلاد الشعراتية، أضحت أمنا الغولة ،تخرج من مصانعها ماركات مسجلة، قابلة لتأدية، دور الكومبارس من معطلين، وهميين، متلما كانت بالأمس، والى اليوم، تخلق أحزابا و نقابات، وهيئات، وزعامات، وهمية. بدأت أشك على رأي أم كلتوم أن نفتح عيوننا دات صباح ،على دولة، كل شيئ فيها وهمي، فنمسي متل أليس في بلاد العجائب . شي ما عارف شي.

على دكر المسرح وبينما، و أنا أتابع دات ليلة بروتوكول تعيين الحكومة ،على الشاشة، ادا بجدتي تصيح و هي عادة، لا تتدخل في متل هده الأمورسائلة: ياه ياك هي هادي أوليدي، ديال أناري جابها فراسو؟ وهي تعني بدلك السعدية قريطيف، أو تورية جبران، المسرحية ، و زيرة التقافة المعينة في حكومة عباس،و كانت هده الأخيرة اشتهرت في أواسط التمانينات باشهار ضد حوادت السير، يظهر فيها سائق متهور، و هو يرطتم بسيارته بحائط بعد انفلاتها من طريق شبيه بمنعرجات تورا بورا الأفغانية، بعدها تصرخ تورية واناري جابها فراسو . حمدت الله حينها كتيرا لأن جدتي لازالت لها داكرة قوية ،وجينتنا التي تمتد اليها في منأى عن الباركنسون ،و تعاطفت في الآن نفسه مع تورية، و هي القادمةالى وزارة التقافة بديبلوم مسرح، و لا تكاد تفهم من دهاليز السياسة ،غير مشاركتها في حملة الهمة الانتخابية و هدا هو الأهم .

و فيما جدتي تتفحص على الشاشة، و جوه البقية من الوزراء ،وهي بالكاد لا تدري ما الموضوع، و ما ان تفرست جيدا وجه السعدية أردفتني بالسؤال: ياكما شي كسيدة هدي عاوتاني ؟

أجبت مبتسما في خاطر خواطري : بالفعل هي كدلك ياجدتي، لكن هده المرة الشعب هو لي جابها فراسو كالعادة، واعتقواا الروح، زيدو أسيادي .



#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارلوس شايل سيفو..على قفانا ..أي أي
- زمن الهشك بشك الإعلامي أذرع الموساد تصل جريدة المساء
- عباس و حكومة الترفاس
- انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 2
- روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 1
- لكل طاغوت تابوت
- يا قماع شد قمعك علينا
- أنا وخالتي و العقيد
- المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
- !! الديمومخزانية
- مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ ...
- الإرهاب و الضباب
- عمو صالح ومن يربح المليون؟
- ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
- قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
- الزمن المغربي
- مظالم بنون النسوة
- نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
- عزاء لغرقى بوجدور


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هشام الصميعي - الوزير متفائل و الشعب متشائم و جدتي معجبة بالسعدية